تحسن الثقة في قدرة الإمارة على سداد ديونها

مخاطر الائتمان في دبي تنخفض 20 % الشهر الجاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر تحليل "للبيان الاقتصادي" انخفاض أسعار مبادلة الائتمان (CDS) في دبي خلال أبريل الجاري بنسبة 20% عن نفس الفترة من العام الماضي لتسجل مستوى قياسي وصل إلى 169 نقطة أساس في مؤشر على تحسن الجدارة الائتمانية السيادية وانخفاض مستوى المخاطر الاستثمارية في الإمارة بشكل ملحوظ وتحسن الثقة في قدرة دبي على سداد أو إعادة جدولة ديونها بنجاح. كما انخفضت تلك الأسعار في إمارة أبوظبي بنسبة 23% خلال نفس الفترة لتسجل 51 نقطة أساس مقتربة بذلك من الرقم المسجل في بعض أقوى الدول اقتصادياً في العالم مثل فرنسا واليابان وكوريا الجنوبية.

وقال جمال صالح نائب المدير العام ورئيس مجموعة إدارة المخاطر في بنك دبي التجاري إن انخفاض أسعار مبادلة مخاطر الائتمان يشير بوضوح إلى تحسن ثقة المستثمرين العالميين بالنسبة للائتمان في دبي وأن اقتصاد الإمارة يقف على "أرض صلبة"، مع توقع استمرار ذلك خلال 2014. وأضاف في تعليق خاص للبيان الاقتصادي:

"انخفاض مؤشر أسعار مبادلة الائتمان - الذي يدل على نسبة التغطية التي يتطلبها المستثمر في حال تعثر استثماره في دولة معينة - يشير بوضوح على إجماع الأسواق الدولية على قوة الجدارة الائتمانية لدبي وانخفاض مخاطر الاستثمار في الإمارة..

بالإضافة إلى تحسن سيولة البنوك، وذلك بفضل عدة عوامل أبرزها إعلان بعض الوحدات الحكومية مثل "دبي العالمية" عن قدرتها سداد ديونها عند موعد استحقاقها العام المقبل وديونا أخرى حتى قبل موعدها المحدد، وهو ما انعكس بشكل إيجابي لدى مؤسسات الاستثمار العالمية، وبالتالي على أسواق الدولة، علاوة على فوز دبي باستضافة إكسبو 2020 والإعلان عن العديد من المشاريع العقارية المرتبطة بالحدث وعودة النشاط الاقتصادي القوي في أسواق المال والعديد من القطاعات الأساسية في الإمارة".

إعادة الجدولة

ولفت صالح إلى أن انخفاض مؤشر أسعار مبادلة الائتمان يدعم إلى حد كبير فرص دبي في إعادة جدولة التزاماتها بنجاح كما أعلنت وبأسعار تنافسية. وأضاف: "تدل تلك البيانات على عودة ثقة المستثمر بالقطاع هنا لدينا وباقتصادنا ككلّ وكل ذلك يساعد البنوك المحلية على خفض تكاليف الإقراض والتمويل ويعزز من قوتها المالية".

وقال صالح ان مناخ الاستقرار والأمان المعيشي والوظيفي والمجتمعي الذي تتمتع به الإمارات، والذي يميزها عن كافة باقي دول المنطقة والشرق الأوسط، بالإضافة إلى نتائج الشركات الجيدة لدينا خصوصاً في قطاعات السياحة والتجارة ، ساهم وبشكل كبير في تحسن أسعار مبادلة مخاطر الائتمان الخاص بدبي وأبوظبي".

مرونة ضد الصدمات

وقال فاروق سوسة كبير الاقتصاديين في مجموعة سيتي المصرفية في الشرق الأوسط التي حددت الإمارات كأحد "أسواق الاستثمار بهدف النمو" خلال العام الحالي: إن اقتصاد دبي اليوم هو أكثر مرونة في مواجهة الصدمات لثلاثة أسباب رئيسية وأضاف: "أولاً النظام المصرفي في البلاد هو أكثر متانة وسيولة بالمقارنة مع 2008 كما أن السيولة المصرفية هي أقل عرضة للصدمات الخارجية ..

ومن المرجح أن تبقى داعمة لأسواق المال المحلية، وثانياً استطاعت دبي أن تحقق تقدماً ملحوظاً على صعيد تسديد ديونها المستحقة في الوقت المحدد في الوقت الذي انخفضت فيه مخاطر إعادة تمويل ديون وحداتها الحكومية بشكل كبير كما تشير أسعار مبادلة الائتمان الحالية للإمارة، وأخيراً فإن ارتفاع أسعار العقارات في الإمارة لم يؤد لغاية الآن إلى ارتفاع مبالغ به في حركة الإنشاءات".

وأضاف سوسة: "نعتقد أن دبي تشهد دورة اقتصاد صحية وسليمة وانخفاض أسعار مبادلة الائتمان هو مؤشر قوي على ذلك، مع ملاحظة أن تباطؤ الأسواق الناشئة خصوصاً في الصين قد يؤثر على أسعار الأصول في الأسواق المحلية.

Email