فالكون البنك السويسري المملوك لآبار يعزّز عملياته في دبي

إيريك فيستر: الإمارات مركز جذب لثروات أوروبا الشرقية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 قال إيريك فيستر الرئيس العالمي لإدارة الثروات في بنك فالكون للخدمات المصرفية الخاصة إن الإمارات باتت أحد أهم مراكز جذب ثروات أوروبا الشرقية، لافتاً إلى أن تلك الثروات التي تقدر بملايين الدولارات، والتي كانت تجد طريقها إلى أوروبا الغربية في السابق، دعت البنك السويسري إلى تشكيل فريق من المصرفيين المختصين يغطي أوروبا الشرقية انطلاقاً من دبي، ذات الاقتصاد المتنوع والتي يبقى فيها نشاط إدارة الثروات صامداً رغم الأزمات.

وأفاد فيستر في تصريحات خاصة لـ"البيان الاقتصادي": أن البنك يقوم حاليا بتمويل مشروع عقاري كبير في الإمارات مع أحد العملاء الروس الجدد، من دون إعطاء تفاصيل أخرى عن ذلك المشروع.

وأضاف فيستر الذي يزور دبي بشكل دوري أن البنك السويسري الذي تملكه شركة آبار للاستثمار في أبوظبي بالكامل إن نشاط الخدمات المصرفية الخاصة لم يتأثر كثيراً بما يجري في عالم أسعار النفط، وأنه منفتح للاستحواذ على أنشطة إدارة الثروات في الإمارات والمنطقة، بالتزامن مع توقعات حدوث موجة جديدة من عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع إدارة الثروات وذلك لمواجهة الضوابط الجديدة «المرهقة» للبنوك في أوروبا على حد قوله، من جهة وتعزيز تنافسية البنك في القطاع.

تركيز

ولفت فيستر إلى أن "فالكون" الذي يعرّف أصحاب الثروات بأنهم من يمتلكون ثروات قابلة للاستثمار تبدأ من 5 ملايين دولار كحد أدنى، يركز في هذه الآونة على الاستفادة من الهنود غير المقيمين في القارة الأفريقية والأسواق الحدودية في جنوب الصحراء الكبرى، خصوصاً في كينيا ونيجيريا وتنزانيا.

وأضاف: بفضل الإرث السويسري والمالك المحلي نحن في وضع جيد جداً يخولنا التركيز على النمو في الأسواق الناشئة، وخصوصاً الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، ونريد أن نجذب العملاء خصوصاً من الهنود غير المقيمين في أفريقيا.

توسع

وأشار فيستر إلى أن البنك لديه مركزان في سويسرا وسنغافورة وينوي نقل مقره من إعمار سكوير إلى مركز دبي المالي العالمي، ليتمكن من القيام بمزيد من الأعمال وتقديم المزيد من المشورة إلى عملائه. وأضاف: في مكتبنا التمثيلي في الوقت الراهن نتخذ إجراءات تخص التسويق فقط ولا نقدم المشورة للعملاء.

وننوي إضافة المزيد من المستشارين المصرفيين لأننا نعمل على توسيع أعمالنا، ومن وجهة نظر استراتيجية إننا أقوياء جداً في سويسرا ولكن علينا توسيع مواقعنا الدولية، خصوصاً في المنطقة ودبي وأبوظبي وأيضا في سنغافورة. وقد قررنا التخلي عن هونغ كونغ لنتمكن من التركيز على مكان معين..

كما أن وجود مركز في سويسرا يساعد من وجهة نظر سياسية واقتصادية، فسويسرا من أهم الأماكن لاستثمار الأموال لأن البيئة الاقتصادية والحالة السياسية مستقرة جداً، والعملة قوية، ما يبعث بالاطمئنان لمعظم عملائنا.

انخفاض النفط

وقال فيستر الذي انضم منذ ثلاثة أشهر للبنك أن انخفاض أسعار النفط الذي من المتوقع أن يكبد الاقتصاد العالمي خسائر بحوالي 1.6 تريليون دولار من ناتجه بنهاية 2015، في الوقت الذي يزدهر فيه نشاط الثروات الخاصة في الإمارات والسعودية بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام، يمثل فرصة وتحدياً لإدارة الثروات الخاصة في نفس الوقت.

وأوضح فيستر: انخفاض النفط يمثل فرصة فيما يتعلق بتنويع الاستثمارات، فالمستثمرون الذين يعتمدون بشكل كبير على أسعار النفط قد أدركوا مدى تأثير انخفاض أسعار النفط عليهم، وباتوا أكثر تركيزاً على فرص الاستثمار في الأسواق الناشئة التي تحوي اليوم حوالي 40 % من حجم الاستثمارات في العالم.

نتائج 2014

وقال فيستر إن نتائج البنك في 2014 كانت جيدة جداً، حيث حقق البنك نمواً كبيراً من حيث صافي الأصول الجديدة في جميع المناطق. وأضاف: «نقوم حالياً بإدارة أصول توازي ما يقرب من 16 مليار فرنك سويسري (16.54 مليار دولار) ، وحققنا نمواً ثنائي الرقم في صافي الأصول الجديدة..

كما حققنا نمواً ثنائي الرقم في منطقة الشرق الأوسط. وأعتقد أننا كنا قادرين على تقديم المشورة المتوقعة لعملائنا وقمنا بزيادة حصة محفظة بعض العملاء وجذبنا عملاء جددا من خلال قوة المبيعات الحالية. نحن لم نحقق تنمية كبيرة من ناحية مديري العلاقات الجدد بعد، إلا أنها مهمة علي أن أقوم بها لتنمية الأعمال والموظفين».

مهام جديدة

وحول مهامه الجديدة في المنطقة قال فيستر: «لقد تم تسليمي دور رئيس الخدمات المصرفية الخاصة، وهو دور لم يكن موجود من قبل. من وجهة نظر استراتيجية، ما سأقدمه لفالكون هو إعادة رسم أولويات وتركيز البنك. بالنسبة لي، يتصدر تطوير مبيعات البنك لائحة اهتماماتي.

وعلينا أن نتحول من منظمة تفاعلية إلى منظمة استباقية، فعلى سبيل المثال، قبل بضع سنوات كان يكفي لمديري العلاقات انتظار العملاء في مكاتبهم ليتقدموا لهم بالمشورة. لكننا اليوم في بيئة تنافسية جداً.

على موظفينا أن يركزوا أكثر على المبيعات من دون الدفع بالمنتجات. علينا أن نكون قادرين على إظهار فرص مثيرة للاهتمام لعملائنا لأنهم يتلقون اتصالات يومية من عدة مصرفيين ونحن بحاجة إلى أن نكون من الذين يتصلون بهم أيضاً، إلا أننا بحاجة إلى فرص استثمار نخبرهم عنها.

هذا مجال آخر نحتاج إلى تطويره. وما يميزنا عن غيرنا هو موقفنا، كوننا بنك سويسري مملوك لحكومة أبوظبي، علاوة على إرثنا وهويتنا السويسرية، وخبرتنا في سويسرا التي تتمتع بعملة قوية، ولاتزال من أهم الأماكن لاستثمار الأموال لأن البيئة الاقتصادية والحالة السياسية مستقرة جداً».

بنك فالكون

تم تأسيس بنك فالكون للخدمات المصرفية الخاصة منذ 50 عام تقريباً وكان معروفاً باسم بنك «أوبر سي بنك» وكانت تملكه المجموعة الأميركية العالمية «إيه آي جي» آنذاك. بعد ذلك أصبح اسمه بنك «إيه آي جي الخاص».

وتعرض في أثناء الأزمة المالية لضغوط هائلة، فأفلس وتم بيع كافة أصولها. وكان البنك السويسري للخدمات المصرفية الخاصة جزءاً منه ، واشترته شركة الاستثمارات البترولية الدولية في أبوظبي بمبلغ 253 مليون دولار (923 مليون درهم)، ثم تمت إعادة تسميته بنك فالكون للخدمات المصرفية الخاصة.

Email