الغرفة تسعى من خلال المبادرة إلى تحويل أفكار الشباب واقعاً ملموساً

«تجار دبي» تُعِد جيلاً يماثل الرعيل الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال هشام الشيراوي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي ورئيس لجنة الاختيار والتحكيم لبرنامج «تجار دبي» وهي المبادرة التي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة دبي لدعم الشباب المواطن ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مايو 2013 لـ (البيان الاقتصادي):

 إن غرفة دبي تسعى من خلال مبادرتها «تجار دبي» لخلق أرضية خصبة يمكن من خلالها غرس الأفكار الصغيرة لشبابنا المواطن الواعد الذي يملك الأفكار ولا يملك الوسيلة التي تساعده على تحويل هذه الأفكار والخيال إلى واقع ملموس.

حديث الشيراوي جاء على هامش لقاء ( مجلس أعمال تجار دبي ) والذي نظمته غرفة دبي في مقرها وتم خلاله استعراض واقع تجارب شباب وشابات إماراتيين أرادوا تحويل أفكارهم وأحلامهم لمشاريع على أرض الواقع وتحدثوا من خلال اللقاء عن تلك التجارب وعن العقبات والتحديات التي واجهتهم وكيف ساهم برنامج «تجار دبي» والذي أطلقته غرفة دبي في تحويل أحلامهم إلى مشاريع تجارية ملموسة على الأرض.

المحرك

وأشار الشيراوي إلى أن المحرك الأكبر لأي اقتصاد في العالم يبدأ من الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي تحتاج إلى الدعم والمساندة بعكس الشركات الكبرى التي عززت وجودها في الأسواق، ولكن عددا كبيرا من الشركات الكبرى في العالم تصل إلى مرحلة النضوج ثم مرحلة الترهل إذا لم تضخ فيها دماء شابة جديدة وأفكار خلاقة.

وأحيانا في الشركات الكبرى يصعب عليهم تقبل أفكار من شخص صغير وبالتالي إذا لم تحدّث تلك الشركات أو تطور من نفسها تصل إلى مرحلة الترهل والضعف والهوان والانهيار مع التأكيد على أن هذا التوصيف لا ينطبق على كل الشركات الكبرى في العالم، وقد رأينا أن شركات كبرى قد اختفت من العالم لأنها لم تضخ دماء شابة وأفكارا خلاقة في عروقها. قائلا: إن الشركات الصغيرة هي بمثابة دماء جديدة تضخ في عروق الاقتصاد وهي البراعم والبذور الصغيرة التي يجب عليها أن تنمو في اقتصادنا، وتترعرع وتتحول في المستقبل إلى صناعة أو تجارة أو خدمات ناجحة تثري الاقتصاد وتستفيد أيضا من الاقتصاد.

تمويل

وبسؤاله عن مساعدة برنامج (تجار دبي) أصحاب الأفكار من الشباب الإماراتي من الراغبين في تحويل أفكارهم إلى مشاريعهم تجارية على أرض الواقع في الحصول على التمويلات المالية قال الشيراوي: إن التمويل في الواقع يمثل أقل الهموم في قائمة صاحب الفكرة فإذا ما نجحت هذه الفكرة في اختراق كل الحواجز والاختبارات والوصول إلى الحصول على موافقة لجنة الاختيار والتحكيم على المشروع يصبح الحصول على التمويل سهلاً لأننا جميعا في اللجنة عبارة عن رجال أعمال لنا خبرات تمتد لعقود من الزمن..

وبالتالي تقييمنا لفكرة المشروع والموافقة عليها يعني بأن الفكرة جديرة بالتنفيذ والاحترام أيضا. والمهم الإشارة إلى أننا ننظر للفكرة من ناحية التطبيق والاستمرارية ومن الناحية العملية ومن حيث قابليتها للنمو وقدرتها على مواجهة المنافسة المباشرة وغير المباشرة على مستويات مختلفة، كما ننظر للشخص

ولإمكانياته الشخصية والنفسية والذهنية، وإن كان قد عمل مسبقا في النشاط التجاري، وإن كان إنسانا سريع الاستسلام، وإن كان لديه قابلية لأن يصبح رجل أعمال فليس من السهل على كل شخص أن يقول (أريد أن أصبح تاجرا) هذه جملة بسيطة اللفظ، التاجر بحاجة لحزمة من الأعصاب تختلف عن الإنسان العادي فرجل الأعمال يجازف بشكل يومي وكل يوم معرض للربح والخسارة، وكلما كبر التاجر زادت همومه، فكلما كبر التاجر كبر تعداد الموظفين في شركته وكل هؤلاء لديهم عائلات والتزامات وبالتالي أي قرار غير صائب يتخذه لن يضر به وحده بل سيضر هؤلاء جميعاً.

وأشاد الشيراوي بجهود فريق العمل القائم على برنامج «تجار دبي» في أن يجعل كل مشارك من إجمالي 300 مشارك في المبادرة يشعر بأنه شخص مهم جدا وأفكاره تلقى اهتماما خاصا وجهودا حثيثة لتحويلها لمشروع واقعي. مؤكدا على الأهمية الكبيرة التي يولونها لاحتضان الشباب المواطن وأفكارهم بشكل علمي ومتطور وواقعي بحيث تولد قدمين لأفكار الشباب يستطيعوا بواسطتها الوقوف على أرض صلبة في عالم الأعمال.

أفكار

من جانبه قال عيسى الزعابي نائب رئيس أول قطاع الدعم المؤسسي في غرفة تجارة وصناعة دبي والمنسق العام لبرنامج تجار دبي: إن من إجمالي 300 شاب وشابة إماراتيين تقدموا عبر الكثير من الأفكار لبرنامج «تجار دبي» وهي المبادرة التي أطلقتها غرفة دبي منذ نحو 10 أشهر، نحو 60 منهم أرادوا تحويل تلك الأفكار إلى واقع ملموس مضيف بالقول:

لقد جلسنا مع هؤلاء بشكل منفرد كل على حدة وتأهل منهم 15 عبر اجتيازهم لجنة الاختبار والتحكيم لمشاريعهم ونجح 8 منهم من خلال الأفكار التي قدموها في تنفيذ أفكارهم واليوم يجرى تنفيذها كمشاريع ملموسة على الأرض. كما قمنا بعقد 10 دورات تدريبية استفاد من برامج التدريب التي وضعنها تلك نحو 250 مواطنا، ونسعى لتأهيل أكبر عدد ممكن من المواطنين الإماراتيين ليصبحوا رواد أعمال ناجحين.

ويرى الزعابي أن الإعلان الأخير عن البدء في خطوات إنشاء مجلس للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة خلال النصف الثاني من العام الجاري 2014 وبعد إصدار اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي رقم (2) لسنة 2014 بشأن المشاريع الصغيرة والمتوسطة من شأنه أن يدعم ويعزز من حضور أكبر للشركات الصغيرة والمتوسطة، معتبراً أن غرفة دبي تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج «تجار دبي» الذي يساعد الشباب المواطن على تأسيس شركاته الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي شأنه أن يعزز من تنافسيتها في سوق العمل.

جيل

وقال الزعابي: إن مبادرة غرفة دبي من خلال إطلاقها برنامج «تجار دبي» تهدف إلى إيجاد جيل جديد من التجار يحاكي مهارة الجيل الأول من تجار دبي، من خلال توفير بيئة تطوير ترعى وتنمي أفكار الشباب، وتعزز مفهوم ريادة الأعمال من خلال دورات تأهيلية متخصصة، تلبي الاحتياجات الفردية لكل مشارك، وشبكات تواصل لتبادل المعرفة، تساعدهم على تحويل أفكارهم إلى فرصٍ عملٍ واقعية، بالإضافة إلى فرص الاحتكاك مع رواد الأعمال المتميزين من الجيل الذي ساهم في تعزيز سمعة دبي في عالم المال والأعمال.

 ركائز المشاريع

تقوم مبادرة تجار دبي على أهمية التجارة، وضرورة المحافظة على جيل رائد من تجار دبي يكمل مسيرة الأجيال السابقة من تجار دبي.

ويعتمد برنامج تجار دبي على ثلاث ركائز أساسية وهي تقييم، وتطوير وتمكين، ويشمل تقييم فكرة المشروع مدى استيفائها متطلبات النجاح وقدرة صاحب الفكرة على تطبيقها، في حين ان "تطوير" تشمل تطوير إمكانيات وقدرات صاحب الفكرة، وتزويده بالمهارات والخبرات لتطبيق فكرته بنجاح، بينما تقوم ركيزة "تمكين" على تمكين صاحب الفكرة من تنفيذ مشروعه عبر وسائل مختلفة.

مواطنون شباب على طريق النجاح

استعرض عدد من المواطنين والمواطنات الشباب ممن بدأوا بتنفيذ مشاريعهم على الأرض بفضل برنامج «تجار دبي» أمام الحضور تلك المشاريع وكيف تبلورت أفكار تلك المشاريع، والعقبات والتحديات التي واجهتهم في تحقيق أحلامهم وقدموا شكرهم وامتنانهم للدعم اللامحدود للقائمين على البرنامج في الغرفة واختيارهم ضمن المشاريع الفائزة وكيف أن البرنامج حول أفكارهم وأحلامهم إلي مشاريع تجارية على أرض الواقع.

المواطنة الشابة رنده الحميري، التي تمتلك حضانة فرنسية وتعمل في مجال الخدمة المجتمعية، تحدثت عن أن تجربتها مع «تجار دبي» بدأت العام الماضي عندما رأت بأن هناك حاجة لما يعرف بـ (مكملات تنمية مواهب الأطفال) وبالتالي خرجت بفكرة مشروع تأسيس مركز لتعليم الطفولة المبتكرة ومركز متخصص لصعوبة التعلم ( بوتينشيال نيرساري) وخاصة أن المنطقة العربية متعطشة لإيجاد حلول لمعالجة مشاكل الأطفال وبالتالي مشروعنا فيه منهج باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية وبمساعدة البرنامج سأقوم بافتتاح المركز في غضون أسبوعين.

واستعرض كل من عبدالله الكعبي وحنان الفردان الشركاء في تأسيس مشروع (معهد الرمسة) تجربتهم في تأسيس المشروع الفريد، حيث قال الكعبي: إنهم يولون اللغة العربية اهتماما خاصا إلا أن الغالبية من الطلاب والمستفيدين من البرامج يأتون إليهم لتعلم اللهجة الإماراتية فهي تعتبر بالنسبة لهم مثل المغامرة، فبعد أن يتعلم الطالب المهارات الأساسية يستطيع بكل فخر التواصل مع المواطنين والمقيمين العرب بسهولة، وفي مرات كثيرة ينقل لنا بعض الطلاب انبهار الأشخاص الذين يتحادثون معهم مما يسهل إقامة علاقات ودية ومعرفة متبادلة بينهم.

من جانبه قال عيسى شريف المرزوقي: إنه بطور تأسيس شركة (أمنياتي لويالتي كارد) وهو برنامج ولاء للشركات الصغيرة والمتوسطة والفكرة نبعت من غياب برامج الولاء لهذا النوع من الشركات وخاصة أن تلك البرامج تقتصر على الشركات الكبرى، العملية هي أن المستهلك يقوم (بجمع نقاط على بطاقة ولاء) عبر قائمة من المتاجر والمحال التي يتسوق من خلالها والمدرجة لدينا وبعد تجميعه عددا معينا من النقاط يمكن معادلة تلك النقاط ماليا (كاش) وبالتالي المستهلك يستفيد من جمع هذه النقاط واستبدالها بأموال أما الفائدة التي سأحققها فستكون من التحويلات تلك.

ويقول مبارك السويدي الرئيس التنفيذي والمؤسسة لشركة (سويديش كوميرس) التي سيطلقها عبر برنامج «تجار دبي»: إن الشركة ستحل مشكلة موجودة في المجتمع العربي وتتمثل في غياب الشركات في المواقع الإلكترونية وبالتالي تفاعل هذه الشركات غائب مع الجمهور الدائم البحث في المواقع الإلكترونية والمشروع يهدف إلى تأسيس مواقع خاصة للتجار والشركات إلكترونيا.

 

.

Email