رئيس الخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في »إتش إس بي سي« لـ » البيان «

العقارات والإيجار والمدارس أكثر أسباب الاقتراض

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال خالد الجبالي رئيس الخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في بنك «إتش إس بي سي» الإمارات والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن سداد شيكات القروض العقارية والإيجار والأقساط المدرسية، تتصدر أسباب حصول المستهلكين على قروض شخصية في الإمارات، مشيراً إلى أن توحيد الديون هو الخيار الأمثل لمن تضغط ظروفه المالية بسبب سداد أقساط الدين والفائدة.

إدارة الديون

وأكّد الجبالي لـ «لبيان»، أهمية إدارة الديون بوعي، وأن يكون المقترض أن يكون واعياً ومنطقياً حيال الأقساط التي يلتزم بتسديدها مقارنة بمدخوله، وذلك تجنباً لخروج الدين عن السيطرة، لافتاً إلى أنه من حيث المبدأ، فإن سداد القروض ذات نسبة الفائدة الأعلى أولاً هي أفضل طريقة لسداد الديون.

وأضاف: في حال تبين أنّ الأقساط تتغيّر مع الوقت، وأنّ حصة كبيرة من الدخل تُنفق على سداد الديون، لا بل على سداد فائدة هذه الديون، فقد تكون هذه إشارة على أنّ القرض قد خرج عن السيطرة.

إلا أنّ درجة فقدان السيطرة على الديون قد تختلف بحسب المدخول الإجمالي. وأوضح: بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتقاضون أجراً عالياً، بإمكانهم تخصيص حتّى 50 % من دخلهم لتسديد الديون، وهذه نسبة عبء الدين التي فرضها البنك المركزي في دولة الإمارات. أمّا أصحاب الدخل القليل، فمن الصعب عليهم تخصيص 50 % منه لسداد الديون، ففي حال واجهوا أي ظرف مالي صعب، قد لا يكونون جاهزين له، لذا، يجب على المقترض أن يكون واعياً ومنطقياً حيال الأقساط التي يلتزم بتسديدها مقارنة بمدخوله.

دين جيد وسيئ

وعما إذا كان الدين بالأمر الجيّد أم السيّئ، قال الجبالي: قد يكون الدين، شأنه شأن الكثير من أمور الحياة، أمراً جيداً، شرط الاعتدال. فالدين وسيلة ناجحة تساعد على اقتناص الفرص التي تجد طريقها إلينا. وفي عالم اليوم، يحرص الجميع على تحسين أسلوب حياتهم، ومن شأن الديون المدروسة جيداً، أن تساعدهم على تحقيق أهدافهم.

أمّا الاستغناء عن الديون، فيعتمد على عدّة عوامل، ومنها العمر، والوضع المالي، والإقبال على المخاطر. فالأشخاص الذين يقبلون على نهاية مسيرتهم المهنية مثلاً، عليهم بالتفكير في سداد جميع ديونهم، لكي ينعموا براحة البال عند توقّف مصدر دخلهم.

وبالنسبة إلى الأشخاص في سنّ العمل، فتجنّب الديون كلياً ليس بالفكرة السديدة، إذ قد يؤدي ذلك إلى استنفاد مدخراتهم النقدية، وهي ضرورية في الحالات الطارئة. أما الصعوبة فتكمن في التمييز بين الدين المعقول والمنطقي والدين التعجيزي، وهي تكمن أيضاً في إدارة الأموال المقترضة بحكمة.

الموازنة العائلية

وحول الإجراءات التي يجب اتخاذها لتصبح الموازنة العائلية المعدّلة عاملاً مسهماً في التخلّص من الديون، قال الجبالي: يختلف هذا الوضع بين شخص وآخر. ولكن القاعدة المتعارف عليها، هي الحدّ من التكاليف غير الضرورية، شأن العطلات الباهظة، والسلع الفاخرة، والترفيه.

وبالإمكان أيضاً تخفيض الديون بتبديل المقتنيات الباهظة، شأن السيّارات، بأخرى أقل ثمناً لتخفيض الأقساط الشهرية. وإذا وصلت العائلة إلى مرحلة خرجت فيها الديون عن السيطرة، قد تضطر عندها إلى اتّخاذ بعض الإجراءات الصارمة.

توحيد الديون

وحول رأيه في توحيد الديون، كخيار، قال الجبالي: «إنّه الخيار الملائم لمن وصل إلى مرحلة تتضعضع فيها ظروفه المالية بسبب سداد أقساط الدين والفائدة. فحري بهؤلاء أن يفكّروا في خيارات الحدّ من الميزانية، وبالأدوات التي تسمح لهم بالاقتراض بمعدل فائدة أقل. أمّا من يحمل عدداً من البطاقات، وهو حال الكثير من الأشخاص في الإمارات، فقد يفيده تقليص عددها وإعادة تلك التي لا حاجة إليها».

خطة فعالة

وقال الجبالي إن بنك «إتش إس بي سي»، يسعى دائماً إلى التوصّل إلى حل يرضي الطرفين، عندما يواجه أي من العملاء مشكلة في التزاماته المالية. لذلك، نقدّم مجموعة من الحلول ونصغي إلى العملاء، فنفهم المشكلة ونقترح الحل الملائم لهم. قد يشعر بعض العملاء بالقلق، وقد يتردّدون في الاتصال بنا، لكننا ننصحهم دائماً بالاتصال بنا في أقرب وقت ممكن. فقد اكتشفنا من خلال التجربة، أنّ الاتصال بنا باكراً، يمنحنا فرصة أفضل بكثير لمساعدة العميل.

ومع إنشاء شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية، بات التاريخ الائتماني يشكّل نقطة إيجابية لصالح للعملاء. وأضاف: ندعم العملاء الذين يعانون ضيقاً مالياً من خلال وحدتنا العلاجية المتخصّصة جداً.

فنقدّم عدّة أدوات لتخفيف أعباء الدين للعملاء غير القادرين على الإيفاء بالتزاماتهم المالية. فنجري أولاً تحقيقاً شاملاً للتأكّد من جدارة القضية، ثمّ يعمل فريقنا المتخصّص مع العملاء على إيجاد حل يساعدهم.

وتتراوح الديون من الرهون العقارية إلى بطاقات الائتمان، وتختلف الظروف الشخصية من خسارة الوظيفة إلى الأمراض. وعادةً ما يقصدنا العملاء عندما يكونون في مرحلة انتقالية لاستلام وظيفة جديدة. فإذا كان قرّاؤكم الكرام يعانون وضعاً مماثلاً، ندعوهم إلى الاتصال بنا، لنعمل معهم على إيجاد حل وتهدئة مخاوفهم.

سد الحاجة

الدين السليم، هو ذاك الذي يساعدكم على سدّ حاجة ضرورية، لا تستطيعون تسديدها دفعة واحدة، لكن يمكن سدادها بسهولة نسبية عبر أقساط شهرية، شأن الرهن العقاري أو الأقساط المدرسية أو الجامعية. أمّا الدين غير السليم، فهو عند استخدام الأموال لتمويل استهلاك غير ضروري وباهظ الكلفة.

وفي حال لم يخطط المرء للمستقبل، سرعان ما ينقاد إلى القيام بمشتريات نزوية. فقد نرى جارنا مثلاً يقود سيّارة جديدة، فنرغب في الحصول على سيارة مماثلة، من دون أن ندرك الفارق في مستويات الدخل بيننا. وتعتمد نسبة الدخل المتاح إلى الدين على الوضع المالي للفرد، وطموحاته، وإقباله على المخاطر. وخير طريقة لتحديد تلك النسبة، هي بطلب مساعدة المستشارين الماليين المحترفين.

ويجب أن يتوخّى الناس عموماً الحذر، ويدّخروا مبلغاً من المال للحالات الطارئة، وعليهم الحرص أنهم قادرون على إعالة نفسهم في حال فقدوا وظيفتهم لفترة محدّدة، أو في حال لم تكن مؤسّستهم الخاصة تبلي حسناً. ويجب أن يحرصوا أيضاً على قدرتهم على تسديد نفقات العيش بسهولة، وألا يضطروا إلى الاستدانة أكثر لسداد تلك الحاجيات.

وعلى إثر إنشاء شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية، سيتمكن القطاع المصرفي من مراجعة ديون العملاء وطرح الحلول المالية وفقاً لذلك. وستتيح الشركة للمصارف أن تحدّد سقف الدين الملائم للعملاء، انطلاقاً من مستوى الدخل وطبيعة الدين.

Email