منظمة الجمارك العالمية اختارت الدولة لتطبيق البرنامج

«آي بي إم موبايل» لمكافحة التقليد والقرصنة

خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن إطلاق التطبيق البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت الهيئة الاتحادية للجمارك أمس في دبي، بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية، برنامج محاربة التقليد والقرصنة عبر الهواتف الذكية (IPM Mobile). وتعد الإمارات أول دولة في العالم تطبق البرنامج على الهاتف المتحرك، ومن المقرر أن تطلق منظمة الجمارك العالمية تطبيق البرنامج بالدول الأعضاء في يونيو المقبل. ويهدف البرنامج إلى مساعدة المفتشين الجمركيين في الدولة على محاربة السلع المغشوشة والمقلدة، وحماية حقوق الملكية الفكرية، من خلال توفير المعلومات عن السلع المقلدة عبر الهاتف المتحرك.

نجاح

وأعرب خالد علي البستاني، المدير العام للهيئة بالإنابة، عن سعادته باختيار منظمة الجمارك العالمية لدولة الإمارات، لتكون أول دولة تطبق البرنامج عبر الهاتف المتحرك بعد نجاح تطبيقه عبر الحاسب الآلي.

من جانبه، قال كيوينو ماكوريا، الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية، إن اختيار المنظمة للإمارات يعكس أهمية الدولة في خريطة التجارة العالمية، كما يؤكد تقدم العمل في قطاع الجمارك بالدولة، بما يسمح بتطبيق أحدث الأنظمة في مجال التفتيش والمعاينة الجمركية. وشدد البستاني على أن الدولة حريصة على دعم خطط تيسير التجارة ومكافحة الغش والتقليد، من منطلق المبادئ الراسخة التي قامت عليها دولة الاتحاد، ومن أهمها حماية حقوق الملكية الفكرية ومكافحة عمليات القرصنة والغش، لما لها من آثار اقتصادية واجتماعية خطرة تهدد أمن المجتمع والمستهلك والمنتج معاً.

الحكومة الذكية

وذكر البستاني أن تطبيق البرنامج يأتي في سياق تنفيذ مبادرة الحكومة الذكية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العام الماضي، بالتحول إلى الحكومة الذكية، من خلال طرح الخدمات الحكومية عبر الهاتف المتحرك.

وأوضح أن البرنامج الجديد يتضمن قاعدة بيانات متطورة تضم حالياً نحو 100 شركة عالمية قامت بتسجيل ما يقرب من 700 علامة تجارية، كما يتضمن البرنامج ما يقرب من 250 مليون باركود و15 مليون سعلة مسجلة ومعترف بها عالمياً.

ولفت البستاني إلى أن منظمة الجمارك العالمية نجحت في إطلاق البرنامج عبر الحاسب الآلي عام 2011، وبلغ عدد الدول التي تطبقه حتى الآن 71 دولة، إلا أن الإمارات ستكون أول دولة تطبقه عبر الهاتف المتحرك.

الاتحاد الجمركي الخليجي

وأكد البستاني أن العام المقبل 2015 سيكون موعد إطلاق الاتحاد الجمركي الخليجي رسمياً دون تأخير أو تأجيل، مشيراً إلى أن اللجان التي شكلت لهذا الغرض تعمل حالياً على التفاصيل النهائية الخاصة بآليات العمل على التصنيفات الجمركية، وأن الملف بكامله سينتهي العمل منه فنياً وتقنياً وأمنياً، لرفعه إلى مجلس قادة دول مجلس التعاون الخليجي، للمصادقة عليه في غضون الأشهر المقبلة.

نظارة غوغل

وقال المدير العام للهيئة بالإنابة إن الإمارات تعد شريكاً استراتيجياً لمنظمة الجمارك العالمية في تطبيق البرنامج الجديد على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن هذه العلاقة الاستراتيجية ستشهد عام 2020 إطلاق برنامج أبي بي إم المستقبل في الإمارات الذي يقوم على تكنولوجيا الواقع الافتراضي، إذ يجري العمل حالياً على تشكيل فريق في الدولة من الجهات والمؤسسات ذات العلاقة، بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية، لتقديم الاقتراحات المتعلقة بالبرنامج الجديد، والإسهام في التوصل إلى أفضل التطبيقات المرتبطة به.

ويتمثل برنامج أبي بي إم المستقبل في تحويل التطبيق الذي بدأ عام 2011 في الكمبيوتر، ثم الهاتف العام الحالي، إلى نظارة غوغل، إذ سيحصل كل ضباط الجمارك على هذه النظارات التكنولوجية التي تخول لهم، من خلال نظرة واحدة إلى المنتج، التعرف إلى ما إذا كان مقلداً أو أصلياً، كما تتيح لهم في حالة الشك الاتصال المباشر بأصحاب حقوق الملكية للتأكد من سلامة المنتج.

تصوير ضوئي

وبيّن سعود العقروبي، مدير إدارة العلاقات الدولية بالهيئة، أن البرنامج يقدم العديد من المزايا والخدمات الإلكترونية لمفتشي الجمارك بالمنافذ الجمركية المختلفة خلال عملية الفسح عن البضائع والإرساليات، إذ يمكن لمفتش الجمارك أن يقوم بعمل تصوير ضوئي عن طريق البرنامج لبار كود السلعة المستورة، للتأكد من كون السلعة أصلية أم مقلدة، من خلال قاعدة بيانات الشركات المتوافرة بالبرنامج.

وأضاف «يسمح البرنامج لمفتشي الجمارك بأخذ صور للسلع الواردة وإرسالها إلى الشركات المشتركة في البرنامج، للتأكد من كونها أصلية من عدمه، كما يتوافر في البرنامج نظام الملاحة الذي يمكّن مفتش الجمارك من إخطار الشركة المعنية بموقع ومكان الضبطية، وكذلك تحديد أقرب مكان أو رابط اتصال لصاحب العلامة التجارية الأصلية». وأشار إلى أن البرنامج سيتم إطلاقه باللغة العربية أول مرة في دولة الإمارات، إضافة إلى اللغة الإنجليزية، ويمكن للبرنامج العمل وفقاً للأنظمة التشغيل المختلفة للهواتف المتحركة، ومن بينها IOS وأندرويد.

اختيار الإمارات

 قال فيليب لارس، ممثل منظمة التجارة العالمية، الذي حضر حفل الإطلاق، إن اختيار الإمارات لتكون أول دولة يطلق فيها التطبيق الجديد، جاء لسببين رئيسين: أولهما، حرص الدولة على الاستعانة بكل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا واهتمامها الكبير جداً به، خصوصاً بعد مبادرة الحكومة الذكية التي أطلقتها دبي أخيراً، ثانياً موقع الإمارات كمركز تجاري عالمي يربط الشرق بالغرب والجنوب بالشمال..

وهي تؤدي دور الوسيط التجاري للعالم بأسره، وهو ما يجعله المكان المثالي لإطلاق هذا التطبيق. وأضاف أن حجم تجارة المواد المقلدة عالمياً يبلغ حالياً 200 مليار دولار، 50% منه يتعلق بالمنتجات الطبية من مستحضرات تجميل وأدوية مقلدة، إضافة إلى المعدات والآلات الطبية وغيرها. وأشارت المنظمة إلى أن التكنولوجيا ستسهم تدريجياً خلال السنوات المقبلة في الحد من المنتجات المقلدة.

Email