هيئة الأوراق المالية تناقش مخاطر الشركات الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت هيئة الأوراق المالية والسلع حلقة نقاشية شارك فيها خبراء من قطاع الأوراق المالية، واستهدفت التعريف ببعض المخاطر التي قد يتعرض لها المستثمرون والتحديات المرتبطة بالاستثمار والاكتتاب فى رؤوس أموال الشركات حديثة التأسيس. ونوه المشاركون في الحلقة التي عقدت في دبي إلى أنه على الرغم من وجود مخاطر محتملة للاستثمار فى الأسواق المالية بصفة عامة، إلا أن الاستثمار في الشركات حديثة التأسيس ينطوي على مخاطر إضافية.

أبرز المشكلات

ولخص المشاركون أبرز المشكلات في عدم وجود أي سابقة أعمال أو سجل للإنجازات لدى الشركات حديثة التأسيس، يمكن من خلالها البرهنة على قدرة المؤسسين أو المديرين على تحقيق العوائد المرجوة من الأنشطة التي ستقوم بها الشركة، وذلك بعكس الشركات القائمة والتي تطرح نسبة محددة من أسهمها للاكتتاب العام للجمهور، والتي تتمتع بسجل أعمال وإنجازات، وأثبتت قدرتها على تحقيق الأرباح، الأمر الذي يمكن المستثمر من اتخاذ قراراته الاستثمارية في ظل نتائج ملموسة.

الأسس الافتراضية

وبالرغم من إعداد دراسات جدوى اقتصادية للأنشطة التي ستمارسها الشركات حديثة التأسيس من قبل جهات استشارية متخصصة، فإن تلك الدراسات تتضمن تنويهاً بأن دراسة الجدوى تم إعدادها بناء على أسس افتراضية، ولا توجد أي ضمانات لتحقيق النتائج أو العوائد الواردة بالدراسة أو حتى ضماناً لرأس المال المستثمر، بعبارة أخرى فإن الجهات الاستشارية تخلي مسؤوليتها من ضمان تحقيق أي نتائج واردة بالدراسة، بل إن هذه الدراسات تستند في أجزاء كثيرة منها على افتراضات ومعلومات يتم توفيرها من خلال المؤسسين وتعكس رؤيتهم وتوقعاتهم الخاصة حول مستقبل الشركة.

بيئة تنافسية

وأوضح الخبراء أن الأسواق تنطوي على بيئة تنافسية ذات مستوى مرتفع في أغلب الأنشطة الاقتصادية، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً للشركات حديثة التأسيس لكي تتمكن من التواجد وممارسة أنشتطها وتكوين قاعدة عملاء وحجم أعمال مستقر.. في ظل عدم توافر ممارسات عملية وسجل أعمال سابق يدعم تواجدها بالأسواق المستهدفة.

 ونبه المشاركون في الحلقة النقاشية إلى أن الشركات حديثة التأسيس تتطلب فترات زمنية قد تمتد لسنوات من تاريخ تأسيسها حتى تتمكن من تثبيت أعمالها بالأسواق وتحقيق عوائد وأرباح للمستثمرين، بعكس الشركات القائمة والتي يوجد لديها أعمال سابقة وسجل إنجازات ونتائج مالية وتشغيلية سابقة تمكن المستثمرين من اتخاذ قراراتهم الاستثمارية وفق أسس سليمة.

وبالإضافة إلى ذلك فإنه يتعين على المستثمرين الانتباه الى مدى تركز حصص المؤسسين مع أفراد أو جهات لها سابقة خبرات وإنجازات في ذات مجال أنشطة الشركة؛ حيث تزداد المخاطر المحتملة عند وجود عدد كبير من المؤسسين من مجالات مختلفة، وتوزع نسب الملكية بينهم بما يؤدي الى عدم وجود راع رئيسي للشركة يمتلك حصة مؤثرة في رأس مال الشركة ويحرص على نجاح أعمالها وتحقيق العوائد المرجوة منها.

خطة العمل

واتفق المشاركون على أنه يجب على المستثمرين التنبه الى الأنشطة التي تنوي الشركة القيام بها وقراءة ملخص خطة عمل الشركة، والتعرف على المشروعات الاستثمارية التي تنوي الشركة إقامتها أو الخدمات التي تنوي تقديمها، ونوهوا في هذا السياق إلى أن بعض الشركات حديثة التأسيس يتم تأسيسها بغرض الاستثمار في الأوراق المالية، أو بغرض المشاركة في رؤوس أموال الشركات، أو القيام بالاستحواذ على أصول أو مشروعات أو شركات قائمة، ولفتوا إلى أن تلك الانشطة الاستثمارية تتضمن مخاطر كبيرة لارتباطها بعمليات إعادة تقييم لتلك الاصول أو المشروعات والشركات القائمة دون مراجعات كافية من جهات مستقلة وحيادية في بعض الأحيان.

توصيات عديدة

خلصت الحلقة النقاشية إلى عدة توصيات من بينها أهمية التنويه إلى أن موافقة الهيئة كجهة تنظيمية على طرح الشركات حديثة التأسيس للجمهور لا يعني أن الهيئة أو الجهة التنظيمية تضمن، أو تؤكد دقة أو صحة، المعلومات أو الافتراضات التي بنيت عليها دراسة الجدوى، أو أن الهيئة تضمن النتائج المرتبطة بخطة عمل الشركة، وشدد الخبراء المشاركون في الندوة على أنه لا يجب أبداً تفسير موافقة الهيئة على أنها نصيحة استثمارية، أو توصية تزكية للاستثمار في الشركات المطروحة.

Email