مسؤولون وخبراء لـ«البيان الاقتصادي»:

سجل أبوظبي الباهر في الطاقة عزز استحقاق الفوز

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 أكد مسؤولون اقتصاديون وماليون وبالقطاع السياحي وخبراء بارزون أن فوز الإمارات باستضافة فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لـ « القمة العالمية للطاقة 2019 » التي تقام كل ثلاث سنوات كان أمراً متوقعاً، مشيرين إلى أن أبوظبي تعد المدينة الأمثل لعقد هذا الحدث الدولي الهام نظراً لامتلاكها سجلاً باهرًا في مجال الطاقة والاستدامة....

وقادت تحوّلاً عظيمًا في سياسة الطاقة هذا القرن بتنويعها لمصادر الطاقة لديها إضافة إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها في استضافة العديد من المؤتمرات والمعارض الدولية العملاقة المالية والاقتصادية وكذلك في قطاع الطاقة.

تضافر الجهود

وأشاروا إلى أنه من العوامل التي تزيد أهمية هذا الفوز الكبير أن الإمارات تعتبر أول دولة من الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» تستضيف هذا الحدث الهام منذ 90 عاماً مؤكدين أن هذا الفوز جاء نتيجة توجهات القيادة الحكيمة لدولة الإمارات وتضافر الجهود والعمل الجاد من قبل فريق العمل و أعضاء اللجنة الوطنية لمجلس الطاقة العالمي ..

حيث بذلت الجهات المختصة بدولة الإمارات جهوداً كبيرة للترويج دولياً لاستضافة هذا الحدث فتم إجراء لقاءات مباشرة مع وفود الطاقة بوسط أوروبا وشرق أوروبا إضافة إلى منطقة الشرق الأوسط الذين صوتوا للمدينة المُضيفة في الاجتماع التنفيذي للقمة الذي عقد في قرطاجة.

فوز لكل العرب

وتوجه محمد خميس المهيري مدير عام المجلس الوطني للسياحة والآثار بالتهنئة بالفوز إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدورهم اللامحدود في تبوؤ دولة الإمارات هذه المكانة العالمية المتميزة حيث أصبحت دولة الإمارات وجهة عالمية رئيسية لاستضافة المؤتمرات والأحداث الدولية.

وأكد المهيري أن هذا الفوز فوز لكل العرب ويدعم المكانة الريادية لدولة الإمارات ويثبت للعالم قدراتها وكفاءتها الفائقة في استضافة الأحداث العالمية بكافة أحجامها مشيراً إلى أن هذا الفوز يعد اعترافاً ضمنياً بقدرات الإمارات التنظيمية والسياحية المتطورة والمتوافقة مع أرقى المعايير الدولية.

بوابات متسعة للسياحة

وقال إن استضافة هذا الحدث العملاق ستنعش القطاع السياحي بصورة مباشرة وغير مباشرة على المديين المتوسط والطويل حيث تؤدي استضافة مثل هذه الفعاليات الكبيرة ذات الطابع الدولي بمشاركة شخصيات وفئات رفيعة المستوى تؤدي إلى إنعاش القطاع السياحي والقطاعات المرتبطة به وتزيد مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي من خلال تنشيط حركة الطيران ..

ورفع نسب الإشغال وزيادة إيرادات شركات الطيران الوطنية ورفع نسب الإشغال وزيادة الإيرادات الفندقية كما تنعش قطاعات التجزئة والأغذية والمشروبات والنقل والمواصلات والاتصالات.

وقال إن استضافة مثل هذه الفعاليات تشكل بوابات متسعة متشعبة لتنشيط القطاع السياحي لسنوات عديدة نظراً لأن آلاف الشخصيات المشاركة في هذه الفعاليات من شرائح مرتفعة الإنفاق كما أنهم يشكلون سفراء لسياحة الإمارات في معظم دول العالم ..

حيث ينقلون تجربتهم المميزة خلال زياراتهم لدولة الإمارات لعائلاتهم وأصدقائهم الذين يتجهون لدولة الإمارات للاطلاع على هذه التجربة وهكذا تتسع الدائرة تدريجيا لسنوات عديدة قادمة لتعود ليس بالنفع على إمارة أبوظبي فقط ولكن على كافة إمارات الدولة وعلى المنطقة بأسرها.

رسالة قوية للعالم

من جانبه قال ناصر السويدي رئيس مجلس إدارة « بانميد » للطاقة إنه من أهم القطاعات التي ستستفيد من هذه الاستضافة قطاع الطاقة الوطني بمجالاته المتنوعة إضافة إلى القطاعات المالية والمصرفية وقطاعات السياحة والاستثمار و غيرها من القطاعات التي ستشهد انتعاشاً كبيراً وطفرة نوعية مشيراً إلى أن فوز أبوظبي باستضافة هذا الحدث الدولي الهام بمثابة رسالة قوية للعالم تؤكد على استمرار الإمارة في السير بخطى راسخة نحو المزيد من التطور والتنمية.

وأكد أن مردودها لا يقتصر على قطاع واحد فهي تنشط حركة الخدمات كالطيران والجمارك والشحن ومراكز التسوق مؤكداً أن الجهود المتواصلة التي تبذل بهدف تعزيز موقع أبوظبي ودولة الإمارات بصفة عامة الرائد بوصفها وجهة عالمية لعقد المؤتمرات والمعارض والمناسبات الدولية المهمة تسهم في تحقيق نتائج إيجابية متميزة من حيث استقطاب أعداد كبيرة من الزوار من كافة أنحاء العالم ..

لذلك تم توفير كافة المرافق والتسهيلات المتعلقة بتنظيم المؤتمرات والمعارض بغية جعلها الأنجح على الصعيد الإقليمي والعالمي وساعد الموقع الاستراتيجي الحيوي للدولة على إحداث نقلة نوعية كبيرة في قطاع المؤتمرات والمعارض.

آفاق جديدة

وأكد المحلل الاقتصادي محمد الظاهري أن استضافة أبوظبي لـ« القمة العالمية للطاقة 2019 » ستفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد الوطني من خلال تنشيط السياحة ورفع معدلات الإشغال الفندقي وزيادة الحركة التجارية خصوصا وأن الإمارات تقدم أفضل الخدمات المتعلقة بتنظيم المعارض بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية كما أنها توفر أعلى درجات الأمن والاستقرار مشيراً إلى أن صناعة المؤتمرات والمعارض أصبحت من أهم الصناعات المؤثرة في الاقتصاد العالمي.

وذكر الظاهري أن نحو 50 % من إجمالي حجم التجارة العالمية يتم عبر جهود الترويج واللقاءات بين الشركات والتجار والزيارات والمتابعات من خلال المؤتمرات والمعارض ..

مؤكداً أن الإمارات بذلت جهوداً عديدة لتطوير عده قطاعات منها الترويجية والمتعلقة بتطوير البنية التحتية السياحية إضافة إلى مطارات الدولة الحديثة والمتطورة وقال إن الإمارات أنشط دول المنطقة في صناعة المعارض حيث ينظم فيها أكثر من 200 معرض سنوياً موزعه بين إمارات الدولة تتضمن كافة القطاعات الاقتصادية.

وأضاف إن صناعة المؤتمرات والمعارض تسجل معدلات نمو قوية سنوياً نتيجة للتسهيلات التي توفرها الدولة ولتنوع هذه المؤتمرات والمعارض من الإنشاءات إلى العقارات فالسياحة فالأثاث والصناعات الثقيلة والدفاعية وغيرها الكثير وهو ما يدفع الزوار إلى الإقبال بكثافة على مثل هذه الفعاليات بغية الاطلاع على آخر المستجدات مما ينعكس بدوره على القطاع السياحي وينشط الاقتصاد ..

إضافة إلى أنه يسوق ويروج للدولة فى المحافل الدولية مؤكداً إمكانية استيعاب المزيد من المؤتمرات والمعارض فهذه الصناعة تواكب التطور والنمو الذى تشهده الدولة كما أن هذا القطاع لم ولن يتشبع خلال السنوات المقبلة وسيبقى أداؤه قوياً خاصة أن الدولة أصبحت وجهة للمستثمرين ورجال الأعمال والزوار وأعدادهم في ازدياد مستمر.

قدرة على النجاح

أكدت فعاليات اقتصادية وطنية أبوظبي ودولة الإمارات لديها القدرة التامة لإنجاح هذا الحدث الدولي الذي يعد من أبرز منصات الحوار العالمية التي تناقش تحديات الطاقة ومستقبلها ويجمع أكثر من 7 آلاف مشارك بينهم رؤساء دول ووزراء حكوميون وصناع قرار ولاعبون بارزون من القطاع الخاص يمثلون مختلف مجالات قطاع الطاقة العالمي.

وأوضحوا أنه تم وضع أسس قوية لملف الترشيح للفوز باستضافة مؤتمر الطاقة العالمي 2019 في أبوظبي التي تتسم بالتوازن في سياسات الطاقة والبنى التحتية الحديثة والمعارف المتعلقة بالطاقة فضلاً عن توافر كافة عناصر الأمن والاستقرار.

الانجاز ترسيخ لجهود العاصمة في تحقيق أمن الطاقة

أكد خلفان سعيد الشامسي مدير ادارة التسويق بشركة ابو ظبى الوطنية للفنادق أن أبوظبي مؤهلة تماما لاستضافة هذا الحدث الهام نظرا للمكانة الرائدة التي تتمتع بها باعتبارها من أغنى مدن العالم بموارد النفط والغاز وجهودها الملموسة لتحقيق أمن الطاقة على المدى البعيد حيث قطعت خطوات هامة نحو إرساء الأسس لقطاع طاقة متجددة ومستدامة قادر على المساهمة في تلبية احتياجات العالم من الطاقة النظيفة في المستقبل .

وأكد الشامسي أن دولة الإمارات رائدة إقليمياً في قطاع الطاقة المتجددة حيث تمتلك محفظة قوية من الاستثمارات في مجالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية كما تعمل على تعزيز كفاءة استهلاكها للطاقة في البيئات الحضرية من خلال المشاريع التطويرية المستدامة مثل مدينة مصدر ونتصدِّر خبراتها القوية في مجال الطاقة النظيفة إلى الدول الصديقة التي أدركت ضرورة توسيع نطاق اعتمادها على حلول الطاقة المتجددة لتلبية احتياجاتها المحلية وتحقيق أمن الطاقة على المدى البعيد .

أما الخبير الاقتصادي على الزعابي فقد أكد أن أبوظبي والإمارات عموما تعتبر من أكثر المناطق جذباً للمستثمرين والزوار وتسجل نسب نمو مرتفعة كل عام متوقعا استمرار نمو صناعة المؤتمرات والمعارض بصورة قوية خلال السنوات المقبلة .

و قال أن الجهود المتواصلة التي تبذل بهدف تعزيز موقع الإمارات الرائد بوصفها وجهة عالمية لعقد المؤتمرات والمعارض والمناسبات الدولية المهمة تسهم فى تحقيق نتائج إيجابية متميزة من حيث استقطاب أعداد كبيرة من الزوار من كافة أنحاء العالم لذلك تم توفير كافة المرافق والتسهيلات المتعلقة بتنظيم المؤتمرات والمعارض بغية جعلها من أنجح المعارض على الصعيد الإقليمي والعالمي ..

وساعد الموقع الاستراتيجي الحيوي للدولة على إحداث نقلة نوعية كبيرة في هذا القطاع الأمر الذى أسهم بشكل فعال فى استقطاب العديد من المستثمرين من أبرز الأسواق العالمية حيث خصصت الدولة استثمارات ضخمة في البنى التحتية والخدمات بهدف تعزيز موقعها المتميز على الخريطة العالمية.

يونس الخوري: الإنجاز تحقق بفضل تكامل الجهود الحكومية

قال يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية: إن فوز أبوظبي باستضافة «القمة العالمية للطاقة 2019» يعد أمراً منطقياً في ظل توافر البيئة الاقتصادية المعززة لهذه الاستضافة التي حولت أبوظبي ودولة الإمارات إلى مركز جذب للاستثمارات الأجنبية والتنوع الثقافي الذي تتميز به والبنية التحتية العصرية ذات المواصفات العالمية ..

إضافة إلى الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني وتطور صناعة المؤتمرات واستضافة الأحداث العالمية كلها مقومات تؤكد قدرة أبوظبي والإمارات على استضافة القمة بنجاح والتي ستكون لها إن شاء الله فوائد كثيرة على الدولة والمنطقة بشكل عام.

وأضاف: أن هذا الانجاز تحقق بتنسيق الجهود والتكامل بين الجهات الحكومية، مشيرا إلى أن النجاحات التي حققتها الامارات على المستوى الدولي في كافة القطاعات الاقتصادية والتنموية والتكنولوجية من شأنها تزيد من معدلات تدفق الاستثمارات الأجنبية للدولة بما يصب في الإطار العام والأشمل الرامي إلى تحقيق رؤية الإمارات الاستراتيجية الرامية إلى تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.

وأكد الخوري أن دولة الإمارات اكتسبت خبرات كبيرة تؤهلها لاحتضان أكبر الفعاليات والمعارض والمؤتمرات العالمية، مشيرا إلى أن صناعة المؤتمرات تلعب دوراً مهماً سواء في الترويج السياحي أو دعم الاقتصاد الوطني.

وقال: إن فوز الإمارات سيكون له انعكاسات إيجابية على كافة نواحي الحياة بالإمارات وعلى مستوى المنطقة، مؤكدا أن الإمارات تمتلك كافة المعايير الأساسية اللازمة لإنجاح هذا الحدث العالمي .

Email