دبي نماذج اقتصادية ملهمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتضمن تاريخ دبي الحديث تجارب اقتصادية متنوعة وملهمة، سواء في صياغتها أو تطبيقها، لكن تبقى علامتها الفارقة في جرأة اتخاذ القرار الشجاع بشأنها ووضعها موضع التنفيذ. ولم تتأخر العديد من الأسواق العالمية التي كانت تنظر بعين الشك لتلك التجارب، عندما كانت في مهدها في ضرب المحاولات تلو الأخرى لنسخ أو تقليد تلك التجارب بعد نجاحها المدوي.

اليوم أصبحت تلك التجارب نموذجاً تقتدي به دول العالم، ولا يمر عام إلا وتستقبل دبي وفوداً رسمية رفيعة المستوى قادمة بهدف التعرف إلى تجربة من تلك التجارب الغنية، والتعاون من أجل نسخها في تلك الدول والبلدان. أسواق عريقة وأخرى صاعدة ترى في دبي عاصمة اقتصادية عالمية بلا منازع، وتتطلع إليها على أنها النموذج الحلم.

تجارب دبي الاقتصادية غادرت نطاقها المحلي بطلب من الأشقاء والأصدقاء، وباتت تطبق اليوم في دوائر رسمية وقطاعات اقتصادية حكومية ومختلطة في العديد من دول العالم. «البيان الاقتصادي» يفتح ملف تجارب دبي الاقتصادية الناجحة.

مهرجان التسوق نموذج فريد بجناحيه الترفيه والربح

دبي تحترف ابتكار النجاح للفعاليات المبهرة عالمياً

 

كتبت دبي اسمها بحروف من ذهب في سجلات الابتكار العالمي عبر العديد من المشاريع والمبادرات النوعية التي أدهشت العالم، وباتت الإمارة نموذجاً ناجحاً يحتذى به في نطاق واسع من المجالات والقطاعات، ويأتي في مقدمتها فن صناعة الفعاليات.

حيث احترفت دبي فن إبهار سكانها وزوارها من مختلف العالم عبر سلسلة المهرجانات المبتكرة، وبادرت إلى دمج هذه الفعاليات ضمن المنظومة الاقتصادية للإمارة، لتعزيز مساهمتها كمحفز رئيس ورافد حيوي للعديد من القطاعات، بدءاً من السياحة والسفر، مروراً بقطاع الضيافة والفنادق، وصولاً إلى قطاع التجزئة والتسوق.

شكل مهرجان دبي للتسوق منذ إطلاقه 1996، أيقونة عالمية أضافت بعداً جديداً عبر السنوات الماضية لصناعة الفعاليات، وتشير ليلى محمد سهيل المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة إلى أن المهرجان، وهو أحد المبادرات التي أطلقتها حكومة دبي، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد اصطبغ بطابعه الخاص المكون من ثلاثة عناصر.

وهي: التسوق، والترفيه، والربح، ودأبت مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة على تطويره عاماً بعد عام، سواء من خلال الفعاليات أو الجوائز، ما جعله يحافظ على استمراريته ونجاحاته طوال تلك السنين.

ونظراً لتكامل مكوناته والابتكار في تنظيم فعالياته وتنوعها، فقد شكل نموذجاً ناجحاً تم استلهامه في مناطق اخرى من العالم، وتلفت سهيل إلى أن عدة جهات، سواء من داخل الدولة أو من خارجها، قامت بتنظيم مهرجانات اكتسبت طابعاً مشابهاً له، وتضيف :"حقق بعض تلك التجارب نجاحاً مقبولاً، إلا أن مهرجان دبي للتسوق ما زال مستمراً في ألقه ومحافظاً على مكانته العالمية.

وكذلك الحال بالنسبة لمفاجآت صيف دبي، ذلك الحدث الذي قامت عدة جهات أيضاً بتنظيم فعاليات صيفية مشابهة لمحتواه ومفهومه العام. وأيضاً لا يمكن أن نتجاهل عالم مدهش كوجهة صيفية للعائلات والأطفال، والذي قامت جهات بتنفيذ فعاليات مشابهة له".

وتؤكد سهيل أن مؤسسة دبي للفعاليات والتجزئة مستعدة لتصدير خبراتها، وتضيف: "نحن أبوابنا مشرعة دائماً للجميع، وعلى استعداد لتقديم النصح والمشورة لمن يرغب بالاستفادة من تجربتنا الناجحة، وخبرتنا الطويلة في تنظيم المهرجانات والفعاليات والعروض المميزة، ولقد قامت بعض الجهات بزيارتنا على مدى السنوات الماضية، واستخلصت تجربتنا، ونظمت مهرجانات اتسمت بروح مهرجان دبي للتسوق من خلال عناصره".

جاء إطلاق مهرجان دبي للتسوّق في عام 1996 ليضع اللبنة الأولى لصناعة المهرجانات المتميّزة في المنطقة، وليسهم في ترسيخ مكانة دبي كوجهة تسوّق رائدة على مستوى العالم، وليكون داعماً قويّاً لاقتصاد الإمارة، في ظل جاذبيته وقدرته على استقطاب أعداد متزايدة من الزوّار والسيّاح، سواء من داخل الدولة أو من خارجها، كل عام.

وتمكّن مهرجان دبي للتسوّق الذي رفع شعار "عالم واحد.. عائلة واحدة" من تحقيق نجاح كبير منذ دورته الأولى، واستطاع أن يجعل من دبي ملتقى للشعوب، عبر احتضانه الكثير من الفعاليات التي ترتكز بشكل رئيس على ثلاثة عناصر رئيسة، هي: التسوّق والترفيه والربح.

استقطب المهرجان في دورة عام 2012 حوالي 4.36 ملايين زائر، فيما بلغ حجم الإنفاق 14.7 مليار درهم.

مفاجآت صيف دبي

بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مهرجان دبي للتسوّق في أول دورتين له، والإنجازات التي أضافها لرصيده على مستوى تنشيط القطاعات الاقتصادية، ظهرت فكرة تنظيم حدث سنوي كبير خلال فصل الصيف، ليحوّل موسم الركود إلى موسم مفعم بالنشاط والحيوية، رغم قسوة الجو الحار.

وتم إطلاق حدث مفاجآت صيف دبي في عام 1998، تحت شعار "إجازة سعيدة ومفيدة للأطفال". ويتضمن هذا الحدث العديد من الأنشطة التعليمية والترفيهية والترويجية الموجّهة بشكل أساسي للعائلة والأطفال، إلى جانب عروض التسوّق المغرية والربح.

وتمكن حدث مفاجآت صيف دبي من استقطاب 4.36 ملايين زائر، أنفقوا 12.3 مليار درهم في دورة عام 2012.

مدهش

لم يكن ليكتمل المشهد الرائع لمفاجآت صيف دبي في عام 2000، لولا إطلاق شخصية "مدهش"، التي أضافت أجواء تعبق بالفرح والمرح، ولتتملّك قلوب الكبار قبل الصغار، حيث صيغت هذه الشخصية للترويج للقيم التي تربّى عليها أهل الإمارات، ويعكس ما تحتضنه دبي من ثقافات وعادات وتقاليد متنوّعة، لا سيما أنه يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية. ومدهش هو شخصية كرتونية مرحة، دائم الابتسام، ومحبّ للتعلّم والاكتشاف، ويحرص على غرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال وتنمية مهاراتهم.

عالم مدهش

يشكل "عالم مدهـش"، الذي يستقبل زواره مئات الآلاف من الزوار سنوياً منذ عام 2000، أكبر وجهة ترفيهية مكيفة ومغطاة في المنطقة، ويوفر تشكيلة واسعة ومتنوعة من الخيارات الترفيهية والتعليمية التي تسهم في توسيع آفاق المعرفة لدى الأطفال، ضمن أجواء مفعمة بالمرح والسعادة، وتمنح كافة افراد العائلة فرصة قضاء اوقات ممتعة ومسلية.

كما يزخر يومياً بعروض غنائية وموسيقية تجمع حولها الكبار والصغار، وتؤديها فرق من مختلف أنحاء العالم وشخصيات كرتونية معروفة لدى الجميع، لتقدم استعراضات شيقة، تحمل رسائل تربوية قيمة، وتحض على القيم النبيلة والأخلاق الحميدة.

العيد في دبي

جاء إطلاق حدث "العيد في دبي" في دورته الأولى خلال عيد الفطر السعيد 2008، ليؤكد من جديد كفاءة مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري في تنظيم الفعاليات والأحداث التي من شأنها أن تسهم بشكل كبير في ترسيخ سمعة دبي كوجهة سياحية رائدة في المنطقة، ليس فقط خلال مواسم محدّدة، ولكن طيلة أيام السنة، وقد جاء هذا الحدث ليصبح إضافة مهمّة ومميّزة لأجندة الأحداث التي تنظمها المؤسسة.

وتعد إجازة العيد من المواسم المهمة التي لطالما يخطط لها الأفراد، سواء لقضاء إجازة قصيرة في بلدانهم أو خارجها، وبما أن دبي تسعى دائماً لأن تكون الوجهة السياحية المفضلة في المنطقة، فقد جاء تنظيم العيد في دبي، ليكون نقلة نوعية في إبراز المظاهر الاحتفالية خلال أيام العيد في دبي، وما يتخلل هذه الأيام من فرحة وابتهاج وصلة أرحام وخروج الأهالي والعائلات للأماكن والمفتوحة والحدائق والمتنزهات، وكذلك مناطق الترفيه المختلفة، وحضور الحفلات والمسرحيات ليعيش الجميع بهجة العيد.

رمضان في دبي

تهدف حملة "رمضان في دبي" الترويجية التي أطلقت للمرة الأولى خلال عام 2011، إلى تسليط الضوء على أبرز الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية الغنية التي تحتضنها إمارة دبي خلال الشهر الفضيل، وذلك بالتعاون مع عدد من الدوائر الحكومية والجهات الرسمية في الإمارة.

وتعد الحملة مبادرة حكومية ذات طابع اجتماعي وثقافي، تم تطويرها لتعزيز الأجواء الرمضانية، وإشراك المجتمعات المحلية والإقليمية في الاحتفاء بقيم الشهر الفضيل، عبر مجموعة من النشاطات والاحتفالات المستمدة من التراث والتقاليد والقيم الإسلامية.

يشهد شهر رمضان الكريم نشاطاً في قطاع التجزئة، باعتباره من المواسم المهمة لقطاع التجزئة، وأيضاً مع اقتراب عيد الفطر السعيد.

مهرجان السيارات

مهرجان دبي للسيارات، هو أحد المهرجانات التي تنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، ويهدف إلى ترسيخ مكانة دبي كوجهة مفضلة لرياضة السيارات، كما أنه يسهم في دعم استراتيجية دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي لتحقيق رؤية دبي 2020 لتطوير القطاع السياحي واستقطاب 20 مليون زائر إلى دبي بحلول عام 2020.

وأقيمت الدورة الأولى من المهرجان في الفترة بين 5 و9 نوفمبر، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.

وتضمنت الدورة الأولى فعاليات مدهشة وكبيرة، مثل:"إنفينيتي ريد بول تحتفل بالفوز للمرة الرابعة في بطولة فورمولا1، و"معرض دبي الدولي للسيارات 2013، و"موكب دبي الاستعراضي"، وفعالية "نهائيات ريد بُل كار بارك دريفت"، ومعرض للسيارات الكلاسيكية وأخرى معدلة في حديقة زعبيل ومراكز التسوق.

يسهم هذا المهرجان في تسليط الضوء على قطاع مهم وحيوي، وهو قطاع السيارات والمركبات وقطع الغيار.

جدول فعاليات دبي

مبادرة جديدة أطلقتها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة خلال عام 2011، تقضي بتطوير موقع إلكتروني www.dubaicalendar.com، ليتضمن قائمة الفعاليات والمهرجانات المهمة التي تقام في إمارة دبي كل عام.

 

مهرجان المأكولات

 

أقيمت الدورة الأولى من مهرجان دبي للمأكولات خلال الفترة ما بين 21 فبراير ولغاية 15 مارس 2014، وكان الهدف من إطلاقه تعزيز موقع دبي كعاصمة فنون الطبخ في المنطقة، وشمل احتفالات على مستوى المدينة، تضمنت باقة من أشهر فعاليات المأكولات والأطعمة التجارية والاستهلاكية، بما في ذلك "معرض الخليج للأغذية"، ومهرجان "مذاق دبي".

إلى جانب افتتاح فعاليتي "كرنفال دبي للمأكولات" و"مهرجان الشواء"، مهرجان"مذاق البيرو"، وكانتين الشاطئ، ومنتدى الاستثمار في المطاعم، ومهرجان طيران الإمارات للآداب، ومعرض دبي العالمي للقوارب، فيما شارك فيه حوالي 26 من أشهر الطهاة العالميين.

يسهم هذا المهرجان في تنشيط عدة قطاعات اقتصادية، منها على سبيل المثال لا الحصر، مراكز التسوق، ومحلات الهايبر ماركت والسوبر ماركت، والمطاعم، سواء في الفنادق أو في الأماكن العامة، وكذلك يسهم في رواج قطاع المواد الغذائية.

المهرجانات رافد حيوي للاقتصاد

شكلت المهرجانات التي تنظمها دبي، بدءاً من مهرجان التسوق، وصولاً إلى مهرجان المأكولات، جزءاً لا يتجزأ من المشهد الاقتصادي والحراك التجاري في الإمارة، حيث باتت خطط وأداء مجتمع المال والأعمال المحلي في كل قطاع مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بفعاليات دبي، باعتباره مواسم ذروة للمبيعات وإقبال ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.

خاصة وأن معظم الفعاليات تربط بين التسوق والترفيه وتحفيز المستهلك من خلال العروض المتنوعة والمغرية، ما ينعكس إيجاباً على رفع معدلات الطلب على حزمة واسعة من القطاعات، بما يشمل السياحة والسفر والضيافة وقطاع الدعاية والإعلان وقطاع التجزئة بمختلف فئاته، بدءاً من الملابس والموضة، وصولاً إلى تجارة السيارات.

وترجمة للأثر الاقتصادي للفعاليات التي تنظمها دبي، أظهرت دراسة رسمية أعدتها مؤسسة دبي للفعاليات والتجزئة، بالتعاون مع شركة"يوجوف للأبحاث" أن العائدات الإجمالية لمهرجان دبي للتسوق في دورته لعام 2012 بلغت نحو 14.7 مليار درهم (4 مليارات دولار)، حيث بلغ زوار تلك الدورة 4.36 ملايين زائر، مقارنة بنحو 3.98 ملايين زائر خلال عام 2011، بنمو 9 %.

وشهد المهرجان عام 2012 زيادة ملحوظة في عدد الزوار على مختلف الصعد، حيث ارتفعت نسبة الزوار من المقيمين في دبي من 1.32 مليون زائر إلى 1.54 مليون زائر، بينما ارتفعت نسبة الزوار القادمين من الإمارات الأخرى من 1.77 مليون زائر إلى 1.93 مليون زائر، في حين ارتفعت نسبة الزوار الدوليين من 885 ألف زائر إلى 895 ألف زائر.

ولفتت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن إجمالي الإنفاق شهد انخفاضاً طفيفاً بشكل سنوي، حيث بلغ 15.1 مليار درهم خلال مهرجان دبي للتسوق 2011، إلا أنه حقق ارتفاعاً ملحوظاً في قطاعي التسوق والإقامة، فقد ارتفع إجمالي حجم الإنفاق في مجال التسوق من 8.7 مليارات درهم إلى 8.9 مليارات درهم، في حين ارتفع الإنفاق في مجال الإقامة من 2.7 مليار إلى 2.8 مليار درهم.

وسجل قطاع النقل الخاص الانخفاض الأكبر مقارنة بعام 2011، ويعود ذلك لزيادة عدد الزوار ممن يفضلون استخدام وسائل النقل العامة، كسيارات الأجرة ونظام المترو، على استئجار السيارات.

كما شهد قطاع الأغذية والمشروبات انخفاضاً طفيفاً في حجم الإنفاق خلال "مهرجان دبي للتسوق 2012"، مقارنة مع دورة عام

Email