بنية تحتية متطورة تتضمن استخدام أحدث النظم والتقنيات

7000 كاميرا وأحدث الأنظمة لضمان الأمن في مطار دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تستثمر دول مجلس التعاون الخليجي مئات ملايين من الدولارات في تحديث تقنيات ونظم المطارات لديها، لضمان توفير حركة سلسة وأكثر أمانا للمسافرين والبضائع المشحونة، في إطار سعيها لتعزيز قدراتها التنافسية كمراكز عالمية منافسة للسفر والشحن. ويشير الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" أن التوقعات بارتفاع عدد المسافرين عبر مطارات منطقة الشرق الأوسط إلى حوالي 400 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2020، تعزز الحاجة للتطوير الدائم للنظم الأمنية في هذه المطارات، لضمان تقديم أفضل الخدمات للمسافرين. وفي هذا السياق تعتمد البنية التحتية الخاصة بالسلامة والأمن في مطار دبي الدولي، اعتمادا اساسيا على التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والتي منها نشر 7 آلاف كاميرا من أحدث الأنواع مُوَزًعَة في مختلف أجزاء مطار دبي الذي يتبنى احدث النظم للارتقاء بمعايير الامن فيه خاصة وانه يعد ثالث أكبر مطار من حيث اعداد المسافرين الدوليين على مستوى العالم.

يذكر أن قيمة الإنفاق العالمي على أمن المطارات بلغ في عام 2012 نحو 22.3 مليار دولار وذلك طبقاً لتقرير سوق أمن الطيران للفترة من 2012- 2022. وعلى المدى الأبعد، من المتوقع أن يزيد الإنفاق على أمن المطارات في منطقة الشرق الأوسط بصورة حادة مع سعي مطارات المنطقة لاقتناء أحدث النظم والتقنيات في هذا المجال.

وأكد محمد عبد الله اهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني أن ضمان سلامة المسافرين والبضائع وأمن البنية التحتية لا يعد مجرد مطلب ذات طبيعة مؤقتة، وإنما هو مطلب متطور باستمرار. مما يفرض على الجهات المعنية تحديات كبيرة في هذا الشأن للارتقاء الدائم بالمعايير الامنية دون أن يؤدي ذلك إلى إزعاج المسافرين أو التأثير على تمتعهم بتجربة سفر متميزة".

ويعد معرض المطارات الثالث عشر الذي سيقام في دبي خلال الفترة من 6-8 مايو المقبل منصة عالمية تجمع الشركات الرائدة في مجال صناعة المطارات على مستوى العالم التي ستقوم بعرض أحدث الحلول والأنظمة والمعدات المتعلقة بالأمن والسلامة. كما سينفرد بتوفير منطقة "تجربة المسافرين بالمطارات" التي ستتيح لزوار المعرض الاطلاع على التقنيات التي ستسود عالم المطارات في المستقبل.

استثمارات ضخمة

وقال اللواء طيار أحمد بن ثاني، مدير الإدارة العامة لأمن المطارات بشرطة دبي: "تسير الاستثمارات الضخمة لتعزيز أمن وسلامة المطارات بالتوازي مع عمليات التوسع الكبرى التي تقوم بها هذه المطارات، فالتحديات المتواصلة على مدار الساعة تستدعي ضمان استخدام منظومة أمنية شاملة ومتطورة فنيا وبشريا وفق افضل الممارسات العالمية على هذا الصعيد ".

وأضاف اللواء طيار أحمد محمد بن ثاني: "باتت المنطقة تمثل نموذجاً عالمياً متميزاً في مجال أمن المطارات، وذلك من خلال اعتمادها نهجاً يمزج بين أحدث التقنيات وأكثر الاستراتيجيات فعالية، وقد اعتمدنا في دبي معايير متفوقة في هذا المجال، من خلال بناء علاقات تعاون متميزة وروابط قوية مع جميع الشركاء الاستراتيجيين المعنيين محليا ودوليا". واشار اللواء بن ثاني الى ان البنية التحتية الخاصة بالسلامة والأمن في مطار دبي الدولي، تعتمد اعتمادا اساسيا على التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والتي منها نشر 7 آلاف كاميرا من أحدث الأنواع مُوَزًعَة في مختلف أجزاء مطار دبي الذي يعد ثالث أكبر مطار من حيث اعداد المسافرين الدوليين على مستوى العالم.

منهج

وقال حسين الدباس، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا): "المنهج البراجماتي هو أساس النجاح في تأمين الطيران، فالعالم يحتاج إلى إيجاد نوع من التوازن بين الحاجة لتجنب المخاطر والحاجة للحفاظ على السرعة والكفاءة اللازمتين لنقل 3 مليارات مسافر و50 مليون طن من البضائع سنوياً على مستوى العالم. ومن المُتَوَقًع تصاعد هذه الأرقام- خاصة في أسواق آسيا- المحيط الهادي، الشرق الأوسط والأسواق الناشئة الأخرى. غير أنه لا يوجد منهج موحد يمكن تطبيقه على كافة المطارات في مجال الأمن والسلامة، فلكل مطار خصوصيته ومتطلباته. وهذا هو ما دفع الأطراف المعنية بصناعة الطيران للعمل مع الحكومات من أجل تطوير حلول مناسبة في هذا المجال". وأضاف: قامت أياتا بتصميم برنامج "نقاط التفتيش المستقبلية" بغرض تعزيز الأمن، الارتقاء بمستويات الكفاءة وتحسين مستوى تجربة السفر التي يحظى بها المسافرون، ويتم تحقيق ذلك من خلال المزج بين أحدث التقنيات والتركيز على إستخدام الموارد في المجالات التي يكون لها أكبر الأثر في تقليص المخاطر".

نمو

وقال دانيال قريشي، مدير الحدث في شركة «ريد للمعارض الشرق الأوسط»، المنظمة لمعرض المطارات في دبي انه بالنظر إلى النمو المتوقع في صناعة الطيران الإقليمية والتحديات الأمنية التي تفرضها الزيادة الكبيرة في عدد المسافرين جواً، يتعين على مطارات العالم ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، التركيز بشكل مستمر على التحديات الخاصة بالأمن والسلامة. حيث يشكل اعتماد أكثر الأنظمة والتجهيزات تقدماً على مستوى العالم في مجال أمن المطارات، عاملاً محورياً في تطورها، وسيوفر معرض المطارات الثالث عشر ومنتدى قادة المطارات العالمية الذي يقام بالتزامن معه، فرصة نوعية لهيئات المطارات الإقليمية للاطلاع على أحدث الاتجاهات والتقنيات في هذا المجال".

توسعات

ويشير تقرير لشركة "فروست أند سوليفان" الإستشارية، إلى أن مطارات الشرق الأوسط ستنفق مبلغ 86 مليار دولار في خططها التوسعية حتى عام 2025. ويشكل الإنفاق على تعزيز مستويات الأمن والسلامة عنصرا حيوياً ضمن الميزانيات المخصصة لتطوير المطارات.

وتشمل أبرز التقنيات الرئيسية المتعلقة بقطاع الطيران، التي من المُنتَظَر أن تسجل تطورات نمو متسارعة خلال السنوات المقبلة، التقنيات المتخصصة بفحص المسافرين وأمتعتهم؛ ومراقبة محيط المطارات والتحكم في الدخول إليها؛ والمراقبة الرقمية؛ والمقاييس الحيوية. وبينما برزت الإمارات ضمن صدارة الدول التي تستثمر بكثافة في مجال أمن المطارات، فإن قطر والسعودية ليستا بعيدتين أيضاَ عن الصدارة. إذ تواصل مطارات الشرق الأوسط التوسع في اقتناء أكثر النظم تطوراً وتعقيداً في هذا المجال، الأمر الذي يتوقع معه استمرار ارتفاع الإنفاق على تجهيزات المطارات.

Email