تعرض القطاع لمخاطر تشغيلية وتقنية

أنظمة الدفع في بنوك المنطقة دون توقّعات العملاء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال أنجيلو برتيني، مدير عام شركة «بي بي سي بانكنغ تكنولوجيز» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن أنظمة الدفع المعمول بها في بنوك المنطقة في الوقت الراهن لا تتوافق مع توقعات العملاء الحالية، مشيراً إلى أن حلول الدفع القديمة تؤدي إلى تراجع أداء البنوك، وتجعل منها عرضة لمنافسين جدد ونماذج أعمال جديدة، فضلاً عن إمكانية تعرضها إلى مخاطر تشغيلية، وتقنية غير محمودة العاقبة.

وأشار الخبير في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» أن بنوك المنطقة بشكل عام تواجه أحد خيارين: إما التحديث وإما الاستبدال، مشيراً إلى أنه وبالرغم من وضوح الحاجة إلى التحديث، فإن قرار تطوير النظام الحالي أو استبداله لا يزال غير واضح تماماً.

تكنولوجيا المعلومات

وأضاف الخبير المالي: «كانت المؤسسات المالية، خاصة البنوك، أوائل الشركات التي تبنت تكنولوجيا المعلومات، إلّا أن واقع الأمر اليوم يؤكد أن أنظمة الدفع في العديد من تلك المؤسسات مثل المدفوعات المباشرة والخدمات المصرفية الرقمية تعود إلى عشرات السنين في بعض الحالات».

وحول تحديد مدى كفاية الأنظمة القديمة في البنوك، أضاف برتيني: «عندما يتعلق الأمر بالبنوك القديمة في منطقة الشرق الأوسط، التي اختارت القيام بتطوير أنظمتها بدلاً من استبدالها، فلقد تحولت أنظمة الدفع لديها إلى خليط من التحسينات والتحديثات.

وتعد مسألة تحديث وتطوير واستبدال الأنظمة القديمة أقل وضوحًا عند البنوك الأصغر نسبيًا في المنطقة إلاّ أنها بالتأكيد تقع على هامش أولوياتها نظرًا إلى التطور السريع، الذي تشهده أحدث الوسائل التكنولوجية، التي تقوم برفع مستوى متطلبات العملاء، ما يضغط على البنوك لتقديم ابتكارات جديدة».

تحسينات إضافية

وأضاف أنجيلو برتيني: «حتى الآن، قامت البنوك في الشرق الأوسط بإظهار ميل واضح إلى تطوير الأنظمة بدلاً من استبدالها، بالرغم من أن تكاليف الصيانة تستهلك في الكثير من الأحيان موارد ثمينة يمكن استثمارها في تحسينات قناة رقمية إضافية أو في استخدامات أخرى.

كما أن الكثير من تلك البنوك لا تزال أسيرة للأنظمة القديمة والمعقدة، والتي لا تتّسم بالمرونة، وتركّز استثماراتها فقط في أنشطتها الأساسية، لذا فإن تطوير تلك الأنظمة قد يبدو بالتأكيد مقترحاً أنسب بالنسبة لتلك البنوك بالمقارنة مع القيام بعملية كاملة من الهدم والاستبدال، ولكن مع تزايد استنزاف أنظمة الدفع القديمة للموارد وارتفاع تكاليف تحديثها، فإن قرار إصلاح كامل النظام يعد أمراً حكيماً بدلاً من إهدار الأموال في تحديث حل لن يُجنى منه أي فائدة مستقبلية».

تقليص المخاطر

وحول السبب الذي دفع تلك البنوك إلى تطوير البنية التحتية القديمة للدفع لديها بدلاً من استبدالها، أوضح مدير عام شركة «بي بي سي بانكنغ تكنولوجيز»، إن الإجابة بسيطة وهي أن البنوك تسعى دائماً للحد من المخاطر في كل شيء تقوم به تقريباً، ولذلك فإنها تنظر إلى التغيير الجذري في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات على أنه قرار محفوف بالمخاطر.

 وإلى جانب عدم الحاجة إلى نفقات رأسمالية كبيرة لإجراء عمليات التطوير تلك، يمكن أيضاً تنفيذ التطبيقات ذات الأولوية بسرعة وفعالية من حيث التكلفة، وذلك بمساعدة الشريك التقني المتخصص والمناسب للقيام بهذه العملية، ما ينعكس مباشرة على جودة الخدمات المقدمة للعملاء.

التمثيل الرقمي

وأشار إلى أن هنالك العديد من الأسباب التي توضح للبنوك أن الوقت قد حان لإيقاف فكرة تحديث أنظمة الدفع القديمة لديها، ومن هذه الأسباب، وليس أقلها، هي أن البنوك الحديثة غير قادرة على الاستعداد لتحمل أي شكل من أنظمة الدفع المتزايدة في التعقيد وذات الأداء الضعيف والقديم.

فخذ بعين الاعتبار، على سبيل المثال، أن عملية التمثيل الرقمي لخدمات العملاء في البنوك لا تقتصر على كونها عبئًا على الأنظمة القديمة، ولكنها تكشف في الوقت نفسه أيضًا أي فشل سيقع في الوقت الحالي، إذ إن نبأ فشل صغير يستمر لدقائق قليلة فقط قد يصل إلى الملايين عبر وسائل التواصل الاجتماعية.

التخطيط المسبق

وأضاف برتيني أن هناك ثمة اعتقاد خطأ بأن التحول من أنظمة تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات المالية هو أمر صعب ومعرقل أو يأخذ وقتًا طويلًا جدًا، ولكن مع التخطيط ووجود فريق ذي خبرة، فلن يكون هنالك سبب لزيادة تعرض النظام لخطر الاستبدال بدل التطوير، إذ يمكن إتمام عملية الاستبدال بدرجة عالية من التحكم والتوقيت المنظم، ما يتجنب أي خطر أو تعطيل.

Email