داني فرحة الرئيس التنفيذي في «بيكو كابيتال» لـ« البيان الاقتصادي»:

الاستثمار في التكنولوجيا عماد اقتصاد المعرفة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

دعا داني فرحة، الرئيس التنفيذي في «بيكو كابيتال» وهي شركة للاستثمار في الشركات الناشئة إلى الاستفادة من التجربة الأميركية في تمكين رأس المال الجريء من الاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة التي تعتبر عماد اقتصاد المعرفة، وقال إن أكثر التحولات أهمية جاءت مع تخفيف القوانين التي تحكم صناديق التقاعد الأميركية بحيث تسمح لها بالاستثمار في هذه الأصول، إضافة إلى إيجاد قوانين إفلاس أكثر مرونة، وهذان العاملان شجعا على ضخّ تمويل من الملكية الخاصة في الابتكار والاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية.

وأكد - في حوار خاص مع البيان الاقتصادي -ضرورة النظر إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة من منظور استراتيجي عند تقدمها بطلبات تمويل.

نشاط

لماذا ما زالت شركات رأس المال المغامر والتي تستثمر في شركات التكنولوجيا الناشئة محدودة في المنطقة؟

لا زال السوق حديث الولادة ولكن هناك الكثير من الإثارة والنشاط المحيط به. يجب تطوير سلسلة القيمة بأكملها من قِبل شبكات المستثمرين التأسيسين والمسرّعين والحاضنين وشركات رأس المال المغامر التي تستثمر في الشركات المتناهية الصغر وتلك التي تستثمر في النمو وشركات الملكية الخاصة الإقليمية وحتى شركات رأس المال المغامر وشركات الملكية الخاصة والصناديق العالمية. يجب أن تحصل كل مراحل سلسلة القيمة على استثمارات بنفس الوتيرة حتى يتسنى لها التحرك سوياً وموازنة النمو.

إننا نتوقع أيضاً أننا سنشهد على مدى 5 - 10 سنوات القادمة، موجة من الاندماج مع نمو كمية التمويل التي تذهب لفئة أصول التكنولوجيا (رأس المال المغامر) وتميل باتجاه المستثمرين الذين يقدمون أكبر قيمة في كل جزء من سلسلة القيمة.

لقد اكتسب قطاع رأس المال المغامر زخماً وجمع ربع مليار دولار مدعوماً بنجاح شركات رأس المال المغامر في جمع الأموال مع استثناء رأس المال المغامر المؤسسي وأموال رأس المال المغامر العالمية التي جاءت إلى السوق.

وهذا قدر كبير من المال تم جمعه في فترة قصيرة. إن القطاع يتطور مع بيئة أعمق للشركات الناشئة في المنطقة بفضل المبادرات الحكومية والخاصة والاهتمام المتزايد من رأس المال المغامر والمستثمرين الاستراتيجيين من حول العالم.

تعامل

كيف تقيّمون مستوى دعم المؤسسات المالية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، وفي دول الخليج العربي، والشرق الأوسط وشمال افريقيا؟

من المؤسف أن أول ما يحدث عندما يتباطأ الاقتصاد هو أن المصارف غالباً ما تتوقف عن دعم وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ففي المجال المصرفي، لطالما كانت البنوك تقاوم إقراض الأموال للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لأنها تعتبر عالية المخاطر بالمقارنة بالشركات الكبيرة ذات السمعة الراسخة. ويجب أن نجد طريقة لكي ندحض هذه الفكرة وننظر إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من منظور استراتيجي أطول أمداً.

أما من ناحية الملكية الخاصة، فيجب تخصيص المزيد من الأموال لهذه الفئة من الأصول. فأكثر التحولات أهمية التي حدثت في مجال رأس المال المغامر كانت في عام 1979 عندما تمّ تخفيف القوانين التي تحكم صناديق التقاعد الأميركية بحيث تسمح لها بالاستثمار في فئة الأصول هذه.

ولأنها تدير أموالاً طائلة للاستثمار مقارنة بالمستثمرين من الأفراد، بدأت صناديق التقاعد سريعاً بالهيمنة على سوق رأس المال المغامر. ولقد كان لهذا التحوّل تأثير هائل على الاقتصاد كما مكّن نسبة قليلة من صناديق التقاعد وصناديق المنح من الدخول إلى فئة أصول رأس المال المغامر. وهذا كله بالإضافة إلى قوانين الإفلاس الأكثر مرونة كانا أكبر محفّزين لضخّ تمويل من الملكية الخاصة في الابتكار والاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية.

ومن المحبّذ أن نخطو مثل هذه الخطوات للحصول على نتائج مماثلة لما حدث في الولايات المتحدة.

وتعاني فئة أصول رأس المال المغامر من نقص كبير في التمويل في منطقتنا. وسيسهم تشجيع استثمار الصناديق السيادية والشركات العائلية والمستثمرين من قطاع الشركات في أفضل شركات رأس المال المغامر في تنمية القطاع بشكل أسرع وفي إنشاء شركات تكنولوجيا عملاقة في المنطقة وبروز قصص نجاح محلية في قطاع التكنولوجيا. هذا سيضمن أيضاً مشاركة المنطقة العربية في ثورة التكنولوجيا كما سيضمن تطوّر قطاع التكنولوجيا الإقليمي.

نمو

ما هي فرص نجاح المشاريع متناهية الصغر في الإمارات والمنطقة؟

تدعم «بيكو كابيتال» الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والتي لديها مشاريع متناهية الصغر في دولة الإمارات وقد رأينا تلك الشركات تسجّل عائدات مرتفعة ورأيناها تنمو بشكل سريع في اتجاه تصاعدي. شركات التكنولوجيا هذه توفر الوظائف وهي تقدّم مزايا تراكمية للاقتصاد، وهذا أيضاً من السمات التي ينفرد بها قطاع التكنولوجيا. وبالرغم من أنها قد تحدث تغييرات غير مألوفة على حياة الناس، إلا أنها في الغالب توفّر قيمة جديدة وتخلق طلباً جديداً يؤثر على حياة الناس من مختلف الجوانب.

تغيير

يلاحظ وجود الكثير من مشاريع الفرانشايز بالمنطقة، بالمقابل لا يلاحظ أي توسع عالمي لها، كيف تنظرون لهذا الأمر؟

نأمل أن تؤسس الشركات التقليدية مثل هذه الأعمال خلال الجيلين القادمين وأن يتم انتشار تلك الأعمال عالمياً. وهذا يحدث في عالم التكنولوجيا، حيث يؤسس رواد الأعمال شركات محلية ويسعون لتنميتها في المستقبل والانطلاق بها عالمياً. والأمر المثير في التكنولوجيا هو أن الشركات الناشئة تستطيع أن تؤسس شركاتها في أي مكان في العالم. فالتكنولوجيا تضعنا على قدم المساواة مع بقية العالم.

نماذج

طرحتم سابقاً فكرة وجود ارتباط بين تباطؤ الاقتصاد وازدهار قطاع التكنولوجيا، كيف يمكن أن يحدث ذلك في منطقتنا؟

لقد رأينا ذلك يحدث فعلاً في المنطقة العربية. فقد حوّلت دول مجلس التعاون الخليجي اقتصاداتها إلى نماذج يكون فيها النمو مدفوعاً بالمعرفة والابتكار. والإنتاجية والتنافسية تحفّزان التطور المستدام في مستقبل أقل اعتماداً على النفط.

في المملكة العربية السعودية مثلاً، أدى سعر النفط المنخفض إلى استثمارات كثيرة في مجالي التصنيع والابتكار. وشركات النفط والغاز تطلب من الشركات المحلية شراء إمدادات محلية والإنتاج داخلياً. لقد تغيّرت معطيات ممارسة الأعمال. فالاقتصادات تستفيد من الاتجاهات الجديدة المتطورة مثل الاعتماد على التكنولوجيا للتكيّف مع التغيير ولزيادة الكفاءة والنفع. لقد دفع قطاع التكنولوجيا الناس للبحث عن حلول أكثر فعالية وأقل كلفة لشركاتهم.

ومع تزايد التحديات الاقتصادية، يبحث المستهلكون والشركات عن أكثر الحلول فعالية ويجدونها في الابتكار، وهذان العنصران هما ما تقدمه شركات التكنولوجيا.

مستقبل

ما هي أكثر القطاعات الاقتصادية التي ستشهد نمواً والتي يجب أن يركز عليها رواد الأعمال ؟

أجرت «بيكو كابيتال» استثمارات مؤخراً في شركات تكنولوجيا تعمل في القطاع الاستهلاكي وفي مجال خدمات الأمن الإلكتروني. نحن نعتقد أن تلك القطاعات، بما في ذلك حلول (البرمجيات كخدمة) Software as a Service-Saas والمحتوى الرقمي البالغ المحلية وموفرو البنى الأساسية (مثل المدفوعات، الأمن وما إلى ذلك) ستزدهر مستقبلاً.

ولضمان استمرارية القدرات التنافسية، يجب أن يقدّم رواد الأعمال حلولاً للشركات التي تبحث عن أكثر من النماذج الاقتصادية التقليدية كما يجب أن يكونوا أكثر مرونة. ويجب أن يطوّر رواد الأعمال حلولاً محلية ستساعد تلك الشركات على تلبية المتطلبات الصعبة للسوق.

روح النجاح

أكد الرئيس التنفيذي في بيكو كابيتال أنه لاحظ انتشار ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب المواطن، وقال: نرى العديد من الشباب الإماراتي الناجح في مجال ريادة الأعمال.

ولا شك أننا نحتاج إلى العمل على تشجيعهم بشكل أكبر للدخول إلى هذا المضمار. فعندما ينمو قطاع ريادة أعمال بشكل مثير وشيّق في دولة الإمارات، من المؤكد أن هذه الروح ستنتشر بين الإماراتيين وقد رأينا ذلك يحصل بالفعل. فإذا ما نظرنا إلى الاقتصاد التقليدي وكيف نما في الماضي، سنرى أن التجارة ازدهرت من خلال الشراكات بين الوافدين وروّاد الأعمال الإماراتيين، ونحن نتوقّع أن يحدث نفس الشيء في قطاع التكنولوجيا.

Email