ينقلونه بحرفية ومسؤولية إلى البلدان التي يعملون فيها

المواطنون في «موانئ دبي» ينشرون نموذجها عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد نواف ناصر عبدالله- المدير التنفيذي لموانئ دبي العالمية-دوراليه في جيبوتي، أن المواطنين العاملين في موانئ دبي العالمية حققوا نجاحا واضحا في المهام الخارجية التي أوكلت إليهم. ولم يقتصر هذا النجاح على أداء مهامهم بكفاءة وحسب، بل تعداه إلى نقل نموذج موانئ دبي العالمية الرائد في ممارسة أعمالها بحرفية ومسؤولية إلى البلدان التي عملوا فيها. بالنسبة لي، كانت التجربة ولا تزال عملية مستمرة لتعزيز وتبادل الخبرات.

وقال: تعد رحلة التعلم والتطور التي يقطعها أي مواطن يلتحق بالعمل لدى موانئ دبي العالمية، والخبرة التي يكتسبها في مختلف المجالات في الشركة في جبل علي، علاوة على الانخراط في العمليات الإدارية وملازمة الزملاء والتعلم منهم، والمشاركة في عملية اتخاذ القرار، من العوامل الأساسية التي تساهم في إبراز قدراته وتتيح له فهماً عميقاً للعمل وللقطاع بشكل عام.

هذا الإعداد المسبق والمكثف يؤهل الموظف المواطن لتوظيف المعارف والخبرات التي اكتسبها في مقر الشركة في دبي، في مواقع العمل خارج الدولة، ويمنحه فرصة مشاركة هذه الخبرات مع زملائه في وحدات العمل الخارجية ونقل وتطبيق أفضل الممارسات في الأعمال اليومية.

بصمات

وأوضح نواف ناصر عبدالله أن كل مواطن تولى إدارة محطة خارجية أو شغل منصبا خارج حدود الوطن ترك بصمة واضحة، سواء من ناحية تطوير العمل في وحدة الأعمال التي تولاها أو تعزيز كفاءتها أو زيادة الإنتاجية، ويشهد على ذلك الجوائز التي تلقتها بعض المحطات خلال إدارة هؤلاء لها.

ومعادلة النجاح هنا بسيطة للغاية فهي مزيج من الالتزام والرغبة في إثبات القدرة على تحمل المسؤوليات الجسام التي ألقتها الشركة علينا بعد استثمار المال والوقت والجهد في تأهيلنا لهذه المناصب العليا، وتطبيق النظم والاستراتيجيات الواضحة وممارسات العمل المسؤولة التي تحقق نموا مستداما للشركة.

وقال: بالنسبة لي شخصياً انصب تركيزي عندما توليت إدارة محطة موانئ دبي العالمية-دوراليه على تعزيز أداء العاملين وتطوير مهاراتهم من خلال تحديد التحديات التي تقف عائقا في طريق زيادة إنتاجيتهم كالتحفيز والتشجيع.

وحرصت على التواصل مباشرة مع العاملين في جميع الأقسام والمناوبات بهدف إيجاد السبل لخلق بيئة عمل مرضية ومنتجة. وهذا الأمر مكنني من وضع استراتيجية لبيئة العمل للفترة من 2013 إلى 2016 جعلتها جزءا من تطوير نموذج عمل للمحطة بمتابعتي الشخصية من أجل تحفيز العاملين ومساعدتهم على رسم معالم تطورهم الوظيفي، خاصة أولئك الذين يشغلون مواقع هامة في المحطة.

كما باشرت بطرح برامج تدريبية للعاملين الرئيسيين في أقسام تقنية المعلومات والعمليات والهندسة مع التركيز على فرق العمل في أقسام السلامة والأمن. وقد ساهمت هذه البرامج في تعزيز مهارات العاملين تماشياً مع استراتيجية الشركة التي تركز على الاستثمار في الموارد البشرية، وتعتبره عاملاً أساسياً في تعزيز الإنتاجية والكفاءة ومستوى الخدمة التي يتوقعها العملاء منا.

دورات تدريبية

وقال: كان تاريخ التحاقي بموانئ دبي العالمية في عام 1997 وصادف ذلك العام تخرجي في الثانوية العامة.

وبدأت العمل كمساعد توثيق في قسم الوثائق في الإدارة التجارية وشملت مهامي التنسيق بين العمليات في المحطة والعملاء، وواصلت أداء هذا الدور 4 سنوات تقريبا انضممت خلالها إلى عدد من الدورات التدريبية لتنمية مهاراتي الفنية. وكانت رغبتي بالتعلم والتعرف أكثر إلى طبيعة عمل الشركة ووظائفها المختلفة تتزايد مع كل دورة تدريبية أتلقاها.

بعدها تم ترشيحي للعمل كمشرف في الإدارة التجارية، حيث أوكلت إلي مسؤولية قسم اللوجستيات العالمية وعملت عن كثب مع إدارة المبيعات وخدمة العملاء.

ومن هذا الدور انتقلت لدور أكبر في قسم خدمة العملاء، ثم انتقلت إلى الإدارة التجارية، حيث توليت منصبي الإداري الأول في قسم تم تأسيسه حديثا وهو المشاريع الخاصة والعلاقات الحكومية وشغلت منصب مساعد مدير للمشاريع ثم ترقيت إلى مدير قبل أن يتم تعييني كمدير مناوبة في محطة حاويات جبل علي حيث عملت لمدة ثلاث سنوات.

مهارات قيادية

وأتاح لي هذا الدور تنمية مهاراتي القيادية واكتسبت خبرة في حل المشاكل واتخاذ القرار وزودتني بالقدرة على إدارة وتحمل مسؤولية 600 عامل في مناوبة واحدة.

وعقب ذلك تم تعييني كمدير لمحطة الشحن التي تتولى أنشطة الشحن الخاصة بدوبال وإيمال وشكلت هذه الوظيفة تحديا كبيرا وفرصة لإثبات كفاءتي، ما أهلني للانتقال إلى إدارة محطة حاويات دوراليه كمدير للعمليات في يونيو 2012 قبل أن تتم ترقيتي خلال 6 أشهر إلى منصب المدير التنفيذي الذي أشغله حاليا. وطوال الأعوام الـ16 التي تلت بدء العمل في الشركة، وخلال عملي في «سلطة موانئ دبي» و«موانئ دبي العالمية» شهدت مسيرتي العلمية تطورا مستمرا.

حيث ساعدتني الشركة على نيل شهادة الدبلوم في إدارة الموانئ من جامعة لندن وأنا على رأس عملي، كما شاركت في برنامج تطوير القادة الذي عقدته الجامعة الأميركية في الشارقة. وترافق تطوري العلمي مع تطوري المهني اللافت إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.

دراية بخفايا الصناعة

كان لموانئ دبي العالمية طوال الـ16 عاما الماضية دور رئيسي في تطوير مهاراتي ومعرفتي وخبراتي ودرايتي الكبيرة بشؤون وخفايا الصناعة البحرية. وتحقق هذا الأمر من خلال التناوب على العمل في الإدارات المختلفة، حيث لكل إدارة وظائفها وعملائها داخل الدولة وخارجها والذين كان لهم بطبيعة الحال احتياجات ومتطلبات متفاوتة. وأتاح لي هذا التناوب بين إدارات الشركة التعرف على الإدارات التنفيذية عن كثب واكتساب مهارات قيادية كبيرة وتشرب استراتيجية الشركة وأهدافها المستقبلية.

تحديات

وبالنسبة لأبرز التحديات التي واجهته، أوضح نواف ناصر عبدالله أنه عند تولينا مهام خارجية نمر بمراحل مختلفة من التحديات، أولها التأقلم مع ثقافات جديدة وأجواء عمل غريبة علينا، وتشكل محاولات التأقلم مع هذه التغيرات بأقصر وقت ممكن كي نستطيع أن ندير العمل بكفاءة، تحديا ملموساً.

أما الأمر الآخر الذي يواجهنا بعد الاستقرار في العمل الجديد هو محاولة التغيير نحو الأفضل وتحديد الأهداف التي يتوجب على فريق العمل تحقيقها خلال العام بما ينسجم مع استراتيجية وتوجهات الشركة على المدى القصير والمتوسط والبعيد.

وفي الوقت ذاته يتوجب علينا معرفة وحدة العمل التي كلفنا بإدارتها في الخارج، وفهم تاريخها ومستوى أدائها الحالي والمستقبلي، الأمر الذي أعتبره التزاما كبيرا وتحديا أكبر.

ويساعدنا نظام الشبكة العالمي القائم في الشركة على التواصل مع المسؤولين عبر محفظة أعمال الشركة العالمية والاطلاع على أفضل الممارسات التي يتبعونها في المحطات الخارجية وأساليب العمل الكفؤة التي يمكن إدخالها وتطبيقها في أماكن أخرى. كما أن سياسة الأبواب المفتوحة مع الإدارة التنفيذية للشركة تسمح لنا بالتوجه مباشرة إلى مسؤولينا المتواجدين دائما طلبا للنصيحة والمساعدة في حل المعضلات.

استراتيجية

شدد المدير التنفيذي لموانئ دبي العالمية-دوراليه في جيبوتي أن استقطاب الإماراتيين وتأهيلهم ليتطوروا وظيفيا ويرتقوا وينموا مع نمو وتطور وتوسع الشركة جزء من استراتيجية موانئ دبي العالمية. وقال إنني فخور بكوني فرداً من هذه العائلة العالمية التي تضم قرابة 30 ألف شخص.

ومع قيام الشركة طوال سنوات عديدة بالاستثمار في تطوري الشخصي والوظيفي كما هو الحال بالنسبة لموظفين آخرين، أعتقد أن المشاركة في نجاح الشركة الحالي والمستقبلي أمر لا يمكن لأي مواطن يسعى إلى مستقبل مهني واعد أن يفوته، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مركز الشركة كثالث أكبر مشغل للمحطات البحرية في العالم من خلال محفظة أعمال عالمية تضم أكثر من 65 محطة بحرية ومشاريع رئيسية قيد التطوير ستحتاج عند إنجازها إلى قادة أكفاء لإدارتها.

Email