ازدهار القطاع يعكس أهمية الإمارات على الخارطة الاقتصادية العالمية

53 معرضاً محلياً وعالمياً في الدولة حتى نهاية 2014

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

"جرافيك"

تستضيف الإمارات 53 معرضاً ومؤتمراً محلياً وعالمياً في مجموعة واسعة من القطاعات خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من 2014، وتستحوذ على الحصة الأكبر من عدد الفعاليات التجارية حيث يستضيف مركز دبي التجاري العالمي 35 معرضاً وفعالية تجارية حتى نهاية العام الجاري، فيما تستضيف أبوظبي 11 معرضاً خلال نفس الفترة فيما يتم تنظيم 11 معرضاً وفعالية في مركز إكسبو الشارقة.

مقومات

ويواصل قطاع المعارض على امتداد الدولة تسجيل نسب نمو عاماً بعد عام، مما يعكس أهمية الإمارات على الخارطة التجارية الدولية بالتزامن مع ما تحققه من نمو وازدهار اقتصادي ملفت، بالإضافة إلى ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة توفر منصة حيوية لمختلف القطاعات التجارية ومن ضمنها المعارض إلى جانب الانفتاح وسهولة الحركة من وإلى الدولة مما يعزز من استقطاب رجال الأعمال وزوار المعارض والفعاليات على مدار العام.

وتساهم المعارض والفعاليات التجارية بشكل فعال في رفد حزمة واسعة من القطاعات، بدءا من الفنادق التي تعتمد على مواسم كبرى المعارض والمؤتمرات في رفع معدلات إشغالها وصولاً إلى قطاع الدعاية والإعلان.

توسع استراتيجي

وتعليقاً على أداء قطاع المعارض والمؤتمرات أكد أحمد باولس الرئيس التنفيذي لـ«إيبوك ميسي فرانكفورت» على الثقة والتفاؤل الكبيرين باستمرار نمو القطاع على الصعيدين المحلي والإقليمي، مشيرا إلى أن ميسي فرانكفورت اختتمت من خلال فرعها في الشرق الأوسط عاماً ناجحاً على كافة المستويات. ومن خلال المعارض والمؤتمرات التي أقيمت خلال العام 2013 ترى الشركة ضرورة التوسع واستمرار تطبيق الخطط الاستراتيجية الهامة.

وقال باولس:« ساعد نجاح فرع ميسي فرانكفورت في الشرق الأوسط ومكاتبه في دبي على تحفيز الشركة في المنطقة للتوسع وتطبيق خطط استراتيجية تهدف إلى نمو عدد العاملين حالياً في فرع مدينة دبي من 76 إلى 112 موظفاً ما يعني إتاحة فرص لتوظيف 36 فرداً وزيادة مساحة المكاتب في الدولة لتصل نسبة نمو أعمال الشركة في دبي إلى 50%».

وكشفت ميسي فرانكفورت عن خطة توسع استراتيجية مفصلة تهدف إلى تعزيز حضورها وانتشارها في منطقة الشرق الأوسط. وقال باولس: استفادت إيبوك ميسي فرانكفورت من عملها في دبي التي تعد المحور التجاري واللوجستي الأبرز الذي يحرك نسبة كبيرة من نمو المنطقة، كما يساعدنا في خلق منصات فاعلة لتطوير التجارة والأعمال للعلامات الدولية المهتمة بالدخول إلى أسواق المنطقة المربحة.

وتهدف المجموعة إلى الاستفادة من النجاح الكبير الذي حققته المعارض التجارية التي تنظمها إيبوك ميسي فرانكفورت، فرع الشركة في دبي، خلال العقد الماضي، وفي ضوء ذلك أعلنت عن خططها التي ترمي إلى تعزيز مكانتها كأحد أهم وأبرز منظمي المعارض والمؤتمرات في المنطقة.

مشاركة واسعة

وفي ظل النمو المتواصل على القطاع العقاري بدبي، شهدت المعارض المتخصصة في العقار والقطاعات المرتبطة اقبالاً واسعاً من العارضين، ويأتي معرض سيتي سكيب غلوبال في صدارة المشهد، يتوقع أن تشهد الدورة المقبلة الـ13 له مشاركة واسعة لأكثر من 250 شركة محلية واقليمية ودولية، بزيادة وقدرها 25 % مقارنة مع دورة العام الماضي، لتسهم أيضاً بتوسع مساحات العرض الخاصة بالمعرض.

وانعكس تنامي ثقة المستثمرين في الآفاق الواعدة لاقتصاد دبي بشكل عام والقطاع العقاري بشكل خاص على نمو معرض سيتي سكيب غلوبال الذي يعقد بين 21 – 23 من شهر سبتمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، وأشار منظمو الحدث إلى أن توسيع أرضية المعرض ليضم قاعتين إضافيتين، لتصبح المساحة الكلية للمعرض أكثر من 000 .30 متر مربع.

وبمواصلة السوق العقاري اكتساب الزخم بوتيرة متسارعة وخطوات ثابتة، يرى غوراف شيفبوري، رئيس أسواق رأس المال في شركة جيه أل أل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن التشريعات الحكومية لعبت دوراً كبيراً في استعادة ثقة المستثمرين للأسواق في دبي.

وبدعم من دائرة الأراضي والأملاك بدبي، يعتبر معرض سيتي سكيب غلوبال نقطة اللقاء السنوية للمستثمرين العقاريين، المطورين، هيئات التسويق الاستثماري، المصممين المعماريين، المصممين وغيرهم من الخبراء العقاريين بهدف تعزيز النمو في استثمارات القطاع العقاري وتطوير الأسواق الناشئة عالمياً.

من جهته صرح ووتر مولمان، مدير معرض سيتي سكيب غلوبال، قائلاً: «في العام 2013 استقبلنا أكثر من 32000 مشارك من 111 دولة. الأبحاث أظهرت أن 36 في المئة من هؤلاء الزوار حضروا للتقصي عن فرص استثمار حقيقي في السوق العقاري، 64% منهم كانوا يبحثون عن فرص لاستثمار ما يفوق 500000 دولار».

وتابع: «هذا العام، كان الطلب على مساحات العرض قوياً، لذا قمنا بزيادة المساحة الأرضية للمعرض وأضفنا قاعتين جديدتين للترحيب بأكبر عدد ممكن من العارضين. ستكون دورة معرض سيتي سكيب غلوبال لهذا العام الأكبر من نوعها خلال السنوات الخمس الماضية، والأرقام الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك بدبي تدعم توقعاتنا للعام 2014».

ويقيم المعرض العــقاري على هامشه ثلاثة مؤتمرات متخصصة - القمة العقارية العالمية، مدن المستقبل وقمة الوسطاء العقاريين التي من المتوقع أن تجمع تحت سقفها أكثر من 750 خبيراً وتنفيذياً في القطاع العقاري والمشاركين بهدف مناقشة الفرص المستقبلية وطرح الحلول لأبرز القضايا والتحديات التي تؤثر في الصناعة اليوم. ويستضيف المعرض على هامشه أيضا فعاليات جوائز سيتي سكيب للأسواق الناشئة التي تستقطب مئات المشاركات من المطورين العقاريين والمصممين المعماريين القائمين على تطوير المشروعات العقارية في الأسواق الناشئة حول العالم.

ازدهار ملحوظ

كما يمتد تأثير الزخم الكبير في السوق العقاري بدبي إلى معرض الخمسة الكبار المتخصص في قطاع البناء والتشييد الذي يعقد في دبي خلال نوفمبر المقبل في ضوء ازدهار ملحوظ يشهده قطاع البناء والتشييد في دولة الإمارات، التي يقول خبراء إنها تستعد للعودة بقطاع البناء والتشييد فيها إلى طاقته القصوى في العام 2014، وذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة عن إطلاق عدد من المشاريع الكبــــرى مع زيادة في الإنفاق على تنمية البنية التحتية الاجتماعية في البلاد.

علماً بأن دورته المرتقبة ستكون الكبرى في تاريخه الممتد طوال 35 عاماً، وفقاً لآندي وايت، مدير مجــموعة الفعاليات في المعرض، الذي قال إن 98 % من زوار معرض العام الماضي ينوون العودة إلى دورة العام الجاري من الحدث الذي يستضيف مجموعة من العـــارضين الجــدد المشاركين للمرة الأولى.

وأضاف وايت: أصبح معرض الخمسة الكبار أبرز مركز للمهنيين والمختصين العاملين في قطاع البناء والتشييد بالمنطقة، وهو يتيح المجال أمامهم للحصول على المنتجات الجديدة، واستكشاف أحدث الابتكارات، والمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات التثقيفية بهدف تبادل المعرفة والتواصل مع الآلاف من اللاعبين الرئيسيين والعملاء المحتملين. وفي ضوء الصخب الكبير الذي بات يُحدثه قطاع البناء والتشييد جرّاء العودة القوية للقطاع في المنطقة، فإننا واثقون من أن الدورة المقبلة من الحدث ستكون الكبرى والأهمّ على الإطلاق.

فعاليات متنوعة تخدم القطاعات الحيوية

 يشهد الثلث الأخير من العام 2014 عدداً من المعارض والفعاليات المتنوعة التي تخدم قطاعات حيوية، حيث تنظم دبي أحد أبرز المعارض وأهمها في قطاع تقنية المعلومات، ألا وهو أسبوع جيتكس للتقنية خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر المقبل في ضوء توقعات بتجاوز إنفاق بلدان المنطقة على تقنية المعلومات والاتصالات حاجز الــ 15 مليار دولار هذا العام و20 مليار دولار في العام 2020 وفقاً لشركة البيانات العالمية آي دي سي المتخصصة بأبحاث سوق التقنية.

ويشارك في المعرض العديد من الشركات العالمية التي تمثل أهم شركات تقنية المعلومات والاتصالات العالمية موزعة على 12 تخصصا تقنيا تدعم أربعة مجالات بارزة تقود القطاع التقني هي الحلول الذكية والحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة والتنقلية. ويمتد المعرض المرتقب على مساحة 100 ألف متر مربع التي من المتوقع أن تجمع ما يزيد على 142 ألف مختص في مجال تكنولوجيا المعلومات منهم 25 ألفا من كبار التنفيذيين وأكثر من 3 آلاف و700 شركة عارضة من 61 دولة .

وقالت تريكسي لوه ميرماند النائب الأول للرئيس بمركز دبي التجاري العالمي إن جيتكس يواصل التطور سنويا، حيث يتم حاليا التجهيز للدورة الأكبر في تاريخ المعرض ليغطي جميع جوانب قطاع تقنية المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى التقنيات الفريدة والابتكارات النقالة التي سترسم ملامح مستقبل المجتمعات لعقود قادمة من الزمن.

وأضافت أنه من المقرر أن يستضيف المعرض إلى جانب مجموعة الميزات المبتكرة عروضا تجريبية تقنية متطورة وبرنامجا تفاعليا للمؤتمرات ومنتديات نقاش واسعة النطاق وفرص تواصل لا مثيل لها للقطاعات المتخصصة.

ومن جانبه يستضيف مركز أبوظبي الدولي للمعارض سلسلة متنوعة من الفعاليات والمعارض خلال الثلث الأخير من العام الحالي تغطي مجالات صناعة الأغذية والأثاث والديكور والتراث والأزياء والأناقة وخدمات تموين السفر وعلوم الحياة والتوعية المجتمعية، لكن يبقى المعرض البارز هو معرض «أديبيك» 2014 الذي يحتفظ بمكانته ضمن أكبر 3 فعاليات على مستوى العالم في قطاع النفط والغاز.

ويحتفل معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للنفط أديبيك 2014 خلال الفترة من 10 إلى 31 نوفمبر بمرور 30 عاماً على انطلاقته الممتدة في خدمة صناعة النفط والغاز، حيث شكل منذ انطلاقته في عام 1984 منصة مثالية تجمع تحت مظلتها خبراء الصناعة للعمل معاً وتبادل المعرفة واكتشاف الأفكار الجديدة والتواصل في ما بينهم والاجتماع مع نظرائهم في هذا القطاع. ومن خلال تنظيمه فعالية سنوية يظل أديبيك محتفظا بمكانته ضمن أكبر ثلاث فعاليات في مجال صناعة النفط والغاز على مستوى العالم.

ويعد معرض سيال الشرق الأوسط احد اسرع الفعاليات التجارية نموا في قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة في المنطقة. ويحظى المعرض المقام بين 24 و26 نوفمبر بمشاركة واسعة من الشركات المتخصصة في صناعة المنتجات الغذائية والتجهيزات والمعدات المرتبطة بها من المنطقة والعالم. ويهدف المعرض إلى تعزيز جاذبية الدولة على صعيد الاستثمارات الغذائية والنهوض بقطاع الغذاء ويحرص على دفع الشركات الغذائية لتجاوز التوقعات من خلال مبتكراتها التي تقدمها في مجال الصناعات الغذائية. كما يقدم لها الحوافز والإمكانات البشرية التسويقية ويفتح آفاقاً العلاقات بين المستثمرين والمستهدفين لتقديم منتجات غذائية متميزة ترضي المستهلكين.

يستضيف مركز اكسبو الشارقة عدداً من الفعاليات في الأشهر الأربعة الأخيرة من 2014، ومن ضمنها معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات ومعرض الشارقة الدولي للكتاب والمعرض العالمي للسيارات ومعرض المنتجات الصينية الشارقة ومعرض حلال الشرق الأوسط.

أداء

36.7 مليار درهم استثمارات قطاع  الفعاليات التجارية

تقدر القيمة الإجمالية لحجم الاستثمارات العاملة في قطاع المعارض والمؤتمرات في الدولة بنحو 36.7 مليار درهم (10 مليارات دولار) وفقاً لتقديرات اتحاد غرف التجارة والصناعة، ما يجعل القطاع يكتسب أهمية كبيرة على صعيد حركة التجارة والاستثمار، والأداء الاقتصادي ككل، إذ ينتقل حالياً قطاع المعارض إلى مستوى أعلى من الأداء، لا سيما مع بدء التحضير لاستضافة دبي معرض إكسبو 2020 الذي سيجعلها تتصدر المشهد الدولي على صعيد صناعة المعارض العالمية، وذلك بعد النجاحات الكبرى التي حققتها الإمارة في استضافة وتنظيم أهم المعارض العالمية، وفي مقدمتها معرض دبي للطيران، ومعرض جيتكس ومعرض سيتي سكيب.

 

جهود

الدعم الحكومي يعزز آفاق النمو

يشهد قطاع المعارض دعماً واسعاً من مختلف الجهات الحكومية المحلية منها والاتحادية، وذلك لما يشكله من أهمية حيوية باعتباره رافداً هاماً للاقتصاد، فعلى سبيل المثال تساهم جمارك دبي في دعم أداء قطاع المعارض التجارية في دبي، عبر تعزيز قدرة التجار المشاركين في المعارض على تحقيق أعلى استفادة ممكنة، إذ توفر جمارك دبي لهم سلسلة من الخدمات، في مقدمتها نظام الإدخال المؤقت لبضائع العارضين الذي يتيح لهم إدخال بضائعهم للعرض دون تسديد الرسوم الجمركية عنها، إلى حين انتهاء المعارض التي يشاركون بها، وإخراج بضائعهم المعروضة فيها إلى خارج الدولة، يأتي ذلك انطلاقاً من حرص جمارك دبي على تقديم أفضل التسهيلات الجمركية للتجار والمستثمرين.

ويسمح نظام الإدخال المؤقت للفئات المستفيدة، ومن ضمنهم العارضون المشاركون في المعارض التجارية، بإدخال بضائعهم مدة محددة، قد تستمر عاماً، دون استيفاء الرسوم الجمركية المفروضة عليها، وذلك إلى حين الانتهاء من الغاية التي أدخلت البضاعة من أجلها.

Email