إيراداتها ارتفعت بنسبة 14% في 2014

مصارف الإمارات تسجل أعلى معدلات النمو خليجياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب أن مصارف الإمارات سجلت أعلى معدلات النمو في 2014 على المستوى الخليجي، حيث نمت إيراداتها بنسبة 14%، وحافظت نظيراتها في سلطنة عمان وقطر على معدل نمو مزدوج المراتب، شهدت مصارف السعودية والكويت والبحرين معدلات نمو أحادية المرتبة.

وتباينت معدلات نمو الأرباح بشكل كبير، ففي حين سجلت المصارف في دولة الإمارات زيادة في الأرباح بنسبة 26%، شهدت نظيراتها في الكويت ارتفاعاً بنسبة 21%، بينما سجلت المصارف في البحرين انخفاضاً في الأرباح.

وواصلت عائدات القطاع المصرفي في الشرق الأوسط نموها بمعدلات مزدوجة المراتب خلال العام 2014، مسجلة زيادة نسبتها 10%، في حين ارتفعت أرباحه بنسبة 14.7%، وتجاوزت الزيادات في تكاليف التشغيل معدلات نمو الإيرادات بنسبة 10.7%. وبشكل إجمالي، انخفضت مخصصات القروض المعدومة بنسبة 9.2%، وهذا بدوره شكل محركاً رئيسياً لنمو الأرباح القوي الذي سجلته المنطقة.

ونمت قطاعات العملاء الرئيسية، ألا وهي الخدمات المصرفية للأفراد وللشركات، بشكل ملحوظ مقارنة مع العام الماضي، مسجلة معدلات نمو بلغت 7.9% و8.8% على التوالي. ويعزى الفرق بين معدل نمو المصرف الإجمالي ومعدل نمو عمليات العملاء إلى النمو في مجال العمليات التجارية الدولية، بما في ذلك الاستحواذ على مصارف أجنبية ونمو إيرادات المصارف الاستثمارية بنسبة 9.8%.

 

مخصصات القروض المعدومة

وشهد عام 2014 انخفاضاً في مخصصات القروض المعدومة في جميع دول المجلس باستثناء عمان. وأظهرت مصارف الكويت وقطر، والتي حققت معدلات نمو عالية خلال العام 2013، انخفاضاً مزدوج المراتب في مخصصات خسائر القروض. بدورها، حققت المصارف في الإمارات والسعودية انخفاضاً بمعدل من مرتبة واحدة، وهذا يمثل أفضل انخفاض في مخصصات القروض المعدومة منذ العام 2010.

وتجاوز نمو إيرادات المصارف الإقليمية خلال 2014 النمو في قطاعات العملاء الرئيسية بنحو 2%. ويعزى ذلك إلى عدد من عمليات الاستحواذ الضخمة على مصارف أجنبية، حيث تم دمجها ضمن أفرع هذه المصارف الإقليمية في الخارج، فضلاً عن زيادة في إيرادات المصارف الاستثمارية (9.8%).

 

خدمات الأفراد

وشهدت إيرادات الخدمات المصرفية للأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً إضافياً بمعدل 7.9% خلال العام 2014، ويعزى ذلك إلى حد كبير للزيادة التي شهدتها السوق المصرفية في قطر (12.5%) والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

كما شهدت الكويت أيضاً نمواً جيداً في إيرادات الخدمات المصرفية للأفراد (6.3%)، تليها المصارف السعودية بنسبة 3.4%.

وفي سياق متصل، حافظت أرباح الخدمات المصرفية للأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي على معدل نمو أحادي المراتب خلال العام 2014 مسجلة 3.6%، وهو أقل بقليل من معدل العام 2013، والذي شهد نمو أرباح الخدمات المصرفية للأفراد بنسبة 5.8%. وقد أظهرت مصارف الإمارات وقطر والبحرين والكويت أعلى معدلات النمو مزدوجة المراتب. بالمقابل، شهدت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان انخفاضاً حاداً في أرباح الخدمات المصرفية للأفراد.

 

 

 

إيرادات الشركات

وسجل قطاع الخدمات المصرفية للشركات خلال العام 2014 رقماً قياسياً جديداً على المؤشر في مجال الإيرادات محققاً نمو بمعدل 8.8%. كما شهد العام 2014 ارتفاعاً مهماً في إيرادات مصارف المملكة العربية السعودية على صعيد الخدمات المصرفية للشركات. وفي المتوسط، ارتفعت أرباح المصارف الخليجية بنسبة 17.1%، وذلك كنتيجة للزيادات القوية في إيرادات مصارف المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر.

وقال الدكتور رينولد ليشتفوس، الشريك والمدير الإداري في المجموعة بدبي ورئيس قسم المؤسسات المالية في بوسطن كونسلتينج جروب بالشرق الأوسط: «نلاحظ أن الفجوات بين معدلات نمو المصارف لا تزال كبيرة. وفي حين حقق حوالي 15 إلى 20 مصرفاً معدلات نمو مزدوجة المراتب على صعيدي الإيرادات والأرباح، حققت 3 إلى 8 مصارف معدلات نمو سلبية عموماً على صعيد الإيرادات أو الأرباح، أو على صعيد معدلات العملاء».

وأضاف: «شهد العام 2014 تحقيق 80% من مصارف المنطقة معدلات نمو كنتيجة لتطورات السوق الإيجابية، والتي أتاحت نمو الإيرادات وخفض مخصصات القروض المعدومة».

وقد حقق حوالي 15 إلى 25 مصرفاً معدلات نمو مزدوجة المراتب على صعيدي الإيرادات والأرباح، في حين حققت 3 إلى 8 مصارف معدلات نمو سلبية عموماً على صعيد الإيرادات أو الأرباح، أو على صعيد العملاء.

يذكر أن بوسطن كونسلتينج جروب أطلقت النسخة الأولى من مؤشر الأداء المصرفي في الشرق الأوسط خلال شهر أبريل من العام 2009، والذي قدم مؤشراً مصمماً خصيصاً للأسواق المصرفية الإقليمية اعتماداً على إيرادات وأرباح العام 2005 كمعيار أولي. ويشمل المؤشر أكبر المصارف في الإمارات والبحرين والكويت وقطر وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.

 

 

استراتيجيات عمل

قال الدكتور ليشتفوس: «تشير دراساتنا إلى أن المصارف التي لديها استراتيجيات ونماذج عمل متفوقة وقدرة على تنفيذها بشكل دقيق هي التي حققت أعلى معدلات النمو. وقد نمت المصارف الرائدة على مدى السنوات العشر الماضية بنحو ضعفي أو ثلاثة أضعاف المعدل الوسطي، ونشهد ما بين الفينة الأخرى مقومات جديدة للنجاح.

ونرى أن المصارف ستواصل تحقيق أداء قوي على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة وترسيخ دعائم ثقافة مبيعات مؤسسية قوية، في حين ستبدأ جهود أتمتة عمليات خدمات العملاء بجني ثمارها. ومن شأن هذا أن يشكل خطوة مهمة بالنسبة للمصارف في الشرق الأوسط، لا سيما أن نسبة التكاليف إلى الإيرادات قد ارتفعت بشكل مطرد على مدى العقد الماضي».

Email