«موانئ دبي العالمية» تخصص 500 مليون دولار لتغيير وجه الميناء

ميناء جيبوتي يتحول إلى أكبر مرفأ في شرق إفريقيا بفضل استثمارات الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع مراقبون أن يتحول ميناء جيبوتي الذي شهد حركة لا تتوقف من اجل إدخال تغييرات كبيرة ليصبح في السنوات المقبلة اكبر مرفأ في شرق إفريقيا خلال السنوات المقبلة، وذلك بفعل الاستثمارات الإماراتية هناك. وحتى عندما تميل الشمس إلى المغيب، يواصل البحارة عملهم بجد لتأمين رسو سفينة شحن ضخمة بينما تتخذ رافعات عملاقة مواقعها لتنقل حاويات ثقيلة إلى شاحنات نقل.

وجيبوتي المستعمرة الفرنسية السابقة في ساحل الصومال أضحت الممر المفضل لمناطق شرق إفريقيا الداخلية وخاصة إثيوبيا وسكانها السبعين مليونا وذلك منذ استقلال اريتريا (1993) والنزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا (1998-2000). وتقع جيبوتي على الطرق البحرية بين آسيا وأوروبا والعالم العربي وإفريقيا على أبواب البحر الأحمر.

وفي الميناء أربعة أروقة لتفريغ الحاويات وعشر رافعات ضخمة بعجلات لتحريك الحاويات. ومنذ العام 2000 بدأت حكومة جيبوتي شراكة مع إحدى ابرز الشركات العالمية في مجال إدارة الموانئ مجموعة «موانئ دبي العالمية» التي أصبحت تدير البنى التحتية الحالية بما فيها الجمارك. وقد استثمرت أكثر من 500 مليون دولار في تهيئة الميناء.

وسيتيح إنشاء مبنى جديد لشحن وتفريغ الحاويات في دورالي على بعد عشرة كيلومترات عن العاصمة جيبوتي الذي انطلق العمل فيه رسميا نهاية الأسبوع الماضي وتبلغ قيمته 400 مليون دولار، لجيبوتي استقبال 1,5 مليون حاوية إضافية سنويا. وحين يكون المبنى الجديد جاهزا ستتفوق جيبوتي على ميناء مومباسا الكيني.

وبحسب شركة موانئ دبي العالمية فان «ميناء جيبوتي يملك حاليا طاقة استقبال تبلغ عشرة ملايين طن شحن و400 ألف حاوية سنويا». وتؤكد الشركة ان الميناء الجديد سيكون جاهزا للعمل في نهاية 2008.

وكان تم في فبراير افتتاح مبنى لتفريغ ناقلات النفط بقيمة 130 مليون دولار يمثل المرحلة الأولى من ميناء دوراليه. وتبلغ طاقة هذا المبنى 370 ألف متر مكعب ويمكنه تزويد مئتي شاحنة يوميا. وتمثل هذه الأشغال تحسينا لسبل الوصول إلى دول المنطقة وخاصة السوق المشتركة لدول شرق إفريقيا وجنوبها (كوميسا) الذي يضم 21 دولة يبلغ عدد سكانها 400 مليون نسمة.

وقال الامين العام لكوميسا فيستوس موينشا ان «جيبوتي هي أهم بوابة دخول إلى السوق المشتركة». وأضاف «نأمل في غضون عشرة إلى 15 عاما ان نتمكن من جيبوتي من الوصول إلى الكونغو الديمقراطية، لدينا مشاريع لطرق مواصلات وخاصة السكك الحديدية». ويرحب المستثمرون بهذه التغييرات في جيبوتي التي تعد 800 ألف نسمة وتغلب عليها الأراضي الصحراوية الشحيحة الموارد.

وقال تييري ماريل المسؤول في شركات ماريل ومقرها جيبوتي ان «ميناء دورالي سيتيح لجيبوتي الوصول إلى زبائن جدد بسبب سفن ضخمة تأتي مباشرة من أوروبا وآسيا» وتنقل بين عشرة آلاف و12 ألف حاوية. وأضاف «يمكن ان تصل المواد الأولية إلى جيبوتي ما سيمكن شركات التحويل من القيام بدورها وإيجاد فرص عمل ما يعني على المدى المتوسط المزيد من التصنيع». ويضاف إلى ذلك إنشاء منطقة للتبادل الحر مع الإمارات، ما سيتيح إنشاء شركات جديدة. بوابة لفتح أسواق المنطقة.

بوابة لفتح أسواق المنطقة

تقول زينب كامل علي مديرة سلطة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي ان «طموحنا يتمثل في النهوض بجيبوتي كبوابة دخول للاستثمارات في إفريقيا وبوابة خروج للمنتجين الأفارقة باتجاه أسواق باقي القارات». وجيبوتي هو أول ميناء في شرق إفريقيا يعتمد مواصفات «القانون الدولي لأمن السفن والموانئ» المفروض من الولايات المتحدة.

Email