تستلزم تدخل حكومات المنطقة لتطوير السوق والسياسات

مشاورات لتداول أرصدة الكربون في بورصة دبي للطاقة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف رئيس الإدارة الاقتصادية بسلطة مركز دبي المالي العالمي الدكتور ناصر السعيدي عن إجراء مشاورات مع الأطراف المعنية بغرض تأسيس منصة شاملة لتبادل الأرصدة الكربونية في بورصة دبي للطاقة، مشيرا إلى أن الاتصالات شملت مختلف الأطراف التي لديها الاستعداد للمشاركة في مثل هذا النوع من التداول.

بيد أنه دعا إلى تدخل حكومات المنطقة بغية إعطاء حوافز لتأسيس سوق من هذا القبيل، فيما علق الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للطاقة ل«البيان الاقتصادي» بتأكيده على أن البورصة تدعم تطوير سوق للكربون يخدم المنطقة، وأنها في وضع جيد يؤهلها لأن تكون بمثابة منصة لتعاملات الكربون الآجلة.وذلك بوصفها أول بورصة في المنطقة لتداول عقود السلع الآجلة، وفي التوقيت المناسب، وثمن خبراء وقوع الاختيار على بورصة دبي للطاقة لتكون منصة متاجرة في الأرصدة الكربونية، ووصفوه بأنه اختيار منطقي.ولكنهم قدروا بأنه من المتعين أولا العمل على ضمان توافر أحجام مناسبة من شهادات خفض الانبعاثات الكربونية المعتمدة، كما أنه من المتعين ضمان وجود بائعين ومشترين بما يعزز سيولة التداول على هذه الشهادات.

وفي التوقيت ذاته، استضافت أمس سلطة مركز دبي المالي العالمي ندوة اقتصادية بعنوان تمويل مشاريع الطاقة المتجددة جرى خلالها مناقشة أبرز التحديات التي تواجه تمويل قطاع الطاقة المتجددة. وانعقدت الندوة بالتعاون مع الرابطة الدولية لتمويل المشاريع وبمشاركة من «مصدر»، وهي الندوة 11 ضمن سلسلة الندوات التعريفية التي ينظمها مركز دبي المالي العالمي.:الأطراف المعنية:وفي البداية، صرح الدكتور ناصر السعيدي رئيس الإدارة الاقتصادية بسلطة مركز دبي المالي العالمي ل«البيان الاقتصادي» أن الاتصالات التي تم إجراؤها مع الأطراف المعنية لتأسيس منصة شاملة لتبادل الأرصدة الكربونية تميزت بالإيجابية.حيث أبدى هؤلاء استعدادهم للمشاركة، مشيرا إلى أن بورصة دبي للطاقة تتمتع بمقومات تؤهلها لأن تكون مركزا رائدا لتداول الأرصدة الكربونية في المناطق الواقعة من الشرق من أوروبا.

ودعا الدكتور ناصر السعيدي إلى تحرك حكومات دول المنطقة لدعم ومساندة تأسيس سوق لتداول الأرصدة الكربونية، وذلك من خلال إعطاء الحوافز الكفيلة بإنشاء مثل هذا السوق، وأكد أن مركز دبي المالي العالمي يحظى بإطار تنظيمي قوي وخبرة مالية واسعة تتيح له المساهمة بشكل فاعل في تسهيل عملية تمويل مشاريع الطاقة المتجددة.

مشيرا إلى أن المركز يضم عدداً كبيراً من المؤسسات المالية التي يمكنها المساعدة في تمويل مجموعة من المشاريع الصغيرة والضخمة في مجال الطاقة المتجددة؛ إضافة إلى توفير رأس المال المغامر اللازم لإطلاق هذه المشاريع.

وفي السياق ذاته، علق توماس ليفر الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للطاقة في تصريح خاص ل«البيان الاقتصادي» بقوله ان بورصة دبي للطاقة تدعم تطوير سوق للكربون يخدم المنطقة.

مشيرا إلى أن البورصة تتمتع بوضع جيد يؤهلها لأن تكون منصة تداول لتعاملات الكربون الآجلة، وذلك بوصفها أول بورصة في المنطقة تختص بالتعاملات الآجلة للسلع.

ودعا توماس ليفر إلى اجتماع الأطراف المعنية معا بما في ذلك حكومات دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة لوضع إطار إقليمي لسياسة الكربون وإرساء آلية الإصدار والاعتماد الرسمي للأرصدة الكربونية القابلة للتداول، لافتا إلى أن مثل هذا التحرك من شأنه أن يزيد جاذبية مبادرة تأسيس سوق لتداول الكربون بالنسبة للأطراف المعنية.

مقومات النجاح

وأعرب آرون بيلينبرغ الشريك الرئيسي في شركة لاثام آند واتنر وعضو مجلس أعمال الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا عن اعتقاده بأنه إذا كان هناك مكان مؤهل ليخدم كبورصة وسوق لتداول للأرصدة الكربونية.

فهو بورصة دبي للطاقة التي تعتبر بمثابة خيار منطقي لمنصة تداول الأرصدة الكربونية، حيث انها تتواجد في مركز دبي المالي العالمي الذي يعتبر مركزا ماليا للمنطقة بأسرها، فضلا عن تمتع إمارة دبي بشهرة عريضة في مجال تجارة السلع، وامتلاكها خبرات في مجال تجارة السلع تؤهلها للقيام بمثل هذا الدور.

ولفت آرون بيلينبرغ إلى أن الأمر يحتاج للمزيد من الجهد لتطوير السوق، وقال في معرض رده على سؤال ل«البيان الاقتصادي» بشأن المقومات الرئيسية التي يجب توافرها في دول مجلس التعاون الخليجي لتحفيز إطلاق المتاجرة على أرصدة الكربون قائلا: ان تجميع أرصدة كربون يكون من خلال تنفيذ مشاريع متوافقة مع آلية التنمية النظيفة (ح) لبروتوكول كيوتو الدولي.

ويهدف بروتوكول كيوتو إلى الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وتحديد حصة الانبعاثات الغازية المسموح بها لكل دولة. وتمثل أرصدة الكربون طريقة لخفض هذه الانبعاثات عبر إعطائها قيمة مالية.

وأضاف قائلا: تسمح المشاريع المتوافقة مع آلية التنمية النظيفة (ح) للدول التي يتوجب عليها الالتزام بسقف الانبعاثات، شراء أرصدة الكربون من مشاريع في الأسواق الناشئة التي لم تتجاوز السقف المسموح به من قبل منظمة الأمم المتحدة.

وبذلك، فإن المحصلة النهائية ستتمثل في خفض مستوى الانبعاثات الضارة على مستوى العالم، وإرساء مبادئ التنمية المستدامة، إضافة إلى نقل التقنيات ورؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة.

وعلى نفس المنوال، قال سامي كامل مدير التسويق بشركة جنرال إلكتريك إنرجي في الشرق الأوسط وافريقيا ان بورصة دبي للطاقة تعتبر منصة جاهزة للتداول على أرصدة الكربون، حيث تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها للقيام بهذا الدور.

بيد أنه لفت إلى أن التحدي الرئيسي يتمثل في توافر أحجام مناسبة من شهادات خفض الانبعاثات الكربونية والتي يتم إصدارها من جانب المشروعات العاملة في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية في المنطقة، وبالتالي، تتوافر إمكانية لإطلاق مثل هذه التجارة، عندما يكون هناك حجم كاف من الشهادات.

وتابع سامي كامل حديثه قائلا ان تأسيس سوق للمتاجرة في الأرصدة الكربونية في المنطقة يستلزم تعاون دول المنطقة مع بعضها البعض من ناحية تطوير تنفيذ مشاريع متوافقة مع آلية التنمية النظيفة (ح) لبروتوكول كيوتو الدولي، كما يتطلب ذلك إرساء تعاون بين القطاعين العام والخاص.

تصاعد الاستثمارات

ومن جانب آخر قال الدكتور ناصر السعيدي رئيس الدائرة الاقتصادية بسلطة مركز دبي المالي العالمي في كلمته أمام ندوة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة ان الإمارات تعد إحدى الدول الرائدة عالمياً على صعيد الاستثمار في المشاريع الضخمة للطاقة المتجددة، حيث أطلقت مبادرة «مصدر» واستضافت أبوظبي مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وقدر الدكتور ناصر السعيدي بأن منطقة الشرق الأوسط قد شهدت في عام 2009 استثمارات بقيمة 1.67 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة، وهو ما يمثل ارتفاعاً ملحوظاً مقارنةً بـ 745 مليون دولار التي تم استثمارها في عام 2007.

ولفت أن الأزمة المالية العالمية كشفت مدى الحاجة إلى توفير مصادر تمويل بديلة، وتأسيس إطار قانوني راسخ لدعم عملية تمويل مشاريع الطاقة المتجددة بغية الحفاظ على موقع الصدارة في هذا القطاع دائم التطور.

ومن جهته، قال جيف هالي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الرابطة الدولية لتمويل المشاريع: تمثل مشاريع الطاقة المتجددة تحدياً حقيقياً أمام الحكومات حول العالم، خاصة وأن تطوير هذا النوع من مصادر الطاقة بأسرع زمن وأقل تكلفة ممكنين بات ذا أهمية كبرى إثر حادثة التلوث النفطي في خليج المكسيك.

وفي هذا الإطار، ترحب الرابطة بمبادرة مركز دبي المالي العالمي الرامية إلى رفع الوعي بضرورة إيجاد طرق بديلة ومستدامة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة.

دبي ـ مجدي عبيد

Email