الروبوتات تتقاسم الأرض مع البشر

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا العالم مختلفاً هذا العام، كشيء غريب يمشي ويتدحرج بين ظهرانينا، وكأننا الآن نتقاسم الكوكب مع كائنات جديدة من صنع أيدينا.

هذا مؤكد، لأن 2017 كان العام الذي اقتحمت فيه الروبوتات حياتنا فعلاً، وكأنها تسللت من أبواب المصانع لتقهر المدن الكبيرة من خلال أعمال بشرية.

واجتاحت الشوارع سيارات ذاتية القيادة، وحتى الروبوتات ثنائية القطب، التي باتت قادرة على الوقوف على أقدامها دون أن ترتطم على وجوهها، خرجت من القمقم إلى العالم الحقيقي، وكما قال التقرير الذي نشره موقع «ذا واير» أصبحت الآلات جزءاً من حياتنا، وهذا حقيقة شيء مثير.

يقول خبير الروبوتات سيباستيان ثرون، الرائد في السيارة ذاتية القيادة: «إن 2017 عام مثير للروبوتات»، متسائلاً في الوقت نفسه «لماذا 2017؟ لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت؟».

يجيب ثرون: كان هناك تضافر جملة من العوامل، منها رخص ثمن الأجهزة المتطورة مقروناً بأدمغة أفضل، «لم تكن برامج الروبوتات في الماضي بهذا المستوى من الذكاء، وكانت الأجهزة سهلة الكسر في كثير من الأوقات، وهي منتجات غير جيدة».

في الآونة الأخيرة فقط أصبحت أجهزة الكمبيوتر ذكية بما فيه الكفاية، كما أضحت أجهزة الروبوت موثوقة إلى مستوى أدى إلى ظهور المنتجات الأولى.

لعل أكبر قفزة في الأجهزة كانت تكنولوجيا الاستشعار، فصناعة الروبوت تحتاج إلى أن تشعر ببيئتها، والشعور بالبيئة يحتاج إلى مجموعة من أجهزة الاستشعار.

ليس عبرالكاميرات فقط، ولكن بأشعة الليزر التي تبني خريطة ثلاثية الأبعاد لمحيط الروبوت، ولقد أصبحت تلك المكونات على حد سواء أكثر قوة ورخصاً.

كانت تكلفة جهاز استشعار واحد ربع مليون دولار في عام 2010، واليوم ثمنه 8000 دولار أي أقل 3% من تكلفته قبل سبع سنوات فقط، والمكونات الأخرى مثل المشغلات، وهي محركات في المفاصل أشبه ما تكون بذراع الروبوت، تنخفض تكلفتها باضطراد، محملة بأرخص أجهزة الاستشعار الفائقة. الروبوتات في النهاية قادرة على معالجة جو الالتباس الذي يغلف العالم البشري.

Email