الإمارات تؤكد حضورها الفاعل محلياً وعالمياً خلال 2014

الطلب العالمي على النفط مستمر بنمو 1.5% سنوياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد العام الحالي 2014 تطورات متسارعة في صناعة النفط على المستويين المحلي والعالمي وكان لدولة الامارات مواقف مهمة على هذين الصعيدين كونها من أبرز الدول المنتجة والمصدرة للبترول ومن خلال عضويتها في منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك.

وتوقع معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة أن تساهم مشاريع الطاقة المتجددة بنسبة 5%من الاستهلاك بحلول عام 2020.

وكان من أبرز التطورات المحلية والعالمية التي شهدتها صناعة النفط والغاز في هذا العام هو التراجع الواضح في أسعار النفط العالمية ونجاح دولة الامارات في استضافة مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي عام 2019 واستضافة مدينة دبي في الفترة من 26 الى 28 سبتمبر المؤتمر والمعرض الفني السنوي لجمعية مهندسي البترول للعام 2016 وعقد الدورة الــ17 لمؤتمر .

ومعرض أبوظبي الدولي للبترول والغاز «اديبيك ــ 2014» الذي سجل رقما قياسيا في عدد الشركات المشاركة والمساحات التي شغلها والتكنولوجيا المتقدمة التي اجتذبها والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعت خلاله، إضافة الى استمرار شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في تنفيذ مشاريعها في مجال صناعة النفط والغاز التي تزيد قيمتها على 70 مليار دولار.

وقد رسم المزروعي موقف دولة الامارات من مختلف هذه التطورات وخصوصا لجهة التراجع في أسعار النفط العالمية فأكد معاليه في كلمته الافتتاحية لمؤتمر الطاقة الذي نظمه مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في دورته العشرين في 18 نوفمبر 2014 ان استقرار اسعار النفط يعتبر أمرا أساسيا لضمان توفير الاحتياجات العالمية المستقبلية من النفط وذلك نظرا للطلب العالمي على النفط والغاز وما يتطلبه ذلك من استثمارات ضخمة.

وقال معاليه في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الذي عقد تحت عنوان «الاتجاهات المستقبلية للطاقة..

الابتكار والأسواق والجغرافيا السياسية»: نحن في دولة الامارات سوف نستمر في استثماراتنا لتلبية الطلب العالمي على النفط بغض النظر عن الانخفاض الحالي في الاسعار وسوف نستمر في العمل مع منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» على توازن العرض والطلب ولا نرى أن يتم تسييس مسألة أسعار النفط والغاز.

ولفت معاليه الى أن الطلب العالمي على النفط والغاز مستمر ويتراوح بين واحد و1.5 في المئة سنويا كما أن الطلب المحلي على تلك المصادر في تنامٍ مستمر.

وقال: لذلك قمنا في دولة الامارات بالاستثمار لرفع قدرة الدولة التصديرية الى مستوى 3.5 ملايين برميل من النفط في اليوم بحلول عام 2017 مستثمرين في تلك المشاريع ما يزيد على 70 مليار دولار.

وأضاف أن الانخفاض الحالي في الاسعار لن يكون في صالح استمرار الاستثمارات من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع النفط والغاز خصوصا في النفط الصخري نظرا لارتفاع كلفة الانتاج.

الإمارات نموذجاً

وقال إن الطاقة وخصوصا مصادر الطاقة الأحفورية كانت ولا تزال العامل الرئيسي لتطور الاقتصاد العالمي سواء كان في الدول الصناعية الكبرى أو الدول النامية ونحن في دولة الإمارات نقدم نموذجا لذلك التطور الاقتصادي الناتج عن الاستخدام الامثل لمصادر الطاقة وتسخيرها لبناء اقتصاد مستدام.

ولفت الى أن الدول وخصوصا الدول الاقتصادية العظمى تضع تأمين توفر مصادر الطاقة على رأس قائمة أولوياتها لما لها من دور في استدامة تلك الاقتصاديات وضمان استمرارها.. وأن من أهم استراتيجيات الاستدامة في مجال الطاقة أن يكون هناك تنوع متزن للمصادر حسب توفرها وجدواها الاقتصادية بالإضافة الى اعتبارات التلوث المصاحب لها وما له من أثر على تغير المناخ.

وأكد معاليه أن دولة الامارات وبفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

والمتابعة المستمرة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة وضعت أسسا للتخطيط السليم لقطاع الطاقة وهو ما سيمكننا من التعامل مع التحديات المستقبلية ويؤمن لنا نموا اقتصاديا مستداما.

وقال إن من أهم الأسس التي تم اعتمادها هو التنوع في مصادر توليد الطاقة، فنحن نهدف لاعتماد ثلاثة مصادر رئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية في الدولة التي ينمو الطلب عليها بواقع 6 في المئة سنويا، مشيرا الى أن الغاز الطبيعي سوف يستمر كمصدر رئيسي لتوليد الطاقة بواقع لا يقل عن 70 في المئة عام 2020 متبوعا بالطاقة النووية والتي سوف تساهم بنسبة 24 - 25 في المئة..

ونتوقع ان تكون مساهمة الطاقة المتجددة بحدود 5 في المئة.

وأوضح أنه نظرا لما يشكله الغاز الطبيعي من نسبة في سلة الطاقة في دولة الامارات تم اعتماد ثلاثة مصادر لتوفير هذا الغاز وهي الغاز المنتج محليا والغاز المضغوط المستورد عن طريق الخطوط البحرية والغاز الطبيعي المسال.

الاحتياجات المستقبلية

ولفت معاليه في هذا الصدد الى بعض المشاريع التي تنفذها الدولة في مجال تلبية الاحتياجات المستقبلية للنفط والغاز ومنها الاستثمار في مشاريع تطوير حقول الغاز الحامض غير التقليدية .

والتي تعتبر الاكبر عالميا وفي مقدمتها مشروع حقل شاه الذي تديره شركة الحصن والاستثمار في توسعة مصفاة الرويس بواقع 415 ألف برميل في اليوم والتي سوف ترفع الطاقة التكريرية للدولة لما يزيد على مليون برميل في اليوم لإمداد السوق المحلي وكذلك رفع نسبة تصدير المنتجات البترولية.

وأكد معالي وزير الطاقة أن دولة الامارات لها نظرة متفائلة تجاه مساهمة الطاقة المتجددة والطاقة النووية كونهما مصادر نظيفة للطاقة..

مؤكدا أن مشروع دولة الامارات للطاقة النووية السلمية يعتبر مرجعا عالميا ومثالاً يحتدى به في الشفافية وسرعة التنفيذ.. وسوف يساهم هذا المشروع بخمسة آلاف و600 ميجاوات/ ساعة وسوف تشكل 24-25 في المئة من استهلاك الكهرباء في الدولة عام 2020.

كما أكد معاليه أن دولة الامارات تعتبر أحد المستثمرين الرئيسيين في مشاريع الطاقة المتجددة سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.

استراتيجية بعيدة المدى للطاقة

قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة: نحن في دولة الامارات نؤمن بأن التخطيط السليم ووضع استراتيجية بعيدة المدى للطاقة سوف يمكننا من المحافظة على النمو الاقتصادي والاستمرار كأحد المنتجين الموثوقين في العالم.

لافتا الى أنه من هذا المنطلق أوكل لوزارة الطاقة أن ترسم تلك الاستراتيجية بالتعاون مع كافة المؤسسات المحلية والاتحادية في الدولة ونتطلع لبناء استراتيجية متنوعة ومستدامة تساهم في المحافظة على البيئة وفي حفظ المصادر من الهدر.

ونوه بجهود الدولة للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، لافتا الى ان شركة أدنوك تقوم بالتعاون مع شركة «مصدر» بمشروع التقاط وتخزين غاز ثاني أوكسيد الكربون من بعض مصانع الحديد وحقنه في بعض الطبقات المنتجة وذلك للتخلص من أثره البيئي وتحرير الغاز الطبيعي الذي يستخدم عادة في رفع الضغط في المكامن.

Email