الرئيس التنفيذي لشركة دلما المالية لـ«البيان الاقتصادي»:
مسار صعودي لأسواق الأسهم في الفترة المقبلة
قال هشام عامر الرئيس التنفيذي لشركة دلما للوساطة المالية إن أسواق المال المحلية مازالت تحافظ على مسارها الصاعد رغم عمليات التصحيح الطبيعية، التي قد تشهدها عقب الارتفاعات، التي سجلتها في الأيام الماضية، التي ستمنح الفرصة لدخول المزيد من المستثمرين اللذين خرجوا في وقت سابق خلال التراجع الذي شهدناه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مؤكداً أن غالبية الشركات ستحافظ على نسب نمو جيدة في أرباحها خلال الربع الأول من العام بعد النتائج المتميزة، التي حققتها في العام الماضي.
وتوقع عامر في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» اختراق المؤشرات العامة للأسواق المالية نقاط مقاومة جديدة في الفترة المقبلة مدعومة بقوة الاقتصاد الوطني إلى جانب الاستقرار السياسي والمناخ الاستثماري الجاذب الذي تتمتع به دولة الإمارات مقارنة مع بقية الدول الأخرى، قائلاً إن هذه المعايير التي تشكل عناصر جذب للاستثمارات في أي دولة.
خدمات وأدوات
وأكد أن إحدى أهم نقاط القوة التي تتميز بها أسواق المال الإماراتية تتمثل في توافر الخدمات وتنوع الأدوات الاستثمارية، إضافة إلى البيئة التشريعية الجاذبة التي عملت على توفيرها هيئة الأوراق المالية والسلع بالتعاون مع الأسواق في كل من أبوظبي ودبي خلال السنوات الماضية.
وقال إن بدء العمل من قبل الجهات المعنية منذ الآن على ترقية الأسواق ضمن قائمة المتقدمة يعد أمراً في غاية الأهمية وستكون له انعكاسات إيجابية في تعزيز تنافسية الأسواق وجاذبيتها بالنسبة للمستثمرين سواء من داخل الدولة أو خارجها خلال المرحلة المقبلة.
إكسبو 2020
وأوضح أن فوز الإمارات بتنظيم إكسبو 2020 سيسهم في حدوث طفرة في الأسواق المالية قبل حلول الموعد المقرر لتلك الفاعلية العالمية، ما يعني بالضرورة أن هذه الأسواق ستكون محط اهتمام بنسبة أعلى من قبل المؤسسات والمحافظ الاستثمارية الأجنبية، التي ستقوم بضخ المزيد من سيولتها في الأسهم.
وأضاف: من المعلوم أن المحافظة على مسار صاعد للأسواق يكمن في زيادة نسبة الاستثمار المؤسسي الذي يعمل وفقاً لخطط متوسطة وطويلة الأجل وليس المضاربة والدخول والخروج السريع وذلك نظراً للعوائد الكبيرة التي يمكن تحقيقها من عملية الاستثمار في الأسواق المحلية، التي لا يمكن مقارنتها بأية عوائد نتيجة للاستثمار في الأدوات الأخرى.
الاستثمار المؤسسي
وبشأن تركيبية المستثمرين في الأسواق المالية قال عامر إن العمل على زيادة نسبة الاستثمار المؤسسي مقابل الاستثمار الفردي يلعب دوراً في تعزيز الثقة في التعاملات كما يسهم في رفع تنافسية الأسواق.
وقال إن غياب اللاعب المحلي أسهم في كثير من الأحيان في إعطاء الفرصة للمستثمر الأجنبي لتحديد مسار الأسواق، وقد آن الأوان لمعالجة هذا الخلل وذلك من خلال أخذ المحافظ الوطنية لزمام المبادرة ودعم الأسواق بدلاً من الاكتفاء بالمراقبة عند تراجع الأسعار.
وأكد أن هيئة الأوراق المالية والسلع لعبت دوراً كبيراً في زيادة نشر الوعي في أوساط المستثمرين، كما نجحت في وضع منظومة تشريعية متميزة تواكب أفضل الممارسات العالمية المعمول بها في الأسواق العالمية وعملت على حماية المستثمرين والشركات وفقاً تعليمات واضحة حددت بموجبها حقوق وواجبات جميع الأطراف ذات العلاقة بعمل الأسواق.
احتمالات التصحيح
في معرض حديثه عن تعاملات الأسواق خلال الأسبوع الماضي قال عامر نجحت الأسواق في تحقيق مكاسب تؤهلها لتعزز موقفها خلال الأيام المقبلة، وأن التحسن المسجل في الأسعار جاء عقب التراجع الذي شهدته الأسهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما جعلها جاذبة للاستثمار مقارنة مع نظيرتها في بقية أسواق المنطقة.
مشيراً إلى أن حدوث تصحيح في الأسواق أمر طبيعي وسيكون ضمن حدود مقبولة بعد الارتفاعات المسجلة في الأيام الماضية، وسيشكل فرصة جديدة للمستثمرين الذين خرجوا في وقت سابق للعودة مرة أخرى إلى قاعات التداول.
وأشار عامر إلى أنه حتى في ظل تأثر أسواق المال الإماراتية بالتطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة إلا أنها سرعان ما تستعيد توازنها مستندة في ذلك إلى أجواء الاستقرار الاقتصادي والمالي في دولة الإمارات والمناخ الاستثماري الجاذب مقارنة مع بقية الدول الأخرى.
