يعد لإنتاج رواية «كريمة»

مفيد مرعي : أترك للمخرج كامل الحرية في التصرف والاختيار

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يتحول العمل الأدبي المستقل إبداعيا إلى عمل إبداعي آخر عندما يتحول إلى مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي، وتاريخ السينما أو التلفزيون حول عددا من الأعمال الأدبية إلى منتج فني ونذكر في هذا المجال الكثير مثل ذهب مع الريح للكاتبة مرغريت ميتشل، وقصة مدينتين للكاتب تشارلز ديكنز، والكثير الكثير من العناوين. ومن الأعمال الجديدة التي ستتحول إلى عمل فني رواية «كريمة « لمعالي الدكتور مانع سعيد العتيبة التي يتم الآن العمل على تحويلها مسلسلا تلفزيونيا يحمل نفس الاسم مؤلفا من ثلاثين حلقة من إنتاج إماراتي مغربي مشترك وللحديث عن التحضيرات الأولية للمسلسل التقت «البيان» المنتج مفيد مرعي.

* لماذا اخترتم رواية «كيرمة» لتكون عملاً تلفزيونياً؟

ـ تربطني صداقة قديمة مع الدكتور مانع سعيد العتيبة عمرها أكثر من خمسة وثلاثين سنة، وصداقة مشتركة مع مستشاره الإعلامي خليل عيلبوني، ووجدت أن رواية «كريمة» تحمل الكثير من الأحداث المميزة التي وجدنا فيها أنها تصلح لعمل تلفزيوني أكثر منه سينمائي، و قبل سنوات قليلة كنا قد اتفقنا مع مخرج مشهور لإنتاج العمل ولكن لأسباب انشغال المخرج لم يتم التنفيذ.

* أين تدور أحداث المسلسل؟

ـ تدور الأحداث الرئيسية في المغرب لكن أبطال هذه الأحداث من الإمارات والمغرب وسوف يبث المسلسل في رمضان القادم على تلفزيون أبو ظبي، وتلفزيون المغرب القناة الثانية وربما سيتم الاتفاق مع محطات أخرى لعرضه في نفس التوقيت.

* ما الأسماء المرشحة للعمل في المسلسل؟

ـ سيقوم المخرج حاتم علي بإخراج المسلسل وتم ترشيح بعض الممثلين من المغرب والإمارات وسوريا للمشاركة في العمل، وقد نبدأ التصوير خلال أسبوعين من الآن وذلك بحسب ارتباطات حاتم علي الذي يقوم الآن بإخراج مسلسل عن شخصية محمد علي.

* ما اللهجة التي اعتمدت للمسلسل؟

ـ اعتمدنا اللهجة القريبة ما بين العامية الإماراتية والفصحى المبسطة بحيث تكون قريبة من المشاهدين في أنحاء الوطن العربي.

* هل تعتقد أن السيناريو هو كتابة أخرى للنص وهل ينجح السينارسيت في إيصال المطلوب من الرواية؟

ـ هناك علاقة شد وجذب بين صاحب الرواية وكاتب السيناريو والمخرج، وكثيرا ما نسمع بانتقادات من كاتب النص، ولكن كاتب السيناريو يحاول خلق دراما وفتح خطوط جديدة للأحداث ربما يكون الكاتب قد مر عليها بسرعة، وهذا ما يجعل من السيناريو كتابة أخرى للنص.

* بصفتك منتجاً هل تتدخل في العمل؟

ـ كمنتج لي رأي في كل مراحل العمل كإعلامي ضد أن أفرض رأيي الشخصي أو بطل معين على المخرج، بل أترك له كامل الحرية في التصرف والاختيار.

* قبل تفرغك للإنتاج ما الأعمال التي مارستها على صعيد الإعلام؟

ـ بالأصل أنا مذيع وأميل إلى تعريفي بالمذيع أكثر من منتج، وعملت في إذاعتي فلسطين وصوت العرب بالقاهرة، ثم في إذاعة وتلفزيون أبوظبي، وفي هذه الأثناء كنت مراسلاً للقسم العربي في الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وهنا يجب أن أذكر الشرف الذي منحني إياه معالي أحمد خليفة السويدي الذي كان حينها وزيرا للخارجية حين رشحني للخارجية البريطانية لأكون مراسلاً في أبو ظبي، وبالفعل بدأت المسيرة وتشرفت أن أكون مرافقاً إعلامياً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) في رحلاته إلى الإمارات الشمالية، ورحلاته الخارجية إلى الدول العربية، ودائماً أقول مرافقتي للشيخ زايد وسام أعلقه على صدري مدى الحياة.

كما كان لي الشرف أنني شاركت في العام 19980 في تأسيس جريدة «البيان» وأسست مع الزملاء أول مكتب للجريدة في أبو ظبي.

* كيف اتجهت لعملية الإنتاج وما هي أبرز الأعمال التي قدمتموها للمشاهد العربي؟

ـ من خلال عملي مع ال«بي بي سي» كان يطلب مني أن أؤمن برنامجاً ومسلسلات للتلفزيون في أبو ظبي، ولم يكن هذا مجال عملي، ولكن اتصلت بتلفزيون ال«بي بي سي» وطلبت التعاون بشراء البرامج الوثائقية والمسلسلات على أن نقوم بترجمتها ودبلجتها، وهكذا بدأ عملي في الإنتاج. ومن أبرز الأعمال مسلسل درامي تاريخي أنتج بالاشتراك مع التلفزيون السوري وهو «ياقوت الحموي» وفزنا به كأفضل مسلسل تاريخي في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في العام 1999.

* ما رأيك بالإنتاج التلفزيوني على الصعيد المحلي والخليجي وهل استطاعوا الوصول إلى ما حققته شركات الإنتاج العربية؟

ـ في رمضان الماضي أثبت الإنتاج انتشاره ووجوده ونجاحه وانتشر في كل المحطات غير الخليجية، كانت أزمة اللهجة التي تعيق انتشار أي عمل، لكن بوجود الفضائيات العربية وسهولة الإطلاع عليها، انتشرت اللهجة الخليجية، وأثبتت وجودها بجانب الأعمال السورية واللبنانية.

* هل تعتقد أن الأعمال العربية عموما قادرة أن تعكس الواقع العربي وتلبي احتياجات المشاهد؟

ـ في مجال الدراما قدمت أعمالاً مختلفة في شتى المجالات وبالتأكيد هناك أعمال تركت بصمات ثابتة مثل التغريبة الفلسطينية، صلاح الدين الأيوبي لان البعض أعتمد على التاريخ بإسقاط حاضر العرب المعاش.

واعتقد أن الذي تم إنتاجه والذي يخطط له في الدراما العربية يعتبر جرعة كافية للمشاهد العربي في الظروف الحالية خاصة في ظل انتشار تلفزيون الواقع الذي يسيء ويضيع وقت الناس والمشاهدين بشكل مؤلم، بجانب الإنتاج الفني الغنائي في ظل طفرة الفيديو كليب الذي فاق الأسلوب الغربي في الفلتان والتعري.

* برأيك لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟

ـ لافتقار الموطن العربي إلى الوعي الكافي مع احترامي له، إلى جانب سياسة المحطات التي تهدف إلى الربح وتسعى إليه بكل الطرق، وكل يوم نسمع عن افتتاح محطة جديدة تحاول أن تشد المشاهد من الشريحة الغير مثقفة وهي كثيرة، ولكن يجب ألا ننسى أن المحطات الحكومية مدعومة وموجهة من قبل الدولة وتستطيع أن تعرض ما يتناسب مع احتياجات المشاهد العربي.

حوار : عبير يونس

Email