مسرحية شكسبيرية على خشبة الشارقة بأداء سوري

«الليلة الثانية عشرة» معالجة إنسانية على جناح الحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن كتبها المسرحي الإنجليزي وليام شكسبير( ‬1564-‬1617)، عرضت مسرحية ( الليلة الثانية عشرة) مرارا وتكرارا، في شتى بقاع الأرض، لذلك كان من المنطقي أن يطرح السؤال حول جدوى عرضها مجددا، على خشبة مسرح الشارقة للفنون المسرحية، مساء أول من أمس، بنسخة عربية من إخراج دكتور عجاج سليم، وأداء طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، حيث يرى مخرج العمل ومدير المعهد أن الجديد الذي يقدمه هذا العرض ربما يكمن في أن أكثر النصوص التي قدمت في العالم ولا سيما في الأكاديميات والمعاهد المسرحية هي نصوص شكسبيرية أثبتت خلال أربعة قرون من الزمن حضورا جماهيريا لافتا.

فضلا عن أن شكسبير عندما كان يكتب للمسرح كان يفكر، في الوقت نفسه، بما يمكن أن يحدث على الخشبة، والطالب المسرحي بحاجة إلى هكذا نصوص تقدم شخصيات على أكثر من مستوى وذات أبعاد درامية كاملة، بالإضافة إلى أن النص الشكسبيري نص محبوب من البداية إلى النهاية والنصوص الكلاسيكية عموما تمثل فرصة كبيرة لهذا الطالب في إطار برنامج تكوين وتأهيل الممثل المعتمد في المعهد السوري، الذي يحرص على جعل أعمال طلابه ترى النور خارج أسواره. لا سيما وأنها تعتبر بحد ذاتها حدثا ثقافيا مهما في مدينة دمشق.

 

وقائع وكوميديا

ويأتي هذا العرض، الذي استمر لمدة ساعة وعشرين دقيقة، ضمن اتفاقية التعاون بين مجموعة مسارح الشارقة، والمعهد العالي للفنون المسرحي في دمشق، وشارك فيه كل من: أسامة حفيري، وإيناس زريق، وجيانا عنيد، وروبين عيسى، وريما سلوم، وحسين الشاذلي، وشادي عفوف، ومحمد حمادة، ومحمد رفاعي. وصمم السنوغرافيا ماهر هربش، بينما يروي قصة الأخ والأخت سباستيان اللذين تحطمت سفينتهما وتفرقا، وفي رحلة بحث الأخ عن أخته يقع كل منهما في الغرام، وتحدث الكثير من الأحداث التي يحكمها القدر إلى حد كبير، وفي نهاية العمل يلتقي الأخ والأخت، كما يتمكن كل منهما أن يحظى بمن أحب، وفي العمل تتبدى وقائع فيها الكثير من السخرية، والعمل كما هو معروف فيه قدر كبير من الكوميديا التي تكشف في سياقها عن تناقضات النفس البشرية، حيث الحب قادر على أن يقف في وجه أي شكل من أشكال التسلط.

 

مزاوجة

أما من الناحية الإخراجية، فإن العمل يرتكز على أداء الممثل في المقام الأول، بقالب مرح فيه الكثير من التنوع الطرح والمعالجة، مثل التهريج، والرقص، والمبارزة، وإظهار طاقات الممثل الجسدية، ومرونة أدائه، كما مال العمل إلى المزاوجة بين أصالة العمل وبين استخدام إشارات حديثة كما في الموسيقى العصرية، وتأتي هذه المزاوجة لتؤكد على طاقة النص التي لم يستنفدها الزمن بعد، حيث يؤكد مخرج العمل على الطابع المعاصر للنص من خلال فكرته وطرحه لمنظومة القيم الأخلاقية في المجتمع.

وكانت (المجموعة) قد كرمت بحضور إسماعيل عبد الله رئيس جمعية المسرحيين، قبيل العرض، المشاركين في دورتي الإضاءة اللتين نظمتهما في الشارقة والمنطقة الشرقية، ضمن برنامج التأهيل المسرحي المستمر. كما كرمت المشرف عليها ماهر هربش مدير قسم التكنولوجيا وإدارة الخشبة في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وكان عدد المشاركين في الدورتين قد تجاوز أكثر من ‬30 مشاركاً ومشاركة، وبهذه المناسبة ألقى محمد بن جرش، مدير عام مجموعة مسارح الشارقة، كلمة قال فيها :(إن تبني مجموعة مسارح الشارقة لبرنامج التأهيل المسرحي المستمر، يأتي استجابة منطقية لضرورات يفرضها الواقع المسرحي في الإمارات).

بينما أكد سليم على أهمية برنامج التأهيل المسرحي المستمر الذي تبنته (المجموعة). وقال إن الدعم الذي توليه مختلف المؤسسات المسرحية الموجودة في الشارقة، مثل (المجموعة) والهيئة العربية للمسرح وجمعية المسرحيين، يؤكد على الأهمية التي توليها الشارقة لهذا الفن، واعتبر أن الشارقة قد أصبحت قبلة المسرحيين العرب في زمن طغت فيه الدراما التلفزيونية والصورة ووسائل الاتصال الحديثة.

 

Email