المنافسة تدور بين بنوك وطنية وعالمية

المصارف المحلية أكثر قدرة على ابتكار منتجات إسلامية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال خبراء في قطاع التمويل الإسلامي إن المنتجات والخدمات الإسلامية التي توفرها مصارف إسلامية محلية هي أكثر قدرة على التنافس في السوق المحلي وحتى في الأسواق العالمية وقدرة على تطوير منتجات تمويل إسلامية تلائم رغبات المستثمرين.

خصوصاً بعد انسحاب العديد من البنوك الأوروبية من نشاط التمويل الإسلامي إثر تعرضها لتبعات الأزمة المالية العالمية الأخيرة من ضمن أنشطة أخرى وذلك لرفع متطلبات رأس المال حسب ما حددته المعاهدات الدولية الجديدة ومنها بازل 3.

وبالرغم من أن صناعة التمويل الإسلامي لا تتجاوز أكثر من 2% من إجمالي الأصول المصرفية في العالم بحسب تقارير حديثة إلا أن المصارف الإسلامية في الإمارات تقوم بخطوات حثيثة لرفع حصة الأصول الإسلامية في القطاع المصرفي التي تصل إلى 13% من إجمالي أصول القطاع المصرفي والذي ينمو سنوياً بنسبة تقدر بـحوالي 17% سنوياً منذ 2012 وذلك بحسب "زاوية".

وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن المصارف الإسلامية المحلية برهنت على مرونة كبيرة خلال الأزمة وكانت أكثر قدرة على تحديد الفرص التي يتيحها التمويل الإسلامي الذي وصل حجم أصوله بنهاية 2012 إلى 1.35 تريليون دولار، في حين بلغ حجم أصول المصارف الإسلامية في دول منظمة التعاون الإسلامي التي تضم الإمارات حوالي 4.1 تريليونات دولار بنهاية 2013 وذلك بحسب إحصاءات تومسون رويترز.

وتوقّع الخبراء أن يشهد التمويل الإسلامي تطورات كبيرة خلال الأعوام المقبلة وخصوصاً على صعيدين هما تطوير منتجات وخدمات إسلامية جديدة بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة وهيئات تشريعية وقانونية مختصة مشيرين إلى استمرار وجود عقبات في وجه تطوير منتجات إسلامية مثل طول فترة تطوير المنتج الإسلامي بالمقارنة مع التقليدي وذلك في البنوك الإسلامية والتقليدية على حد سواء.

أسواق جديدة

وقال حسين القمزي الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الاستثمارية والرئيس التنفيذي لـ"نور بنك" إن طرح وابتكار منتجات جديدة يفتح أسواقاً جديدة وفرصاً للاستثمار مشيراً إلى أن المصارف الإسلامية كانت أكثر قدرة على تحديد الفرص التي يتيحها التمويل الإسلامي وأن المرونة التي تجاوز بها نور بنك والمصارف الإسلامية بشكل عام الأزمة المالية الأخيرة هي مؤشر على شفافية التمويل الإسلامي.

وأضاف القمزي إن أهمية ابتكار منتجات وخدمات إسلامية تأتي من الحاجة إلى أن تكون تلك المنتجات متوافقة مع الشريعة الإسلامية وفي الوقت نفسه تلائم احتياجات التاجر أو المستورد أو المصدر لافتاً إلى أن طبيعة المنتجات الإسلامية توافق احتياجات المشاريع الصغيرة والمتوسطة لأنها منتجات سهلة وسريعة التسوية.

تواجد محلي

وأضاف القمزي: "في بداية التسعينات قامت العديد من البنوك ومؤسسات التمويل الأجنبية بفتح نوافذ إسلامية إلا أن العديد من تلك البنوك انسحبت من السوق أو توقفت عن الاستثمار في السوق أو قامت بتحديد أسواق معينة، خصوصاً بعد تعرضها لتبعات الأزمة المالية العالمية في 2008 حيث اضطرت تلك البنوك لإعادة ترتيب مخصصاتها بالرغم من الفرص المتاحة في سوق التمويل الإسلامي.

وأعتقد أن هذا طبيعي لأننا كبنوك إسلامية إماراتية نتواجد في هذه الصناعة قلباً وقالباً، كما أن البنوك المحلية أكثر قدرة على تقديم حلول إسلامية مبتكرة بالمقارنة مع البنوك الأجنبية، ونحن مرتبطون بشكل أكبر في سوقنا المحلي وبالذات في قطاعاتنا المؤسسية والتجارية.

وأعتقد أن السوق في الوقت الراهن مفتوح بشكل أكبر أمام البنوك المحلية." وأضاف إن العامل الديموغرافي كذلك يصب في صالح بنوك المنطقة حيث يقطن في القارة الآسيوية 62% من إجمالي عدد المسلمين في العالم والذي يصل عددهم إلى 1.6 مليار نسمة.

عودة البنوك

ويشير تقرير حديث لشركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" للأبحاث إلى أن حجم القروض المتعثرة في ميزانيات البنوك الأوروبية ارتفع من 715 مليار دولار في 2008 إلى 1.4 تريليون دولار بنهاية 2013.

كما قامت تلك البنوك ببيع 90.5 مليار دولار من القروض المتعثرة إلى المستثمرين مقابل 64 مليار دولار في 2012، وهي زيادة بنسبة أكثر من 40% بحسب تقرير حديث لشركة "بي دبليو سي" للاستشارات، وهو ما دفع تلك البنوك لتقليص العديد من نشاطاتها ومن ضمنها خدمات التمويل الإسلامي. إلا أن البنوك الأجنبية عادت في هذه الآونة وأدركت الفرص الكبيرة المتوفرة في سوق الخدمات الإسلامية.

ويقوم بنك أوف إنجلند "البنك المركزي البريطاني في هذه الآونة بوضع دراسة تهدف إلى زيادة عدد الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والتي يمكن لمؤسسات التمويل الإسلامي أن تستفيد منها في رفع معدلات سيولتها، في خطوة تهدف إلى ترويج لندن كمركز للتمويل الإسلامي خصوصاً في ظل منافسة مراكز عالمية مثل دبي وكوالا لامبور بحسب رويترز.

دراسة السوق

وحول استراتيجية "الإمارات الإسلامي" في طرح المنتجات الإسلامية قال فيصل عقيل نائب الرئيس التنفيذي للأفراد وإدارة الثروات في البنك: "نعتمد في "الإمارات الإسلامي" استراتيجية خاصة في مجال طرح المنتجات والخدمات تتمحور حول دراسة أوضاع السوق قبل اطلاق أي خدمة أو منتج جديد، وذلك بهدف الاطلاع على احتياجات السوق ومعرفة متطلبات المتعاملين.

وبالإضافة إلى ما تقدم، نقوم باستمرار بتطوير هذه الخدمات والمنتجات بما يلائم المتغيرات التي يمر بها سوق التمويل الإسلامي.

وأضاف: "يقدم "الإمارات الإسلامي" لمتعامليه مجموعة متنوعة من الخدمات والمنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة الاسلامية، وقد تم تصميمها خصيصاً لتلبي احتياجات المتعاملين ولتتناسب مع اسلوب حياتهم. وتتضمن هذه المنتجات كل ما يتعلق بالتمويل، كالتمويل الشخصي، وتمويل السيارات وتمويل بناء المنازل، فضلاً عن تمويل العقارات الجاهزة والتمويل مقابل الاسهم.

كما يقدم المصرف مجموعة متنوعة من الخدمات الأخرى مثل الخدمات المصرفية المميزة وباقة الطلب وباقة البدء بالعمل، إلى جانب الخدمات المصرفية للأعمال وخدمات إدارة الثروات التي تتيح للمتعاملين مجموعة من الحلول المصرفية المتكاملة مثل شهادات الذهب وخدمة صرف العملات الأجنبية وما شابه ذلك."

مقومات

وحول ما يميز منتجات "الإمارات الإسلامي" خصوصاً في ظل المنافسة في السوق قال عقيل: "باعتباره مؤسسة مصرفية إسلامية تخدم الجميع وتقدم حلولاً مبتكرة، وليس المنتجات المصرفية الاعتيادية فحسب، فإن السرعة وخدمات القيمة المضافة والسهولة والمرونة هي أبرز المقومات التي يرتكز عليها "الإمارات الإسلامي"، وهي تأتي مكملة للنهج الحديث الأكثر حيوية الذي يعتمده المصرف والمرتكز على تحسين جودة خدمة المتعاملين."

ابتكار

وأضاف عقيل إن المنتجات والخدمات المصرفية في "الإمارات الإسلامي" ترتكز بشكل كبير على عنصر الابتكار والتجديد والتطوير، سواء فيما يرتبط بتقديم الخدمة أو تسهيل اجراءات الحصول عليها.

وأضاف: "نحن في "الإمارات الإسلامي" نعمل في إطار الشريعة الاسلامية ونقوم بتقديم مجموعة واسعة من الخدمات والمنتجات التي تلبي احتياجات المتعاملين، بدءاً من البطاقات الائتمانية ومروراً بالمنتجات التمويلية الأخرى، وهي منتجات تنافسية وقد تم تصميمها بعناية فائقة.

تحديات

من جانبه أكّد توران آصف، رئيس الخدمات المصرفية الشخصية في المشرق في الإمارات وقطر ومصر الذي حاز جائزة أفضل نافذة للخدمات المصرفية الإسلامية للعام 2013 قدرة المنتجات والخدمات الإسلامية على التنافس مع التقليدية، لافتاً إلى أن من أهم التحديات التي قد تواجهها البنوك لدى تطوير أحد المنتجات أو الخدمات الإسلامية هو طرحها بأعلى المعايير دون المساس بالتجربة المصرفية المميزة التي يتطلع العملاء للحصول عليها.

وأضاف: "عادة ما تحتاج المنتجات الإسلامية إلى الكثير من الإجراءات قبل طرحها كما أنها تأخذ وقتاً أطول بالمقارنة مع المنتجات التقليدية وذلك بهدف التأكد من أنها متوافقة تماماً مع أحكام الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى عدم الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كبير، من هنا حرص المشرق الإسلامي على تعزيز موقعه الريادي من خلال تطبيق أهم وأحدث التطبيقات التكنولوجية وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق ورغبات العملاء على حد سواء."

منتجات

ولفت آصف إلى أن المشرق الإسلامي يقدم مجموعة الخدمات التمويل الشخصي بمعدلات مرابحة منافسة وإجراءات سريعة وميسرة، بالإضافة إلى تمويل السيارات بإجراءات سريعة، والتمويل السكني "إجارة" مع بطاقة ائتمانية قائمة على أساس إجارة، والكثير من المزايا القيمة للعملاء.

 

توقعات إيجابية لنمو التمويل الإسلامي

 

عن خطط "دويتشه بنك" في تطوير منتجات تمويل إسلامي جديدة، قال صلاح جيدة رئيس أنشطة التمويل الإسلامي في "دويتشه بنك": "إذا ركزنا على أسواق رأس المال وأنشطة الاستثمار المصرفي، فإننا نعتقد بأن إمكانيات النمو لقطاع التمويل الإسلامي في آسيا مشجعة وواعدة للغاية، خاصة بالنظر إلى الدعم الذي يحظى به قطاع التمويل الإسلامي من قبل جهات الرقابة والتنظيم وجهات الإصدار والمستثمرين.

وبالإضافة إلى ذلك فإننا نلاحظ نمواً واضحاً في منطقة دول الخليج وفي منطقة جنوب شرق آسيا في مجالات التمويل السيادي وتمويل الشركات والمشاريع والتمويل التجاري وإدارة الاستثمارات.

ومن المتوقع أن تشهد منطقة شمال إفريقيا مزيداً من التقبل لقطاع الخدمات المصرفية الإسلامية كبديل للخدمات التقليدية، وهو ما سيترجم خلال الفترة الأولى بصورة نمو في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد يترافق مع حصول البنوك على رخص التشغيل.

سباق بين الصكوك والسندات نحو مزيد من الديناميكية

 

قال صلاح جيدة رئيس أنشطة التمويل الإسلامي في "دويتشه بنك" إن الأسواق في هذه المرحلة تشهد حالة سباق بين سوق السندات وسوق الصكوك.

وأضاف: "ونتوقع أن يصبح سوق الصكوك أكثر ديناميكية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن هنالك حاجة إلى مزيد من التفاعل في السوق لأن المؤسسات المالية في قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية تسعى بكل جهدها لتعزيز تواجدها في السوق فهي تقدم الاستشارات فيما يتعلق بالتعاملات المالية واكتتاب الصفقات والتداول عبر منصات التداول المختلفة.

وعلى المدى الطويل، أعتقد أننا سنشهد مزيداً من التواجد للبنوك الإسلامية بما يسد الفجوة الناجمة عن تقليص المديونيات، كما سنلاحظ نشوء شرائح إسلامية أكبر خاصة في مجال صفقات تمويل المشاريع.

غالبية السيولة النقدية في قطاع التمويل الإسلامي محدودة بقيود المخاطر التي تتضمن بالإضافة إلى معايير المخاطر المعروفة المواقع الجغرافية للأنشطة والقيمة المرتبطة بها في مقابل الفرص الأخرى الأكثر توفراً في الأسواق المحلية. ونحن نتوقع أن يبقى الزخم متواجداً لمنتجات التمويل الإسلامية لبقية العام وما بعده."

وأضاف جيدة أن البنك الألماني ملتزم بتوفير خدمات ومنتجات إسلامية مبتكرة ومنها حلول لإدارة إصدارات الصكوك لعملائه في المنطقة متوقعاً أداء قوياً لنشاط الصرفة الإسلامية في الدولة هذا العام بالإضافة إلى استمرار الزخم والانتشار الذي تشهده منتجات التمويل الإسلامية لدى عملاء المصارف هذا العام والعام المقبل.

وأضاف إن الصكوك تعتبر نقطة مرجعية هامة للقطاع كله، معتبراً إياها من أكثر الأصول تواجداً في المحافظ الاستثمارية والقابلة للسيولة في القطاع، وأضاف: " لا شك في أن تطوير وإصدار وتداول هذه الأشكال من الأصول سيكون إيجابياً بالنسبة للسوق، ونحن نتوقع أن نشهد زيادة في أنشطة الإصدار وفي مشاركة المستثمرين خلال السنوات المقبلة".

ولفت جيدة إلى أن دويتشه بنك يركّز بشكل كبير على تطوير آليات مبتكرة متوافقة مع الشريعة الإسلامية في مختلف فئات الأصول والالتزامات والمشتقات. ويوفر دويتشه بنك مجموعة متكاملة من حلول التمويل الإسلامي لتلبية كافة احتياجات العملاء.

أنواع عقود التمويل الإسلامية

Email