الإمارة تقود الحراك نحو تغيير نظرة العالم السلبية لأفريقيا إلى إيجابية

مجتمع أعمـال دبي يصـمم على تأسـيس شراكـــــــات مجزية مع أفريقيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال أمس في دبي الأهمية التي توليها دبي والإمارات بشكل عام للقارة الأفريقية والتي تعتبر اليوم ضمن أسرع اقتصادات العالم نمواً والتي يتوقع أن تشهد نمواً كبيراً خلال السنوات العشر القادمة وبالتالي هناك فرص استثمارية واعدة في أفريقيا.

وشارك ما يزيد على 700 من المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين وصناع القرار وقادة ورجال الأعمال في دبي والشرق الأوسط وأفريقيا أمس في فعاليات المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي تنظمه غرفة صناعة وتجارة دبي للعام الثاني على التوالي برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وأكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي تصميم مجتمع الأعمال في دبي على تأسيس شراكات اقتصادية واستثمارية مجزية مع مجتمع الأعمال الأفريقي، مؤكداً أن المنتدى بات منصة مهمة للاستثمار في القارة الأفريقية.

وكشف بوعميم أن أعداد الشركات الأفريقية التي أسست لها أعمالاً في دبي نمت ثلاثة أضعاف منذ العام 2008 بحيث قفز العدد من 3 آلاف إلى أكثر من 8 آلاف شركة لها حضور في دبي.

وقال بوعميم في مؤتمر صحفي عقد أمس على هامش المنتدى العالمي الأفريقي للاعمال إن هناك توجهات جديدة في علاقة دبي بالقارة الأفريقية ومنها التوسع في الاستثمار بالخدمات من خلال تعزيز الرحلات الجوية بين الطرفين، حيث تمتلك طيران الإمارات وفلاي دبي شبكة وجهات تزيد على 30 محطة في مختلف أنحاء القارة وهذا يعني المزيد من المسافرين والشحنات الجوية ونقل السلع والمنتجات من وإلى أفريقيا عبر دبي إلى أسواق العالم المختلفة في أوروبا وآسيا.

وقال بوعميم إن طيران الإمارات بصدد توقيع المزيد من الاتفاقيات الجوية مع شركات الطيران الأفريقية في سعيها نحو توسيع خدماتها في هذه السوق الحيوية كما أن العديد من المؤسسات والشركات في دبي سواء في القطاع العام او الخاص تتطلع إلى توسيع استثماراتها هناك في مختلف مجالات عملها.

وقال إن موانئ دبي تعد اليوم في طليعة الشركات التي تستثمر في القارة الأفريقية فضلاً عن الفنادق كما أن العديد من الشركات العالمية لديها مقرات في دبي للانطلاق والتوسع في القارة الأفريقية.

وقال إن غرفة دبي التي تمتلك عدداً من المكاتب التجارية في القارة السمراء تدرس أيضاً افتتاح المزيد من المكاتب بهدف توفير المعلومات والبيانات لمختلف شرائح الشركات الاستثمارية.

وأضاف قائلاً: «إننا في دبي نريد أن نطور شراكتنا الاقتصادية والاستثمارية معكم .. نريد شراكةً حقيقية تتجسد بتعاونٍ اقتصادي يلبي طموحاتنا وأهدافنا المشتركة». ونتمنى أن يسهم المنتدى بجلساته ونقاشاته ولقاءاته بفتح صفحة جديدة ومشرقة من تاريخ علاقتنا عنوانها «شراكة حقيقية لمستقبل مستدام».

وأوضح مدير عام غرفة دبي قائلاً: «لقد أثبتت دبي أنها تعيش الحاضر وعينها على المستقبل، وشكلت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي منارةً نستنير بحكمتها، وعنواناً يميزنا عن غيرنا، وها هي دبي اليوم بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة ودعم حكومتها وتميز مجتمع اعمالها باتت بوابةً لأسواق المنطقة».

نخيل في تنزانيا

وكشف علي راشد لوتاه رئيس مجلس إدارة نخيل في تصريحات لـ (البيان) عن محادثات قائمة مع تنزانيا لتأسيس مشاريع عقارية لنخيل في تنزانيا، وأكد لوتاه الأهمية الكبيرة التي توليها نخيل لأفريقيا والأسواق الأفريقية وانعكس هذا الاهتمام في كون نخيل (الراعي الذهبي) للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2014 واصفاً المنتدى بكونه يشكل منصة مثالية لاستكشاف فرص الاستثمار والتعاون بين الإمارات والقارة الأفريقية.

القرار الاستثماري

أكد المهندس محمد أحمد بن عبدالعزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد في تصريحات لـ (البيان) على هامش مشاركته في المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال أن دبي أصبحت اليوم مركز صناعة القرار الاستثماري الإقليمي والعالمي لأفريقيا، وأضاف أن الإمارات ترتبط بعلاقات تجارية واستثمارية قوية مع القارة الأفريقية الغنية بالفرص الاستثمارية الواعدة..

فيما تعتبر دبي بوابة مهمة للقارة الأفريقية، وأشار إلى أن تأسيس غرفة تجارة وصناعة دبي لمكاتب تمثيل تجاري لها في بلدان أفريقية اليوم يفتح الباب لتدفق مزيد من المستثمرين من الإمارات لبلدان القارة الأفريقية وخاصة أن الغرفة تعرف من خلال تلك المكتب بالفرص الواعدة في الاسواق الأفريقية في شتى القطاعات. وأكد الشحي أن الاستثمارات الإماراتية موضع ترحيب كبير في أفريقيا، إلى جانب أن البلدان الأفريقية تريد أن تستفيد من التجربة الاقتصادية المتميزة للإمارات.

وقال الشحي إن المستثمرين من العالم بمن فيهم المستثمرون الأفارقة يأتون إلى دبي بحثاً عن شركاء ولتأسيس تواجد لأعمالهم في أسواق الإمارات والتي توفر لهم بيئة جاذبة لنمو أعمالهم وبالتالي التوسع بأعمالهم لأسواق المنطقة والعالم انطلاقاً من دبي والتي تتمتع باقتصاد متين وتوفر فرصاً واعدة لجميع المستثمرين من العالم.

حماية الاستثمارات

وبسؤاله عن الاتفاقيات التجارية التي توقعها الإمارات مع بلدان العالم بما فيها البلدان الأفريقية والتي تتضمن حماية الاستثمارات بين البلدين الموقعين وإن كانت تحمي المستثمرين الإماراتيين في أفريقيا من أي تقلبات سياسية وخاصة أن العقود والاتفاقيات قد تمزق أحياناً عند حدوث الانقلابات أو تغير نظام الحكم في دول أفريقية رد قائلاً:

في الحقيقة كان هذا هو الاعتقاد السابق في الماضي، المستثمر الإماراتي مستثمر ذكي والبلدان الأفريقية انضمت اليوم إلى منظمة التجارة العالمية وكذلك وقعت اتفاقيات لحماية الاستثمارات ووقعت اتفاقيات مع معظم المنظمات الدولية، الاستقرار السياسي والأمني مهم للغاية ودائماً نقوم بحساب المخاطر في دولة الاستثمار وهناك دول محدودة جداً في أفريقيا داخل خط هذه المخاطر أفريقيا بشكل عام فرص الاستثمار في بلدانها واعدة.

عبر وزارة الخارجية للدولة وأيضاً سفاراتنا في البلدان الأفريقية يتم التأكد من تفعيل تلك الاتفاقيات لحماية الاستثمارات الإماراتية والمستثمرين الإماراتيين سواء في أفريقيا أو اي منطقة أخرى من العالم..

كما أن الاستثمارات والعقود والمشاريع الإماراتية القائمة مضمونة من قبل الدول وايضاً من قبل الاتفاقيات الثنائية التي تحمي الاستثمارات ومن قبل المنظمات الدولية، وفي حقيقة الأمر فإن قصص النجاح للاستثمارات الإماراتية في أفريقيا قصص واعدة وعلينا أن ننظر لنجاح (اتصالات) و(موانئ دبي العالمية) في الأسواق الأفريقية يجب أن ننظر للجانب الإيجابي لأفريقيا.

الغرير للموارد

كشف عيسى الغرير، الرئيس التنفيذي لشركة الغرير للموارد في تصريحات لـ(البيان) على هامش مشاركته في المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2014 بأنهم في طريقهم لإطلاق مشروع جديد في قطاع الكهرباء في أثيوبيا للاستفادة من طاقة الإنتاج الجديدة من سد النهضة الأثيوبي الذي يجري تشييده حالياً وخاصة أن أثيوبيا لن تستغل من كل تلك الطاقة في البداية.

وأشار الغرير إلى أن أعمالهم تتركز حالياً في شمال أفريقيا في مصر والجزائر وليبيا. وقال إنهم مستعدون لنقل تجاربهم في قطاع الحبوب وتصنيعه وتخزينه إلى أفريقيا.

وأضاف الغرير أن أفريقيا والإمارات ترتبطان بعلاقات جوار وعلاقات تجارية متينة وبالتالي من الأولى اغتنام الفرص الواعدة في الأسواق الأفريقية.

ويقول الغرير إن القارة الأفريقية تمتلك إمكانات هائلة جداً للنمو متوقعاً تدفق مزيد من الاستثمارات الإماراتية على القارة الأفريقية في السنوات القليلة القادمة..

وأضاف أن الاستثمارات الإماراتية حققت الكثير من النجاحات في القارة الأفريقية في قطاع الطاقة والاتصالات والموانئ متوقعاً أن تتجه الاستثمارات الإماراتية في المرحلة المقبلة نحو الاستثمارات الزراعية للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وخاصة أن الإمارات والمنطقة الخليجية بشكل عام تستورد نحو 90 % من حاجتها الغذائية من العالم.

استكشاف فرص

أكد عيسى الغرير أهمية «المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2014» والذي تستضيفه دبي حالياً وتنظمه غرفة تجارة وصناعة دبي قائلاً إنه يشكل جسراً مهماً لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين القارة الأفريقية ومنطقة الخليج عبر بوابة دبي.

كما يعد المنتدى منصة مهمة جداً لاستكشاف الفرص الواعدة في أفريقيا وتعريف المستثمرين من الإمارات والمنطقة ببيئة الأعمال والاستثمار في بلدان أفريقيا وأيضاً التحديات والمخاطر. ووصف الغرير الأسواق الأفريقية بالواعدة قائلاً إنه من المهم قبل تأسيس أي مصنع في أسواق العالم حساب نقاط القوة والضعف في تلك الأسواق.

فعلى سبيل المثال سيكون من الصعب كمصنع أن أُصدر من الإمارات إلى غرب أفريقيا لأن كلفة النقل مرتفعة، وباعتبار أن المواد الأولية التي تدخل في صناعة المواد الغذائية الأساسية مواد ثقيلة وبالنظر لكلفة النقل بالنسبة للمسافة سيكون مجدياً لي أن أتجه لشرق أفريقيا وصولاً بجنوب أفريقيا مثل أثيوبيا، والسودان، والصومال، ومصر.

دبي نموذج يحتذى في التخطيط والتنفيذ

 أشاد آرثر كافاندو وزير التجارة والصناعة لجمهورية بوركينا فاسو في تصريحات لـ (البيان) بالرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وباهتمام سموه بالقضايا الاقتصادية في أفريقيا.

وكشف كافاندو عن مركز بوركينا فاسو للاستثمار والتجارة وهو حالياً تحت التأسيس ومقره دبي قريباً، مشيراً إلى أن تأسيس المكتب من شأنه أن يسهم في تعزيز التجارة والاستثمار بين الإمارات وجمهورية بوركينا فاسو وجذب المستثمرين من الإمارات لبلاده والتي قال إنها تعج بالفرص الاستثمارية الواعدة في شتى القطاعات، واعداً بأنه سيستمر في تواصله مع المسؤولين في دبي لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز سبل التعاون الاقتصادي والمالي والثقافي بين دبي وبلاده.

الاقتصاد الرقمي

وأعرب كافاندو على هامش مشاركته في «المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2014» عن إعجابه بالتطور المثير والذي حققته دبي في المجالات الاقتصادية والعمرانية في زمن يعد قياسياً بكل المعايير، وقال إن دبي طورت بنية هيكلية متكاملة سبقت كثيراً من الدول المتقدمة وأصبحت وجه جاذبة لأفريقيا باستضافتها عدداً من المؤتمرات الاستثمارية الأفريقية، إلى جانب أنها أصبحت اليوم مركزاً مثالياً للترويج على المستوى العالمي لفرص الاستثمار الواعدة في أفريقيا..

وقال كافاندو إن التطور الاقتصادي والمعماري لدبي أدهش العديد من قادة العالم وكبار المسؤولين حول العالم ما جعل دبي نموذجاً يحتذى به في مجالات التخطيط والتنفيذ الاقتصادي والاجتماعي حتى وصلت إلى مرحلة الاقتصاد الرقمي.

البنية التحتية

وأكد كافاندو أهمية «المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2014» والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة دبي سنوياً قائلاً إنه أصبح يعد اليوم من بين أفضل المؤتمرات العالمية التي تتناول الفرص الاستثمارية في أفريقيا. وأكد أهمية دبي بالنسبة للتجار من بوركينا فاسو ..

حيث يتدفق 500 تاجر أسبوعياً من بوركينا فاسو على دبي لشراء المنتجات والبضائع مثل الذهب والسيارات وقطع غيار السيارات والأثاث والأغذية...الخ، ودعا كافاندو المستثمرين من الإمارات لاستكشاف الفرص الواعدة في بلاده في قطاعات البنية التحتية والاتصالات والتعدين والزراعة ..الخ من القطاعات الأخرى.

وأشار كافاندو إلى أن مشاركة دولة بوركينا فاسو بوفد كبير ممثل في وزارة التجارة والصناعة، وغرفة تجارة وصناعة بوركينا فاسو والتي تعمل تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة لتنمية التجارة الداخلية والخارجية لجذب الاستثمارات المباشرة والمشتركة لجمهورية بوركينا فاسو تؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها حكومة بلاده للإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص والتي تعتبر بوابة المنطقة إلى أفريقيا..

وأضاف أنهم سيغتنمون فرصة تواجدهم في دبي للقاء المسؤولين وعقد عدد من اللقاءات لتوطيد مجالات التعاون بين المؤسسات والشركات التجارية والصناعية في دبي واكتساب الخبرات في مجالات البنى الهيكلية والتقنية والتي تتميز بها دبي.

مناخ استثماري

حول اقتصاد بوركينا فاسو قال آرثر كافاندو : إن المناخ الاستثماري في بوركينا فاسو يعد واحداً من أفضل البيئات الاستثمارية، بحسب تقرير للبنك الدولي الذي قام بتمويل عدد من المشاريع الاستثمارية في بوركينا فاسو وخاصة في مجال المشاريع الزراعية الكبرى مثل مشروع باقري الزراعي، وهناك عدد من المشاريع المماثلة مطروحة للاستثمار المباشر والمشترك..

 بالإضافة إلى المشاريع التي تخطط الحكومة في بوركينا لتنفيذها في مجالات البنى الهيكلية وتشييد المطار الرئيسي بالعاصمة ادوقودو، ومد الطرق السريعة ومشاريع الطاقة إلى جانب مشاريع القطاع الخاص في مجالات الاسكان بجميع فئاته والمرافق المهمة.

وأوضح كافاندو أن بوركينا فاسو حققت خلال السنوات الماضية نمواً لافتاً في إجمالي الناتج المحلي لها في عام 2013 بنحو 6 % ومن المتوقع أن يتجاوز هذا النمو 7 % في عام 2014 كما تراجعت معدلات التضخم لتصل إلى ما دون الـ 3 %.

Email