التوفير وصفة سحرية لتأسيس الأعمال
تنشط دول العالم كثيراً في مسائل ما يعرف اليوم بالتثقيف المالي، وهو مصطلح يشمل -إضافة إلى ثقافة التوفير- آليات مبسطة لتأسيس الأعمال والاعتماد على الذات واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمساعدة الشباب، من خلال مبادرات ومشاريع حكومية وخاصة، على نشر هذه الثقافة بدءاً من مراحل التدريس الابتدائية وحتى الجامعية.
خلال قمة التثقيف المالي، التي اختتمت أخيراً في مدينة شيكاغو الأميركية بمشاركة كبيرة من المنظمات الحكومية والخاصة، ومنها شركة فيزا العالمية وبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أكد الخبراء والمتحدثون أن أبسط الأمثلة على التثقيف المالي مبدأ التوفير، الذي يحمل أهمية اقتصادية كبيرة للمجتمعات، حيث يمثل في بعض اقتصادات العالم نحو 5 % من الناتج المحلي الإجمالي.
وكان أبرز المتحدثين في المؤتمر وزير المالية الكندي بيل مورنيو، الذي عرض رؤية بلاده ومشاريعها المستقبلية في التثقيف المالي.
النمو التكنولوجي
ومن أبرز النقاط التي أشار إليها مورنيو مسألة النمو التكنولوجي، الذي عزز من تقارب وارتباط اقتصاديات العالم، وفرض هذا التحول آليات جديدة لتثقيف المستهلكين وكيفية إدارتهم لأمورهم المالية. ودعا الوزير الكندي إلى المشاركة في أفضل الممارسات في هذا الأمر ومناقشة التحديات على نطاق واسع للخروج بتوصيات ملائمة تمهد الطريق للأجيال المقبلة.
وتنظم مدينة شيكاغو سنوياً المؤتمر ضمن أسبوع التثقيف المالي، الذي يشمل العديد من ورش العمل التي ينخرط فيها شباب وطلاب مدارس من مختلف الأعمار، تقدم لهم المشورة اللازمة في أمورهم المالية وكيفية التوفير والتعامل مع النفقات المتزايدة، ومساعدتهم في مشاريعهم الذاتية التي تعزز من اعتمادهم على النفس.
ومن أبرز المؤسسات التي تشارك وترعى الحدث "فيزا" التي تقدم من خلال المؤتمر خلاصة تجربتها ودليلاً عملياً يسمى "مهارات عملية مالية للحياة "، وهو برنامج أطلقته الشركة في عام 1995 ويصل اليوم إلى أكثر من 40 مليون مستهلك في العالم. ويضم الدليل ألعاب فيديو توضح تلك المهارات وإرشادات عملية وقصصاً مصورة تلائم مختلف الأعمار. ويتوفر الدليل بـ16 لغة عالمية عبر 42 دولة.
مبادرتان
وخلال القمة، عززت "فيزا" جهودها بإطلاق مبادرتين للتثقيف المالي، وهما النسخة الثانية من الكتاب المصور الخاص بالأطفال لتعليمهم المهارات المالية الأساسية، وسيكون متوفراً بـ16 لغة عالمية في 15 دولة. كما ستطلق الشركة النسخة المعدلة من تطبيقها الذي سيكون متوفراً على مختلف أنظمة التشغيل، بما فيها الاندرويد وآبل وغوغل بلاي.
وخلال السنوات الماضية، شارك في هذه المؤتمرات أكثر من 70 متحدثاً ونحو 18 ألف مشارك من 59 دولة؛ بهدف تشجيع وتحسين التثقيف المالي بين المستهلكين من مختلف الأعمار، سواء في الدول المتقدمة أو النامية.
