الرئيس التنفيذي للشركة الإسلامية للتمويل لـ « البيان »:

التمويل الإسلامي يقي المستثمرين التضخم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور محمود سيد عبد العال الرئيس التنفيذي للشركة الإسلامية للتمويل «آفاق» إن صناعة التمويل الإسلامي تتمتع بحصانة أكبر من التمويل التقليدي ضد التضخم وذلك لأن موجودات التمويل الإسلامي يمكن أن تكون مبنية على الأعيان وليس النقود، الأمر الذي يدعم الخطط الاستراتيجية التنافسية التي تقوم بها مؤسسات التمويل الإسلامي مقارنة بمؤسسات التمويل التقليدي.

وأضاف عبد العال في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي على هامش المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في دبي إن تعزيز استراتيجية وأداء مؤسسات التمويل الإسلامية كي تتمكن من منافسة التمويل التقليدي بشكل أفضل أمر ممكن من خلال التسليم بفكرة أن التمويل الاسلامي هو فن القدرة على ابتكار أدوات وخدمات مالية مرنة وفي الوقت نفسه متوافقة مع الشريعة الاسلامية، من دون أن تستورد من التمويل التقليدي بالضرورة.

مهارة وابتكار

وأضاف: «مهما بلغت مهارة المتخصصين في ابتكار خدمات تمويلية جديدة وتنافسية، فإن القدرة على تحقيق المنفعة للأفراد والشركات تتوقف على ما يقدم لهم، فالتمويل التقليدي يعتمد على نموذج غير متنوع في تقديم خدماته من خلال عقد القرض والذي نراه متكررا في أغلب الخدمات التمويلية التي تقدمها مؤسسات التمويل التقليدي.

 أما بالنسبة للمؤسسات التمويلية الاسلامية فان الموضوع مختلف تماما، حيث ان التمويل الإسلامي فيه على الأقل أحد عشر مكونا من عقود التمويل كالمشاركة، والمشاركة المتناقصة، والمضاربة المطلقة، والمضاربة المقيدة، والوكالة، والمرابحة، والبيع بثمن آجل، والإجارة، والإجارة المنتهية بالتمليك، والاستصناع، والسلم.

وبالتالي، يمكن رسم الخطط الاستراتيجية للمؤسسات التمويلية الاسلامية اعتمادا على ابتكار وتقديم الكثير من الخدمات القائمة على عقد تمويل اسلامي واحد او عدة عقود مختلطة، بحيث يمكن تقديم المئات من الحلول التمويلية و المنتجات المصرفية المنافسة في السوق. ولذلك فإنه لا مجال للمنافسة بين التمويل الربوي وبين التمويل الإسلامي، فالتمويل الإسلامي منتجاته أكثر تنوعا وبالتالي أكثر قدرة على تقديم ما يناسب حاجة المتعاملين ووفق تطلعاتهم.

ولفت عبد العال إلى أن دبي تمتلك القدرة على تشكيل مسار اقتصادي اسلامي واسع، وهذا ينعكس في اختيار دبي كمكان للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي. وأضاف: المنتدى يأتي كفرصة فريدة لدبي لإعطاء اتجاه جديد لصناعة التمويل الإسلامي، وتساعد على توحيد الجهود، وتبادل المعرفة والخبرات للاستفادة من الفرص الناشئة في الديناميكيات المتغيرة للاقتصاد العالمي.

كما أن اعلان مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي شكّل خطوة كبيرة للأمام في تاريخ الاقتصاد الاسلامي العالمي، حيث لم يسبق من قبل وعلى مدار عقود من الزمن أن حظي الاقتصاد الاسلامي برعاية رسمية بهذا الحجم الضخم من الدعم المادي والمعنوي.

ريادة دبي

وحول أسس ريادة دبي للاقتصاد الإسلامي عالمياً قال عبد العال إن دبي تمتلك خصائص تؤهلها كي تكون عالمياً قاطرة الاقتصاد الإسلامي الذي يعد من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم بحجم استثمارات يُقدر بـحوالي 8 تريليونات دولار (30 تريليون درهم). وأضاف: «استطاعت الإمارة تحقيق خطوات واسعة وملموسة منذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بشخصه الكريم قيادة خارطة الاقتصاد الاسلامي عالمياً انطلاقا من دبي..

وذلك من خلال إعلان مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الاسلامي، والتي تعتبر البذرة الأساس في ريادة دبي للاقتصاد الاسلامي عالمياً. حيث لم يسبق من قبل وعلى مدار عقود من الزمن أن حظي الاقتصاد الاسلامي برعاية رسمية بهذا الحجم الضخم من الدعم المادي والمعنوي. كما أن دبي تتمتع بالحصة الأكبر من نسب نمو قطاع التمويل الاسلامي في الدولة اعتماداً على العوامل الجاذبة لنمو وتطوير قطاع التمويل المصرفي الإسلامي.

الأهداف المحققة

وحول الأهداف التي تم تحقيقها من خلال انعقاد هذا المنتدى، قال عبد العال إن المنتدى تمكن من توسيع قاعدة التعاون المشترك بين الدول والذي يحقق مزيداً من الازدهار للاقتصاد العالمي، وأضاف: المنتدى سلط الضوء على العديد من سبل تطوير مجالات الاقتصاد الإسلامي التي تتعدى حدود الصكوك والخدمات المالية الإسلامية، وأبرز دور دبي كحاضنة للاقتصاد الإسلامي والمدينة الأمثل للتعاون والتنسيق والعمل على تكثيف الجهود للرقي بالصناعة المالية الإسلامية بإيجاد الحلول المناسبة للعقبات التي تواجه الرقي بالصناعة المالية الإسلامية.

وأضاف: وحتى معرض «سوق الفنون الإبداعية» المصاحب للمنتدى، فقد سلط الضوء على طموح الإمارة لأن تكون المنصّة العالمية الرائدة في الحفاظ على تراث الإسلامي الأصيل بكافة فنونه وأنواعه..

وذلك من خلال إبرازه بالشكل اللائق، والتشجيع على الابتكارات الإسلامية، بل والتفوقّ في هذا المجال. ولاقت العديد من الإبداعات الفنية خلال المنتدى اهتمام خبراء التصميم من مختلف أنحاء العالم، الذين أجمعوا على أن دبي هي العاصمة العالمية الأجدر لتكون مركز التصاميم والفنون والإبداعات الإسلامية.

معوقات العمل

بالرغم من المعوقات والعراقيل القانونية والاقتصادية التي تعترض عمل المصارف الإسلامية نتيجة عدم خضوعها لتنظيم قانوني يضمن استمرار نشاطها ونجاحها..

فقد تمكّنت هذه المصارف من تلبية حاجات المواطنين عبر خلق آليات وأوعية مهمة لجذب الأموال والمدخرات من خلال مرونة الفقه الإسلامي، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية من شأنها التخفيف من حدة الفقر وتعزيز تعبئة الموارد والمساهمة في التقليل من البطالة المستشرية في العالم الإسلامي، لا سيما في البلاد التي مارست فيها أنشطتها بحرية؛ كماليزيا وتركيا.

Email