«إعصار الهبوط» يعصف بالمؤشرات الخليجية

41.89 ملياراً خسائر القيمة السوقية للأسهم المحلية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتاح "إعصار الهبوط" مؤشرات أسواق المال الخليجية مجتمعة أمس وفي مقدمتها السعودية والإماراتية وغاب البحريني في عطلة العيد الوطني للمملكة حيث تكبدت الأسهم اللمحلية 41.89 مليار درهم.

وهبط مؤشر الأسهم السعودية ومؤشر دبي بنسبة 7.27 % لكل منهما وتبعه تراجع مؤشر سوق أبوظبي 6.90 %. كما هبط مؤشر سوق قطر بنسبة 3.51 % وتلاه مؤشر سوق مسقط بتراجع 2.92 % وتذيل مؤشر الكويت السعري بتراجع 2.08 %.

وقد جاء هذا الهبوط على خلفية انخفاض أسعار النفط دون 60 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ يوليو 2009. فيما أدى استمرار عزوف المستثمرين والمحافظ المحلية عن الشراء و«فوبيا» الخسائر المتلاحقة بأسواق المال العالمية التي أعادت للأذهان أجواء اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى تعرض أسواق الأسهم المحلية لموجة هبوط عنيفة أخرى فاقت حدتها كافة التوقعات وفقدت الأسواق أمس 41.89 مليار درهم من قيمتها السوقية متراجعة إلى 617.28 مليار درهم فيما دعا معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة هيئة الأوراق المالية والسلع المستثمرين إلى اتخاذ قراراتهم استناداً إلى التحليل السليم للوضع الاقتصادي العام للدولة وأساسيات السوق وأداء الشركات المدرجة واحتمالات نموها.

وقال معاليه في بيان صحفي أصدرته الهيئة بعد ظهر أمس إن أرباح الشركات الوطنية المدرجة ارتفعت إلى ما يناهز 48 مليار درهم بنسبة نمو تربو على 28 % خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري.

وأهاب معالي سلطان المنصوري بالمستثمرين أن يتخذوا قراراتهم الاستثمارية اعتماداً على العقل والبعد عن الهلع والانفعال وعدم التسرع أو الانسياق وراء الآخرين والتحكم في رد الفعل تجاه مؤشر السوق مؤكداً معاليه أن التراجعات الحالية في الأسواق المالية أتاحت فرصا استثمارية عديدة جاذبة ومغرية ويمكن بسهولة ملاحظة انخفاض مؤشر مضاعف أو مكررات ربحية الأسهم بالأخذ في الاعتبار التوزيعات السنوية المجزية لأرباح الشركات.

اقتصاد صلب متنوع

وقال إن مؤشرات الأسواق المالية قد تشهد تراجعات وانخفاضات لكنها تعاود الارتفاع بعد فترة مشيراً إلى أن المستثمرين باتوا أكثر خبرة ودراية بالتعامل مع هذه التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية من حين لآخر.

وأضاف إن دورات الصعود والهبوط هي من طبيعة الأسواق المالية مشيراً إلى أن دورة الانخفاض الحالية في أسعار الأسهم ليست قاصرة على الأسواق المحلية ولكنها شملت مختلف الأسواق الإقليمية وعدداً من الأسواق العالمية.

حصة النفط صغيرة

وقال إن حصة قطاع النفط في الشركات المدرجة بالأسواق المالية بالدولة تعتبر صغيرة مقارنة بالقطاعات الأخرى كالبنوك والعقار مشيراً إلى أن انخفاض أسعار النفط قد تكون له انعكاسات إيجابية على بعض القطاعات مثل الصناعات التي تستخدم النفط بكثافة في الإنتاج وخدمات النقل وخطوط الطيران والشحن والمناولة والإمدادات اللوجستية.

ونوه معاليه بقوة مكونات الاقتصاد الوطني الكلية والجزئية مؤكداً أن دولة الإمارات تحظى باقتصاد متنوع يتسم بالقوة والصلابة أثبت منعته وحصانته في التعامل مع مختلف التحديات مشيراً إلى أن معدل النمو الاقتصادي المتوقع خلال عام 2014 في حدود 4.5 % وأن مساهمة النفط في إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للإمارات لا تتخطى 30 % وأن الزيادة في نسبة النمو خلال الأعوام الماضية تأتي من نمو القطاعات غير النفطية بصورة أساسية وهو ما يعني المزيد من التنوع الاقتصادي تحقيقاً للرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) لإيجاد اقتصاد أكثر تنوعاً وأقل اعتماداً على النفط.

موجة هبوط

وشهدت الأسواق انخفاضاً كبيراً منذ اللحظات الأولى للتداول متأثرة بموجة الهبوط الحادة الجديدة التي ضربت كافة الأسواق الإقليمية ومعظم الأسواق العالمية منذ أول من أمس وتأرجحت نسبة التراجع محلياً ارتفاعاً وانخفاضاً حتى أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي بنهاية جلسة تداول أمس بأكبر نسبة تراجع يومية منذ سنوات بلغت نسبتها – 6.42 % ليغلق على مستوى 3881.58 نقطة فيما استمرت التداولات عند مستوياتها المتوسطة مسجلة 1.75 مليار درهم قيمة 880 مليون سهم تم تداولها من خلال 10.17 آلاف صفقة مقابل 1.63 مليار درهم تداولات يوم أول من أمس قيمة 0.37 مليار درهم من خلال 13.04 ألف صفقة.

وانخفضت أسعار أسهم 56 شركة من إجمالي أسهم 66 شركة تم تداولها أمس من أصل 125 شركة مدرجة في الأسواق المالية حيث شكلت نسبة أسهم الشركات المنخفضة 85% من أسهم الشركات التي تم تداولها أمس في حين حققت أسعار أسهم 6 شركات فقط ارتفاعا ولم يحدث تغيير على أسعار أسهم باقي الشركات.

وافتتح مؤشر سوق دبي المالي جلسة تداول أمس على تراجع كبير بلغ متوسطه في الساعة الأولى للتداول بحدود 7 % ارتفع في الساعة الثانية للتداول إلى 7.7 % تقريبا واشتدت حدته تدريجيا إلى أن تجاوز 8 % في الساعة الأخيرة من الجلسة لكنه قلص خسائره في اللحظات الأخيرة وأغلق منخفضاً بنسبة 7.27% ليهبط إلى 3083.69 نقطة فاقداً 241.8 نقطة جديدة.

كما بدأ مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية جلسة تداول أمس على تراجع بلغ متوسطه في الساعة الأولى للتداول بحدود 3.5 % ارتفع في الساعة الثانية للتداول إلى 4 % تقريباً واشتدت حدته تدريجياً إلى أن تجاوز 7 % في الساعة الأخيرة من الجلسة وقلص خسائره في اللحظات الأخيرة وأغلق منخفضا بنسبة 6.9 % ليهبط إلى 3892.08 نقطة فاقدا 288.68 نقطة جديدة.

وأرجع محللون ماليون السبب الأساسي للتدهور بسوق الأسهم المحلية إلى عزوف المحافظ والمستثمرين المحليين عن الشراء رغم انخفاض الأسعار بسبب هاجس تأثر الأسواق المحلية بالأسواق العالمية والإقليمية، لذلك امتنعت معظم هذه المحافظ أمس أيضا عن الدخول في السوق بشكل مكثف بل إن بعضها قام بتسييل للأوراق التي تم شراؤها يوم الأحد الماضي كنوع من جني أرباح مؤقتة.

وأوضحوا أنه من العوامل الأخرى التي أدت إلى التراجع في الأسواق المحلية الضغوط على الأسواق بسبب قرب نهاية تداولات 2014 لذلك فإن هناك مساعي لتغطية مراكز «الشراء على المكشوف» و « التداول بالهامش» نهاية تداولات الشهر الجاري.

وأضافوا إن هناك تخوفاً من تحقيق مزيد من الهبوط والخسائر بالأسواق العالمية مما يجعل كبار المستثمرين وصغارهم مترددين في الشراء في هذا التوقيت بالذات مشيرين إلى أن الآثار السلبية لسحب السيولة من الأسواق خلال فترات صعود السوق في الشهور الماضية لازالت مستمرة وتؤثر على السوق حتى الآن.

إعمار الأكثر تداولاً

وواصل سهم «شركة إعمار العقارية» تصدره في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً حيث تم تداول ما قيمته 383.03 مليون درهم موزعة على 61.46 مليون سهم من خلال 1648 صفقة وجاء سهم «شركة أرابتك القابضة» في المركز الثاني من حيث الشركات الأكثر نشاطاً حيث تم تداول ما قيمته 234.38 مليون درهم موزعة على 87.21 مليون سهم من خلال 1585 صفقة.

وحقق سهم «مصرف عجمان» أكثر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل سعر السهم على مستوى 2.44 درهم مرتفعا بنسبة 14.55% من خلال تداول 188.57 ألف سهم بقيمة 0.43 مليون درهم وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم «شركة أبو ظبي لمواد البناء (بلدكو)» ليغلق على مستوى0.77 درهم مرتفعاً بنسبة 4.05% من خلال تداول 84.6 ألف سهم بقيمة 62.68 ألف درهم فيما سجل سهم «بنك أبوظبي التجاري » أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 5.49 دراهم مسجلاً خسارة بنسبة-10.00 % من خلال تداول 8.09 ملايين سهم بقيمة 45.09 مليون درهم تلاه سهم «مصرف أبوظبي الإسلامي» الذي انخفض بنسبة 10.00 % ليغلق على مستوى 4.77 دراهم من خلال تداول 4.36 ملايين سهم بقيمة 21.4 مليون درهم.

انخفاض العام

وبهذا التراجع الجديد تكون نسبة الانخفاض في مؤشر سوق الإمارات المالي منذ بداية العام 10.0 % ويتصدر مؤشر قطاع «الخدمات » المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى محققاً نسبة انخفاض عن نهاية العام الماضي بلغت 2.4% تلاه مؤشر قطاع «البنوك» محققا نسبة انخفاض بلغت 2.6 % ومؤشر قطاع «التأمين» ومحققاً نسبة انخفاض بلغت 4.8 % ثم قطاع «العقار» محققاً نسبة انخفاض بلغت 6.7 %.

وشهد مؤشر سوق دبي المالي جلسة تداول أمس سادها تراجع حاد لم يشهده المؤشر منذ سنوات حيث أغلقت معظم الأسهم المتداولة على الحد الأقصى المسموح به للانخفاض « لميت داون» فانخفض سهم «إعمار» إلى 6.12 دراهم بنسبة انخفاض بلغت 10 % كما انخفض سهم « أرابتك » وأغلق على 2.66 درهم بنسبة تراجع بلغت 9.83 % وانخفض سهم « بنك دبي الإسلامي » إلى 5.05 دراهم بنسبة تراجع بلغت 9.82 % فيما ارتفع سهم « طيران العربية بنسبة 0.72 % إلى 1.39 درهم وانخفض سهم « دبي للاستثمار» إلى 1.74 درهم بنسبة انخفاض بلغت 9.84 % كما انخفض سهم « إعمار مولز» إلى 2.46 درهم بنسبة تراجع بلغت 3.53 %.

وبلغ عدد الأسهم التي ارتفعت قيمتها في سوق دبي أمس 3 شركات فقط مقابل انخفاض أسهم 29 شركة.

تداولات دبي

وبلغت القيمة الإجمالية للتداول بسوق دبي المالي أمس 1.3 مليار درهم قيمة 658.23 مليون سهم من خلال 9.6 آلاف صفقة مستحوذاً على ما نسبته حوالي 76.2 % تقريباً من إجمالي قيمة التداول بالأسواق المحلية مقابل 1.2 مليار درهم في الجلسة السابقة قيمة 578.5 مليون سهم من خلال 10.49 آلاف صفقة مستحوذاً على ما نسبته حوالي 75.2 % تقريباً من إجمالي قيمة التداول بالأسواق المحلية.

كما شهد سوق أبوظبي أمس تراجعات حادة في معظم الأسهم القيادية حيث بلغ عدد الأسهم التي ارتفعت قيمتها في السوق أمس 3 شركات فقط مقابل انخفاض 28 شركة وثبات 3 شركات وبلغ إجمالي كمية الأسهم التي تم تداولها أمس بالسوق 222.67 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 483.81 مليون درهم وبعدد صفقات بلغ 3448 صفقة.

تعاملات الأجانب في دبي

بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم في سوق دبي المالي أمس نحو 680.38 مليون درهم بما نسبته 53.7% من إجمالي قيمة المشتريات في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 757.17 مليون درهم بما نسبته 59.77% من إجمالي قيمة المبيعات ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 76.79 مليون درهم كمحصلة بيع.

ووفقا للتقرير اليومي لسوق دبي المالي فقد بلغت قيمة مشتريات الأجانب غير العرب من الأسهم بسوق دبي المالي أمس نحو 274.64 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 220.26 مليون درهم كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب غير الخليجيين أمس نحو 237.16 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 300.27 مليون درهم أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 168.58 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 236.65 مليون درهم خلال نفس الفترة. أبوظبي – البيان

أكبر هبوط يومي للمؤشر السعودي في 6 سنوات

 

هوى المؤشر السعودي بأكبر نسبة نزول يومي في ست سنوات وأنهى تعاملات أمس عند أدنى مستوى في 19 شهراً بفعل تخوف المتعاملين من تأثر الاقتصاد بهبوط أسعار النفط.

ونزل سعر خام برنت عن 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ يوليو 2009 في حين تباطأ نشاط المصانع الصينية وتهاوت عملات الأسواق الناشئة مما أثر سلباً على توقعات الطلب.

وهوى المؤشر السعودي 7.27% إلى 7330.3 نقطة وهو أدنى مستوياته منذ أواخر مايو 2013 وسط تداولات قيمتها 7.3 مليارات ريال.

وطالت موجة النزول 160 سهماً بين 163 سهماً جرى التداول عليها وسجل أكثر من 90 سهماً هبوطاً بالنسبة القصوى البالغة عشرة% فيما صعدت ثلاثة أسهم فقط أبرزها سهم المملكة القابضة بمكاسب 0.3%. وقال مازن السديري رئيس الأبحاث لدى الاستثمار كابيتال «السعوديون متخوفون بشأن أمرين أولهما تأثر البتروكيماويات بنزول أسعار النفط، وثانيهما تضرر الاقتصاد وخفض الإنفاق الحكومي وهو أمر غير وارد».

وأضاف «السعودية تركز على التنمية من أجل النمو والاستقرار وزيادة الإنفاق أمر أساسي لخلق فرص عمل. المستثمر الأكبر في الاقتصاد هو الدولة. في 2009 مولت الحكومة عجز الموازنة من الاحتياطي النقدي فلا داعي للمخاوف المبالغ بها».

وقال السديري «بمجرد الإعلان عن الميزانية ستتضح الصورة، كما أن أي تصريح حكومي سيساهم في زيادة الوضوح».

وسجل سهما الراجحي وسابك أكبر الخسائر على المؤشر وهبطا 6.6%. كما نزلت أسهم صافولا والإنماء وتصنيع وسامبا والاتصالات وجرير وسافكو والسعودي الفرنسي وموبايلي بين 4.8 و9.9%.

Email