التزلج في السماء عبر خيوط رفيعة من الحرير

مهرجان دبي للطائرات الورقية.. تسوَّق بعينيك

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الحياة صور ومشاهد تأسر العيون فتتسوق منها ما تجد فيه إضافة لمخزون ذكرياتها المرئية، وعلى شاطئ جميرا ترسم مئات الطائرات الورقية لوحات فنية إبداعية في عرض مفتوح في السماء على مدار 3 أيام، لإمتاع أعين زواره القادمين من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجربة فريدة للتسوق في دبي.

انطلقت أول من أمس فعالية «مهرجان دبي الدولي للطائرات الورقية»، إحدى فعاليات مهرجان دبي للتسوق، الذي يمتد على مدى 3 أيام على شاطئ جميرا 3، وسط أجواء من الفرح والبهجة، هي القاسم المشترك في جميع فعاليات المهرجان في عامه الـ20.

وتعد الطائرات الورقية من الأنشطة التي باتت تحظى بشعبية كبيرة في الآونة الأخيرة بين الصغار والكبار، إذ تتبارى الفرق ضمن بطولات دولية على أفضل الأشكال للطائرات، والأكثر قدرة على التوجيه والتحكم بحركة الطائرة في الهواء.

وتميزت الطائرات الورقية التي تم إطلاقها في سماء جميرا، بألوانها الزاهية وأشكالها المميزة، التي تنوعت بين أشكال الأحياء البرية والبحرية مثل التماسيح والحيتان والأسماك والطيور، وتزينت بعضها الآخر بأعلام بعض الدول، ولم يغب الشكل المثلث التقليدي للطائرة الورقية التي عرفناها منذ الصغر.

أنشطة متنوعة

وشارك في الفاعلية، التي تعد الأكبر على مستوى المنطقة، أكثر من 80 مطيراً للطائرات من 25 دولة من مختلف أنحاء العالم، وتم إطلاق أكثر من 1000 طائرة ورقية بأحجام وأشكال مختلفة على مدار الـ3 أيام.

وتوقع القائمون على المهرجان أن يستقطب نحو 15 ألف زائر خلال الـ3 أيام، إذ يتضمن المهرجان إلى جانب إطلاق الطائرات في الهواء، ورش عمل لتعلم كيفية تصنيع طائرة، وأيضاً فقرات غنائية وراقصة على المسرح المفتوح المقام على الشاطئ.

إلى جانب ممارسة نشاط ركوب الأمواج باستعمال الطائرات الورقية، وعرضاً ليلياً للطائرات الورقية باستخدام الليزر، إذ تم إطلاق عدد من الطائرات المزينة بأضواء الليزر ليلاً، كما كان هناك العديد من الفعاليات والأنشطة الممتعة على الشاطئ مثل الرسم على الوجوه، والبالونات الغريبة، وفناني الرسم، والتصوير الفوتوغرافي الفوري، وساحات الطعام، ما يجعله يوم مرح عائلي مثالي.

وشهد اليوم الافتتاحي لمهرجان دبي الدولي للطائرات الورقية العديد من الأنشطة الترفيهية وخاصة تلك الموجهة للأطفال، حيث قدمت فرق استعراضية وشخصيات كرتونية عروضاً متنوعة على المسرح بمشاركة أعداد كبيرة من المتواجدين والأطفال، كما قامت الفرق المشاركة في المهرجان باستعراض لها في المكان وسط تصفيق وحماسة من قبل الجميع.

قالت حنان أحمد الحمادي، مسؤولة العلاقات العامة في شركة «كلاسيك كونسيبتس»، وهي الشركة المنظمة للفاعلية، إن المهرجان الذي يندرج تحت فعاليات مهرجان دبي للتسوق، يعد الأكبر، إذ تم تنظيم فاعليات مماثلة من قبل إلا أنها لم تكن بالحجم نفسه من حيث المشاركة من اللاعبين وأعداد الطائرات.

وأضافت أن اليوم الأول للمهرجان أطلق أكثر من 100 طائرة في الصباح، إلى جانب أعداد أخرى من الطائرات المضيئة بالليزر، التي تم إطلاقها ليلاً على أنغام موسيقية ممتعة للزوار.

وأوضحت أن الإعداد للمهرجان استغرق نحو 7 أشهر لتجميع أفضل الفرق من دول العالم والاستعدادات اللازمة للحدث، فضلاً عن أن المهرجان سيشهد محاولة لتحطيم رقم قياسي عالمي جديد بمساعدة أكثر من 15,000 مشارك سيقومون بـ«تطيير» طائرات ورقية في الوقت نفسه في 15 موقعاً أو أكثر في دبي.

وتابعت، إن المهرجان سيتم تنظيمه بشكل سنوي، نظراً للنجاح الكبير الذي حققه والإقبال الذي وجده من قبل الزوار، فضلاً عن جو البهجة والمتعة الذي ينشره بين المشاركين.

وجاءت الفاعلية تحت إشراف الرابطة الدولية للطائرات الورقية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقال ديفيد جامبرج، رئيس الرابطة، إن المهرجان تم تنظيمه بشكل رائع، فضلاً عن أنه يضم أفضل 80 فرقة في العالم.

قطع فنية

وتابع، إن مطيري الطائرات الورقية يتعاملون مع طائراتهم باعتبارها قطعاً فنية، وهو ما ينعكس على جمال مظهرها وتفاصيلها، والشكل الذي يقومون بتطييرها به.

وأضاف أن نشاط الطائرات الورقية ليس رياضة بالمعنى الحرفي أكثر من كونه نشاطاً ترفيهياً يبرز إمكانية اللاعبين في التحكم في طائراتهم أو قدرتهم على جعل أحجام ضخمة من الطائرات في التزلج بالسماء عبر خيوط رفيعة.

وأكد أن العروض التي يقدمها مهرجان دبي للطائرات الورقية، تعد الأكبر على الإطلاق إذ تضم فرق التحكم في الطائرات وأيضاً تضم أحجاما ضخمة، إلى جانب العروض الراقصة للطائرات على أنغام الموسيقى، وهي توليفة شاملة لهذا النوع من النشاط، موضحاً أن الطائرات يتم تصميمها وصناعتها من قبل مطيريها.

وتابع أنه مشارك بطائرتين على أشكال لعب أطفال، بأطوال 3 أمتار تقريباً لكل طائرة.

وقال، إن المشاركين من دول شمال وجنوب أميركا وأيضاً من دول أوروبية، ومن اليابان وعدد من الدول الآسيوية من ماليزيا والهند وإندونيسيا، إلى جانب فريق من الكويت. وأكد على أن المهرجان يهدف إلى إسعاد الآخرين، إذ تعكس ابتسامة الزوار النجاح الحقيقي للمهرجان.

وتابع أنه قام بزيارة دبي 3 مرات، وأنه في كل مرة تبهره بالتقدم والتميز الذي تحققه كل عام عن العام السابق له.

ملوك السماء

ومن بين الفرق المشاركة، تمتع الفريق الياباني بأداء مميز، إذ اعتمد العرض الذي قدمه على توجيه سرب من الطائرات الورقية ليقوم بأشكال أقرب إلى رقصات «باليه» بالسماء.

وقال ياماشتا توشيا، رئيس الفريق الياباني، حامل بطولة فرنسا للطائرات الورقية 2008، إن اسم الفريق «إير ريكس» يعني باليابانية ملوك السماء، لافتاً إلى أنهم يمارسون هذا النشاط منذ 1996، ويعتبرونه أقرب إلى التزلج في السماء عبر الطائرات الورقية.

وأضاف أنهم قاموا بتعديل بعض أشكال الطائرات لديهم لإضافة خطين للتحكم بدلاً من واحد وذلك لمزيد من التحكم للوصول إلى حركات أكثر دقة للطائرة في السماء، وتناغم أعلى لسرب الطائرات التي يقوم الـ6 أفراد بالفريق في إطلاقها في الهواء.

وتابع أنها المرة الأولى لهم لزيارة دبي، إلا أنهم وجدوها مبهرة سواء على صعيد الترحاب الشديد من قبل أهلها للزوار إلى جانب تنوع أماكن الترفيه التي يمكن زيارتها بالإمارة.

أطول طائرة

ومن جانبه، قال طارق صدق حسن، رئيس الفريق الكويتي المشارك بالمهرجان، إنهم يمتلكون أكبر طائرة ورقية في العالم بحجم 1050 متراً مربعاً، التي لم يستطيع أحد حتى الآن كسر حاجز هذا الرقم في العالم، وتابع أن المهرجان قدم فرصة مميزة للمشاركين في استعراض مهاراتهم سواء في التحكم أو حجم الطائرات.

وأضاف أن صعوبة طيران طائرة بهذا الحجم يكمن في المساحة التي تطلبها والمحيط الأمن من حولها وهو ما يتطلب استعدادات عديدة، مشيراً إلى أنهم قاموا بالمشاركة بأكثر من 15 دولة بالعالم في بطولات الطائرات الدولية، التي بدأت تشهد تطوراً سواء من حيث أعداد المهتمين أو تباري المشاركين في أشكال وألوان الطائرات.

وأشار إلى أن تلك الهواية تعد من الهوايات المكلفة، إذ يتم تصنيع الطائرات من أنواع فاخرة من الحرير، فضلاً عن استيراد الحبال التي تشكل هيكل الخيوط للطائرة من دول محددة تشتهر بتصنيع هذا النوع من الخيوط من الحرير، لافتاً إلى أن أسعار الطائرات قد تبدأ من ألفي دولار، وقد تصل إلى أكثر من 60 ألف دولار في بعض الأحيان.

وأوضح أنهم يعملون على كسر الرقم القياسي لطائراتهم بطائرة أكبر بنحو ضعف الحجم، لافتاً إلى وجود عدد من الفرق العربية الميزة عالمياً في هذا المجال، من الكويت وقطر ولبنان.

ثقافة البهجة

«20 عاما من الفرحة» ليس مجرد شعار لمهرجان دبي للتسوق، وإنما هو ثقافة وأيديولوجية يقوم عليها المهرجان، ليخرج مفهوم التسوق من المعنى المباشر له، إلى مفهوم أشمل وأعم قدمه لزواره على مدار الـ30 يوماً السابقة في أشكال مختلفة من الفعاليات المميزة على الشواطئ وداخل المراكز التجارية، وفي الحدائق العامة، في أغلب شوارع الإمارة.

 ويعد مهرجان الطائرات الورقية من أكثر الفعاليات المميزة، التي شارك فيها كل أفراد الأسرة.

ويحظى مهرجان دبي الدولي للطائرات الورقية دعماً من قبل مهرجان دبي للتسوق، وبلدية دبي، ورابطة الطائرات الورقية الأميركية، وغومبيرغ الدولية، لضمان نجاح الفعالية، في حين تنظم الفعالية شركة إدارة الفعاليات المنظمة «كلاسيك كونسيبتس».

Email