تاريخها يعود إلى عام 500 قبل الميلاد ويقصدها محبو الأوبرا والمسرح والموسيقى الكلاسيكية

«ليالي الأنس» تزيد فيينا جمالاً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فيينا تلك المدينة الساحرة إنها مدينة «الأنس» والجمال، عاصمة النمسا، وإحدى مقاطعاتها التسع، وأهم مدنها، يبلغ عدد سكانها قرابة 7 ,1 مليون نسمة، وتعتبر مركزاً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً وتقع في الركن الشمالي الجنوبي من أوروبا الوسطى، بمحاذاة جمهورية التشيك، وسلوفاكيا وهنغاريا.

وقد اعتبرت من قبل اليونسكو في عام 2001 موقعاً تراثياً عالمياً. ويرجع تاريخ فيينا إلى العام 500 ق.م حيث كانت في الأصل مستوطنة كلتية. وما لبثت أن أصبحت في عام 15 ق.م حصناً رومانياً متقدماً باسم «فندوبونا» تصد هجمات القبائل الجيرمانية ضد الإمبراطورية الرومانية، من الشمال. وتحولت «فيينا» في العصور الوسطى إلى ثغر لمملكة «بانبيرغ». وفي عام 1440 أصبحت مقراً لعائلة «هاسبورغ» ومنها تدرجت لتصبح العاصمة السرية للإمبراطورية الرومانية المقدسة، ومركزاً للفنون والعلوم والموسيقى، وقد توقفت الغزوات العثمانية لأوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر على أبوابها مرتين وفي عام 1805، أصبحت فيينا عاصمة للإمبراطورية النمساوية، والتي أضحت فيما بعد الإمبراطورية النمساوية ـ الهنغارنية. ولعبت دوراً مهماً في سياسات أوروبا والعالم، بما فيها احتضانها لمؤتمر فيينا عام 1815.

وفي عام 1918 بعيد الحرب العالمية الأولى أصبحت فيينا عاصمة لجمهورية النمسا الأولى، وسرعان ما فقدت مكانتها بين عام 1938، ونهاية الحرب العالمية الثانية لصالح برلين. وفي عام 1945، نجح «هجوم فيينا» الذي قام به السوفييت ضد السيطرة الألمانية على فيينا، حيث حوصرت المدينة قرابة أسبوعين قبل أن تسقط في أيدي السوفييت. وفي عام 1945 عادت فيينا مرة أخرى عاصمة للنمسا، حيث قسمها الحلفاء إلى أربع مناطق. وتعتبر فيينا غنية بتراثها الفني والثقافي، حيث تزخر فيها المسارح والأوبرات والموسيقى الكلاسيكية، والفنون الجميلة. ويعتبر مسرح «بورغ ثيتر» أحد أرقى المسارح في العالم الناطق بالألمانية إلى جانب فرعه «أكاديمثيتر». كما يتمتع مسرح «فلوكس ثيتر فاين» والمسرح الكائن في دير «جوزيف ستاد» بسمعة حسنة. وهناك مسارح أخرى صغيرة. كما تحتضن فيينا عددا من بيوت الأوبرا، بما في ذلك «ستاتسوبر» و«فولكسوبر» وتؤدي الحفلات الكلاسيكية في أماكن شهيرة مثل أفايز «موزيك فيراين»، مقر الأوركسترا الفلهارمونية.

كما تقدم عدة فرق موسيقية عروضاً خاصة بالسياح، وخصوصاً أعمال وولفغانغ آمودبوس موزارت ويوهان شتراوس. ولقد اشتهر مسرح «دير فاين» بتقديمه حفلات موسيقية راقية، غير أنه كرس نفسه مؤخراً للأوبرا. وكانت أنجح المسرحيات الموسيقية مسرحية «اليزابث» التي ترجمت في وقت لاحق إلى لغات عدة أخرى وعرضت في أنحاء العالم. وتزخر فيينا بعدد كبير من المتاحف، ويضم متحف سكاتلزامر (الحزينة) الكائن في «هوفيورغ» المجوهرات الملكية الخاصة بأسرة «هابسبورغ»،. كما خصص متحف «سيسي»، وهو المخصص للملكة اليزابث أمالي يوجيني ملكة النمسا، ويسمح للزوار بمشاهدة المقصورات الملكية إضافة إلى الخزانة الفضية. ويقع قبالة «هوفبورغ» متحف «كونستسورتيش» ومتحف «نيتشرهستوريتش» اللذان يضمان لوحات كثيرة من قبل رسامين قدماء وكلاسيكيين. ومن جهة أخرى، فإن عدداً آخر من المتاحف، يقع في حي المتاحف، وهي المقصورات الملكية السابقة التي أحيلت إلى مجمع للمتاحف في تسعينات القرن الماضي. وتضم متحف الفنون «مؤسسة لودفيغ» ومتحف ليوبولد، إضافة إلى صالات أخرى، تضم معارض، ويحتوي قصر ليختشتاين على واحدة من أكبر المجموعات الفنية العالمية.

وهناك متاحف أخرى في فيينا من بينها متحف التاريخ الحربي، والمتحف الفني، ومتحف التاريخ الطبيعي، الذي يوفر رحلة ممتعة في الطبية الخلابة، من الحشرات إلى الأحجار الكريمة، ومن المعادن إلى الديناصورات ومتحف «فيينا كلوك ميوزيم» و «باريال ميوزيم» وفي فيينا يستطيع الزائر روية طرز معمارية كثيرة. مثل رومانيسك روبير شكيريش، وباروك كارلزريش، وتتفاوت الطرز بين المباني الكلاسيكية إلى المباني الحديثة.

وقد أدخلت في تسعينيات القرن الماضي أحياء جديدة، ومشاريع معمارية توسعية، في المناطق المحيطة بـ «دوناشدات» «شمال الدانوب» وفاينبرغ «جنوبي فيينا» ويعتبر «ميلينيوم تاور» وارتفاعه 202 متر. والكائن في «هاندلسكاي» أعلى مبنى في فينيا.

ولقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة، إنجاز عدد من المشاريع العمرانية الحديثة، تضم عناصر معمارية معاصرة، إلى جانب المباني القديمة، مثل إعادة ترميم وإحياء «جاسوميتر» القديم عام 2001 وتمتاز معظم المباني في فينيا بانخفاضها، وهناك حوالي 100 مبنى لا يزيد ارتفاعها على 40 متراً ويجيء قرار المحافظة على انخفاض المباني المترفعة بموجب تشريع يهدف إلى المحافظة على الرقع الخضراء، والمناطق المخصصة كتراث ثقافي عالمي.

وتعتبر فينيا مركزاً ثقافياً رئيسيا للنمسا وموطنا لكثير من الجامعات والكليات المهنية والجمنازيوم. ومن أهم الجامعات أكاديمية فينيا للفنون الجميلة، والأكاديمية النمساوية الدبلوماسية، وجامعة فيينا الطبيعية، وجامعة فيينا للفنون التطبيقية، وجامعة فيينا، وجامعة فينيا للطب البيطري، وجامعة للاقتصاد وإدارة الأعمال، وجامعة للتكنولوجيا، ومن المدارس الدولية، المدرسة الأميركية في فينيا.

ومدرسة الدانوب الدولية، و«ليسيه فرانسيه دوفيين» وتتمتع هذه البلاد بشبكة واسعة من المواصلات، تضم الحافلات والترام، التي تعتبر الثالثة على مستوى العالم، وخلال ساعات الليل، تواصل المواصلات العامة، عملها عبر الخطوط الليلية، العاملة في جميع الطرق الرئيسية، وعادة خلال كل نصف ساعة. وتتوفر التذاكر لجداول زمنية مختلفة، سواء كانت شهرية أو سنوية أو لمدة 24 ساعة.

ويتعين شراء التذاكر وختمها في الغالب. قبل الصعود إلى الحافلة، أو دخول المحطة ولا يتم التفتيش على التذاكر، عند دخول المحطات والصعود، بالرغم من إجراء عمليات تفتيش منتظمة على جميع الطرق، وهناك عدد كبير من المحطات الأصغر حجماً، تشكل أهمية بالغة لحركة الركاب المحلية. ومنذ تسعينات القرن الماضي، تولت محطتا «ويستبانهوف» و «سود بانهوف» جميع الرحلات البعيدة. كما تتوقف عدة قطارات في «هوترلدورف» و «مايدلنغ» ومن جانب آخر، يقع مطار فيينا الدولي، في الضاحية الجنوبية من فيينا.

وفي أعقاب محادثات مطولة مع الأحياء المحيطة تم الاتفاق على توسعة طاقته، بإضافة مدرج ثالث وفيما يخص مياه الشرب، فإنها تجلب إلى المدينة عن طريق خطي أنابيب ضخمين وبنيا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وتعتبر «فيينا من أكثر مدن العالم خضرة وتختزن عددا كبيرا من الحدائق وتضم «اشتادبارك» و«بورغارتن» و«فولكسجارتنش و«سكلوبارك» في «شلوس بلغدير» وسدوناوبارك» وذابرانر» وآوجارتن» و«فوتيفبارك و«كوربارك» اوبريلا» وتضم المناطق الخضراء «لاير بير» وسفوح و«فانيروالد الذي تمتد إلى الضواحي الخارجية للمدينة وتنتشر الحدائق العامة الصغيرة المعروفة في فيينا باسم «بيسير لبارك» في كل مكان في المناطق الداخلية من المدينة.

وتضم كثير من حدائق فيينا العامة الشهيرة معالم بارزة مثل «شتادبارك» التي تحتضن تمثال جون شتراوس الثاني وحدائق قصر البارون حيث جرى التوقيع على معاهدة الدوقة كما تضم مرابع شونوبرون الملكية حديقة ترجع إلى القرن الثامن عشر أقدم حديقة للحيوانات في العالم أنشئت عام 1752 فضلا عن «دوناونسيل» إحدى دفاعات فيينا ضد الفيضانات وهي عبارة عن جزيرة اصطناعية طولها 1 ,21 كلم بين الدانوب و«نيودوناو» خصصت للأنشطة الترفيهية.

والى جانب ذلك تستضيف فيينا عددا من الفعاليات الرياضية بما فيها «فيينا سيتي ماراثون» التي تستقطب أكثر من عشرة آلاف مشارك في كل عام والذي يجري في العادة في شهر مايو. وفي عام 2005 أقيمت بطولة العالم لهوكي الجليد في النمسا كما كان استاد ارنست هابل ستاديوم مسرحا لنهائيات كأس البطولة الأوروبية في الأعوام 1964 و1987 و1990 و1995 كما ستستضيف نهائيات اليورو 2008، وتضم المناطق السياحية في فيينا قصور هوفبورغ وشونوبرون الملكيين ورايزنارد في «ذابرانر».

وهناك مواقع أخرى ارتبطت بالمؤلفين الموسيقيين الذين عاشوا في فيينا مثل مساكن بتهوفن المتعددة ومقبرة سانت ماركس وموزارت الذي أقيمت له مقبرة تذكارية، كما تستقطب كنائس فيينا كثيرا من الزوار وأشهرها كاتدرائية سانت ستيفن.

والى جانب ذلك تضم فيينا عددا من مكاتب الأمم المتحدة وعددا من المنظمات الدولية والشركات بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية (يونبدو) ومنظمة الدول المصدرة للبترول «اوبك» ووكالة الطاقة الدولية ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي فضلا عن مدرسة الفروسية الملكية الاسبانية وهي المؤسسة الوحيدة في العالم التي حافظت على فن الفروسية الأصيل من عصر النهضة حتى يومنا هذا وهناك أيضا حفلات موسيقية صيفية وأشهرها حفل منتصف مايو الذي يقام بقصر البليدير والحفلات اليومية بمتنزه الأشتات بارك.

حيث تعزفه فرقة كلاسيكية يصحبها باليه في ذات المكان الذي كان يعزف فيه الموسيقار يوهان شتراوس وله تمثال مذهب يضع في الميدان مقابل صندوق الاوبك للتنمية وهو قصر من أجمل قصور المدينة أي أروع الحفلات الصيفية الموسيقية المقامة في الهواء الطلق فتقام بقصر الشونبرون الذي كان المقر الصيفي لأباطرة الهاسبوبورغ أما الحفلات الموسيقية الثنائية فتقام في صالات مغلقة وأشهرها حفل تحييه فرقة الفيلهار مونيكا صباح أول يوم من السنة والجميل في السياحة في فيينا يمكن أن تشاهد أهم المواقع سريعا يساعدك في ذلك أنها دائرية وقلب المدينة هوالاهم من حيث القصور والمتاحف والمتاجر، إضافة إلى المقاهي، التي تفوقت على غيرها لانتشارها وسط الشوارع.

إعداد: وائل الخطيب

Email