الإمارات الحاضن الأكبر للعمليات التمويلية والاستثمار الجماعي في المنطقة

التمويل المباشر يوفر 30٪ من تكلفة الاقتراض

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا<

قال خبراء تمويل: إن الاقتراض من خلال ما بات يعرف بالتمويل المباشر عبر الانترنت يوفر حتى 30% من تكلفة الاقتراض على الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة، فضلاً عن تسريع الإجراءات وتوفير عوائد شهرية جذابة للمستثمرين الذين يوفرون التمويل.

 وأفاد الخبراء أن الإمارات هي الحاضن الأكبر والسوق الأسرع نمواً لهذا للتمويل والاستثمار الجماعي في المنطقة، بالرغم من نقص التشريعات الضابطة للتمويل الجماعي على المستوى المحلي في الوقت الراهن.

وتشير بيانات حديثة إلى أن التمويل الجماعي وفّر العام الماضي عالمياً 270 ألف وظيفة على الأقل وضّخ أكثر من 65 مليار دولار في الاقتصاد العالمي.

وقّدر كريغ مور، المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة «بيهايف» عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات بحوالي 300 ألف شركة، مشيراً إلى أنه وبحسب متابعة الشركة للسوق، فإن تلك الشركات تحتاج شهرياً إلى قروض يتراوح حجمها الإجمالي بين 750 مليون درهم ومليار درهم.

ولفت مور إلى أن الشركات الصغيرة باتت تجد في التمويل المباشر المنبثق عن التمويل الجماعي أحد أهم الحلول لتجاوز المتطلبات الكثيرة للحصول على تمويل في البنوك.

وأفاد أن منصة «بيهايف» الإلكترونية المرخصة من مركز دبي للسلع المتعددة تقوم بربط المستثمرين بالشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة، التي تتمتع بسجل ائتماني نظيف وتبحث عن تمويل يتراوح بين 100 ألف ولغاية 500 ألف درهم لأجل ثلاث سنوات.

وأطلقت منصة «بيهايف» في نوفمبر 2014، وتعد أول منصة تمويل إلكترونية في المنطقة متخصصة في مجال التمويل المباشر بين المستثمرين والشركات عبر الإنترنت (P2P Finance)، الذي يقوم على نفس مبادئ التمويل الجماعي.

وأضاف: «يوفر نموذج التمويل المباشر بين المستمرين والشركات في «بيهايف» حلاً بديلاً مبتكراً وعملياً للشركات التي تسعى للحصول على تمويل، كما يسهم في تعزيز كفاءة السوق من خلال إحداث توازن بين العرض والطلب، ولهذا نعد الملاذ الأول للشركات الصغيرة والمتوسطة لتلبية حاجتها من التمويل».

ومنذ ذلك الحين، تمكنت عشر شركات صغيرة ومتوسطة من الحصول على قروض بلغت قيمتها حوالي مليون دولار عبر منصة الشركة. وتعد هذه المنصة من بنات أفكار كل من رائد الأعمال المخضرم مور، وريك بودنر، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، وتعمل على تسهيل الوصول إلى حلول التمويل المرنة للشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة.

ومن أهم مزايا المنصة بالنسبة للشركات انخفاض تكلفة الاقتراض على الشركات حتى 30%، إضافة إلى تسريع إجراءات حصولها على التمويل فضلاً عن توفير عوائد شهرية جذابة للمستثمرين.

وأضاف: «تصل فوائد إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة في البنوك إلى أكثر من 18% وهي الأعلى، في حين لا تتجاوز فوائد الاقتراض أكثر من 13% في أغلب الأحيان وهي نفس متوسط عائد الاستثمار في المنصة الذي يحصل عليه المستثمرون مقابل حصتهم في التمويل».

صعوبات

ولفت مور إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل 90% من إجمالي عدد الشركات العاملة في الإمارات، حيث تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الائتمان نظراً لارتفاع معدل الفائدة الذي تفرضه مصادر التمويل التقليدية عليها، وغالباً ما تتطلب الشركات الصغيرة والمتوسطة المستندات والتكاليف ذاتها عندما تتقدم بطلب للحصول على التمويل، بغض النظر عن حجم المبلغ الذي تحتاج إليه، ما يمثل عائقاً أمام معظمها، وبالتالي كبح قدرة الكثير من الشركات على تحقيق النمو الذي تطمح إليه والاستفادة من إمكاناتها الكامنة.

فرص التمويل

وحول القطاعات الأكثر استفادة من القروض المصرفية في الدولة قال مور إنها الشركات التي تمتلك ضمانات مدعومة بأصول كبيرة، ومن يمتلكها عادة هي الشركات الصناعية وشركات الخدمات اللوجستية.

وأضاف: تلقت «بيهايف» طلبات تمويل من هذه الشركات إضافة إلى شركات عاملة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والاستشارات والوكالات المتخصصة في التكنولوجيا الرقمية والوسائط المتعددة وغيرها الكثير.

ولكي نتمكن من تحقيق هدف الوصول إلى اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع، من المهم جداً مساعدة الشركات التي تمتلك أصولاً خفيفة في الحصول على التمويل اللازم لكي تتمكن من تحقيق النمو وتعزيز قدرتها على الابتكار.

خطط

ولفت مور إلى أن «بيهايف» تخطط للتوسع على المستويين الإقليمي والعالمي خلال العام 2015 وما بعده.

وتشهد حالياً نمواً متسارعاً في أعمالها، حيث تتلقى طلبات جديدة أسبوعياً من شركات ترغب بإدراج اسمها على منصة «بيهايف» بغرض الحصول على التمويل، وأضاف: «نعمل في الوقت الحالي على وضع الخطط المناسبة لتوسيع نطاق حضورنا في المنطقة وخارجها.

وباعتبار دبي هي المنطلق الأول لعملياتها، فإننا نفخر بمشاركتها الطموح ذاته ونسعى للمساهمة في تحقيق رؤيتها الرامية إلى التحول إلى مركز مالي عالمي وعاصمة للاقتصاد الإسلامي.

كما أن أحد مجالات الدعم الرئيسية التي تحتاجها الشركات الصغيرة والمتوسطة يتمثل في ضمان عدم احتجاز أجزاء كبيرة من رأسمالها العامل من خلال الفواتير مؤجلة الدفع. لذا، وفي إطار توسيع نطاق حلولها لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، أطلقت «بيهايف» أخيراً حل تمويل الفواتير مؤجلة الدفع».

وأفاد أن هذا الحل يساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة على تحرير قيمة ذممها المدينة بما يعزز رأسمالها العامل ويحسن تدفقاتها النقدية ويساعدها في الحد من تأثيرات ارتفاع التضخم وتأخر تسلم الدفعات المستحقة، على أداء أعمالها.

وتعد خدمة تمويل الفواتير مؤجلة الدفع وسيلة تمويل متنامية الشعبية تلجأ إليها الشركات الصغيرة والمتوسطة عادة لإدارة تدفقاتها النقدية، حيث تسهم في سد الفجوة الزمنية بين تاريخ إصدار الشركة للفاتورة وتاريخ تحصيلها للدفعة المالية الفعلية.

وتعمل «بيهايف» حالياً مع مستشارين قانونيين ومتخصصين وعلماء بارزين في مجال التمويل الإسلامي لتطوير هيكلية تتوافق تماماً مع مبادئ الشريعة الإسلامية. وتتيح هذه الهيكلية للمستثمرين الباحثين عن حلول متوافقة مع الشريعة الاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة في سوق التمويل المباشر بما يتماشى مع قيمهم ومبادئهم.

الاستثمار الجماعي

وقال وليد أسبيته الشريك المؤسس لشركة دورايز للتمويل العقاري التي تعتبر أول من يدخل مفهوم التمويل الجماعي في سوق الاستثمار العقاري في منطقة الخليج والشرق الاوسط، إن التمويل الجماعي قادر على سد فجوة الاستثمار العقاري في السوق حيث يوفر ذلك التمويل للجميع القدرة على المشاركة في الاستثمارات العقارية.

وأضاف: يوفر الاستثمار الجماعي مزايا عدّة للمستثمرين في جميع مناحي الحياة فحجم الاستثمار كبير ولكن لا يكفي، ونحن نعتقد صراحة أن هناك فجوة في السوق، يمكن أن يملؤها التمويل الجماعي، ونحن نوفر منصة استثمارية للأفراد من ذوي حسابات ادخارية تبدأ من عشرين ألف درهم.

الاستثمار العقاري

وأفاد أسبيته أن القطاع العقاري في دبي والإمارات أصبح يميل إلى الاستقرار والهدوء منذ أواخر العام الماضي وكان القطاع في حاجة إلى هذا الاستقرار بعد فترة النمو السريع بعد الإعلان عن اكسبو دبي عام 2020.

وعلاوة على ذلك فقد شهد السوق استثمارات متوازنة. وبلغ حجم التعاملات العقارية 37.5 مليار درهم هذا العام. ونحن نتوقع لهذا العدد أن يزداد باستمرار، وخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة.

القروض المالية

وقال ماهر عثمان الشريك المؤسس للشركة إن التمويل الجماعي يخفض من حاجة التوجه الى القروض المالية ويوفر على صغار المستثمرين تكاليف الاقتراض من البنوك. وأشار عثمان إلى أن الإمارات هي الحاضن الأكبر في المنطقة والسوق الأسرع نمواً لهذا النوع من التمويل بفضل زيادة انتشار الوعي بهذا النوع من التمويل في أوساط المستثمرين وتوفر عوامل نجاح المشاريع فيها.

مردود الاستثمار

يختلف العائد السنوي على الاستثمار العقاري في دبي يختلف حسب نوع العقار. فعلى سبيل المثال الفنادق، لها عوائد سنوية تختلف عن العقارات السكنية أو التجارية. حيث يمكن القول إن معدل العائد على العقار السكني يتراوح ما بين 5 ـ 8 ٪ والعقار التجاري ما بين 7 ـ 10 ٪.

والصفقات التي لها عائد أكبر تكون أكثر صعوبة في العودة أو الاستحواذ، وتتطلب في بعض الأحيان إعادة التفكير في استراتيجية الشراء. وبالمقارنة مع المنطقة، تعتبر هذه النسب أعلى من المعدل المتوسط. وهناك جانب هام آخر وهو الزيادة السنوية في قيمة العقار.

منصة «بيهايف»

قال كريغ مور إنه يمكن للمستثمرين من خلال منصة «بيهايف» استثمار مبالغ تبدأ من 100 درهم في كل شركة مدرجة على المنصة، حيث يستردون استثمارهم على شكل دفعات شهرية بنسبة فائدة تتراوح بين 8 و20% سنوياً.

وتتولى «بيهايف» إجراءات العناية الواجبة اللازمة على كل شركة مدرجة لديها على المنصة للتأكد من تلبيتها للمعايير المطلوبة، وتقوم بترتيب اتفاقية الإقراض بين الشركة والمستثمرين مع احتساب نسبة رسوم قليلة من قيمة القرض. وأضاف: «يمكن للمستثمرين أيضاً بيع وشراء حصصهم من التمويل لمستثمرين آخرين».

تنافسية

«رواج إنترناشيونال»: دبي الحاضنة الأمثل عالمياً للمشاريع الصغيرة والمتوسطة

قالت لالي أنسينج، المؤسس والعضو المنتدب لشركة «رواج إنترناشيونال» للاستشارات وتطوير الأعمال: إن دبي هي الحاضن الأمثل عالمياً لإطلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم، لافتة إلى الحاجة لزيادة حجم ائتمان الشركات الصغيرة والمتوسطة في البنوك بما يتماشى مع نمو الناتج المحلي الإجمالي على الأقل لأنها تسهم في خلق معظم فرص العمل الجديدة في الاقتصاد وتشكل مكوناً أساسياً في جهود التنويع الاقتصادي في المنطقة.

وأفادت المستثمرة العالمية أن وجودها في دبي مكنّها من إطلاق شركتها التي أسستها قبل 14 عاماً في مدينة دبي للإعلام نحو العالمية. وأضافت: «لقد عملت في أسواق عالمية عديدة ولكن التسهيلات التي قدمتها لي دبي لم أجدها في أي مكان آخر في العالم.

كما أن إطلاق مدينة دبي للإعلام في عام 2001، هو ما شجعني على البدء بعملي الخاص، حيث وضعني هذا العرض والتحدي الاستثنائيان في دائرة الضوء لتأسيس «رواج»، التي تطورت إلى المستوى الإقليمي، وفي السنوات اللاحقة ومن خلال اتفاقية الشراكة مع «سيرغات» قمنا بتوسيع حدودنا إلى أوروبا وآسيا لتقديم الجودة العالية ذاتها من الخدمات منذ تاريخ تأسيس شركتنا».

ونصحت أنسينج الشركات الصغيرة والمتوسطة بعمل دراسة معمقة للمشروع لرفع نسبة نجاحه من جهة وحظوظه في الحصول على تمويل من جهة أخرى. وأضافت: «يتمثل الغرض الرئيسي من سعي الشركات للحصول على التمويل في تلبية حاجتها لرأس المال العامل.

ويتوجب على الشركات الصغيرة والمتوسطة إدراك العقبات التي قد تؤثر في قدرتها على الحصول على التمويل، والتي تتأثر بشكل رئيسي بنوعية المعايير التي تطبقها في مجال المحاسبة وإعداد التقارير المالية والتدقيق.

وينبغي على الشركات الصغيرة والمتوسطة أن تركز بشكل أكبر على توفير كافة المؤهلات المطلوبة، وتقارير تدقيق الحسابات، ووضع الميزانيات والتخطيط لكي تقنع المقرضين بجدارتها الائتمانية».

Email