مساحات الدرجة الاقتصادية تحدٍ يواجه الشركات

مساحات الدرجة الاقتصادية تحد يواجه الشركات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر عملية استيعاب الركاب في مساحات صغيرة في الدرجة الاقتصادية والحفاظ على رضا المسافرين في نفس الوقت أكبر تحد يواجه شركات الطيران حالياً. وتدور أولويات قطاع الطيران حاليا وخاصة فيما يتعلق بتصميم الطائرات الجديدة حول أفضل الطرق لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المسافرين بأصغر المساحات داخل الطائرة.

ويبدو أن هذه التوجهات كانت بارزة خلال معرض التصميمات الداخلية للطائرات في مدينة هامبورغ الألمانية.

وبعد ان قدمت شركة ايرباص تصميمها لطائرة ايرباص 380 الذي يشمل وضع 11 مقعدا في كل صف من طائرة ايرباص 380 في الدرجة الاقتصادية فإن شركات التصميم تسابقت لعرض مبتكراتها واتجاهاتها في هذا المجال ومنها تقليل مساحات التخزين وزيادة فاعلية الطائرة من خلال مقاعد أكثر وبيع المزيد من التذاكر.

كما لجأت شركات أخرى الى عرض مقاعد أوسع في الدرجة الاقتصادية ومنها شركة ساوث ويست الاميركية لكن البعض يشير الى انها ربما تكون على حساب ذراع المقعد او ممر الطائرة اللذين سيكونان اصغر مساحة مقارنة مع الوضع الحالي.

ومع عودة صناعة الطيران الى تحقيق الأرباح فإن الافكار تتركز في وضع أكبر عدد ممكن من المسافرين على الدرجة الاقتصادية مع المحافظة على أدنى معايير الأمن التي تحددها الهيئات الرقابية المختصة. لكن هذا التوجه بالنسبة للمسافرين قد يواجهه زيادة محيط الخصر للركاب أنفسهم أو بالمعنى الادق زيادة السمنة الامر الذي يعني وجود مسافرين اكبر حجما مما كان في الماضي.

وعلى سبيل المثال بالنسبة للاميركيين فإن 33 % من البيض و48 % من السود أصبحوا اليوم اكثر سمنة من قبل مقارنة مع نسبة كانت تشير الى 29 و39 على التوالي في العام 2002 . كما ان هذه التوجهات تواجه ايضا زيادة اعداد الحقائب التي يحملها المسافرون داخل الطائرة مقارنة مع السنوات السابقة خصوصا في ظل الرسوم الجديدة التي تفرض على الحقائب التي تشحن مع المسافر.

ويرى عدد من المحللين والخبراء ان هذين الاتجاهين هما على النقيض من بعض وهذا قد يؤدي على مزيد من شكاوى المسافرين على شركات الطيران حيث اشار التقرير الاخير الخاص بجودة شركات الطيران للعام 2014 الى زيادة أعداد الشكاوى وخاصة داخل مقصورة الطائرة وبنسبة بلغت 18 % مقارنة مع العام الذي سبقه.

ويمكن ان نرى اليوم ان هناك زيادة في حالات الشجار بين المسافرين داخل الطائرة معظمها بسبب ضيق المساحات داخل الطائرة او على المقاعد مما يؤدي احيانا على تأجيل الرحلة نفسها وهذا يشكل تحديات جديدة على الشركة التي تسعى الى تقليل عمليات التأخير كما أن شجار المسافرين قد يؤدي الى تحويل الرحلات في مشكلة جديدة لا ترغب الشركات في رؤيتها.

وتلجأ بعض شركات الطيران اليوم الى فرض رسوم تصل الى 25 دولارا للمقعد المواجه لممر الطائرة او في حال التغيير الى الدرجة الاقتصادية الاعلى وهو سعر يراه المسافر ملائما مقابل رحلة تستمر لأكثر من 12 ساعة طيران.

Email