سيسكو: 17.9 مليار درهم عائدات التحول الذكي للإمارة

مشروع قانون إدارة بيانات «دبي الذكية» قيد الإعداد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف أحمد بن بيات، رئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة دبي الذكية والرئيس التنفيذي لدبي القابضة، أن العمل جار على إصدار مشروع قانون إدارة بيانات مدينة دبي الذكية، وأن القانون حاليا قيد الإعداد على مستوى حكومة دبي المحلية.

إلى ذلك توقعت دراسة حديثة أن يحقق تحويل دبي إلى مدينة ذكية للقطاعين العام والخاص قيمة فائقة تناهز 17.9 مليار درهم (4.87 مليارات دولار) بحلول العام 2019.

ولفت ابن بيات على هامش مشاركته في «منتدى دبي للمُدن الذكية» أمس إلى أن جميع الدراسات الميدانية تشير إلى أن تحول دبي إلى المدينة الاذكى إقليميا وعالميا أصبح واقعا ملموسا، وأن العمل جار على تحويل دبي إلى مدينة ذكية تخاطب سكانها عبر نافذة دخول موحدة، وليس كما في السابق كوحدات خدمية متفرقة.

وأشار إلى أن التحول الذكي المقبل على مستوى الإمارة يحتاج إلى وضع التشريعات الضرورية اللازمة لتأمين تدفق البيانات ومشاركتها بين جميع الأطراف سواء أكانت دوائر حكومية محلية أم جمهور السكان والزوار أم شركات القطاع الخاص. موضحا أن السياح وحدهم يشكلون 6 اضعاف المقيمين في الإمارة ويحتاجون إلى خدمات مخصصة ومختلفة عن المقيمين.

وقال ابن بيات إن أهم التحديات التي تواجه مشروع التحول إلى مدينة ذكية يتمثل في توافر المعلومات وتأمينها إلى جانب العمل الجماعي وتناغم عمل مزودي الخدمات بشكل أساسي.

من جهة أخرى أوضح بن بيات أنه من الصعب تقدير الكلفة النهائية لمشروع دبي مدينة ذكية، نظراً لأن طبيعته تتصف بالاستمرارية على مدار السنوات الثلاث المقبلة، ما يجعل التقديرات الأولية صعبة نوعا ما.

وقال أحمد بن بيات، رئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة دبي الذكية والرئيس التنفيذي لدبي القابضة: «بسبب الكثافة السكنية العالية وتوافر الرعاية الصحية بمعايير عالمية رفيعة نعتقد أن دبي هي الأجدر أن تتحول بالفعل إلى أول مدينة ذكية في العالم متكاملة الأوجه. ولتحقيق ما سبق، بدأنا نسترشد بما جاء في التقرير من حيث إعادة تصميم خدمات المدينة والعمليات الحكومية في إطار من التعاون والاتصالية الوثيقين بين المؤسسات والهيئات المختلفة بهدف توفير خدمات غير مسبوقة لكافة القاطنين بدبي».

17.9 ملياراً

من جانبها قالت « سيسكو للخدمات الاستشارية» على هامش «منتدى دبي للمُدن الذكية» إن تحويل دبي إلى مدينة ذكية سيحقق للقطاعين العام والخاص بإمارة دبي قيمة فائقة تناهز 17.9 مليار درهم (4.87 مليارات دولار) بحلول العام 2019.

وتستضيف كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية منتدى دبي للمدن الذكية لمناقشة الفرص التي يمكن أن تتيحها حقبة «إنترنت الأشياء»، وشمل المنتدى جلسات نقاشية بمشاركة خبراء معروفين من أمثال أحمد بن بيات، رئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة دبي الذكية والرئيس التنفيذي لدبي القابضة؛ وهاورد تشارني، نائب الرئيس الأول، مكتب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لدى «سيسكو»؛ وشكري عيد، مدير سيسكو للخدمات الاستشارية.

وتحدَّث تنفيذيون من «سيسكو» عن الدور المحفز للمستويات غير المسبوقة من الأتمتة والاتصالية في الانتقال إلى المرحلة التالية من «إنترنت الأشياء»، والتي تطلق عليها سيسكو اسم «الإنترنت لكل شيء». ويُقصد بهذا المفهوم إيجاد وَصْلة شبكية تشمل الأشخاص والعمليات والبيانات والأشياء، وتتحقق المكاسب عند انضمام «كل شيء» إلى الشبكة. وثمة العديد من التحولات التقنية التي مهَّدت لحقبة «الإنترنت لكل شيء»، منها عهد «إنترنت الأشياء» وتعزيز التنقلية وظهور الحَوْسَبَة السحابية وتعاظم أهمية البيانات الكبيرة «بيغ داتا» وحلول تحليل الأعمال وغيرها.

مكاسب ضخمة

وأظهرت الدراسة أن «الإنترنت لكل شيء» ستحقق تلك المكاسب الضخمة عبر تقليص التكلفة، وتحسين إنتاجية الموظفين، وتحقيق عوائد جديدة، وتحسين المزايا المتاحة للمواطنين. ومن المكاسب الإضافية التي سيحققها القطاع الخاص تعزيز وتيرة الابتكار والارتقاء بأداء سلسلة الإمداد وتحقيق الاستفادة المُثلى من الأصول.

ويتوافق مفهوم «الإنترنت لكل شيء» إلى أبعد الحدود مع طموحات دبي بالتحوُّل إلى مدينة ذكية، تلك الطموحات التي تقوم على ست ركائز (الحياة والمجتمع والتنقلية والاقتصاد والخدمات الحكومية والبيئة) وأكثر من مئة مبادرة تنصبُّ على النقل والاتصالات والبنية التحتية والكهرباء والخدمات الاقتصادية وتخطيط المدن وغيرها.

القطاع العام

من المتوقع أن يحقق القطاع العام بدبي فوائد في أربعة مجالات ممتدة هي: إنتاجية القطاع العام، والنقل، وإدارة المدن، وفوائد أخرى ذات صلة. وستساعد مرحلة «الإنترنت لكل شيء» المؤسسات والهيئات العامة في إدارة أصولها، والارتقاء بأدائها، وإيجاد أنماط عمل جديدة، الأمر الذي يتماشى مع أركان استراتيجية تحويل دبي إلى مدينة ذكية، أي إثراء الحياة اليومية وتعزيز الاقتصاد والسياحة.

وبعد معاينة تقييمية شملت 17 مجالاً من مجالات القطاع العام المستفيدة من حقبة «الإنترنت لكل شيء»، تبيَّن أن أكثرها استفادة من حيث القيمة هي: التعاون النقال (259 مليون دولار/950 مليون درهم)؛ والنقل العام (157 مليون دولار/575 مليون درهم)، وشبكات الطاقة الذكية (148 مليون دولار/544 مليون درهم).

وباستخدام سلسلة من قياسات الأداء والأساليب انتهى العمل إلى أن القيمة على المحك للقطاع العام بدبي خلال 5 سنوات تُقدر بـ 4.3 مليارات درهم إماراتي كما يظهر في الشكل التالي، وقد استخدمت الدراسة مجموعة من الافتراضات المتحفظة ومنها معدل تبني لهذا الخدمات مقداره 60% فقط خلال 5 سنوات.

مكاسب عالمة

تشكل عمليات المدن أهمية كبيرة لمستقبل «الإنترنت لكل شيء»، ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنيات المستقبلية في تحقيق قيمة كبيرة للمدن خلال السنوات العشر القادمة من خلال عدة حالات، إذ يمكن أن تحقق المباني الذكية مكاسب بقيمة 100 مليار دولار عبر خفض التكلفة التشغيلية من خلال تقليل الطاقة الكهربائية المستهلكة، وهو الأمر الممكن عبر تكامل نظم التدفئة والتهوية والتبريد وعدد آخر من النظم ذات الصلة.

أما مراقبة الغاز فيمكن أن تحقق مكاسب بقيمة 69 مليار دولار عبر خفض تكلفة قراءة عدادات الغاز وتعزيز دقة قراءة العدادات في آنٍ معاً. وكذلك المواقف الذكية التي قد تحقق مكاسب بقيمة 41 مليار دولار من خلال توفير الشفافية الآنية للمواقف الشاغرة على امتداد المدينة، ومن ثم تعزيز التخطيط وتسعير المواقف حسب الطلب.

وتحقق إدارة مصادر المياه مكاسب بقيمة 39 مليار دولار من خلال ربط عدادات المياه المنزلية بشبكة بروتوكول إنترنت لقراءة آنية على الأجهزة المختلفة. أما تسعير الطرقات فقد يحقق مكاسب بقيمة 18 مليار دولار عبر تنفيذ الدفعات المؤتمتة عند دخول السيارات الطرقات المكتظة من المدن المختلفة، الأمر الذي يزيد العوائد ويعزز انسيابية حركة السير في آنٍ معاً.

حقبة فريدة

من جانبه، قال هاورد تشارني، نائب الرئيس الأول، مكتب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لدى «سيسكو»: «تأثير الإنترنت لكل شيء بدبي سيكون واقعياً وملموساً، وستحقق هذه الحقبة الفريدة فوائد عملية تسهم في إثراء الحياة اليومية للقاطنين بدبي، فضلاً عن تعزيز الاقتصاد والسياحة. وثمة شواهد عديدة على مُدن ذكية في العالم استطاعت أن تقلص كمية المياه المستهلكة بنسبة 50 بالمئة، والكهرباء بنسبة 30 بالمئة، والحركة المرورية بنسبة 30 بالمئة، وستشمل الفوائد المتأتية من حقبة الإنترنت لكل شيء بدبي الأمن والإنتاجية المؤسسية إلى جانب إثراء الحياة اليومية الفردية».

أفضل ممارسات

وفي السياق ذاته، قال شكري عيد، مدير «سيسكو للخدمات الاستشارية»: «بدأت دبي بالفعل بتطبيق أفضل ممارسات المدن الذكية الواردة في التقرير الصادر عن خدمات سيسكو الاستشارية، وتشرف اللجنة التنفيذية لمبادرة دبي الذكية على استفادة المؤسسات والهيئات الحكومية من النظم فائقة التقنية، وأدوات تنسيق مهام الأعمال، ورؤى الأعمال. وسيضطلع القطاع العام بدور بالغ الأهمية في وضع خريطة طريق وميزانية مدينة دبي الذكية، وفي تحديد المعايير العالمية للمدن الذكية التي سترتقي بالحياة اليومية بدبي».

من جانبه، قال ربيع دبوسي، مدير عام «سيسكو» في الإمارات: «أخذت دبي بناصية الريادة في مجالات مثل مراقبة الخدمات الرقمية والتطبيقات الذكية/النقالة للنقل في مستهل التحوُّل إلى مدينة ذكية، وهذا التحوُّل سيقود إلى آفاق لا حدود لها كما جاء في التقرير.

وبالانتقال من إنترنت الأشياء إلى حقبة الإنترنت لكل شيء سيتمكن الأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية والتجمعات السكانية بدبي من إنجاز أشياء لم تكن ممكنة من قبل. وسنحقق جميعاً المزيد من القيمة في حياتنا اليومية بفضل إنجاز الأشياء بمعايير غير مسبوقة من حيث السرعة والفاعلية والتكلفة المجدية والسلامة، وسيقود ذلك حتماً إلى إسعاد القاطنين بدبي والارتقاء بأدائهم وإنتاجيتهم».

ولفت شكري إلى أن الإنترنت لكل شيء تُسهم في تغيير الصناعات والبلدان والمجتمعات، كما أنها تعمل كأساس لفرصة اقتصادية عالمية.

Email