ردم الفجوة بين الجنسين في قطاع التكنولوجيا والاتصالات

تمكين المرأة يساهم في صياغة الاقتصاد الوطني

مركز دو للاتصال في الفجيرة يدار من قبل السيدات | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت هالة بدري، النائب التنفيذي للرئيس للإعلام والاتصال في دو، إن الرؤية المتبصرة التي تتبناها القيادة لدفع عجلة التنمية المستدامة، تمثلت في اتخاذ حكومة الإمارات عدداً من المبادرات الرامية إلى ردم الفجوة ما بين الجنسين ضمن إطار القوى العاملة في الدولة، ما أسفر عن نتائج هامة وجديرة بالإعجاب.

ولفتت إلى ان الحكومة اتخذت مبادرات رائدة من قبيل تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، والذي يهدف إلى دفع عجلة التطور من خلال تعزيز دور المرأة كشريك أساسي في بناء مستقبل الدولة.

وأشارت إلى ان الدولة شهدت ريادة نسائية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها مريم الصفار، وهي أول سيدة تقود عربات ترام دبي..

ومريم المنصوري، أول سيدة تحمل رتبة رائد طيار في القوة الجوية بدولة الإمارات، وعائشة حسن عبد الرحمن المرزوقي، أول سيدة تشغل رافعات الرصيف الضخمة في ميناء خليفة. وتشترك جميع هذه السيدات في أمر واحد، فهن قدوات ملهمات تشغلن مناصب اعتاد على شغلها الرجال تقليدياً.

انخفاض

وأوضحت بدري أن معدلات التفاوت بين الجنسين في دولة الإمارات انخفضت إلى حد كبير على مستوى مناهج التعليم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وبحسب نتائج مسح اقتصادي حمل عنوان «المرأة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة»، تشهد الدولة حالياً عدد سيدات أكبر من الرجال يدرسن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جامعات الإمارات الحكومية، وهن يتفوقن على نظرائهن الذكور أكاديمياً.

وقد بلغت نسبة الخريجات ضمن الكليات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات 56.8٪ في الجامعات الحكومية. فضلاً عن ذلك، تفوقت السيدات في الجامعات على الرجال في جميع مستويات الدراسة وتمثل الإناث 58٪ من الخريجين.

الخريجات

وقالت هالة بدري: لا يزال هنالك بعض الأمور المثيرة للقلق، فإذا بلغت نسبة الخريجات ضمن الكليات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات 56.8٪، فلمَ لا تنعكس هذه النسبة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ ولماذا لا نرى المزيد من السيدات في القطاع؟ ولماذا نحتاج إلى المزيد من السيدات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟

وأشارت إلى انه وفقاً لشركة إنتل (2013) سيساهم دخول 600 مليون سيدة إضافية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي في الدول النامية بما يقدر بـ 13 إلى 18 مليار دولار أميركي. فضلاً عن ذلك، أفاد البنك الدولي (2012) أن ضعف تمثيل السيدات يحد من معايير الإنتاجية والابتكار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات..

وأن القضاء على التمييز في مقار العمل يمكن أن يعزز الإنتاجية الإجمالية بمعدل الضعفين تقريباً. وفي حين أن هذا الأمر يمثل قضية عالمية في الوقت الراهن، فإن السيدات يتصفن بحضور ضعيف في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نسب إقليمية

ووفقاً للبنك الدولي، تبلغ نسبة شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يوجد فيها سيدات في الإدارة العليا 4.1٪ فقط، وهذا يمثل تحسناً مقارنة مع عدة سنوات سابقة، حيث لم يكن هنالك تمثيل للمرأة في الإدارة العليا على الإطلاق.

وضمن هذا الإطار، تشهد المنطقة شغل أربع سيدات لمناصب إدارية رفيعة في عدد من أسرع شركات الاتصال نمواً فيها، ألا وهن مجد شويكة، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيتل الشرق الأوسط وأفريقيا، ورافية إبراهيم، رئيسة شركة إريكسون في منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، وغادة جبارة، الرئيس التنفيذي لشركة كوريك تليكوم..

وإليزابيث ميدو، الرئيس التنفيذي لشركة أورانج في الكاميرون. وتمثل هذه السيدات قدوة يحتذى بها بالنسبة لقريناتهن من السيدات على مستوى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة. لكن هذه الأرقام لا تزال ضئيلة ومتفرقة على مستوى هذه المنطقة الواسعة.

مساهمة اقتصادية

على الرغم من أن المرأة العاملة تسهم بنحو 3.4 مليارات دولار في اقتصاد دولة الإمارات فلا تزال نسب مشاركتها منخفضة مقارنة مع أعداد القوى العاملة الإجمالية. وإذا كانت المرأة قادرة على تحقيق مساهمة ضخمة بهذا المستوى في الناتج المحلي الإجمالي، فما سبب إحجامهن عن السعي للحصول على سيرة مهنية واعدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

صعوبات

وجدت الدراسات التي أجريت على مستوى الشرق الأوسط أن المرأة لديها صعوبة في إدراك أنه من الممكن تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، وهو الأمر الذي يثنيها عن دخول أسواق العمل.

وقد كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة دبي للمرأة خلال العام 2012 أن 62٪ من السيدات اللواتي شاركن فيه كن مترددات في الانضمام إلى أسواق العمل والبقاء في القوى العاملة على الرغم من أن العديد من الشركات في الدولة توفر للسيدات مرافق لرعاية الأطفال وأوقات عمل مرنة وإجازة أمومة أطول بهدف التعامل مع هذه القضايا التي تثني السيدات عن العمل. وليست قضية التوازن بين العمل والحياة مقصورة على دولة الإمارات العربية المتحدة..

فقد أظهرت دراسة حول مشاركة المرأة الأردنية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وجود عوامل مماثلة تثني السيدات عن دخول هذا القطاع. وتفيد الدراسة أن هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال رفد السيدات بمقومات الثقة والمعرفة والدعم المالي.

تأسيس نماذج

من المهم في هذه المرحلة العمل على تقديم نماذج تحتذى وقصص نجاح حول السيدات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن الضروري أن نبدأ بالتغلب على الصور النمطية والمواقف التقليدية التي تسيطر على هذا القطاع. وعلينا في هذا السياق أن نكرم إنجازات السيدات الناجحات في هذا القطاع، ليشجعن قريناتهن الشابات على النظر إليهن باعتبارهن قدوة تحتذى.

والأهم من ذلك، يتوجب علينا إتاحة الفرصة لهؤلاء الشابات الطامحات للتواصل مع مرشدات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بغية تسديد خطاهن. ومن الطبيعي أن وجود قدوة إيجابية من شأنه أن يحفز الشابات اللواتي يدرسن في كليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على تسخير دراساتهن وشهاداتهن لمهن واعدة وناجحة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

تجارب

قالت هالة بدري إن الأمور تتحسن بشكل تدريجي مقدمة مثالاً هو إدارة مركز دو للاتصال في الفجيرة الذي يدار من قبل طاقم عمل إماراتي تشكل السيدات 94.4٪ منه، كما تعود ملكية شركات ومواقع بارزة لسيدات أعمال وشركة الأم والطفل. ووفقاً لوزارة الاقتصاد الإماراتية، تجري إدارة ما يقرب من نصف الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات من قبل سيدات.

فضلاً عن ذلك، تعد 48٪ من سيدات الأعمال صاحبات الشركات المالكات الوحيدات لشركاتهن. وتشكل المرأة الإماراتية 23.9٪ من القوى العاملة، في حين أن 43٪ من المستثمرين في سوق أبوظبي للأوراق المالية سيدات، الأمر الذي يعكس طموحهن لأن يكونوا جزءاً من النشاط الاقتصادي المزدهر في دولة الإمارات العربية المتحدة.

Email