خبراء: أسواق الإمارات تستند إلى أسس متينة ومحفزات إيجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال محللون وخبراء ماليون لـــ «البيان الاقتصادي»، إن تراجعات أسواق الأسهم المحلية في الجلستين الماضيتين جاءت تحت وطأة المخاوف من الخسائر التي طالت الأسواق العالمية مع اشتداد موجة البيع العالمية وزيادة التقلبات بفعل المخاوف المتنامية بشأن التضخم وارتفاع عائدات السندات الأميركية.

ودخلت الأسواق العالمية في موجة هبوط حادة منذ مطلع الأسبوع الجاري بسبب ارتفاع حاد في عوائد السندات الأميركية عقب بيانات أظهرت نمو الأجور في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة منذ عام 2009، مما أثار قلقاً بشأن ارتفاع التضخم ومن ثم احتمال رفع أسعار الفائدة.

محفزات

وأضاف المحللون والخبراء الذين استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم، أن الأسواق الإماراتية تستند إلى أسس متينة قوية ولديها عدة محفزات إيجابية من المتوقع أن تدفعها نحو الصعود بقوة في الفترة القادمة لا سيما بعد النتائج السنوية القوية للشركات وتوزيعات الأرباح السخية للبنوك.

وتوقع المحللون أن تسترد الأسواق عافيتها ونشاطها قبل نهاية الأسبوع الحالي مع تلاشي ضغوط البيع وانحسار مخاوف المستثمرين بالتزامن مع توالي إعلان الشركات عن نتائجها وتوزيعاتها السنوية للعام الماضي والتي فاقت توقعات المحللين والأسواق.

وقال المحلل المالي وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية في الإمارات، إن تراجعات الأسواق المحلية جاءت تحت ضغط من الهبوط الحاد الذي تشهده الأسواق العالمية وخصوصا الأميركية مع تعرضها لعمليات بيع مكثفة بعد تحطيمها أرقام قياسية في العام الماضي.

وأضاف الطه، أن التراجعات لم تقتصر على الأسواق المحلية فقط وانما امتدت لتشمل كافة أسواق المنطقة في ظل تضرر معنويات المستثمرين ومخاوفهم من أن تؤثر خسائر الأسواق العالمية على استثماراتهم في الأسهم.

وبين الطه أن جميع العوامل المحيطة بالأسواق في الوقت الراهن إيجابية بدا من النتائج القوية للشركات والتوزيعات السخية للقطاع المصرفي إضافة إلى الأداء القوي للاقتصاد الوطني وكذلك استقرار أسعار النفط عند مستويات مرتفعة.

وأشار عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية في الإمارات، إلى أن توالي إدراجات الشركات الجديدة مثل «إعمار للتطوير» و«أدنوك للتوزيع» كما كان في العام السابق، سيعمق الأسواق في المستقبل ويجعلها أكثر قدرة على تحمل الصدمات الخارجية.

ولفت الطه إلى أن الأسواق المحلية ينتظرها أداء قوي في الفترة القادمة بفضل التوزيعات السخية للشركات خصوصا البنوك والتي حققت أداء قوي وملفت بقيادة مصارف مثل «دبي الإسلامي» و«الإمارات دبي الوطني» و«أبوظبي الأول» و«أبوظبي الإسلامي«.

ضغوط

وقال رائد دياب، نائب رئيس قسم البحوث لدي «كامكو» للاستثمار، إن تراجع أسواق الإمارات جاء تحت وطأة هبوط حاد للأسواق العالمية بعد أن شهد مؤشري «داو جونز» و«اس اند بي» الأمريكيين أسوأ نسبة تراجع يومي منذ أغسطس 2011، على ضوء تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وأزمة ديون منطقة اليورو.

وتابع دياب: قد يكون هناك بعض الضغوط البيعية في جلسة اليوم إذا ما استمرت الأسواق العالمية بالهبوط لكن المستثمرين قد يحولون اتجاههم بالتركيز على أساسيات الاقتصاد القوية وأرباح الشركات الجيدة، متوقعاً ظهور قوي شراء في سوق دبي في الفترة القصيرة القادمة.

من جهته، قال المحلل والخبير المالي، مالك الزعبي، إن الأسواق الإماراتية تعرضت لضغوط بيع في الجلستين الماضيتين بسبب المخاوف من الخسائر التي تتعرض لها الأسواق الأمريكية وكافة أسواق العالم بسبب المخاوف من ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة واحتمالات رفع أسعار الفائدة أكثر من مرة.

ولفت الزعبي إلى أن موجة الهبوط الحالية هي مجرد حالة وقتية ستزول بمجرد انتهاء خسائر الأسواق العالمية وعودة الاطمئنان إلى نفوس المتعاملين لا سيما وإنها تأتي في وقت تشهد فيه الأسواق إعلانات نتائج قوية للشركات وتوزيعات مجدية.

Email