بطولة العالم في كرة اليد: أسباب فوز المنتخب القطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلغ المنتخب القطري دور نصف النهائي في بطولة العالم في كرة اليد المقامة حاليا في بلاده، فيما خرج المنتخب الألماني من البطولة. وراء الفوز والهزيمة أسباب وأسباب، فهل ينجح العنابي القطري في إقصاء المنتخب البولندي أيضا؟

أكد الإسباني فاليرو ريفيرا لوبيز مدرب منتخب قطر، بأن فريقه يستحق بلوغ الدور نصف النهائي من بطولة العالم لكرة اليد، وذلك بعد فوزه على نظيره الألماني بنتيجة 26-24 (مساء الأربعاء) مشيدا بالأداء الرائع للاعبيه. وبات منتخب قطر أول فريق آسيوي يبلغ هذا الدور كاسراً الاحتكار الأوروبي.وقال ريفيرا، الذي كان قد قاد منتخب بلاده إلى اللقب العالمي قبل سنتين "قدمنا أفضل مستوى لدينا في كرة اليد. لعب الألمان مباراة قوية أيضا. أنا سعيد بما حققه المنتخب". وأضاف: "لا حدود لطموحنا من الآن فصاعدا، نريد الذهاب إلى المباراة النهائية".

اعتراف ألماني بالتقصير

أما مدرب ألمانيا، الإيسلندي داغور سيغوردسون، فقال "في ضوء النتيجة نشعر بخيبة أمل. كانت مباراة صعبة. لم يرق أداؤنا إلى المستوى المطلوب في بداية المباراة، ولكننا لم نستسلم وضغطنا على المنتخب القطري في الشوط الثاني. لقد كان الحارس القطري، وبكل بساطة، ممتازا في المباراة". حارس مرمى قطر، دانييل ساريتش، اختير كأفضل لاعب في المباراة، وقد علق قائلا: "أنا سعيد وراض. كان الشوط الأول شوطا فوق العادة. وفي الشوط الثاني، قدمنا ما في وسعنا لتحقيق الانتصار الكبير. يعد الوصول إلى الدور نصف النهائي، أفضل إنجاز في مسيرتنا الرياضية".

واعترف نجم المنتخب الألماني، الجناح الأيسر أوفه غيشينيامر، بأحقية المنتخب القطري بالفوز: "استحقت قطر الفوز بالمباراة. أشعر بخيبة أمل لأننا لم نقدم أفضل ما لدينا في المباراة. ولم تكن لدينا الثقة الكاملة لتعديل النتيجة لصالحنا".

كان المنتخب الألماني افتتح التسجيل. وكان ذلك هو التقدم الوحيد له. إذ تسيد المنتخب القطري الشوط الأول وأنهاه لصالحه بفارق 4 نقاط (18-14). وفي الشوط الثاني بلغ الفارق 7 أهداف، إلى أن نجح المنتخب الألماني إلى تقليص الفارق إلى هدف واحد (20-19). وبلغت الحماسة أوجها في الدقائق الأخيرة حيث قلّص المنتخب الالماني الفارق إلى هدفين وقام بهجمة مرتدة سريعة، لكن الحارس القطري العملاق دانيال ساريتش تصدّى لمحاولة إريك شميدت في لحظة حاسمة ليحافظ فريقه على تقدّمه حتى النهاية.

من كواليس المباراة

تمكن أصحاب الأرض، بفضل الحافز المعنوي الكبير للاعبين في "المنتخب المختلط" والمساندة الجماهيرية الكبيرة في هذه المباراة، من مواصلة مسيرتهم الموفقة في بطولة العالم على حساب منتخب "الماكينات الألمانية"، الذي حصل من قبل على لقب بطولة العالم ثلاث مرات. وبالإضافة إلى الأداء الجيد من جانب المنتخب القطري وتوتر أعصاب اللاعبين الألمان والمساندة الجماهيرية، كانت المكافأة المالية وقدرها 100 ألف يورو لكل لاعب عن كل فوز من العوامل التحفيزية المهمة.

وبعد المباراة قال اللاعب الألماني ميشائيل كراوس: "لم نتمكن من السيطرة على المباراة كما يجب، وازداد فارق النقاط ولم نتمكن من تحقيق التعادل". وقال زميله ميشائيل مولر: "أصبنا بخيبة أمل ولكن علينا أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا للفوز أمام كرواتيا، ونحن فخورون بما حققناه، قدمنا عروضا مميزة في مونديال هذا العام، رغم تعثرنا أمام المنتخب القطري".

غياب القطريين عن "العنابي"

لوحظ غياب اللاعبين القطريين عن المنتخب "العنابي" (إشارة إلى لون العلم الوطني وقمصان لاعبي المنتخب)، إذ اعتمدت قطر خلال السنوات الأخيرة على تجنيس لاعبين دوليين من بلدان مختلفة، مستغلة قوانين الاتحاد الدولي لكرة اليد، التي تسمح لأي لاعب دولي أن يلعب لبلد آخر يحمل جنسيته، إذا أمضى ثلاث سنوات دون أي مشاركة دولية.

ويتكون المنتخب القطري في أغلبيته من اللاعبين المجنسين، فهناك أربعة لاعبين فقط ولدوا في قطر، أما البقية فهم مجنسون. وأبرزهم زاركو ماركوفيتش، الذي لعب 30 مباراة دولية مع منتخب مونتينغرو "الجبل الأسود". وحارس المرمى دانييل ساريتش، الذي يقدم أداء رائعا جدا ويعود الفضل الكبير له في سلسلة انتصارات العنابي ووصوله إلى هذه المباراة والفوز على ألمانيا، فقد سبق لهذا الحارس أن لعب 50 مباراة مع منتخب صربيا، وقبلها 7 مباريات لصالح البوسنة. وكذلك الكوبي الأصل رافائيل كابوتي، الذي تألق في مباراة سلوفينيا. إضافة إلى لاعبين من فرنسا ودول المغرب العربي.

وتستكمل غدا الجمعة (30 يناير/كانون الثاني) مباريات دور نصف النهائي لبطولة كرة اليد، بلقاء يجمع بين قطر وبولندا، أما المنتخب الاسباني حامل اللقب فيلتقي المنتخب الفرنسي. وإذا قدم المنتخب القطري أداء مماثلا لما قدمه في مواجهة المنتخب الألماني فحظوظه في بلوغ المباراة النهائية كبيرة.

Email