مقيمة في ثياب سائحة تكشف معالم مدينة الأحلام

مهرجان دبي للتسوق نوافذ للسعادة على عالم يزداد إشراقاً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدار سنوات طويلة منذ 14 عاماً تقريباً عندما خطت قدمي أرض الإمارات قادمة من قلب صعيد مصر حلمت بالكثير، وكبرت أحلامي حققت بعضها ولازلت أنتظر النسخة الأخيرة من متجدد كل يوم، تعلمت الكثير وأهم ما تعلمت فن التعامل مع الآخر بغض النظر عن هويته.

ومنذ أن انطلق مهرجان دبي للتسوق "نافذة السعادة على عالم مشرق"، هذا العام قررت أن أعيش تجربة غير تقليدية وفكرت ملياً واستقررت بعد انعقاد المجلس العائلي أن أتخلى لمدة ثلاثة أيام عن كوني مقيمة في دولة الإمارات وأعمل في مدينة دبي واحاول أن أرى الإمارة بعين السائح أو الزائر وبالفعل حصدت الفكرة إجماعاً عائلياً وبدأت الرحلة التي خلت من الطائرة إلا أنها استبدلت بوسائل نقل أخرى، وكانت ضمن أهم البنود العيش وفقاً لميزانية محددة سلفاً والسعي لعدم كسرها.

بدأت الرحلة بالبحث على الإنترنت عن عروض الفنادق وأثناء ذلك تعرفت على عدد غير محدود ومخيف عن فنادق ومنتجعات ومطاعم لم أسمع عنها من قبل موجودة في دبي ولا يفصلها عن مقر عملي سوى دقائق معدودة، وشعرت أنني بدأت أجني حصاداً وفيراً في رحلة السياحة إلى دبي، حجزت ثلاثة أيام في فندق بالقرب من إحدى محطات المترو في شارع الشيخ زايد، بعد أن قررنا التخلي عن السيارة نهائياً في الانتقالات.

حزمنا الحقائب والحماس يملأ كافة أفراد الاسرة وسافرنا من الشارقة إلى دبي بالتاكسي إلى محطة مترو القصيص وبدأت الرحلة عبر مترو دبي وشراء كارت يكفي لثلاثة أيام لضمان التنقلات، وكانت تجربة ممتعة علماً أن لي أكثر من 100 صديق وصديقة على الأقل لم يجربوا حتى الآن مترو دبي، ووصلنا إلى المحطة القريبة من الفندق وكانت الرحلة ممتعة في مشاهدة معالم دبي من نافذة المترو، الجميع مستمتع وبدت بوادر نجاح الرحلة على وجوه الأبناء خاصة أصغرهم.

وصلنا إلى الفندق واستقبلنا الجميع بابتسامة بدءاً من الحارس الذي فتح لنا الباب ومروراً على موظف الاستقبال وحصولنا على مشروب الترحاب مجاناً، وبدأ الفندق في أبهى حلته مع احتفالات الكريسماس وتزامنها مع احتفالات مهرجان دبي للتسوق، وعرضنا الحجوزات على الموظف الذي راح يسألنا عن الإقامة ويمازحنا في سبب هذه الرحلة إلا أنه أكد أن عدداً ليس بالقليل من المواطنين والمقيمين من الزوار الدائمين للفندق نهاية الأسبوع للحصول على قسط من الراحة.

استقبال

استلمنا الغرف التي كانت تطل على شارع الشيخ زايد بالقرب من مول الإمارات والابتسامة لا تفارق الموظفين ولا تفارق شفاهنا شعرت أنني حرة أتمتع بكامل أهليتي السياحية في جو من الامن والامان لا يمكن إيجاد مثيله في اي مكان آخر في العالم، اجتمعت الأسرة على المائدة المستديرة لوضع برنامج الرحلة وليتم اختيار أماكن وطريقة حياة تختلف عن الأيام العادية لنهاية الأسبوع، ووضعت مقاليد الخطة في يدي بعدما تم الاطلاع على كتيب عن السياحة في الامارات وكان بمثابة الدليل المنقذ، بالإضافة إلى الخدمة السياحية التي قدمها الفندق ومنها حجز في الباص العجيب ورحلة سفاري واستمتاع بالمساج وحمام السباحة في الطابق 25 والذي يطل على برج العرب في لوحة بانورامية فريدة.

مر اليوم الأول في الاسترخاء وفي رحلة قصيرة لشاطئ الجميرا بالقرب من برج العرب، والتي حفلت بنزهة في ترام دبي وتوجهنا بعدها إلى دبي مول لتجربة التزحلق على الجليد، كما تضمنت فرصة الاطلاع على فاعلية «حاويات الأزياء الفريدة» في وسط مدينة دبي ومن ثم العودة مجدداً إلى الفندق، وفي المساء كانت حفلة خاصة للمطرب المصري سعد الذي حل ضيفاً على أحد مطاعم الفندق وكانت مجانية للنزلاء وهذا ما ميزها.

جاء اليوم الثاني ببرنامج حافل وتضمن حضور عرض السنافر في الصباح الباكر في مركز دبي التجاري العالمي، وبعدها توجهنا بباص هيئة الطرق والمواصلات إلى حديقة زعبيل لعروض المغامرات الخطرة التي كانت من أروع العروض والتي أثرت اليوم كثيراً وجعلت منظومة السعادة تكتمل لدى أفراد الأسرة، وبناء على طلب الجميع تم التوجه إلى ابن بطوطة مول لقضاء باقي اليوم خاصة أنها الزيارة الأولى له ولم نتكبد عناء البحث عن فاعليات فكافة أرجاء المول تعلن البهجة وصادف وقت وجودنا عرضي كرنفال المهرجين والكمان الاكروباتي ثم جلسة الغذاء لاستكمال الرحلة.

فاعليات

لا تمر دقيقة علينا في دبي إلا ونكتشف أشياء جديدة عن فاعليات مجانية تقام هنا وهناك وتتمتع بسمعة وشهرة عالمية قد لا يتيح للجميع رؤيتها في أي مكان آخر وإذا توفرت فالثمن سيكون مرتفعاً، وجاء اليوم الثالث والجميع يشعر بالحزن الداخلى لانتهاء الرحلة ولسان حالنا يريد التمديد إلا أن هذا اليوم تم التخطيط له ليكون مثل السنة الكبيسة فلم نرغب في هدر الثواني وراحت الطلبات تتوالى في الحصول على المزيد من البهجة والفرح

مدينة مبهرة

تضيف المقيمة: لم تكن تلك الرحلة عادية وكانت بمثابة غوص في أعماق مدينة أبهرتني كثيراً ومازالت تبهر العالم، أهم ما يميزها روح الرضا وحب العمل التي تشعر بها ضمن ابتسامة أو تحية أو عند الحصول على وجبة أو كوب ماء، أمن وأمان لا يمكن تقديرهما بثمن ولا يعرف قيمتهما إلا من حرم منهما، استعداد تام لتلبية الطلبات دون وجود متسولين أو انتظار في الحصول على مقابل، بشاشة وحسن تعامل وزخم غير طبيعي في مدينة قد لا تكون مساحتها كبيرة إلا أنها تضم العالم بين أحضان حانية ترحب بالجميع.

Email