جولة البيان الاقتصادي ترصد واقع الأسواق

خلو «العروض المذهلة» و«تخفيضات 50 %» من السلع الرئيسة بعد «المضافة»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت جولات ميدانية عدة لـ«البيان الاقتصادي» ظهر ومساء اليومين الماضيين عن آثار إيجابية لضريبة القيمة المضافة في ترشيد استهلاك المواطنين والمقيمين، حيث تراجعت أعداد الحشود الكثيرة التي كانت تملأ فروع منافذ البيع الكبرى في أبوظبي نهاية كل أسبوع بحثاً عن عروض التخفيضات الكبرى، خاصة فروع اللولو هايبر ماركت وكارفور وجمعية أبوظبي التعاونية.

وخلافاً للأسبوعين الأولين من تطبيق الضريبة بداية الشهر الجاري نظمت منافذ البيع الكبرى في أبو ظبي الأسبوع الجاري وهو الثالث في عمر تطبيق الضريبة تخفيضات غير مسبوقة على سلع عديدة وصلت إلى 50%، وبدأتها يوم الخميس الماضي، وجاءت النشرة الترويجية الأسبوعية لجمعية أبو ظبي التعاونية التي تم توزيعها الخميس الماضي تحت عنوان «عروض مذهلة» بينما جاءت نشرة كارفور «تخفيضات 50%».

وخلال جولة «البيان الاقتصادي» ظهر الخميس الماضي في منفذ اللولو هايبر ماركت الوحدة في أبو ظبي رصدنا غياب الحشود الضخمة من المستهلكين خلال فترتي الظهيرة والمساء أيضاً ونفس الحال تواجد في المقر الأكبر لجمعية أبو ظبي التعاونية في منطقة الميناء، كما تراجعت أعداد المستهلكين في كارفور بشكل واضح.

وأكد إبراهيم البحر خبير قطاع تجارة التجزئة تراجع الإقبال من المستهلكين على منافذ البيع، لافتاً إلى أن هذا التراجع حقيقة ويؤكد الآثار الإيجابية لتطبيق ضريبة القيمة المضافة، حيث بدأ غالبية المستهلكين يفكرون جيداً في مشترياتهم بدقة وهذا شيء إيجابي للغاية يجب التأكيد عليه.

إلا أن إبراهيم البحر الذي كان يشغل سابقا منصب الرئيس التنفيذي لجمعية أبوظبي التعاونية يجزم بأن هذا تراجع مبيعات منافذ البيع منذ بداية الشهر الجاري لا علاقة له مطلقا بضريبة القيمة المضافة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لتراجع أعداد المستهلكين الكبيرة يتمثل في أن غالبية المستهلكين قد اشتروا ما يحتاجون إليه بكميات كبيرة خلال شهر ديسمبر الماضي والذي شهد تخفيضات غير مسبوقة على جميع السلع خاصة السلع الرئيسية والإلكترونيات ووصلت العروض في العديد من السلع إلى 50% و90%.

ويتفق أبوبكر تي رو المدير الإقليمي لمبيعات التجزئة في «اللولو هايبر ماركت أبوظبي» مع ما ذكره إبراهيم البحر مشيرا إلى أن غالبية منافذ البيع في أبوظبي وخاصة منافذ اللولو أعلنت عن تخفيضات غير مسبوقة قبيل أيام من تطبيق الضريبة وقد تزامن موعد هذه التخفيضات مع أعياد الميلاد ورأس السنة، وكان الإقبال كبيراً للغاية جدا واشترى غالبية المستهلكين احتياجاتهم التي تكفيهم لعدة أشهر. وينوه أبو بكر إلى أن شهر يناير من كل عام لا يشهد عروضاً كبيرة إلا أنه مع بداية فبراير تعود العروض مرة أخرى.

وأظهرت الجولة أن إحدى الشركات في منفذ بيع كبير بمنطقة النادي السياحي طرحت عرضاً خاصاً للدواجن بسعر 22.90 درهماً لوزن 1200 غرام، بينما كان السعر قبل العرض 29.50 درهماً وهو سعر غير حقيقي، حيث إن الأسعار المعتادة لما قبل العرض وقبل تطبيق الضريبة أيضاً، هي 20.90 فلسا، ونفس الكلام لأسعار الصدور المجمدة، حيث تم رفع سعر العرض الخاص لعلامة تجارية لوزن 3 كيلوغرامات من 39.90 درهما قبل الضريبة إلى 49.90 درهما بعد الضريبة بزيادة لا تقل عن 8.40 دراهم دون احتساب الضريبة، وحدث ذلك أيضا لشاي ليبتون وأصناف أخرى عديدة.

ويرى خالد الحوسني رئيس جمعية حماية المستهلك أن العروض التي قدمتها منافذ البيع منذ بداية تطبيق الضريبة تتصف بنوع من الخداع، مشيراً إلى أن غالبية هذه العروض خلت من السلع الرئيسية مثل الأرز والزيت والسكر والطحين، وتركزت غالبيتها في العطور ومعدات التنظيف وتجهيزات الرحلات والأواني والمنتجات البلاستيكية، فضلاً عن أن هذه العروض المجنونة أو المذهلة أو تخفيضات 50% تكون سارية على منتج أو عدة منتجات قليلة لعلامات تجارية لا يقبل عليها غالبية المستهلكين وتهدف منافذ البيع للتخلص منها بأي طريقة.

ويؤكد على ارتفاع أسعار العديد من السلع في منافذ البيع الكبرى والبقالات بنسب تزيد على قيمة الضريبة، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يحتاج لوقفة حقيقية بردع المخالفين وتوقيع أقسى العقوبات عليهم.

زيادة

أكد مستهلكون أن منافذ البيع الكبرى رفعت أسعار سلع عديدة بنحو درهمين وثلاثة دراهم من دون زيادة الضريبة، مثل الدجاج الطازج.

Email