رئيس غينيا خلال مؤتمر الشراكة والاستثمار والتنمية في أبوظبي:

نتطلع إلى استثمارات إماراتية في التعدين والطاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا المستثمرين من القطاعين الحكومي والخاص في الامارات للمساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي في بلاده من خلال الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تزخر بها غينيا في مجالات عديدة تشمل قطاعات التعدين والطاقة والزراعة وتحديث البنية التحتية والسياحة والخدمات والكثير غيرها.

وقال الرئيس الغيني خلال مؤتمر الشراكة والتنمية والاستثمار في غينيا أمس في أبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية: إننا نطمح الى شراكة اقتصادية مع دولة الامارات خلال الفترة المقبلة واستقطاب المستثمرين الاماراتيين بهدف تعزيز طموحات بلاده في تحقيق تنمية اقتصادية اكثر قوة واستقرارا معربا عن قناعته بأن لدى الجهات المعنية في بلاده الكثير مما يمكن تعلمه من أصدقائنا في الامارات.

والرغبة للدفع نحو شراكة اقتصادية أكثر قوة بين البلدين تكون نموذجا يحتذى بها في العلاقات بين الدول مشيدا في الوقت نفسه بالإنجازات الضخمة التي حققتها الامارات في مختلف المجالات والخبرات التي اكتسبتها الكوادر الاماراتية في مجالات التنمية والتطوير والتي يمكنها ان تساهم بقوة في تحقيق التنمية المطلوبة في غينيا.

وأوضح الرئيس الغيني خلال المؤتمر الذي نظمته وزارة الخارجية وغرفة ابوظبي بمشاركة الامم المتحدة والبنك والصندوق الدوليين والاتحاد الافريقي أن بلاده تشهد عهدا جديدا من التحول الاقتصادي والتنموي، لافتا إلى أن غينيا تمتلك كافة الإمكانات لتكون نموذجا تنمويا في منطقة غرب افريقيا. وقال: إننا نمر اليوم بمرحلة تحول اقتصادي وإن النجاح الذي ننشده لا يمكن أن يحظى بحظوظه من النجاح إلا بالشركة مع الشركاء الاستثماريين.

وذكر الرئيس الغيني أن بلاده تطمح في إجراء شراكات طويلة الأمد بهدف تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي مشيرا إلى أن احتياطيات غينيا من الحديد تمكن لاستثمارات تمتد لسنوات عديدة يمكن لها المساهمة في دعم التنمية الاقتصادية في بلاده وفي الوقت نفسه تحقيق عوائد مجزية للمستثمرين في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة لبناء قطاع زراعي اكثر قوة يساهم بدوره في تحقيق النمو الاقتصادي والقضاء على الفقر.

وقال: إن تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة في غينيا سيسمح لها بأن تصبح قوة زراعية خلال السنوات القليلة المقبلة لافتا إلى أن الحكومة الغينية تعمل على تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير البنى التحتية وتحقيق مستويات معيشية أفضل لمواطني بلاده.

تحديات

وقال الرئيس الغيني: إننا لانزال نواجه الكثير من التحديات التي لا يمكن التغلب عليها بدون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وان لدينا قناعة بأن هناك الكثير الذي يمكن ان نتعلمه من اصدقائنا في دولة الامارات وانه يمكن لشراكتنا ان تكون نموذجا يحتذى به في علاقات الدول.

ووجه الدعوة للبنك الدولي والجهات الدولية الاخرى لتحسين مناخ التعليم والصحة في بلاده والعمل على تحقيق مستويات أفضل من التنمية للشعب الغيني وقال: أنا هنا من أجل أن أقول: إن غينيا جاهزة للعمل مع شركائنا الدوليين والمستثمرين من القطاعين العام والخاص للمساهمة في التنمية في غينيا، مؤكدا أن الحكومة الغينية ستقدم كافة التسهيلات والامكانات للمستثمرين والشركاء.

واختتم قائلا: لدينا الكثير من المشاريع الطموحة ونطمح الى حوار معمق مع شركائنا من اجل تحقيق إنجازات وبناء اقتصاد قوي ونريد ايضا اعادة استكشاف غينيا في مجالات عدية ومنها قطاع السياحة الواعد وخاطب المستثمرين بقوله: إننا متحمسون لمزيد من العمل معكم وتحقيق فوائد مشتركة.

وكان الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية افتتح المؤتمر بكلمة أكد فيها أن الامارات تتشرف باستضافة هذا المؤتمر الذي يهدف لدعم وتطوير اقتصاد غينيا وإننا نقدر ثقة الحكومة الغينية بعقد هذا المؤتمر في أبوظبي متطلعين الى بحث الفرص المتاحة لتطوير مجالات النمو الاقتصادي في غينيا وخص قرقاش ممثلي المنظمات الدولية وقطاع المستثمرين بالترحيب الحار قائلا: إننا نتطلع إلى دورهم البارز في تطوير الاقتصاد الغيني.

تعاون دول الجنوب

وأكد الدكتور قرقاش أن الامارات تؤمن ايمانا قويا بضرورة تعزيز التعاون بين دول الجنوب على الصعيدين الثنائي والمتعدد الاطراف مما سيمنح هذا المؤتمر الفرصة لدفع برنامج الاستثمار في غينيا للأمام كما يعد فرصة لتبادل الافكار بشأن الممارسات بروح التفاهم المشترك وتبادل الخبرات والمعرفة في هذه المجالات.

وأوضح أن الامارات تفخر بدورها في مجال التعاون مع الدول الافريقية بشكل عام ومع جمهورية غينيا بشكل خاص قائلا: إن التعاون المشترك مع غينيا يهدف الى خلق فرص اقتصادية جديدة وجاذبة في اطار يتصف بالديناميكية والتنوع والنمو المستدام واكد ان الدولة تدعم جهود المجتمع الدولي القائمة لخلق برنامج التنمية في غينيا لما بعد 2015 مدركين أهمية المحافظة على أساسيات الاهداف الالفية للأمم المتحدة.

شريك مهم

واشار الدكتور قرقاش الى ان غينيا شريك مهم للامارات وان التبادل التجاري بين البلدين تطور من 37 مليون دولار عام 2009 الى 180 مليون دولار العام الماضي لافتا إلى أن المصالح والاهتمامات المشتركة ساهمت في قيام طيران الامارات مؤخرا في 27 اكتوبر 2013 بتسيير 4 رحلات جوية مباشرة اسبوعيا تربط دبي وكونكري مما سيسهم في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين ويدعم الفرص الجديدة في مجال التعاون المشترك كما ان هذا الخط سوف يفتح نافذة جديدة لغينيا مع مختلف دول العالم.

ولفت قرقاش الى ان صندوق ابوظبي للتنمية سيساهم بمشاريع في مجال الطاقة والزراعة في غينيا بقيمة 90 مليون دولار.

تواصل متنام

وقال قرقاش: إن هذا التواصل المتنامي بين بلدينا يشهد أن الامارات تحرص على تطوير العلاقة مع غينيا في كافة المجالات، وأشار إلى قدرة اقتصاد غينيا على النمو المستدام، وأن الشركات الخاصة الدولية تدرك تنامي الفرص الاستثمارية التي توفره غينيا للمستثمرين الدوليين في مختلف المجالات ومن ابرزها قطاع التعدين وقطاعات الطاقة والزراعة والخدمات بالإضافة الى البنية التحتية، مؤكدا أن هذه الاستثمارات بما لديها من تأثير اقتصادي كبير ستضع الأسس لرخاء غينيا في المستقبل وتدعم استمرارية نموها الاقتصادي.

 

تفاؤل بالنمو في غرب آسيا

 

أكد رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب اسيا (ايكواس) كادري دوغي ان المجموعة لن تدخر وسعا في دعم غينيا، موجها الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى حكومة وشعب الامارات على استضافة هذا المؤتمر والترحيب بالمشاركين.

 وقال: إن التنمية الاقتصادية تبقى متأثرة بالأزمة المالية العالمية على الرغم من بعض التعافي البطيء لافتا الى ان الوضع في غرب افريقيا لايزال متأثرا لكنه رسم صورة متفائلة للنمو الاقتصادي في تلك البلدان في توقعاته لنسبة نمو لا تقل عن 7.4% عام 2014 مشيرا الى ان هذا الجزء من افريقيا سيكون الافضل اداء بالسنوات المقبلة، وأشاد بجهود غينيا تحت رئاسة الرئيس كوندي لتحقيق نمو اقتصادي في 2014 عن طريق تقليل العجز الاجمالي وخلق بيئة استثمارية ملائمة.

Email