قصة نجاح

تمويل الشركات الصغيرة بين الأسهم والديْن

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤثر اختيار استراتيجية التمويل الملائمة تأثيراً كبيراً في نمو أي نوع من الشركات، وخاصة الشركات الصغيرة أو الناشئة، وذلك في السنتين أو الثلاث الأولى من عملياتها.

وباختصار عندما تريد جمع مبلغ كبير من المال لشركتك، هناك استراتيجيتان فقط لتختار بينهما: الأسهم أو الدين. والسؤال هنا، ماذا عليك أن تختار؟ الجواب يعتمد على عدد من العوامل، بدءاً من الأهداف طويلة الأمد لشركتك، وصولاً إلى ما تشعر أنه مريح بالنسبة إليك.

ويطلق خبراء المال على هذه العملية اسم الهيكلة المالية للشركة، والهيكلة الصحيحة قد تعني الفرق بين بناء شركة ناجحة في سنوات قليلة أو الغرق في الدين في أشهر معدودة.

إذاً الخطوة الأولى لتحديد الاستراتيجية الأفضل بالنسبة إليك هي في فهم آثار كل من الأسهم والدين. ببساطة، الدين هو المال المستعار، أما الأسهم فهي المال مقابل ملكية في الشركة.

ماهية الأسهم

الحصول على رأس المال من خلال الأسهم يعني تقديم نسبة من الملكية في شركتك مقابل المال الذي تم جمعه. ويمكن لمصدر تمويل الأسهم أن يأتي من المستثمرين الأفراد، والمؤسسات الاستثمارية أو شركات رأس المال الاستثماري.

ويعتبر هذا الخيار الأفضل بالنسبة إلى العديد من الشركات الصغيرة في السنوات الأولى من التشغيل. فذلك يتيح لها الحصول على الأموال التي تحتاج إليها، لتوسيع الأعمال التجارية دون ضغوط لإعادة المال في وقت معين أو دفع الفوائد أو تراكم الدين.

إضافة إلى ذلك، هناك عدد من المزايا الأخرى التي يمكن للشركات الصغيرة أن تستفيد منها.

المعرفة

يقول نيل بيتش، رئيس مجلس إدارة فيرتوزون، إحدى الشركات الأكثر فاعلية ونشاطاً، ونمواً في مجال إنشاء الشركات في المنطقة: «في معظم الحالات، يتجاوز الدعم الذي تتلقاه من المستثمرين رأس المال الذي جمعت. فهم لديهم ثروة من الخبرات الاستراتيجية والتكتيكية لتقديمها لك، وذلك يفتح المجال أمامهم ليكونوا مستشارين قيمين للشركة».

المصداقية

يعكس تأمين الدعم المالي من المستثمرين ثقة كبيرة في عملك وإمكانات النمو على المدى الطويل، الأمر الذي يساعد على بناء مصداقيتك في السوق ويجعل الشركة أكثر استقطاباً للمستثمرين الآخرين، وبالتالي، من المحتمل تأمين المزيد من الاستثمارات في المستقبل.

ومع ذلك، وبالنسبة إلى العديد من أصحاب الأعمال الصغيرة، فإن الملكية 100٪ ضرورة مطلقة ولديهم صعوبة في طرح أسهم في ملكية الشركة، ناهيك عن منح عنصر التحكم في شركاتهم لطرف خارجي.

وهذه هي الجوانب الأقل فائدة عندما يتعلق الأمر بالتمويل من خلال الأسهم. هذه هي التجارة: المستثمرون يعطونك المال مقابل الحصول على الملكية في الشركة، ونسبة من الأرباح وحقوق اتخاذ القرارات.

وإذا كنت من الأشخاص غير المستعدين للتخلي عن السيطرة والملكية في الشركة، فإن استراتيجية التمويل الأكثر ملاءمة بالنسبة إليك تكون عن طريق الدين.

ماهية الدين

يبدو اقتراض المال من أحد البنوك على أنه صفقة واضحة: البنك يقدم لك مبلغاً معيناً من المال، وبسعر فائدة محدد، والذي يترتب عليك هنا هو إعادته ضمن فترة زمنية محددة يتم إبلاغك بها وقمت بالموافقة عليها. وفي هذه الحالة، لا يمتلك البنك أية أسهم في الشركة وليس لديه أي تحكم بأعمالك. الأمر يبدو بسيطاً بما فيه الكفاية! ولكن بطبيعة الحال فالأمور ليست كذلك.

إنه من الصعب جداً الحصول على القروض المصرفية، وخاصة بالنسبة إلى الشركات الصغيرة، وهي تخضع لكثير من الشروط والأحكام. فترهن أصول الشركة كضمان بالنسبة للبنك المقرض، ومن ناحيتك كمالك للشركة، عليك أن تضمن شخصياً سداد القرض الذي حصلت عليه. ويمكن للقروض المصرفية أن تتحول عبئاً ضخماً بالنسبة إلى الغالبية العظمى من الشركات الصغيرة. ولأنها قد تعاني لزيادة مبيعاتها وتأمين التدفق النقدي، فإن دفع ذلك القرض ضمن فترة محددة من الزمن يجعل الشركة أكثر ضعفاً من الناحية المالية. أضف إلى ذلك، إذا كان المبلغ المقترض كبيراً جدا فإن تكلفة سداده بالتالي ستكون عالية جداً، ما يشكل عائقاً في طريق نمو الشركة.

وما هو أسوأ من ذلك، عندما تقوم شركة صغيرة بتحمل الكثير من الديون في السنوات الأولى من عملياتها، وعادة ما ينظر إليها على أنها «عالية المخاطر»، ينعكس ذلك سلباً على صورتها في أعين المستثمرين. وهذا يحد بشكل كبير من قدرتك على جمع المال للشركة في المستقبل.

الاختيارات الصعبة

كيف تختار استراتيجية التمويل الصحيحة بالنسبة إليك؟ حاول الحصول على أكثر مما تدفعه. إذا كان قرضاً مصرفياً، فإن الثمن الذي تدفعه هو معدل الفائدة. وإذا كانت أموال المستثمرين، فإن الثمن الذي تدفعه هو الملكية والسيطرة في الشركة. لذلك، فكر جيداً ما الذي ستحصل عليه؟.

Email