مدير المنطقة الحرة بالمدينة لـ«البيان الاقتصادي»:

تنفيذ منطقة سكنية في مصدر بطاقة 40 ألف نسمة 2015

أحمد باقحوم مدير إدارة المنطقة الحرة في جناح مصدر بمعرض سيتي سكيب أبوظبي تصوير - مجدي إسكندر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف أحمد باقحوم، مدير إدارة المنطقة الحرة بـ«مدينة مصدر»، أول مدينة على مستوى العالم خالية من انبعاثات الكربون والنفايات والسيارات، عن أنه تم البدء بتصميم المرحلة الأولى للمنطقة السكنية بالمدينة التي ستستوعب عند اكتمال كل مراحلها 40 ألف نسمة، مشيراً إلى أن منشآت المدينة ستوفر 50% من معدلات الطاقة السائدة حالياً، و40% من معدلات المياه المستخدمة حالياً.

وقال باقحوم في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أمس، على هامش معرض «سيتي سكيب أبوظبي 2014»، إنه من المتوقع أن يشهد الربع الأخير من العام الحالي والربع الأول من عام 2015 بدء تنفيذ المشروعات السكنية في «مدينة مصدر»، وكذلك مشروع فندق راقٍ، يضم نحو 250 غرفة، ويخدم المدينة والمنطقة بوجه عام، إضافة إلى بدء إنشاء مدارس وجامعة أكاديمية جديدة بالمدينة.

وتوقع أن يرتفع إجمالي عدد الشركات المسجلة في المنطقة الحرة للأعمال في مدينة مصدر إلى نحو 182 شركة بنهاية عام 2014 بنمو 40%، مقابل 130 شركة حالياً تعمل في مجالات الطاقة المتجددة والقطاعات المرتبطة بها والقطاعات التكنولوجية، مشيراً إلى أن 60% من هذه الشركات تندرج تحت فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فيما تمثل النسبة الباقية فئة مؤسسات قطاع الأعمال سواء المحلية أو الأخرى العالمية مثل «جنرال إليكترك» و«سيمنز».

استقطاب الشركات

وأكد أن إدارة المنطقة الحرة تركز على استقطاب الشركات لتشجيع العنصر الإماراتي لتأسيس أعمال أو افتتاح فروع داخل المدينة، إذ تخصص «مصدر» حوافز تشجيعية للمواطنين، تشمل تخفيضات كبيرة في رسوم إصدار التراخيص وتجديدها، وزيادة عدد الأنشطة التجارية التي يمكن أن تزاولها شركات المواطنين بقيم رسوم مالية أقل عن غيرها.

وأوضح أن أبرز مزايا العمل في مدينة مصدر يتمثل في النظرة الشمولية لقطاع الطاقة التي تختص بها «مصدر»، إذ لا تقتصر آلية عمل المدينة والمنطقة الحرة على جذب الشركات وتوفير مساحات لها، بل يشمل ذلك توفير البيئة المتكاملة للقطاع، وشراكات عالمية مع كبار العاملين والمستثمرين في هذا القطاع، فيما يوفر معهد مصدر البيئة البحثية والتدريبية والعملية للعاملين في هذا القطاع.

ويبلغ عدد الدارسين فيه 350 طالباً وطالبة من جنسيات مختلفة، يشكل الإماراتيون نحو 40% منهم، مع إمكانية التملك، وعدم وجود رسوم ضريبية على الاستثمار والدخل والموقع الاستراتيجي للمنطقة الواقعة بين أبوظبي ودبي اللتين تمثلان منطقتي الأعمال الرئيستين في الدولة.

إضافة إلى استيعاب المفهوم الذي تقوم عليه المنطقة لتطوير الأعمال الاستثمارية للشركات، فالأمر ليس تجارياً فحسب، بل تتوافر الأماكن للسكن والخدمات اللازمة له وللتدريب والبحث والاحتكاك بالتجارب والخبرات العالمية.

وجهة مستدامة

وقال أحمد باقحوم إن مدينة مصدر تمثل وجهة مستدامة للعيش والعمل، فهي تجمع بين الجهود المطلوبة لابتكار تقنيات خضراء متطورة من جهة، وتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية من جهة أخرى، ويمكن للشركات العاملة في مجالات الطاقة والمياه والتنمية المستدامة الاستفادة من الحوافز الفريدة التي توفرها المدينة، بما يدعم تطورها ونمو أعمالها، ومن ثم الإسهام في دفع عجلة النمو الاقتصادي في إمارة أبوظبي.

وأشار إلى أن النافذة الموحدة للخدمات في مدينة مصدر تمثل منصة شاملة تتيح لأصحاب الأعمال تسجيل شركاتهم بسهولة تامة في أقل من خمسة أيام، وتوفر هذه الخدمة الكثير من المزايا، بما في ذلك سرعة استخراج تأشيرات الإقامة للموظفين..

وتقديم المستندات اللازمة لمختلف الجهات الحكومية في أبوظبي، وبعد الانتهاء من التسجيل يمكن للشركات اختيار تصميم المساحة التجارية التي ترغب في استئجارها وفق متطلباتها، وذلك من بين مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة في مدينة مصدر التي تتنوع بين مكاتب العمل والمباني المصممة حسب الطلب، كما تسهّل هذه الخدمة تعاقد الشركات مع مزودي الخدمات المساندة، بما فيها الترجمة وحلول تكنولوجيا المعلومات.

تطوير الخبرات

وأكد أهمية اكتمال المرحلتين الأولى والثانية من إنشاء «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» الذي يعد أول مؤسسة جامعية علمية على مستوى المنطقة، تركز على التعليم وإجراء الأبحاث في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة، إذ يأتي المعهد في صلب جهود مبادرة «مصدر» الرامية إلى تطوير الخبرات العلمية والمواهب البشرية الضرورية لنمو وازدهار قطاع الطاقة النظيفة، إذ يوفر المعهد الذي جرى تطويره بالتعاون مع «معهد ماساشوستس للتكنولوجيا»، برامج دراسية في العلوم، بما في ذلك الهندسة وتقنية المعلومات وعلوم المواد والهندسة الميكانيكية.

وأشار إلى أنه يتم توليد الكهرباء في المدينة بواسطة ألواح شمسية كهروضوئية، في حين أن تبريدها يتم من خلال الطاقة الشمسية المركزة، أما المياه فيتم توفيرها بواسطة محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية، فيما يتم ري الحدائق التي تقع داخل نطاق المدينة والمحاصيل التي تزرع خارجها بالمياه العادمة، بعد معالجتها في محطة خاصة بالمدينة.

Email