اختتام فعاليات منتدى بواو الآسيوي في دبي

فرص تعاون بين الإمارات والصين وتكامل مع آسيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الخبراء المشاركون في ختام فعاليات «مؤتمر التعاون المالي لمنتدى بواو الآسيوي» أمس والذي استضافته حكومة دبي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، ضرورة تعميق الحوار حول تمويل مشاريع البنية التحتية والإنشاءات، والتوجهات السائدة في إمدادات الطاقة والطلب عليها، وعلاقات التعاون بين الصين ودولة الإمارات، وتضافر الجهود لإنشاء نظام مالي آمن وسليم وعالي الكفاءة في آسيا.

وتضمن المؤتمر نقاشات مثمرة على مدى يومين بشأن تعزيز جهود التعاون المشترك لضمان تكامل آسيا مع الاقتصاد العالمي.

متابعة حثيثة

وأكد شيو يانغ، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد بحوث منتدى «بواو» الآسيوي تزايد أهمية دبي لدى الصين عبر السنوات الأخيرة، ومتابعتها الحثيثة لتقدمها الذي أنجزته في التقدم العمراني الملحوظ، والتطور الكبير في البنية التحتية، ما بوأها مركزاً إقليمياً وعالمياً حيوياً مما يجعلها محوراً مهماً في ما يعرف بطريق الحرير والذي لطالما سلكه الصينيون منذ القدم بغرض التبادل التجاري التقليدي، أما اليوم فنرى دبي تحتل مركزاً يدعونا للنظر في النقاط الاستراتيجية لتطوير علاقاتنا وشراكتنا عبر سلسلة من المشروعات المتتالية والمستمرة بين حكومتي كل من دولة الإمارات والصين، فالموقع الذي تحتله دبي يجعلها نقطة رئيسية في أي مبادرة شراكة استراتيجية لمشروعات الإنشاء والتعمير والبنى التحتية للصين في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

واستناداً إلى الأهمية التاريخية لطريق الحرير أعرب يانغ بأن التعاون التجاري والاستثماري بين دبي والصين سيشهد نمواً كبيراً يزيد من الأهمية الاستراتيجية لطريق الحرير مما سيرفع درجة التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأضاف يانغ أن الصين حققت في السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة في مشروعات البنى التحتية على المستويين الآسيوي والعالمي، وكذلك الحال مع دولة الإمارات عامة ودبي خاصة، حيث حققت نجاحات مماثلة في بنيتها التحتية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكلا البلدين لديه تجربة وخبرة في هذا المجال، وهما تجربتان مختلفتان، لذا يجب على الصين استخلاص الفائدة من التجربة الإماراتية والتعرف بشكل أكبر على السر وراء نجاح دبي وتميزها وانتقالها من مدينة بسيطة في الماضي القريب إلى مدينة تضاهي المدن العالمية وتتفوق عليها في تقدمها العمراني والحضاري.

كما دعا يانغ إلى تبادل الخبرات الثنائية في مختلف المجالات والقطاعات ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين، والتي لا تقتصر على التعاون الاقتصادي فقط بل تطال القوانين والتشريعات والسياسات المعمول بها في الدولة والتي لعبت دوراً جوهرياً في نجاح الإمارات ودبي عربياً وعالمياً.

تكامل اقتصادي

كما عبر يانغ عن أهمية التكامل الاقتصادي فيما بين الإمارات والصين، وإيجاد سبل الالتقاء بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد الصيني، فبالرغم من التباين الاقتصادي في البلدين وكذلك تمايز الخلفيات الفكرية والثقافية إلا أن الجهود المبذولة تؤكد فرص النجاح للتكامل والتعاون الثنائي في هذا الصدد، ومن الضروري لتحقيق هذا الهدف التعرف على الاهتمامات الاقتصادية المشتركة لكلا البلدين، ومعرفة آليات التطابق الممكنة بين السياسات الاقتصادية في الإمارات والصين، وإيجاد قاعدة قوية للمشروعات الاقتصادية المشتركة، وقد تدعونا الحاجة لوجود طرف ثالث يساعد في تقريب التعاون بشكل أكبر، ويذلل أي عراقيل قد تعترض سبيل التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأضاف يانغ، أن التسهيلات التي تقدمها دبي للاستثمارات الأجنبية يشجع الصين بصورة قوية لتعزيز استثماراتها في الدولة، وتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل أكبر عن ذي قبل، فالحاجة المشتركة لكلا البلدين في التميز والنجاح يشير إلى تعاون أكبر في كل المناحي الاقتصادية والمالية.

وفي سياق متصل، أعرب نائب الرئيس التنفيذي في البنك الصناعي والتجاري الصيني تشانغ هونغ، عن أن التباينات الآسيوية عديدة، فالنموذج الياباني نموذج آسيوي متقدم جداً، أما النماذج الأخرى مثل فيتنام والصين وكوريا ودول مجلس التعاون الخليجي ذات اقتصادات متوسطة ونامية، وحتى لا يبدو هذا التباين كبيراً لابد من أن يتم تشريح اقتصادات هذه الدول قطاعياً للتعرف على تفاصيل هذه الاختلافات، فكل دولة من هذه الدول تتمتع بأنظمة ولوائح وقوانين وسياسات تميزها عن غيرها من الدول الآسيوية الأخرى.

ومن الجانب المالي، قال هونغ إن مسألة العملات هي قضية استثمارية كبيرة ومهمة للغاية، تتطلب المزيد والمزيد من الجهود من كل الأطراف في سبيل إيجاد صيغ تزيد من التقارب في هذا المجال، ابتداءً من القواعد واللوائح والتي تزيد من قوة هذا التكاتف المالي، مشدداً على أهمية بناء الثقة مع الشركاء الاستراتيجيين.

كما تطرق هونغ إلى تزايد البنوك الصينية العاملة في دبي، معتبراً الأخيرة هي منصة لممارسة الأعمال التجارية للمنطقة والعالم بأسره، فدبي تحقق نجاحات متلاحقة تسجلها أرقامها السنوية، لذا يجب علينا أن نستفيد من هذا النجاح وأن يكون لنا مكان فيه، ففريق أعمالنا في ازدياد مستمر كما أصول بنوكنا تسجل نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، نمواً يتواكب مع ازدهار اقتصاد دبي.

كبار المسؤولين

جمع «منتدى بواو الآسيوي»، الذي أقيم في فندق «أتلانتس النخلة» واستضافته منطقة الشرق الأوسط لأول مرة، ما يزيد على 350 من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة قطاع الخدمات المالية وصناع السياسات والأكاديميين من المنطقة والعالم، وذلك بهدف تمهيد الطريق لإبرام شراكات مثمرة في قطاعي الطاقة والخدمات المالية.

وناقش المنتدى استثمارات البنية التحتية، حيث وجّه، جين لي تشون، أمين عام الأمانة المؤقتة متعددة الأطراف لإنشاء «بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية»، نداءً لحشد دعم أكبر بين البلدان الآسيوية التي تواصل مسيرة نموّها.

Email