تداعيات سقوط الرمادي على إدارة أوباما

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر سيطرة تنظيم "داعش " على الرمادي العراقية غياب إستراتيجية شاملة للأميركيين لمواجهة التحديات الإرهابية في الشرق الأوسط. ورغم تزايد الضغط على باراك أوباما للتدخل، إلا أن الخبراء يستبعدون ذلك حاليا.

بعد التطورات الأخيرة في العراق يشعر الإنسان بالحزن من أجل كل مسؤول أميركي مُجبر على شرح سياسة بلاده في العراق وسوريا للرأي العام الأمريكي، كجيف راتكه، المتحدث باسم وزارة الخارجية. أما السبب فهو سيطرة ما يسمى بتنظيم " داعش " على الرمادي. المسؤول الأميركي صرّح للصحافة بأن ذلك هو بمثابة نكسة، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة "ستساعد العراقيين على استرجاع الرمادي". وخلال مقابلة صحفية حول نفس الموضوع مع مجلة "ذي أتلانتيك"، لم يعط الرئيس الأميركي باراك أوباما انطباعاً بالثقة والسيطرة حيث قال: "لا أعتقد أننا نخسر، ففي كل حرب، هناك صعود وهبوط". مضيفاً أن ما وقع في الرمادي هو "انتكاسة تكتيكية"، لا أكثر.

أوباما عاجز عن إيجاد حل؟

ويبقى السؤال المطروح، هو ما إذا كان الرئيس أوباما يؤمن بنصر سريع في الحرب ضد الإسلاميين؟. أما الإجابة فهي أنه من المرجح بالكاد يؤمن بذلك. فالجيش الأميركي أوضح أن الحرب ضد إرهاب ميليشيات تنظيم " داعش " قد تستغرق سنوات عديدة، ويبدو أن التكتيك الفعلي للرئيس الأميركي أوباما يتجلى في تضييق الخناق على نفوذ الإسلاميين في العراق وسوريا ما أمكن. ومن الواضح أن السعي "لهزم المقاتلين الإرهابيين وتدميرهم"، كما أعلن أوباما ذات مرة، هو في الوقت الحالي هدف غير واقعي، ما يعني أن أوباما سيترك هذه المهمة لخليفته القادم في منصب الرئاسة.

هذا الموقف يغضب خصوم أوباما السياسيين كجون بونر، رئيس مجلس النواب الذي قال" لمدة عامين وأنا أطلب من الرئيس لوضع إستراتيجية شاملة في ضوء التهديد الإرهابي المتزايد. فنحن لا نتوفر على أي إستراتيجية شاملة". لكن رغم كل تلك الانتقادات الموجهة لأوباما فحتى الديمقراطيون ليس لديهم حل للوضع الصعب في العراق. فالسناتور جون ماكين طالب عبر شاشة التلفزيون بإرسال 100 ألف جندي أميركي إضافي إلى العراق بهدف طرد مقاتلي " داعش " هناك.

نسبة كبيرة من الأميركيين مع التدخل

وفق لنتائج دراسة قام بها مركز بيو Pew للأبحاث فإن47 في المائة من الأميركيين مع استخدام القوات البرية في العراق، مقابل معارضة ل 49 في المائة. وقبل بضعة أشهر، كان عدد المعارضين أكبر بكثير، وهو ما يشجع متشددين مثل جون ماكين لمواصلة وعوده بإرسال جنود أميركيين إضافيين إلى العراق. كما عبر ماكين عن أمله أن يدفع الضغط السياسي على البيت الأبيض إلى تغيير الرئيس لموقفه.

وإلى حدود الوقت الحالي فإن أوباما يرفض إرسال قوات برية إلى العراق، وبدلاً من ذلك يعتمد على المقاتلات الأميركية لمواجهة الإسلاميين. ومؤخراً أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال ألفي صاروخ إضافي مضاد للدبابات للجيش العراقي. كما أن المستشارين العسكريين الأميركيين سيواصلون تدريب المقاتلين العراقيين. وإلى حدود الوقت فعملية تدريب القوات العراقية تلك أظهرت نجاحا محدوداً، ففي كثير من الأحيان يهرب جنود القوات العراقية كلما تقدم المقاتلون الإسلاميون.

انقسام العراقيين يصعب الأمر

هؤلاء الإسلاميون يستمدون قوتهم من ضعف الشعب العراقي، الذي ازداد انقساماً في الآونة الأخيرة. فالشيعة الذي يتولون الحكم يرفضون تزويد المقاتلين السنة بالسلاح والمال، بسبب انعدام الثقة. كما أن السنة ينظرون إلى مساعدة إيران للحكومة العراقية بعين الريبة. وفي النهاية لا أحد يتوقع أن يذهب الأمريكان للقتال على الجبهة ضد الإرهابيين، حتى رغم تزايد عدد المواطنين الأميركيين الذين يطالبون بمواجهة تنظيم " داعش ".

وفي حوار مع DW يقول لورانس هاز الخبير في سياسة المحافظين لدى "مجلس السياسة الخارجية الأميركية": لقد وضعنا أمامنا هدف القضاء على تنظيم " داعش "، لكننا خائفون من التكلفة التي يتطلبها تحقيق ذلك الهدف".

Email