القراءة نهج حياة راسخ لدى أفراد عائلته

سلطان عبد الله: «رؤيتي» أدخلني رياض المعرفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكتب ورائحة الورق تحيط بك في الغرفة الأنيقة، ضمن منزل سلطان عبد الله محمد صالح، موظف حكومي لدى وزارة الشؤون الاجتماعية سابقاً، وفيها تأخذك مكتبته إلى عوالم أكثر رحابة، للوصول إلى مناهل الفكر والمعرفة والثقافة.

ويحكي سلطان عبد الله وأفراد عائلته، في حديثهم إلى «البيان»، خلال جلسة في منزل الأسرة، عن شغفهم بالقراءة، وكيف أنها باتت تترسخ نهجاً حياتياً يومياً. ويبين عبد الله، أنه ترك مقاعد الدراسة منذ حوالي 23 عاماً، ولكنه عاد إليها وتغيرت حياته من 4 سنوات، بعد أن قرأ كتاب «رؤيتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وهو يقول في الخصوص: إنه أحد أجمل الكتب التي قرأتها في حياتي، كتاب يأسرك عنوانه ومحتواه وغلافه، وفيه الكثير من الأفكار العظيمة والقصص والنصائح، إذ أغنى مداركي، وتعلمت منه الطموح والتمسك بالأهداف، والحرص على النجاح. إنه كتاب حافل بالمعاني والقيم التي تدعونا إلى التفاؤل وشحذ الهمم والعزائم، لتحقيق ما تصبو إليه أنفسنا

وفعلياً، هذا الكتاب حفزني للعودة إلى مقاعد الدراسة. فحالياً أتابع الدراسة في المرحلة الثانوية «منازل»، وبعد سنتين، سألتحق بالجامعة لدراسة القانون، كي أصبح، كما أرنو وأخطط له، من أهم الرجال العاملين في هذا المجال.

تاريخ الإمارات

من مكتبته الأنيقة، بدأ الحوار، وعبد الله، وحيثذاك، شرع في الحديث: كنت من الأشخاص الذين لا يجيدون القراءة، ولكني، ومنذ أربع سنوات، بدأت شراء الكتب، وأصبح لدي شغف بالقراءة، يصل إلى حد الإدمان.. ومكتبتي تحفل بجميع أنواع الكتب، حيث خصصت في المنزل غرفة خاصة بالمكتبة التي تضم باقة متنوعة من الكتب التي منحتها وأضفت عليها سمة الثراء والتنوع..

بالإضافة إلى أنها تشبع متطلبات وحاجات جميع أفراد الأسرة. وركزت في اختياراتي على الكتب المتعلقة بالقانون والشريعة والفقه، لتعلقي الشديد بهذه النوعية من الكتب، ولمزيد من الثراء، طعمت مكتبتي بموسوعة ضخمة في القانون من مصر، ترجع إلى عام 1949. كما أحرص على اقتناء الكتب الجديدة التي تغذي معلوماتي في هذا الحقل.

كذلك، لاحظت تعلقي في الفترة الأخيرة بكتب التاريخ العربي، كما تشغلني كتب علم النفس وتطوير الذات. وأحرص على اقتناء الكتب القيمة، مثل إصدارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

كذلك كتب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. إن مثل هذه الإصدارات الثرية، مهمة جداً، كونها تعكس رؤية القادة وفنون النجاح والعطاء والسلوك القويم. وتحكي عن تاريخ دولة الإمارات، وتستشرف مستقبلها.

ضرورة

يتربع ما يقارب الـ 2400 كتاب ومجلد على أرفف مكتبة سلطان عبد الله، ويشير في الشأن، إلى أنه نتيجة تطور وسائل الاتصال، والقفزة الهائلة في عالم التقنية التي يشهدها عصرنا الحديث.. وذلك حتى صار العزوف عن القراءة سمة من سمات العصر، فإنه أصبح هناك ضرورة ملحة لعودة الإنسان إلى الكتاب مرة أخرى، وتسليط الضوء على هواية القراءة «كنهج حياة».

ويضيف: بناء عليه، نجد أن توجهات قيادتنا ومؤسساتنا في موضوع القراءة، تتعلق باعتبارها سلوكاً ونشاطاً يومياً، ينخرط فيه جميع أفراد المجتمع.

ويقول عبد الله: وصلت اليوم إلى مرحلة أصبحت أعيش فيها حالة من الشغف مع الكتاب، لدرجة أنني أدمنت القراءة، وبت لا أستطيع النوم من دون قضاء أكثر من ثلاث ساعات في القراءة كل يوم، كما أصبحت في مرحلة أختار فيها كتب النخبة من الكتاب، لأقرأ لهم، خصوصاً في مجال القانون، ففي مكتبتي مجموعة من أهم المراجع والكتب القانونية لأبرز الكتاب..

كما خصصت ركناً لقصص الأطفال واختياراتهم من الكتب، لتوفير مناخات مناسبة لهم، تعزز من القراءة، وليتعزز اعتبارها جزءاً من ممارسات حياتهم اليومية، خصوصاً أن اكتساب العلم والمعرفة في الصغر، لا يتأتى إلا عبر المواظبة على القراءة.

إضافة نوعية

ويشيد سلطان عبد الله، بمبادرة «2016.. عام القراءة»، لافتاً إلى أن دولة الإمارات لا تتوقف عن تقديم المبادرات المتنوعة، التي تستهدف الإنسان، باعتباره محور وأساس التنمية.

ويلفت في الصدد، إلى أن مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تمثل إضافة نوعية في فكر وحياة مجتمعنا، وتعزز خطط ومشروعات الارتقاء بالوطن، فليس هناك أغلى من رأس المال البشري.

والدولة أكدت في أكثر من مناسبة، أهمية المواطن والاستثمار في تنمية قدراته المعرفية، وتسليحه بالفكر والعلم والثقافة، حتى تستطيع الأجيال الجديدة أن تواكب التطور الثقافي والعلمي.

وبرأيي أن هذا التحدي المهم، ينبغي أن يقابله تضافر كافة الجهود، وينخرط فيه أفراد الأسرة والمجتمع، بشتى فئاتهم، وذلك لأن الكل شريك في التنمية الثقافية، ومثل هذه المبادرات، تهدف إلى بناء الإنسان، من أجل أن تنير القراءة عقول الشباب، وتصبح القراءة منهج حياة.

نجاح

إن المهمة الحقيقية التي تقع على كاهل كل أب وأم، من وجهة نظر سلطان، هي غرس حب المعرفة والقراءة، والتطلعات العالية الكبيرة في قلب وروح أطفالهم، والنجاح في ذلك، يكون بأن نجعل هؤلاء الأطفال يسعون نحو الرقي. ويكون لديه نهم وحب للمعرفة.

ويقول عن هذا: استطعت من خلال القراءة، تحفيز وتهيئة أبنائي للكتابة، إذ أصبحوا يحبون الكتابة أيضاً، وساعدتهم القراءة بشكل كبير في سرد القصص، وساهمت في نمو المفردات لديهم، كما وزادت ثروتهم اللغوية، وفي العموم، بات الكتاب رفيقهم، والكتابة مرادهم.

متعة القراءة

يقول سلطان عبد الله: هناك مثل يقول «إذا أردتَ أن تسعد إنساناً. فحبب إليه القراءة». وأنا أردت أن أسعد عائلتي على هذا النحو. ويتابع: أود أن ألفت إلى أن عائلتي عاشقة للكتاب، وسعيدة بالقراءة، فأنا أسعى يومياً إلى تشجيع أبنائي على القراءة وتحصيل المعرفة. كما أنني حريص على متابعتهم في ما يقرؤون، فهم في فئات عمرية مختلفة، وتتنوع اهتماماتهم.

وفي هذا الصدد، فإني تلقفت وواكبت مبادرة «2016.. عام القراءة»، من خلال خطة دقيقة وهادفة، خصصت معها لأبنائي يوم الخميس من كل أسبوع، ليجلسوا فيه مدة ساعة كاملة في صحبة الكتاب، ذلك كي يتعودوا على الانجذاب وحب القراءة. ومن ثم، تكون جزءاً حيوياً ضمن جدول أعمالهم اليومي.

وأنا في هذا السياق، أترك لهم حرية انتقاء الكتب التي يرغبون بقراءتها، ولكني، في الوقت نفسه، أراقبهم وأساعدهم على اختيار الكتاب المناسب لهم، وبشكل عام، أهم ما يلفت نظري في الكتاب، هو عنوانه إلى جانب مضمونه. أعتقد أنه لا شيء نقرأه لا يكون مفيداً، فأقل الكتب فائدة، يمكنها أن تكون سبيلاً لتكوين ذائقة أدبية للقارئ العادي، ما يزيد من ثرائه المعرفي، وشعوره بمتعة القراءة.

الحلم

وتبين زوجة سلطان وولداها، مدى حبهم للقراءة، وحرصهم على شراء الكتب على الدوام، ويشير الولدان إلى أن حبهم القراءة كان نابعاً من حب والدهم لها.. ويؤكدان: زايد سلطان عبد الله (15 سنة) ومحمد سلطان عبد الله (10 سنوات)، شغفهم الكبير بالقراءة، وإحساسهم بمتعة مليئة بالتشويق والمغامرات والخيال في الجلسات القرائية مع العائلة.

حلم وعشق

يشدد ابنا سلطان عبد الله، على متانة علاقتهما بالقراءة، التي تحولت ممارسة يومية في حياتهما.

وفي الصدد، يقول زايد سلطان عبد الله: أنا شغف بالقراءة إلى حدود كبيرة، إنها الطريق لتحقيق حلمي في المستقبل، ولوالدي دور نوعي في تنمية هذه الهواية لدي، حيث نناقش معه تفاصيل القصص التي نقرأها، وينصحنا بعناوين كتب شيقة وممتعة. أما أخوه محمد، فهو يوضح أنه يعشق الكتب والقصص الخيالية المنوعة، والكتب المليئة بالصور والمعلومات، والتي تحمل دروساً يستفيد منها.


الكتاب: القراءة السريعة الرائعة

تأليف: فيل تشامبرز

الناشر: مكتبة جرير

الصفحات: 231 صفحة


الكتاب: رحالة وسياسيون «زاروا الإمارات والخليج قبل النفط»

تأليف: محمد فارس الفارس

الناشر: دار الواضح للنشر

الصفحات: 369 صفحة


الكتاب: موسوعة القصص المؤثرة

تأليف: د. أحمد بن سالم بادويلان

الناشر: دار الحضارة للنشر

الصفحات: 512 صفحة


الكتاب: التشريعات الاقتصادية

تأليف: د. السيد عطية عبد الواحد

الناشر: إثراء للنشر والتوزيع

الصفحات: 563 صفحة

Email