لاجئ سوري: دروس اللغة هي حجر أساس الاندماج بألمانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرّ علاء هود من العنف في سوريا. وبعد رحلة استمرت شهورا انتهى به المطاف في مدينة بون الألمانية وتم الاعتراف بطلب اللجوء السياسي الذي قدمه. وللاندماج في المجتمع، عليه أخذ دورة تساعده على حياته الجديدة في ألمانيا.

"هذا مثل زمان أيام المدرسة"، يقول علاء مبتسماً ويمسح بيده على لحيته ويشير إلى مقعد الدراسة أمامه، حيث يوجد كتاب ودفتر وقلم. يتعلم مع علاء اثنا عشر رجلا وامرأة في المدرسة الواقعة في وسط مدينة بون. "الفرق أن لا أحد يضربني هنا على أصابعي حين أرتكب خطأ"، يقول الشاب البالغ من العمر 28 عاما. ثم تدخل امرأة شقراء في نهاية الثلاثينات غرفة الصف وتكتب اسمها على اللوح باللون الأحمر وتلتفت إلى الطلاب وتقول: "صباح الخير، لأنااسمي لاريسا كوخ، أنا معلمتكم. أنا من أوكرانيا".

الاندماج في دورة؟

خمسة أيام في الأسبوع يشارك علاء والآخرون في دورة للاندماج من الاثنين وحتى الجمعة ولمدة أربع ساعات في كل يوم. علاء وثلاثة آخرون جاؤوا من سوريا ومعهم امرأة مهندسة من العراق وثلاث نساء من الهند وآخر من تركيا وتجلس أمامه امرأة من الصين. وجميعهم يريدون تعلم اللغة الألمانية.

تقول أليف راينيكه موظفة العلاقات العامة في المدرسة، "إن الطلب على هذه الدروس كبير جدا". وفي السنة الماضية شارك 142 ألف أجنبي في هذه الدورات، أما في الربع الأول من هذه السنة، فبلغ عددهم 70 ألفا. "جميع الدورات ممتلئة حتى نهاية 2016"، تقول راينيكه، وتضيف أن بعض اللاجئين يضطر للانتظار شهورا عديدة للحصول على مقعد في دورة. دورات تعليم اللغة هذه تمولها الدولة لمن نالوا حق اللجوء السياسي فقط.

وبسبب تزايد أعداد اللاجئين بدأت مدرسة اللغة في بون بتقديم برامج إضافية "في كل دورة اندماج نحجز مقعدا للاجئ لم يتم البت بطلب لجوئه السياسي بعد"، تقول أليف راينيكه، وهذا المقعد تتحمل المدرسة تكاليفه.

وبعد 600 ساعة من الدروس، يتعين على المشاركين أن يكونوا قد تعلموا من اللغة الألمانية ما يكفيهم لمزاولة أمور حياتهم اليومية. وهذا يشمل العمل والسكن والتسوّق. كما يتعلمون كتابة الرسائل والتقدم لوظائف باللغة الألمانية. ومن ينجح في امتحان شفهي في نهاية هذه الدورة، يمكنه المشاركة في دورة أخرى مدتها 60 ساعة للتعرف على تاريخ ألمانيا وثقافتها وعادات الألمان وقيمهم. وهذا يساعد اللاجئين بالحصول على الجنسية الألمانية.

"حجر أساس لكل شيء"

فر علاء من قريته الواقعة جنوب دمشق والتي تعرضت لعدة هجمات من مقاتلي الجيش السوري الحر أو جبهة النصرة وقوات النظام السوري. وقد حاولت هذه الأطراف إجباره على الانضمام إليها، فقرر الفرار من سوريا إلى لبنان ثم إلى تركيا واليونان حتى وصل ألمانيا، مخلفاً وراءه زوجته وابنه البالغ من العمر 3 سنوات. وفي ألمانيا تنقل بين مراكز إيواء اللاجئين لينتهي به المطاف في بون حيث اعترفوا بحقه في اللجوء السياسي. وقد حصل علاء على جواز سفر مؤقت ويسمح له بالعمل، لكنه يقول إنه لن يستطيع إحضار عزوجته وابنه بدون عمل. لذلك فهو متحمس لتعلم اللغة الألمانية كي يعثر على عمل سريعا. ويقول: "نقول بالعربية حجر الأساس"، أي أن هذه الدورة هي حجر الأساس لحياته في ألمانيا.

Email