المنتدى الأفريقي للأعمال يبحث الفرص والتحديات

الشيباني: ندرس استثمارات متنوعة فـــــــي القارة السمراء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محمد إبراهيم الشيباني عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، أن دبي كانت تتطلع إلى أفريقيا منذ وقت طويل، بالنظر إلى فرص الاستثمار الكبيرة التي تحملها مختلف أسواق القارة السمراء، ومعدلات النــمو الاقتصادي العالية التي تحققها دولها.

وأضاف الشيباني الذي كان يتحدث في الجلسة الأولى للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال، مع اليكو دانجوتي رئيس مجلس إدارة مجموعة دانجوتي: أن هناك إمكانات هائلة في هذه القارة، حيث دشنت دبي أولى استثماراتها في شبه الصحراء الأفريقية، من خلال الاستثمار في مصنع أسمنت تملكه مجموعة دانجوت بقيمة 300 مليون دولار.

امكانات هائلة

وقال الشيباني: إن هذا الاستثمار جاء خطوة في الاتجاه الصحيح والوقت الملائم بالنظر إلى الإمكانات الهائلة التي تملكها أفريقيا، موضحاً أن نيجيريا مثلاً تعد اليوم ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا، وهناك دوماً فرص كبيرة للنمو. كما أن هذه الخطوة لدبي تمهد لمزيد من الاستثمارات المقبلة في مختلف القطاعات والأعمال، حيث تدرس دبي فرصاً جديدة، منها الاستثمار في قطاعات، مثل الزراعة ومشاريع البنية التحتية.

وقال الشيباني: إن دبي تعد اليوم بوابة إلى الشرق، والمنتدى اليوم يستشرف هذه الفرص والإمكانات، ويجمع صناع القرار والحكومات مع القطاع الخاص من كلا الطرفين.

وتابع: إن أفريقيا هي سوق حيوي للولايات المتحدة، ومع توسع طيران الإمارات في أفريقيا وتعزيز حضورها هناك من خلال خدمة 22 محطة، فإن القارة تشكل أولوية بالنسبة لدبي خاصة، ودول المنطقة عموماً. وكانت أفريقيا دوماً على رادار الاهتمام بالنسبة للعديد من مستثمري دول الشرق الأوسط.

وأضاف أنه رغم الشكوك المتعلقة بالنظام المالي في بعض الدول، إلا أن هناك آليات خاصة لكل دولة، وفيها يتم تفهم وحماية المستثمرين، وتنفيذ أعمالهم بمرونة، والمطلوب معرفة أكثر بالبيئة المحلية لكل دولة.

وأشار الشيباني إلى ريادة دبي في التوجه إلى أفريقيا، مؤكداً التزام دبي بأن تبقى منصة لتبادل الخبرات والرغبة في التعاون مع مختلف دول القارة.

زراعة

ومن جهته، قال اليكو دانجوتي إن أكثر من 60 % من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم موجودة في أفريقيا، وهذا يعني أن الاستثمار فيها يحمل قيمة اقتصادية كبيرة، سواء للمستثمر أو للمزارع الأفريقي الذي قد يتحول إلى مليونير.

وقال دانجوت إن استثماراً بقيمة مليون ونصف المليون سيخلق العديد من فرص العمل، خصوصاً أن 60 % من سكان القارة هم من الشباب تحت سن 25. هناك قطاعات عديدة يمكن الاستثمار فيها الزراعة والنفط.

لكن دانجوت أشار إلى عدة تحديات ما زالت ماثلة في هذا الاتجاه، خصوصاً أن القارة ما زالت تستورد كميات كبيرة من السكر والأرز، برغم توفر مساحات هائلة من الأراضي الصالحة لزراعة كلا المنتجين، موضحاً أن الاستثمار ما زال خجولاً في هذه المنتجات في مختلف دول القارة، بما فيها نيجيريا التي ينتمي إليها، ولا يزيد على 2 مليار دولار في السكر، ومليار في الأرز.

وأكد أن الزراعة بالنسبة لبلد مثل نيجيريا تعد غاية في الأهمية، ليس فقط بالنسبة للتصدير، ولكن للغذاء أيضاً، فلدى نيجيريا مثلاً 60 % من أراضيها صالحة للزراعة، وهناك نهران كبيران، ومن هنا، فهي تمتلك إمكانات كبيرة لهذا السوق، كما أن أعداد السكان تنمو بمعدل 2.8 %، ويتوقع أن تصل إلى 210 ملايين في السنوات القليلة المقبلة.

شركات عالمية

وقال دانجو إن هناك اهتماماً كبيراً بدأ يتزايد للاستثمار في أفريقيا من قبل كبرى الشركات العالمية، فقد وقعنا مؤخراً على اتفاقيات ومشاريع مشتركة مع شركات مثل غلاكسو، ومشاريع للبنية التحتية، وهناك اتفاقيات للنفط والغاز بقيمة تصل إلى مليار دولار.

وأشار إلى أن أبرز التحديات تتمثل في نقص إمدادات الطاقة التي تعد حيوية بالنسبة لمجالات الاستثمار. وقال إن الاقتصاد الأفريقي ينمو اليوم بمعدلات تصل إلى 5.5 %، وهذا يعني أن ناتج القارة الإجمالي سيصل إلى 15 تريليون دولار في عام 2050، أي ما يوازي ناتج الولايات المتحدة.

وأشار دانجو إلى أن معظم دول القارة اليوم بدأت باتخاذ المبادرات الهادفة إلى جذب وتسهيل الاستثمار، بما فيها وجود نافذة واحدة للمستثمر، لإنجاز إجراءات أعماله وترخيصها، وهناك الكثير من الإصلاحات التي نراها اليوم في أفريقيا، وعلى سبيل المثال، فقد رأينا نمواً في السعة الإنتاجية للأسمنت بلغت 28 مليون طن خلال السنوات العشر الماضية.

وأشار إلى أهمية التركيز على التعليم والصحة، ومن ثم تسهيل انسياب السلع والناس، خصوصاً في ما بين دول القارة التي لا تشكل التجارة بينها سوى 15 % من تجارتها الكلية، وهذه نسبة متواضعة للغاية.

أكد سلطان بن سليم رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، أن اتهامات حكومة جيبوتي مرفوضة في ما يتعلق بإدارة موانئ دبي لميناء جيبوتي.

وقال بن سليم في جلسة خلال المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي افتتح أمس بدبي، إن هناك سوء تفاهم والموضوع حالياً قيد التحكيم، وأعمالنا هناك مستمرة.

وكانت السلطات في جيبوتي قد بدأت منذ فترة إجراءً قضائيًّا بحق موانئ دبي العالمية، في إطار سعيها لإلغاء الامتياز الممنوح لموانئ دبي عام 2000 في أكبر ميناء للحاويات في أفريقيا، وسط نزاع بشأن طريقة إرساء العقد.

وأضاف بن سليم أن موانئ دبي استثمرت هناك أكثر من 1.5 مليار دولار، وندير الميناء وفق أعلى المعايير المهنية، والاتهامات التي تساق ضدنا لا أساس لها من الصحة، وتساءل بن سليم عن المغزى في تشجيع حكومة جيبوتي لهذه الاتهامات.

وأضاف أن استثماراتنا هناك تشكل 15% من إجمالي الناتج الإجمالي لجيبوتي، مشيراً إلى أن موانئ دبي العالمية، ومن خلال استثماراتها هناك، عملت على تطوير البنى التحتية ضمن مشروع تطوير الميناء نفسه.

عوائق الاستثمار

وطالب بن سليم بإزالة مختلف عوائق وشوائب الاستثمار في القارة الأفريقية، موضحاً أن وجود بنية متينة للاستثمار تأتي قبل جني الأموال، وهي تشكل ضمانات للمستثمرين، مشيراً إلى أن استثمار موانئ دبي هناك، جاء بسبب وجود شبكة الموانئ المتعددة في القارة الأفريقية، وليس بناء على جدوى اقتصادية، وهذا يعني أن حضورنا هناك ليس فقط بسبب المال.

وحول استثمارات الشركة في السنغال، قال بن سليم إن أعمال الشركة هناك تسير بصورة حسنة، وهناك تأكيدات من الحكومة بتسهيل مختلف إجراءات عمل الشركة، خصوصاً أننا نعمل على تطوير منطقة حرة في السنغال.

وحول الاستثمار في نيجيريا، أكد رئيس موانئ دبي العالمية أننا نتطلع إلى نيجيريا، وندرس فرص الاستثمار فيها، وفي العموم، فإن القارة الأفريقية كانت على الدوام محل اهتمامنا، بدليل حجم الاستثمارات التي قمنا بها خلال السنوات الماضية.

ريادة دبي

وأكد بن سليم أن ريادة دبي في مجال البنى التحتية وخدمات الموانئ لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة رؤية حكيمة للقيادة في الإمارة، التي رفضت الاستماع إلى نظريات المستشارين عند بدء عمليات توسعة كل من مطار دبي وميناء جبل علي، موضحاً أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، كانت تتمثل في جذب المسافرين إلى دبي، وليس فقط الطيران فوقها أو عبرها، وجاء ذلك من خلال الاستثمارات الضخمة في الفنادق والبنية التحتية والمطارات والموانئ، ووجود شركة عالمية مثل طيران الإمارات.

رؤية القيادة

وقال إن نجاح ميناء جبل علي في السنوات اللاحقة، أثبت صواب رؤية حكام دبي، حيث يستقبل الميناء اليوم كل أنواع السفن في العالم، بعكس ما كان يحذر منه الخبراء والمستشارون.

وطالب بن سليم دول الــــقارة الأفــريقية بالعمل على تسريع الاســـــتثمارات المتعلقة بالبنية التحتية، وخاصة الطرق والسكك الحديدية في دول مثل مالي وإثيوبيا ورواندا، لجذب المزيد من الاستثمارات التي تبحث دوماً عن هذه المقومات.

وقال لدينا تجربة مميزة مع موزمبيق، ونعمل هناك بمرونة كاملة، دون أي تدخل حكومي، وهناك فرص نمو واعدة تنتظر هذا السوق الحيوي.

زعماء أفارقة: التكامل الاقتصادي عامل جذب للاستثمار

 في جلسة لرؤساء كل من جمهورية غانا وإثيوبيا ورواندا، أكد زعماء القارة الأفريقية أهمية التكامل وتعزيز حركة التجارة البنية بين مختلف دول القارة، كعامل رئيس في جذب الاستثمارات الخارجية.

وأشار الزعماء الأفارقة إلى أن القارة مليئة بالإمكانات والفرص التجارية الهائلة، وبنفس الوقت، هناك الكثير من التحديات والعوائق التي يجب إزالتها لجذب المزيد من الأعمال، وفي مقدمها الإصلاحات الهيكلية ومعايير الشفافية التي بدأت بعض الدول فعلياً في تطبيقها.

الحوكمة السليمة

وقال مولاتو تيشومي، رئيس إثيوبيا: يجب علينا أن نضع أسساً للتنمية الاجتماعية، وبالتالي، نحتاج إلى السلام والاستقرار في القارّة وفي كل دولة من دولها. إننا نحتاج إلى الديمقراطية والحوكمة السليمة، وعندها فقط يمكننا أن نقوم بتطوير اقتصاد مستدام. وفي ظل غياب المجتمع الديمقراطي، لا يمكننا أن نتوقّع أيّة تنمية اقتصادية.

بوجود الديمقراطية والحوكمة السليمة والسلام والاستقرار، ستكون لدينا رؤية للاندماج في الاقتصاد العالمي. ولا نستطيع اعتماد المقاربة نفسها لكل دول أفريقيا، بل عليها أن تكون منسجمة مع واقع كل دولة.

وأضاف تيشومي: أن السلام والاستقرار تأتي قبل النمو الاقتصادي، لأنها تشكل ضمانات رئيسة لجذب الاستثمارات وتأسيس الأعمال وغياب الديمقراطية يعني غياب النمو والفرص. ودعا إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة وتسريع حركة التجارة البينية التي تسير بمعدلات متواضعة، قياساً إلى تجارة القارة الخارجية..

وهي أمور كفيلة بتحويل الأنظار إلى مختلف أسواق أفريقيا، موضحاً أن إثيوبيا مثلاً لديها معدلات نمو اقتصادي تصل إلى 11 %، وهي قريبة من معدلات النمو لكثير من دول القارة، الأمر الذي يعني أن التكامل سيسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية التي تحتاج إلى سيادة القانون ومعايير الشفافية وتوفير المعلومات للمستثمرين على اختلاف توجهاتهم.

استقطاب الاستثمارات

وأشار جون دراماني ماهاما، رئيس جمهورية غانا: «أحد أهمّ انشغالاتنا كقادة دول، هو استقطاب الاستثمارات في البنية التحتية، وبشكل خاص المياه والطرقات والرعاية الصحية.

واللافت أنّ بعض الحضور اليوم أشاروا إلى المسائل التشريعية والقانونية على أنّها من المعوقات. معظم دولنا هي في طور التحوّل من اقتصادات تسيطر عليها الحكومات إلى اقتصادات تتيح مجالاً أوسع للقطاع الخاص، وتوجد له بيئة تحفيزية. إضافة إلى ذلك، نسعى إلى تنسيق المناهج الدراسية مع المهارات المطلوبة في سوق العمل، من أجل سدّ الفجوة الحالية في المهارات والخبرات».

وأضاف ماهاما أن غانا تحقق نمواً اقتصادياً يصل إلى 7 %، وما زال قطاع الطاقة يحتاج إلى المزيد من الاستثمارات، فالطلب عليه ينمو بنحو 12 %، وهذا يعني أن الدول المجاورة يمكن أن تستفيد من خلال تزويدها بالطاقة التي تحتاجها بفضل موقع غانا بالنسبة لعدة دول.

وأشار ماهاما إلى ضرورة التوجه إلى القطاع والمشاريع الصغيرة، ومنها مثلاً الصناعات الخفيفة وصناعة الأنسجة التي باتت اليوم بيئة جــاذبة، ليس فقط للاستثمار، ولكن في ما يتعلق بخلق الوظائف للشباب.

الحوكمة والشفافية

اكد بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، أن تحوّل أفريقيا ممكن، ومن أجله علينا أن نصحّح بعض الأمور، وأهمّها الحوكمة والبنية التحتية والمهارات والمعرفة، وعلينا أن نضمن وجود روابط بين دول أفريقيا. كما نحتاج إلى زيادة التجارة البينيّة كي نتيح المجال أمام الاستثمارات. لكنّ الأولوية هي لوجود الحكومة وتغيير توجّهات الناس وضمان إدارة موارد البلد بالشكل الصحيح. وكي نفسح المجال لهذه الأمور أن تصبح واقعاً، يجب أن يكون لدينا مؤسسات وآليات وهيكليات واضحة للحوكمة.

وقال كاجامي إن رواندا تحقق نمو سنوي يصل إلى 7% سنوياً منذ 10 سنوات، وهناك تحديات ما زالت ماثلة أمامنا، وخاصة الطلب على الطاقة والكهرباء التي تحتاج إلى مزيد من الاستثمارات، مؤكداً أهمية الربط بين دول القارة، وخاصة في البنية التحتية ومشاريع الطرق التي تغري المستثمرين وتزيد من تنافسية القارة.

Email