التاجر الإماراتي أكبر المستفيدين من إطلاق النظام المباشر

أسعار الصرف مع اليوان تعزز التجارة مع الصين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء أن قرار الصين تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشرة بين عملتها «اليوان» مع الدرهم، سينعكس إيجابياً وبشكل مباشر على المبادلات التجارية البينية وعلى الاستثمار أيضاً مشيرين إلى أن استفادة التاجر الإماراتي ستتمثل في التخلي عن الدولار الأميركي كعملة وسيطة للتجارة أو الاستثمار في الصين، حيث كان التاجر الإماراتي مضطراً في السابق إلى صرف العملة الإماراتية إلى الدولار ثم إلى اليوان الصيني للاستيراد من هناك أو الاستثمار في أقوى اقتصادات آسيا والثانية على مستوى العالم. لكن وبعد دخول القرار حيز التنفيذ سيكون التعامل الصرفي مباشراً ما سيختصر على التاجر الإماراتي الوقت والتكلفة.

ورغم أن الدولار لايزال العملة المستخدمة في معظم التجارة بين الإمارات والصين، إلاّ أن توقعات تشير إلى أن النسبة الإماراتية للمدفوعات المباشرة باليوان سترتفع إلى ما بين 80 و85% بحلول 2020.

كما تعتبر هذه الخطوة بالغة الأهمية لزوج التداول المباشر اليوان مع الدرهم من الناحية الاستراتيجية نظراً التجارة المتنامية بسرعة في دولة الإمارات والعلاقات الاقتصادية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وخاصة في أعقاب سياسة التأشيرات المفتوحة أعلنت الصين، التي تحتل حاليا المرتبة الأولى كأكبر شريك تجاري لإمارة دبي، ولدولة الإمارات.

استخلاصات

وبحسب الخبراء يمكن استخلاص أمرين بالغي الأهمية من هذا القرار، فالأول هو القرار نفسه، حيث يدل على أن الصين تدرك أهمية الدرهم الإماراتي والتجارة مع الدولة، حيث يبرهن هذا القرار الدور المتنامي لدولة الإمارات وإمارة دبي على وجه الخصوص، كمركز مالي وتجاري عالمي، بالإضافة إلى مركزها الاستراتيجي كحلقة وصل تجارية تربط الشرق بالغرب، فقرار الصين لا يستهدف الإمارات فقط، بل يستهدف المنطقة ككل عبر الإمارات.

الأمر الثاني الذي نستطيع استخلاصه من القرار الجديد، أن الصين قررت أن تكون دولة الإمارات ممثلة في عملتها الرسمية الدرهم، أولى بلدان المنطقة التي ترتبط مع الجمهورية الصينية بنظام صرف مباشر، على أن يكون الريال السعودي المرحلة المقبلة. هذا الاختيار يثبت مرة أخرى أن العالم يرى أن الإمارات ودبي بشكل خاص هي البوابة الرسمية للدخول إلى المنطقة، وهو ما دفع فانغ مين، أحد المديرين التنفيذيين بالبنك الزراعي الصين (من أكبر بنوك الصين) للقول: «في هذه المنطقة ينظر الجميع إلى دبي على أنها مركز للشرق الأوسط بأكمله» وباعتبارها «مركزاً اقتصادياً ومالياً عالمياً».

المبادلات التجارية

وقال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة إن القرار الجديد الذي اتخذته الصين، بتأسيس نظام لأسعار الصرف المباشرة بين عملتها «اليوان» مع الدرهم الإماراتي، سينعكس بشكل إيجابي على المبادلات التجارية بين دبي والصين، كما سيفيد التاجر الإماراتي بشكل كبير، حيث سيختصر عليه الوقت والتكلفة، فبعد أن كان التاجر مضطراً لصرف العملة المحلية إلى الدولار وبعدها إلى اليوان، سيحتاج بعد دخول القرار حيز التنفيذ إلى صرف الدرهم إلى اليوان بشكل مباشر.

وأضاف أن دبي تولي اهتماماً كبيراً لدعم النمو في تجارتها مع الصين التي تمثل الشريك التجاري الأول للإمارة، حيث بلغت قيمة تجارة دبي مع الصين في العام 2015 نحو 176 مليار درهم، واعتبر أحمد محبوب مصبح أن القرار الجديد سيمكن تجار دبي من الاستفادة من التغيرات التي تشهدها العملة الصينية، كما يشكل فرصة لدعم النمو في التجارة مع الصين، حيث سيجعل البضائع الصينية أكثر قدرة على المنافسة بالنسبة لتجار الإمارات.

وأوضح سلطان بن سليم، أن اختيار بكين الإمارات، ودبي تحديداً، لتكون مقراً لبنك تسوية العملة الصينية في المنطقة، يبرهن مرة أخرى على أهمية الإمارة ومكانتها المتنامية كمركز مالي وتجاري ليس فقط على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل على مستوى العالم باعتبارها واحدة من أهم المراكز المالية الدولية، وعاصمة تجارية لمنطقة يسكنها نحو 2.7 مليار نسمة، الأمر الذي يتيح زيادة قيمة التجارة الصينية التي تتم عبر دبي مع أهم الأسواق العالمية في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، إذ تعتبر دبي بوابة التجارة الصينية مع هذه الأسواق.

البنية التحتية

وأكد سلطان بن سليم أن الإمارات عموماً وإمارة دبي على وجه الخصوص تستطيع الاستفادة من المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، بفضل ما يميز الاقتصاد الوطني من تطور في البنية التحتية، وفي مستوى الخدمات التجارية والجمركية المقدمة للتجار والمستثمرين من دول العالم.

تكاليف الصرف

وقال المهندس حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي إن نظام صرف الدرهم مع اليوان الصيني المباشر هي خطوة جيدة ستسهل من عملية الصرف بين العملتين سواء تعلق الأمر بالمدة الزمنية المطلوبة لإنجاز عملية الصرف أم بتكاليف الصرف بين العملتين.

وأضاف مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن هذه الخطوة ستشجع وتحفز التجارة الخارجية مع الصين، وترفع من قيمتها العينية والنقدية خصوصاً وأن حجم التجارة الخارجية بين البلدين في ازدياد مستمر ونمو دائم نظراً للروابط القوية التي تجمع بين مجتمعي الأعمال في البلدين.

من جهته قال أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، إن قرار بكين بتأسيس نظام لأسعار الصرف المباشرة بين عملتها «اليوان» مع الدرهم الإماراتي، يؤكد مرة أخرى على الأهمية المتزايدة لدور دبي والإمارات عموماً كمركز تجاري إقليمي وعالمي، ووصلة ربط بين الشرق والغرب بالنسبة للمبادلات التجارية.

وأضاف: اختيار ثاني أكبر اقتصاديات العالم لعملة الإمارات لتكون عملة صرف رسمية ومباشرة مع عملتها، لم يأت من فراغ، بل هو دليل جديد على قوة الاقتصاد الإماراتي والدور الاستراتيجي الذي تلعبه دبي والدولة في المنظومة التجارية العالمية.

وأشار أحمد محبوب مصبح إلى أن القرار من شأنه أن يقوي العلاقة التجارية والاستثمارية بين البلدين والتي تمر في الوقت الراهن بفترة مميزة من حيث التجارة حيث تعتبر الصين الشريك التجاري الأول بالنسبة لدبي كما ستزيد من الجاذبية الاستثمارية للصين بالنسبة لمستثمري الإمارات الذين سيستفيدون من نظام الصرف المباشر مع اليوان.

وأكد أن التطورات التي من شأنها تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين تنطلق من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة العمل على تنمية التجارة مع آسيا؛ وفي مقدمتها الصين لتعزيز موقع دبي كمركز إقليمي ودولي للتجارة الدولية، من أجل التقدم إلى المركز رقم واحد عالمياً في كافة المجالات وتحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021 بتحقيق النمو المستدام.

وقال تشو شياو دونغ المدير العام لفرع البنك الصناعي والتجاري الصيني في دبي إن القرار الجديد يشكل قيمة مضافة ستسهل أعمال المستثمرين الإماراتيين، حيث أشار إلى أن خطوة كهذه من شأنها رفع المبادلات التجارية بين البلدين خصوصاً بالنسبة للصادرات الإماراتية نحو الصين، بالإضافة إلى الاستثمارات الخارجية الإماراتية في كل من الصين أو هونغ كونغ أو سنغافورة.

مدفوعات

تعتبر دولة الإمارات أنشط بلدان الشرق الأوسط في استخدام اليوان للمدفوعات المباشرة إلى الصين وهونغ كونغ.

ففي العام 2015 استخدمت هذه العملة الصينية في 75% من اجمالي قيمة المدفوعات المباشرة المتجهة من دولة الإمارات إلى الصين وهونغ كونغ عبر شبكة المعاملات المالية العالمية «سويفت».

كما تعد الامارات بوابة المنتجات والسلع الصينية الى أسواق المنطقة ودول مجلس التعاون.

Email