صيدليتك في بيتك

«الترمومتر» الشرجي أفضل وسيلة لقياس حرارة الأطفال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدكتورة نادية محمد عبد الله استشاري أمراض النساء والتوليد ضرورة توعية المجتمع بأهمية موازين الحرارة وأنواعها وطرق استخدامها خاصة الموازين الشرجية أفضل وسيلة قياس لحرارة الأطفال.

وقالت إنه غالباً ما يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم من أقوى المؤشرات على الإصابة بالحمى وهي عادة ما تكون ناتجة من إصابة الجسم بمرض ما أو تعرضه لاحد مصادر التلوث، ويكون الارتفاع في درجة الحرارة ناشئا عن استعدادات الجهاز المناعي داخل الجسم لمواجهة المرض الذي أصيب به وهي مزعجة جداً خاصة بالنسبة للأطفال لذلك يتوجب علينا أولاً مواجهة المرض الذي تسبب في الحمى، ثم متابعة التغير في درجة حرارة المريض للتأكد من أنها في المستوى الطبيعي ولتحقيق هذه المتابعة يجب التعرف على موازين الحرارة وأنواعها وطرق استخدامها باعتبارها جنود الاستطلاع الأولى لاكتشاف الأمراض ومعالجته.

وأشارت إلى أن «الترمومتر» الطبي يستخدم في قياس درجة حرارة الجسم وهو مدرج من 35 س إلى 43 س ويتم ذلك بوضع الترمومتر (مستودع الزئبق) تحت لسان المريض أو شرجه أو تحت إبطه لمدة خمس دقائق تقريبا ويراعى ألا يستعمل الترمومتر المستخدم للقياس من الشرج في الحالات الأخرى.كما أن هناك بعض الطرق التي تم اكتشافها حديثاً لقياس درجة حرارة الجسم منها الشريط الحساس المدرج تدريجا ترمومتريا ويوضع على جبهة المريض لمدة 5 دقائق فتظهر علية درجة الحرارة واضحة، ويوجد أيضا الترمومتر الذي يقيس درجة حرارة المريض عن طريق الأُذن وهو يستخدم في الكثير من المستشفيات في الوقت الحالي.

وأوضحت أن الترمومتر يوضع بالفم في حالة المريض التي تسمح حالته بذلك دون كسر الترمومتر، أما درجة حرارة الأطفال حديثي الولادة فتقاس عن طريق الشرج وتكون أعلى بنصف درجة من التي تقاس عن طريق الفم وهي أفضل وأدق طريقة يوصى بها في هذه الحالة، وقليل ما تقاس درجة الحرارة عن طريق الإبط وذلك لعدم دقتها وتكون أقل بنصف درجة عن التي تؤخذ عن طريق الفم ويراعى عند قياس درجة حرارة المريض بالترمومتر الزئبقي أن تغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون وتجفف جيدا ثم يمسك الترمومتر باليد اليمنى بين الإبهام والسبابة ويطهر بالكحول ثم يرج جيدا حتى يسقط كل الزئبق في المستودع أي تصل درجة الحرارة إلى 35 درجة مئوية ثم يوضع تحت لسان المريض مع غلق الفم بإحكام ويترك لمدة تتراوح بين 3-5 دقائق وبعدها ننزع الترمومتر من فم المريض وتسجل درجة حرارته ثم نطهر الترمومتر ونضعه في العلبة الخاصة به.

وأضافت أن درجة الحرارة الطبيعية للجسم هي 37 درجة مئوية إلا أنها أقل في بعض الأشخاص حوالي درجة تقريباً، وتختلف حرارة الجسم في أوقات اليوم المختلفة لتصل إلى نهايتها حوالي الساعة السادسة مساءاً وتصل إلى أقل مستوى لها في الصباح الباكر بين الساعة الخامسة والسادسة صباحاً، ولذلك تقاس درجة حرارة المريض مرتين يومياً الأولى في السادسة صباحاً، والثانية في السادسة مساء إلا إذا أمر الطبيب بقياسها أكثر من ذلك في بعض الحالات المرضية .

وأوضحت أن التطور العلمي واكتشاف أنواع جديدة لقياس درجات الحرارة تستخدم بسهولة ويسر ولكن هذه الطرق تحتاج لمزيد من الأبحاث والدراسات فرغم استخدام هذه الطرق في بعض المستشفيات إلا أن دراسة علمية شككت في دقة قراءة الترمومتر الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء من خلال وضعه على الجبهة.

أساليب قديمة

وذكرت الدراسة أن قراءة هذا النوع من الترمومترات ربما لا تكون دقيقة مثل الأساليب القديمة لقياس الحرارة.وأصبحت هذه الترمومترات المعروفة أيضا باسم الترمومترات الصدغية مستخدمة بكثرة لدى الأطباء والآباء والمدربين الرياضيين على حد سواء بسبب سرعتها وسهولة استخدامها. وتعمل هذه الترمومترات من خلال استخدام أداة فاحصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لقياس الحرارة الصادرة من الأوعية الدموية في جبهة الإنسان، وتستخدم لحساب حرارة الجسم الأساسية.

وأكتشف الباحثون أن قراءات هذه الترمومترات كانت أقل بصفة عامة من حرارة الجسم الفعلية لمتطوعين عندما كانوا معرضين لحرارة. وقاس الباحثون الحرارة الأساسية الفعلية باستخدام قرص يتم ابتلاعه لقياس درجة الحرارة في الأمعاء.

وتم خلال هذه الدراسة دفع 16 بالغا يتمتعون بصحة جيدة إلى ارتداء أزياء خاصة تم بصفة عامة تسخينها لرفع درجة حرارة الجسم الأساسية ثم تم قياس حرارتهم مرارا من خلال الترمومتر الصدغي ومن خلال القرص الذي يتم ابتلاعه وقبل تسخين الأزياء الخاصة كانت القراءات من الترمومتر الصدغي والقرص متساوية بوجه عام، ولكن بعد 30 دقيقة من الحرارة هبطت قراءات الترمومتر الصدغي بشكل فعلي رغم أن درجات الحرارة الأساسية لأجسام المتطوعين كانت مرتفعة.

وأوصت الدراسة بعدم استخدام هذه الترمومترات لأن البيانات لا تدعم دقتها وأن من بين الأمور المثيرة للقلق أن الترمومتر الصدغي المستخدم في المستشفيات أو المنازل قد يفوت حالات كثيرة من ارتفاع درجة الحرارة.وأثارت بعض الدراسات السابقة شكوكا مماثلة بشأن دقة ترمومترات الأذن التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

وأشارت الدراسة إلى افتقاد الثقة في كل من الترمومترات التي تقيس الحرارة من الأذن والجبهة، وأن أفصل وسيلة لقياس درجة الحرارة الأساسية الأسلوب القديم من خلال فتحة الشرج وأن القياسات التي يتم أخذها من تحت اللسان أو الإبط بدائل مناسبة.

من جهة أخرى حذرت الدكتورة بسمة محمد أخصائية طب الأطفال من الإهمال في استشارة الطبيب في أسرع وقت عند ارتفاع درجة حرارة الطفل فقد تكون الحرارة المرتفعة ناجمة عن مرض بسيط وقد يكون ارتفاع الحرارة البسيط ناجماً عن مرض خطير يؤدي إلى تغير ملحوظ في حالة الطفل ووعيه وأكثر الأمراض المسببة لارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال هي: التهابات مجاري التنفس العلوية كالزكام، التهاب البلعوم، التهاب الأذن الوسطى وبشكل أقل التهابات الرئة، المجاري البولية والتهاب السحايا وتعتبر درجة حرارة الطفل مرتفعة إذا تجاوزت حرارته 38 درجة؛ وينصح باستعمال الأدوية لتخفيض الحرارة إذا تجاوزت 38. أو 39 درجة.

مضاعفات مثيرة للقلق

وأشارت إلى أن من أهم مضاعفات ارتفاع درجة الحرارة المثيرة للقلق والتي يجب مراعاتها من جانب الأهل تتضمن الاختلاج الحراري وهو يحدث عادة بسبب ارتفاع مفاجئ لدرجة الحرارة إذ يصاب الطفل بتشنج مفاجئ في جسمه وتصبح عينا الطفل ثابتتين ومتجهتين نحو الأعلى (تغريب العين)، وقد يصاب الطفل بالإضافة للتشنج بحركات رجفانية خشنة في جزء واحد من الجسم أو في كامل الجسم وتترافق الاختلاجات دوماً مع تغير في وعي الطفل وميله للنوم بعد النوبة؛ ويعتبر بسيطاً إذا استمر حتى 15 دقيقة؛ يحدث الاختلاج عند 3-4 % من الأطفال من سن 9 أشهر وحتى 5 سنوات وخاصة ممن لديهم استعداد عائلي أو وراثي. ولم تثبت الدراسات حتى الآن أن إعطاء خافضات الحرارة بشكل مسبق يمكن أن يمنع حدوث الاختلاج.

كما أشارت إلى أن هناك عدة طرق لقياس درجة الحرارة للطفل تشمل القياس عن طريق فتحة الشرج وتعتبر الطريقة الأمثل عند الأطفال ويفضل استخدام ميزان الحرارة الرقمي للقيام بذلك كما تقاس درجة الحرارة عن طريق الفم للأطفال الأكبر من 6 سنوات ويمكن كذلك قياس درجة الحرارة عن طريق الأذن والجبهة أما قياس درجة الحرارة من تحت الإبط فهو غير دقيق.

وحول تقيِّيم خطورة ارتفاع درجة الحرارة عند الطفل أوضحت الدكتورة بسمة أن تحمل الطفل لارتفاع درجة حرارته يختلف من طفل إلى آخر، فهو يتعلق بعمر الطفل والمسبب لارتفاع درجة الحرارة؛ فقد يكون فرط البكاء أو الضعف وفقدان الشهية التعبير الوحيد لارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال في السن المبكرة دون الشهرين وقد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تغيير طفيف في التصرف مع المحافظة على الحيوية، الشهية ولون الجلد وتكون الاستجابة للأدوية المخفضة للحرارة سريعاً مما لا يستدعي القلق أو الإسراع إلى الطبيب. بالمقابل يجب توخي الحذر ومراجعة الطبيب على وجه السرعة خاصةً في حالات شحوب لون الطفل والميل للنوم.

وأكدت أن مسألة تخفيض درجة الحرارة تتعلق بحالة الطفل ويجب أن نتذكر أن الحرارة ليست خطرا على الأطفال في جميع الحالات حيث إن ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 37 درجة يشكل رداً لجهاز المناعة على الفيروسات التي تغزو الجسم من الخارج حيث إن الفيروسات لا تتكاثر بدرجة حرارة أكثر من 37 درجة ولذلك لا ينصح بتخفيض الحرارة دون 38 درجة.

وعن كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من درجة حرارة مرتفعة أوصت بإعطاء الطفل كميات كافية من السوائل لمنع حالات الجفاف وعدم لف الطفل بأغطية كثيرة (أو ملابس كثيرة) ومنع استعمال ضمادات الكحول لتخفيض الحرارة.

حرارة

مسألة تخفيض درجة الحرارة تتعلق بحالة الطفل ويجب أن نتذكر أن الحرارة ليست خطرا على الأطفال في جميع الحالات حيث إن ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 37 درجة يشكل رداً لجهاز المناعة على الفيروسات التي تغزو الجسم من الخارج حيث إن الفيروسات لا تتكاثر بدرجة حرارة أكثر من 37 درجة ولذلك لا ينصح بتخفيض الحرارة دون 38 درجة.

نبض القلب

أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن سرعة النبض وقوته تعتبر دليلا على حالة المريض الجسمية والعقلية ويعتبر النبض مقياسا لسرعة ضربات القلب، وتتوقف سرعة النبض على عدة عوامل منها، سن المريض، جنسه، فعند النساء تتراوح عدد مرات النبض بين 75 و80 ضربة في الدقيقة.

وعند الرجال حوالي 70 ضربة في الدقيقة، أما في الأطفال حديثي الولادة فيتراوح النبض عندهم بين 124 و144 ضربة في الدقيقة وتنخفض في السنة الأولى لتصل إلى 115 ضربة في الدقيقة وفي السنة الثانية إلى 105 ثم يقل بالتدريج إلى أن يصل للمستوى الطبيعي بعد 5 سنوات تقريبا. وبالنسبة للمسنين فيقل معدل النبض عندهم مقارنة بالشباب وكذلك نبض طوال القامة أبطأ من قصارها.

الشارقة ـ جلال مرسي

Email