متخصصون يعزونه إلى التشديد في قوانين الاستيراد للدول المجاورة

تراجع كبير في تجارة السيارات المستعملة بالشارقة 2012

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قدّر متخصصون وأصحاب معارض للسيارات المستعملة في الشارقة نسبة تراجع التجارة في هذا القطاع خلال العام الجاري مقارنة بالعام السابق بحوالي 20 إلى 50 %، عازين هذه النسبة إلى الشروط التي باتت تفرضها الدول المجاورة لاستيراد السيارات حيث باتت السعودية تفرض "موديل 5 سنوات" والكويت "موديل 3 سنوات" والعراق بنفس الموديل بجانب الشروط التمويلية للبنوك والتي باتت تشترط تسديد 20 % من قيمة السيارة كمقدم ما أثقل كاهل الراغبين في الشراء.

وفي التفاصيل، يرى صاحب معرض الهدوء للسيارات المستعملة عمار عبيد أن ركودا ساد الأسواق بصفة عامة وسوق السيارات المستعملة على وجه الخصوص مشيراً إلى أن ذلك راجع إلى الركود الاقتصادي بشكل عام وما أفرزته تداعيات الأزمة العالمية التي لاتزال آثارها ممتدة إلى يومنا هذا.

ويقول عبيد: إن سوق السيارات المستعملة تعتمد بصفة خاصة على التصدير الخارجي غير أن الشروط التي باتت تفرضها الدول المجاورة ساهمت وبشكل رئيس في تراجع هذه التجارة حيث لفت عبيد إلى فرض كل من السعودية والأردن لـ"موديل 5سنوات" والكويت والعراق إلى فرض "موديل 3 سنوات" إلى جانب روسيا التي تفرض "موديل 5 سنوات" مع رفع في رسوم الجمارك .

وهو ما أدى بأصحاب معارض السيارات إلى تغيير وجهات التصدير أو اعتماد أحدث الموديلات للحفاظ على استقرار الإقبال على اقتناء السيارات المستعملة، غير أن ذلك أفرز حالة من تراجع الزبائن على اعتبار اقتصار شراء السيارات ذات الموديل الأحدث على طبقة معينة من ذوي المقدرة المادية.

قوانين الدول

ويتفق صالح الشريفي، وهو موظف في معرض الغدير للسيارات المستعملة، مع ما ذهب إليه عبيد، حيث ذكر أن القوانين التي فرضتها بعض دول مجلس التعاون على استيراد السيارات المستعملة أثر لا محالة على السوق المحلي معتبراً أن السوق السعودي يعد من أكبر الأسواق إلى عهد قريب وبوجود مثل هذه القوانين فإن وجهة أصحاب المعارض في أبوشغارة انتقلت إلى دول أخرى وهو ما أفقدهم زبائن كثر.

مشكلة فك الرهن

من جانب آخر، تطرق صاحب معرض الغدير أحمد الجفيل إلى قضية السيارات المرهونة على البنك بحيث أصبحت إجراءات الحصول على ورقة فك الرهن من البنك تأخذ وقتاً أطول من ذي قبل حيث تستغرق ما بين 4 إلى 5 أيام بعدما كانت في السابق تتم خلال ساعة.

وناشد الجفيل مديري البنوك بتوجيه موظفي البنك إلى سرعة تخليص المعاملات في هذا الشأن وذلك لصالح الزبون والمشتري والصالح العام.وتطرق الجفيل إلى عدد من المشاكل التي تواجه سوق السيارات المستعملة في منطقة أبوشغارة منها قلة المواقف وسيطرة أصحاب المعارض الكبيرة على أصحاب المعارض الصغيرة وهو ما يجعل المنافسة والمضاربة التجارية غير شريفة بين أصحاب المعارض.

20 %

أما حسين شنشل، صاحب معرض عدنان شنشل للسيارات المستعملة، فذكر أن الاقبال على السيارات المستعملة خلال العام الجاري تراجع في حدود 50 % بالمقارنة مع العام الماضي، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى جملة من العوامل أهمها الشروط الجديدة التي أصبحت تفرضها البنوك فيما يتعلق بتمويل السيارات من بينها ضرورة دفع 20 % من القيمة الإجمالية للسيارة .

وهو الأمر الذي يحدد سقف المبيعات ونوعية من السيارات القابلة للمتاجرة فأي سيارة يتجاوز سعرها 80 ألف درهم تركن على الرصيف وتقتصر عملية البيع على المركبات التي تقل عن ذلك السعر. ويضيف شنشل: كلما كان سعر السيارات أقل كان الاقبال عليها أكبر غير أن ذلك لا يصب في مصلحة المستثمر لأن مربح السيارات ذات السعر المتوسط ضئيل ولا تغطي حتى التكاليف التي يتكبدها صاحب المعرض من صيانة وغسيل السيارات ودفع المواقف بمعدل 7 آلاف درهم سنوياً.

هاجس الانتقال

من جهته، يرى أحمد عبدالله خميس صاحب معرض القناعة للسيارات المستعملة أن هاجس الانتقال من منطقة أبوشغارة إلى مقر جديد خارج المدينة جعل الكثير من أصحاب المعارض يعيدون النظر في مثل هذه التجارة وعلى إثر ذلك قرر البعض تصفية معرضهم من الشارقة ونقل نشاطهم التجاري إلى سوق العوير لتجارة السيارات المستعملة في دبي، مشيراً إلى ما وصفه بـ"موت" منطقة أبوشغارة "تجارياً" في حال نفذ قرار الانتقال.و

ويدعو خميس الجهات العليا في حكومة الشارقة إلى التفكير في قرار نقل معارض السيارات إلى خارج المدينة، مشدداً على أن كل أصحاب المعارض مستعدون لدفع سعر أكبر للمواقف على أن يحافظوا على موقعهم الذي يعد من أكبر مواقع بيع السيارات على مستوى الشرق الأوسط إذ يرتاد المكان زائرون من دول عدة. بدوره يتفق سعد محمود متولي .

وهو موظف في معرض القناعة للسيارات على أن ركود شمل جميع الأسواق لاسيما سوق الشارقة الذي يعد أكبر سوق على مستوى الشرق الأوسط مشيراً إلى ما تلعبه المواقع على صفحات الأنترنيت من تأثير على الأسواق مثل "الفيسبوك" وغيره من المواقع إذ أصبحت التجارة الكترونية ولم تعد للتجارة المباشرة بين البائع والمشتري وجود الآن.

بالمقابل، يقول محمد أبو عبدالله صاحب معرض المجرة: إن نشاطه التجاري يقتصر على السيارات الجديدة فقط وهو يرى بأن مثل هذه التجارة انتعشت مع بدء تلاشي آثار الأزمة المالية غير أن نشاطها منتعش خارجياً أكثر منه على المستوى المحلي ومحصور في بعض الدول مثل روسيا وإيران وليبيا والسودان ونيجيريا.أما ما يثار من تغيير موقع السوق من أبوشغارة إلى خارج المدينة فيرى أبو عبدالله أن الفكرة ليست بالسيئة شرط أن تنفذ بنظام ويكون لكل واحد معرضه الخاص وعدد معين من السيارات ومع مرور الوقت سيعرف المكان مثل ما عرفت أبوشغارة وسوق العوير في دبي.

وفي هذا الإطار يقول طارق أحمد (مواطن)، الذي التقت به "البيان" وهو يبحث في أرجاء السوق لشراء سيارة، إنه من هواة تغيير السيارات حيث استبدل سيارته أكثر من 70 مرة غير أنه يرى أن مع شروط البنك الجديدة أصبح ذلك يشكل عائقاً على تغيير سيارته خاصة وأن عليه قرضا عقاريا فاق المليون درهم.

أما شيكاجي كابيا روز (أنغولية) فترى أن سوق السيارات المستعملة في الشارقة يعد من أكبر المعارض عالمياً وأنها استفادت كثيراً منه غير أن ارتفاع الأسعار خلال العام الجاري مقارنة بالأعوام السابقة أدى إلى تقلص إقبال الأفارقة على حد قولها غير أنها استدركت أن السوق حافظ على مكانته.

بدورها اعتبرت مرفت عبدالحميد (مقيمة) أن الحصول على قرض من أجل اقتناء سيارة مستعملة أمر غير مقبول فسعر السيارة الجديدة لا يفرق كثيراً عن المستعملة في بعض الأنواع مثل "ياريس" مشيرةً إلى أنها حصلت على قرض بنكي منذ زمن واستطاعت شراء سيارة جديدة والآن دفعت كل الأقساط.

أما محمد زنهم (مصري) فهو يرى أن شرط 20 % الذي يفرضه البنك عائق أمامه لشراء سيارة خاصة وأن راتبه لا يتجاوز 3500 درهم.

موقف البنوك

إلى ذلك أكد طاهر محمد الطاهر، مدير بنك أبوظبي الوطني في الشارقة، أن الحكومة وجهت البنوك بمراجعة شروط القروض سواء على القروض الشخصية أو تمويل السيارات نظراً لحجم القروض التي منحت في الأعوام الماضية والتي لم يستطع الدائنون إرجاعها ما تسبب في تفاقم حجم القضايا المعروضة على مستوى المحاكم وهو ما جعل البنك بشكل أو بآخر يفرض دفع مقدم قدره 20 % من سعر السيارة من أجل تنظيم القروض.

وفيما يتعلق بالسيارات المرهونة والحصول على شهادة فك الرهن يؤكد الطاهر أن نظام العمل في بنوك الدولة يتجه إلى المركزية وهو نظام تتبعه الدول الأكثر تقدماً في العالم مثل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه بمجرد فك الرهن فإن الحقوق محفوظة سواء بالنسبة لصاحب السيارة المرهونة أو للمشتري الذي فك هذا الرهن.

موقع "دوبيزل"

 شكا عدد من أصحاب معارض السيارات المستعملة بمنطقة أبوشغارة في الشارقة والذين التقت بهم "البيان" مما أفرزته الثورة المعلوماتية من مواقع تجارية التي أبعدت الزبون عن معارض السيارات بشكل عام سواء كان الزبون بائعاً أم مشترياً وأصبح يجري عملية البيع والشراء عن طريق هذه المواقع وأهمها موقع "دوبيزل" الذي حطم السوق كلياً على حد تعبيرهم.

مشكلة الدلالين

 يرى صاحب معرض سعد عيدان للسيارات المستعملة في الشارقة أن السوق يعاني من مشكلة "الدلالين" الذين يصطفون على الطرق لتوجيه أي سيارة نحو معرض معين إضافة إلى توزيعهم العشوائي وتهجمهم على السيارات وهو ما يشكو منه معظم الذين صادفتهم "البيان" في المنطقة.

 

Email