حياة الإدريسي تروي حكايتها مع الفن والمرض

حياة الإدريسي تروي حكايتها مع الفن والمرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتنقل الفنانة المغربية حياة الإدريسي بين عدد من عواصم الدول العربية من أجل إحياء المهرجانات والحفلات التي ينتظرها عشاق صوتها في كل أنحاء العالم العربي وقد عرف عنها أداؤها البارع لاغاني أم كلثوم.

وبعد مشاركتها في فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الموسيقى العربية بمصر توجهت إلى الكويت وعادت من جديد إلى الإمارات من اجل متابعة بعض المشاريع الفنية.

التقتها «البيان» اثر زيارتها وسجلت معها هذا الحوار الذي حكت فيه عن علاقتها مع المرض ومع الجيل الجديد في الأغنية العربية:

* في الحفل الأخير الذي قدمته على مسرح دار الأوبرا المصرية قبل أشهر قليلة تبرعت بريع الحفل لصالح مرضى أطفال السرطان..

ـ (مقاطعة)..هذا صحيح والحمد لله أنني قمت بهذا العمل الخيري، ولا شك أن الفنان العربي والمغربي على الخصوص حاضر دائما في مثل هذه المواقف ويعبر بشكل صريح عن تضامنه ومؤازرته للقضايا الإنسانية، وباعتقادي عندما يرقى الفن إلى مستوى هذه الأحداث الإنسانية فإنه يقترب أساسا من الناس ومن جوهر الفن.

* هل قمت بهذا التبرع نتيجة لمرورك بظرف صحي صعب قبل عامين؟

ـ ربما مروري بالأزمة الصحية تلك قد زاد من إصراري على مكافحة هذا المرض الذي يواجهه الإنسان، عبر فني وعبر صوتي.

* هل أثر مرضك على مستوى أدائك وعلى مستوى حضورك؟

ـ كثرة المحبين جعلتني أحارب المرض بقوة، وعلى العكس زادني المرض قناعة وتحدياً بأنني يجب أن أقهره ويجب أن ينتصر الإنسان والفنان بداخلي.. وقد دعمت روحي بإيماني ومواظبتي على قراءة القرآن.

* من ساندك في تلك المحنة؟

ـ حظيت باهتمام كبير من جلالة الملك محمد السادس، وساندتني عائلتي وحب الجمهور المغربي، عندما يجد الإنسان بصفة عامة، وخصوصا الفنان، رعاية واهتماما من المحيطين به، ولو بالدعاء، يستطيع التغلب على معاناته وألمه، وأنا الآن بصحة جيدة وأتمنى ألا تتكرر المحنة.

* هل فكرت بالاعتزال أثناء تلك المحنة؟

ـ لا.. كيف أسمح للمرض أن يقضي علي وعلى صوتي؟

* توصفين بأنك واحدة من الفنانات الحريصات على تقديم الأغاني الطربية وإعادة غناء الموشحات وبعض أغاني أم كلثوم، كيف ترين واقع الأغنية العربية الآن، وما هو تقييمك لما يجري؟

ـ الواقع فيه فوضى تحجب الرؤية وتجعل الإنسان غير قادر على ان يعرف ما الذي يجري معه أو مع غيره، وحقيقة ما نراه اليوم لا يمت بصلة للثقافة والفن الراقي لأنه مجرد فبركة، بيع وتجارة بعد أن تحول الفن من سمع إلى مشاهدة، وللأسف يعاني المجتمع العربي من تدني مستوى الفن والغناء الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة فنية واجتماعية إن استمر بهذه الطريقة.

* يقال أن كل المجتمعات في العالم تمر الآن بالمشكلة ذاتها؟

ـ هذا الكلام غير دقيق، أنا على اطلاع بالمجتمعات الأوروبية وهي بعيدة عن ذلك بل تعتبر أن ما يحدث عندنا عيبا.

* لماذا تصرين دائما على تقديم أغنيات أم كلثوم؟

ـ لا أعتقد أنه إصرار بل قد يكون متعة، ولنسأل كم مطرباً في الساحة الفنية قادراً على الغناء لأم كلثوم الآن وكم فناناً يجيد أداء أغانيها..؟ أم كلثوم ليست مفروضة علي، أم كلثوم مدرسة كبيرة تتلمذت عليها كما تتلمذت أصوات كثيرة مهمة، وأحب أن أشير في هذا السياق إلى أنني أديت أغاني خاصة بي ولم تدرج للأسف، ولم تلق اهتماما كبيرا من طرف الجمهور كما لاقته أغاني أم كلثوم التي أديتها، وهكذا بقيت قريبة من ام كلثوم وظل صوتها قريبا مني.

* هل تعتقدين أن الأغنية المغربية مظلومة خارج حدود المغرب؟

ـ الأغنية المغربية مظلومة في الخارج والداخل، وحجة من في الخارج ان اللهجة غير مفهومة، وأعتقد أننا جيل تعذب ويتعذب من أجل إيصال صوته للآخر، فالحظ لم يكن حليفنا على ما يبدو علما أننا مثلنا الأغنية المغربية داخل المغرب وخارجه خير تمثيل.

* كيف تتعاملين مع الأصوات التي تشوه الفن من وجهة نظرك إذا التقيت بأحد أصحابها صدفة؟

ـ لا تتملكني رغبة في الحديث عمن يدخل التشويه والسطحية بقصد إلى العملية الفنية، لأننا بذلك قد نمنحه قيمة كبيرة..كل ما أطلبه هو أن يهديهم الله وأن يهدي مشجعيهم ومنتجيهم ومن يعرضون أغانيهم عبر شاشات الفضاء العربية الخاصة بالموسيقى.

* من يقف معك في مواجهة الأغنية السائدة الآن من الفنانين؟

ـ هناك أصوات كثيرة أصيلة مثل أصالة وكاظم الساهر وفضل شاكر..وغيرهم الكثير من الأصوات الجميلة.

حوارـ جمال آدم

Email