تصبح عرضة للهجمات الإلكترونية

87 مليار دولار حصة سوق السيارات الذكية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال غري نيوي، المدير التقني في شركة إف 5 نتوركس، إن الحماية الأمنية للسيارات شبه معدومة على أرض الواقع، فالأمر أشبه ما يكون بمستوى الكمبيوتر المكتبي خلال الثمانينيات، وإن المتطلبات الأمنية الأساسية كالتوثيق والسرية والسلامة ليست قوية.

وتتماشى المخاوف التي عبّر عنها نيوي مع مخاوف كثيرين آخرين أشاروا إلى قلقهم المتنامي من موضوع أمن السيارات، لاسيما مع ظهور موجة السيارات الذكية والمتصلة بالشبكة.

وإذا ما قفزنا سريعاً إلى العام 2030، فإن توقعات شركة لوكس ريسيرش تشير إلى أن الحصة السوقية لتقنية السيارات ذاتية القيادة ستبلغ 87 مليار دولار. واستناداً على إحصائيات غوغل، ستحظى السيارات ذاتية القيادة بشعبية كبيرة، كما أنها ستحد من حوادث الطرق بنسبة تتجاوز الـ 90%، أي ستجنب حوالي 30,000 حالة وفاة وإصابة بحلول العام 2020.

لكن، هل نحن مستعدون حقاً لتجربة التنقل في سيارة تم إعادة تصميمها كجهاز ذكي يمشي على عجلات؟ وهل لدينا ما يلزم لتحمل التحديات الأمنية المرتبطة بذلك؟

سيناريو

وعلى الرغم من بعدنا لفترة ليست بالطويلة عن هذا السيناريو الخيالي القائم على انتشار اعتماد مثل هذه التقنيات، إلا أن النقاش الدائر حول المستوى الأمني للسيارات المتصلة بالشبكة بدأ على الأقل يكتسب بعض الاهتمام ملحوظ في المحافل العالمية الرئيسية. بالمقابل، تستمر قائمة الهجمات الالكترونية بالنمو لتزيد من عامل الخوف المتواصل في هذه الصناعة، ولإجبار الناس على النظر إليها بجدية أكبر.

قراصنة

هذا وقد تمكن قراصنة الإنترنت تشارلي ميلر وكريس فالاسيك، العام الماضي، من استخدام الكمبيوترات المحمولة للتحكم بمقود وفرامل سيارة من نوع Ford Escape وأخرى من نوع Toyota Prius. أما في الصين.

فقد تمكن طلاب جامعة تشجيانغ أخيراً من اختراق نظام التحكم بسيارة Tesla Model S، ما مكنهم من فتح أبوابها وفتحة سقفها، وتشغيل المصابيح الأمامية وإطلاق بوقها، وجميع هذه الاختراقات تمت أثناء قيادة السيارة.

وخلال عقد فعاليات مؤتمر ديف كون 22 للقرصنة، قامت مجموعة من الخبراء الأمنيين، الذين يطلقون على أنفسهم لقب أيام ذا كافالري، بنشر خطاب عام ينطوي على دفع صناعة السيارات نحو العمل.

حيث قامت المجموعة من خلال طرح خطة من خمس نقاط، بتفصيل ضرورة تحسين مستوى الاختبارات الصارمة، وبناء تصميم شفاف، والاستعانة بالتشاركية مع طرف ثالث، وطرح أسلوب متكامل ومتناغم من أجل كشف الخلل أو القصور في العمل (المتعمد لغير ذلك)، والحصول على تحديثات أمنية دورية، وفصل النظم الحيوية كالكوابح عن نظام المعلومات والترفيه.

وتعي أسماء الشركات الكبيرة أنهم بحاجة إلى أن يتربعوا على رأس قائمة هذه القضايا، حيث بدأوا بتبنيها وأخذها بالحسبان.

مرسيدس

علاوةً على ذلك، أعلنت شركة مرسيدس الشهر الماضي أنها تجري كافة الاستعدادات والتحضيرات الضرورية لمستقبل السيارات ذاتية القيادة، وذلك باستخدام إعدادات الحوسبة السحابية من أجل حماية البيانات..

وذلك مع توسع قاعدة الروابط والبرمجيات الخاصة بتنقل السيارة. وعلى ما يبدو، فإن هذه التقنية، وغيرها العديد من التقنيات الأخرى، ستتيح لجميع الأشخاص الذين سيركبون في السيارة القدرة على التحكم بحجم البيانات القادمة من الخارج التي يرغبون بالوصول إليها.

بالمقابل، تواجه صناعة السيارات تحديات كبيرة مع استمرار موجة تطورها نحو المستقبل، في بحاجة إلى مواكبة مطوري ومزودي التقنيات للحفاظ على سلامة سائقي السيارات في المستقبل.

فعلى سبيل المثال، سيحمل قطاع صناعة السيارات على عاتقه مسؤولية كبيرة مضافة من أجل حماية البيانات التي يقوم المستهلكين بجمعها من الأشياء، وفي هذه الحالة هي السيارات..

إضافة إلى حماية واجهات برمجة التطبيقات API، وبعبارة أخرى قنوات الاتصالات التي تنتقل البيانات من خلالها. وبما أن التطبيقات ترزح تحت نير التهديدات المستمرة والمتغيرة، فإن مزودي الخدمات بحاجة إلى نهج جديد من أجل تغيير قواعد اللعبة، وذلك عندما يتعلق الأمر بحماية وإجازة استخدام واجهات برمجة التطبيقات API هذه.

الانترنت

أما بالنسبة لاستخدام شبكة الانترنت في السيارات، فإنه يجب تسريع وتيرة الوصول إلى الخدمات وتغيير طبيعتها بشكل جدي، التي ينبغي أن تكون أكثر قابلية للتوسع، وأكثر مرونة، وأكثر تفاعلية، وذلك في ضوء توليد أحجام هائلة من البيانات، التي من المحتمل أن تكون عرضة للمخاطر.

مفاهيم الإحاطة

يعد أحدث مفاهيم الإحاطة بالسياق المحيط عاملاً آخر لا يمكن تجاهله، فالأنظمة بحاجة إلى أن تكون قادرة على التمييز ما بين المعقد والشامل في إطار المحيط المنطقي، سواء تمت إضافة إمكانية الوصول أم لم تتم.

نحن نسير بخطى متسارعة نحو نقطة سنجد فيها أن شبكات المعلومات تستنزف بسرعة عالية جداً، حيث ستقوم بالتبليغ والتنسيق مع الأنشطة الفعلية الجارية على الإسفلت. لذا، فقد أصبح الوقت مناسباً الآن للعمل على ضمان تمكين البنية التحتية للسيارات المتصلة بالشبكة من أجل المستقبل، والتأكد من صقلها ورفع مستوى أدائها الفعلي، ولكن قبل كل شيء، حمايتها.

Email