فاق عددهم في البورصات المحلية المليون ودعوات إلى الارتقاء بوعيهم

المستثمرون الصغار أكثر عرضة للخسائرفي الأسواق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وصل عدد صغار المستثمرين في أسواق المال المحلية إلى أكثر من مليون مستثمر يشكلون نحو 60 % من إجمالي عدد المستثمرين المسجلين في سوقي أبوظبي ودبي الماليين البالغ 1.7 مليون في نهاية سبتمبر الماضي، الأمر الذي يعكس استمرار سيطرة الاستثمار الفردي على التعاملات رغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في تعزيز الاستثمار المؤسسي بهدف المحافظة على عمق الأسواق .

وفي ظل عدم وجود الوعي الكافي لدى الغالبية العظمى من صغار المستثمرين واعتمادهم على سياسية القطيع في ادارة استثماراتهم فقد تكبدوا النسبة الاكبر من الخسائر التي سجلتها الاسواق في موجة التقلبات الحادة خلال الاسبوع الثاني من شهر اكتوبر الجاري والتي تجاوزت قيمتها 64 مليار درهم.

مخاطر المضاربة

ودعا الخبراء صغار المستثمرين الى ضرورة الارتقاء بمستوى وعيهم في عملية المتاجرة بالأسهم والاعتماد على الاستثمار لجني اكبر قدر من المكاسب والابتعاد على المضاربة التي تحمل في طياتها نسباً عالية من المخاطر مشيرين في الوقت ذاته الى عدم الاصغاء للشائعات التي عادة ما يلجأ لترويجيها بعض الاشخاص لخدمة مصالحهم.

وقالوا ان هيئة الاوراق المالية والسلع والاسواق تبذل جهوداً كبيرة في مجال رفع مستوى الوعي لدى المتداولين وفي مقدمتهم صغار المستثمرين لكن الامر يتطلب في النهاية اعتماد هذه الشريحة من المستثمرين على نفسها في زيادة قدرتها على معرفة اليات اتخاذ القرار الاستثماري الصائب او اللجوء الى الاستثمار من خلال صناديق ومحافظ استثمارية مرخصة في حال عدم قدرة الفرد على ادارة استثماراته بحرفية.

التسهيلات المالية

وطالب الخبراء صغار المستثمرين عدم اللجوء الى التسهيلات المالية التي تقدمها بعض شركات الوساطة او ما يعرف بالتداول بالهامش وذلك نظرا لنسبة المخاطر العالية التي يمكن أن تلحق بهم في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسيطر على التعاملات في كثير من الاحيان خاصة مع اعتماد الجزء الاكبر من المتداولين على المضاربة وجني الارباح السريعة.

وأكدوا أن النشاط الكبير الذي شهدته الاسواق منذ بداية العام الجاري ترافق مع زيادة معدل هامش تذبذب اسعار الأسهم بنسبة تصل الى 70 % مما يساهم في رفع نسبة المخاطرة على صغار المستثمرين ويستوجب بالتالي الحذر تجنبا لتكيد الخسائر قدر الامكان.

التعامل بحرفية

ويرى جمال عجاج مدير مركز الشرهان للاسهم والسندات أن صغار المستثمرين يعتبرون الشريحة الاكبر في الاسواق المالية لكن غالبيتهم لا يتمتعون بالكفاءة اللازمة التي تمكنهم من العمل بحرفية لذا فإن الاسلوب الامثل للمحافظة على مدخراتهم رفع مستوى الوعي لديهم وطلب الاستشارة من المؤسسات المالية عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.

وأكد مدير مركز الشرهان للاسهم والسندات أن اعتماد صغار المستثمرين لمبدأ الاستثمار على المدى المتوسط او الطويل والابتعاد على المضاربة هو السبيل ايضاً لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب وبعكس ذلك فانهم الاكثر عرضة للخسائر في كل مرة تتراجع فيها الاسواق، مشيراً الى وجوب توخيهم الحذر وعدم الاستماع الى الشائعات التي تنتشر عادة في الاسواق من قبل فئات تسعى لتحقيق مصالحها.

التسهيلات المالية

وقال جمال عجاج إن على صغار المستثمرين الاعتماد على سيولتهم الخاصة بالدرجة الاولى عند دخولهم للأسواق وعدم اللجوء الى الاقتراض من البنوك نظراً لارتفاع نسبة المخاطر في حال المتاجرة بالأسهم من خلال التسهيلات المالية معرباً عن تقديره للجهود التي تبذلها هيئة الاوراق المالية والسلع والاسواق في مجال رفع الوعي لدى صغار المستثمرين طيلة السنوات الماضية.

دور حيوي

من جانبه قال عطا المفارجة مدير شركة أوراق الاسلامية: اعتقد ان المستثمرين الافراد ما زالوا يشكلون النسبة الاكبر من حيث نوعية المتداولين في الاسواق ولا شك ان لهم دوراً فعالاً ومهماً في حركة التداول في أسواقنا المحلية وهم الوقود الاول للتعاملات اذا ما تم ادارة استثماراتهم بحرفية وكانوا على دراية بإدارة حساباتهم انطلاقاً من قاعدة ان الاستثمار بشكل رئيس يجب ان يكون من فائض مدخراتهم وفي شركات مدروسة مسبقاً لها اساسيات قوية وتاريخية من حيث هامش الربحية والعوائد السنوية ونشاطها متميز ونمو متواصل في ارقام البيانات المالية الامر الذي يجنبهم الوقوع في المخاطر الناجمة عن اتباع الشائعات التي تصدر والتي تخدم أغراضا خاصة لمن يبثها بين المستثمرين

وأوضح عطا المفارجة أن على صغار المستثمرين التأكد من اي اخبار يتم نشرها بحيث تكون صادرة عبر وسائل الاتصال الرسمية سواء كانت من هيئة الاوراق المالية او الاسواق المحلية او من الشركة نفسه.

البيع العشوائي

وأضاف مدير شركة اوراق الاسلامية أن ما حدث في أسواقنا في الأيام الأخيرة هو تجاهل حقيقي غير مسؤول لخصوصية أسواقنا والتي هي محط انظار كبرى صناديق وشركات الاستثمار في العالم واللحاق بأخبار الاسواق الخارجية والتي بالتأكيد لسنا بمنأى عنها.

ولكن التأثير المبالغ فيه يبث الذعر والخوف بين صغار المستثمرين والذي يدفعهم للبيع بشكل عشوائي وبالتالي هبوط الاسواق بشكل حاد وصلت عند البعض الى 50 % وهذا غير مبرر بأي شكل من الاشكال علما بان معظم الشركات المدرجة في اسواقنا بـكافة القطاعات تحق نمواً متواصلاً في الارباح يعود على المستثمرين بعوائد عالية سواء من التوزيعات السنوية او من الارباح الرأسمالية من ارتفاع اسعار أسهمها.

Email